غاسبريني مدرب الإنتر: أظهرنا قوتنا وسيكتمل نضوجنا مع بداية الدوري

خسر السوبر الإيطالية وأول لقاء دربي له لكنه متفائل بفريقه

TT

من المؤكد أن جان بييرو غاسبريني، مدرب الإنتر الجديد، لا يمكن أن يكون سعيدا الآن لأن مباراة الدربي أمام الميلان وبطولة لكأس السوبر الإيطالي قد فقدهما من بين أصابعه مثل الرمال، بعد أن كان طوال الشوط الأول هو المتقدم على خصمه.

ولكن غاسبريني نجح، على أي حال، في بث طمأنينة مع إدراك كامل للمادة الخام التي يعمل عليها وثقة مطلقة في العمل الذي يسعى لحمله إلى الأمام مع مجموعة لاعبي فريقه.

ويكفي أن نستمع إلى رده على من لم يستوعب السبب وراء قرار غاسبريني بين الشوطين وبعد 45 دقيقة من السيطرة الخططية، بإرجاع خافير زانيتي إلى خط الدفاع والتخلي عن الزيادة العددية في وسط الملعب، الأمر الذي كان قد حزم تحركات الميلان خلال بداية اللقاء. وقد صرح مدرب الإنتر، عقب انتهاء المباراة، بهذا الشأن قائلا: «بالفعل في نهاية الشوط الأول برزت أمامنا صعوبة متعلقة باختراق خط دفاعنا، مشكلات ترتبط بالسرعة والشراسة. لم نعد حينها قادرين على التصدي لهذه الهجمات وسمحنا لهم بلعب الكثير من الكرات. إذن، المشكلة لم تكن في تغير طرق اللعب، بل كانت في خط دفاع الفريق بأكمله. لو كنا نجحنا في الظهور بالأداء الجيد نفسه الذي بدأنا به اللقاء، لما هربت منا مباراة كانت بين أيدينا. لقد كنا، على العكس، قلقين. ومقارنة بفريق الميلان كانت تنقصنا تجربة المباريات الحقيقية التي تسمح لك بإيجاد التدابير السليمة وتجنب الهجمات التي أصابتنا».

ما بين حروب مورينهو ورثاء بينيتيز الدائم و«السعادة والجمال» في تصريحات ليوناردو، منذ فترة طويلة لم يوجد على مقاعد الإنتر مدرب يتحدث عن كرة القدم، وها هو جان بييرو غاسبريني ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ ويقول: «بغض النظر عن مرارة الهزيمة، هذا اللقاء يظل بالنسبة إلي بمثابة نقطة انطلاق جيدة. فقد ظهر الإنتر طوال اللقاء كفريق واحد واتسم بالشخصية داخل الملعب والرغبة في القيام برد الفعل، حتى في نهاية اللقاء، عندما كانت الطاقات، حقا، قليلة. وهذا الأمر كنا نعلمه من قبل التوجه إلى الصين، كنا ولا نزال في حاجة إلى فترة أطول من الاستعدادات. لو أننا خضنا هذه المباراة في غضون شهر مقبل لم نكن لنتعثر في الشوط الثاني بهذا الشكل الاستسلامي. ولكن لا ينبغي أن تنزع عنا هذه النتيجة الحماسة، فنحن لدينا هوامش كبيرة للغاية تدل على نضجنا. أنا على ثقة من أننا في نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي سنكون أقوى وأكثر صلابة وتنافسية. بغض النظر عن التطورات المتعلقة بسوق الانتقالات».

ولأن غاسبريني كان مجبرا، بعد انتهاء اللقاء، على الحديث عن موقف شنايدر وكذلك إيتو، صرح مدرب الإنتر قائلا: «رغم أننا نستعد منذ أيام لمباراة مهمة، فإنه ليس هناك حديث سوى عن احتمالات رحيلهما عن الفريق».

وعن انتقال شنايدر لمانشستر سيتي، يقول: «لا أعلم عن هذا الأمر شيئا، سنرى ذلك خلال الأسبوع المقبل، غير أن شنايدر لم يصرح لي بأنه يرغب في الرحيل، أما إيتو فأعتقد أنه قدم كل ما كان بوسعه. ومن المؤكد أن اللاعب لم يعد إلى كامل لياقته، لقد لعب في قلب الهجوم بسبب ظروف طارئة إلا أنه عندما يكون إلى جانب باتسيني، الذي أقدره تماما، ومع عودة ميليتو فمن الواضح أنه سيتعين علينا تقديم أداء مختلف». إجابة من الممكن أيضا قراءتها على النحو التالي: «لدينا في الفريق مهاجمان آخران بشكل صريح، ولذا عندما سيستعيد إيتو كامل لياقته فسيكون من الأفضل لو عاد للانطلاق من على الأجناب».

ثم وصل الحديث إلى ذكر اللاعبين المتحمل عودتهم إلى الفريق قريبا: «كم كان مؤثرا غياب مايكون وناغاتومو؟ لقد قمت باستبدال ألفاريز لأنني كنت بحاجة إلى إنعاش الفريق، وقد قدم فاراوني واوبي أداء جيدا، من المؤكد أنه بوجود لاعبي أجناب آخرين في الفريق سيكون لدينا الكثير من البدائل. ولا يمكننا نسيان لوسيو وكامبياسو وميليتو. لقد كان لقاء اليوم بمثابة عبارة بين قوسين. الآن بإمكاننا، حقا، التفكير في النشيد الخاص بالموسم المقبل». وتجدر الإشارة إلى أن قطع الأرجنتيني خافير زانيتي، قائد الإنتر، إجازته في اليونان لينضم إلى صفوف الإنتر المشاركة في مباراة بكين لم تؤت ثمارها، فمثلما حدث منذ موسمين أمام لاتسيو، تعين على قائد الإنتر مرة أخرى أن يترك شرف حمل كأس السوبر الإيطالية إلى لاعب غيره. هذه المرة خسر الإنتر أيضا بنتيجة 2 - 1 غير أنه في عام 2009 كان الإنتر هو المسيطر تماما على اللقاء، أما هذا العام فقد كان اللاعب الأرجنتيني هو أول من أقر بعدم رضائه عن أداء فريقه. وقد أوضح زانيتي بعد انتهاء اللقاء قائلا: «بعد شوط أول جيد أحكمنا فيه قبضتنا على الملعب جيدا أصابنا بعض الارتباك في الشوط الثاني. لقد قمنا ببعض التعديلات، ربما اعتقدنا أن باتو قد يتم الدفع به مبكرا. ولكن هذا أمر وارد بالنسبة لفريق في مرحلة إعداد مهمة وجيدة من الناحية الخططية أيضا. لا يزال يلزمنا الوقت. المهم هو أن نفحص الأخطاء المرتكبة حتى لا تتكرر مرة أخرى وندخل إلى بطولة الدوري ونحن مستعدون جيدا. الاعتراض على هدف تعادل الميلان؟ كان هناك خطأ من جانبا ولكنه من المتأخر الاعتراض. من الأفضل أن نتمسك بالأمور الجيدة التي أظهرنا خلال اللقاء ونحاول العمل على السلبيات». أما ديان ستانكوفيتش، الذي شارك في اللقاء على الرغم من الإصابة التي يعاني منها في الركبة اليسرى، فقد صرح عقب اللقاء قائلا: «أشعر بغضب شديد لأننا في الشوط الأول لم نستقبل، تقريبا، أي كرات من الفريق المنافس عدا الكرة التي اصطدمت بالقائم، بينما في الشوط الثاني انخفض مستوانا وتفوقوا هم علينا. لقد حسمت نتيجة اللقاء، على أي حال، من خلال بعض اللقطات البسيطة. نحن موجودون معا في معسكر الفريق منذ 20 يوما فحسب، ولذلك ينبغي النظر إلى نصف الكوب الممتلئ. لقد ظهرت في الشوط الأول نتيجة عملنا في بداية المعسكر. لقد ظهرنا بشكل رائع للغاية في أول 35 دقيقة من اللقاء وسيطرنا على الملعب وأدرنا المباراة على أفضل وجه. ثم قام الميلان، بصراحة، بزيادة الكثافة ونحن واجهنا صعوبة». أما تياغو موتا فقد أوجز تصريحاته في عبارة: «هزيمة يصعب هضمها».

يشعر أيضا جوليو سيزار، حارس مرمى الإنتر، بالمرارة إزاء هذه الخسارة، ولكنه أطلق في تصريحاته رسالة مهمة متعلقة بسوق الانتقالات: «كصديق وأيضا بوصفي رفيقا له في الملعب، أتمنى، بالفعل، أن يظل شنايدر معنا في الفريق، إنه أحد اللاعبين القادرين على تغيير نتائج المباريات». أما ماركو برانكا، مسؤول سوق انتقالات الفريق، فقد عقب على هزيمة الإنتر قائلا: «خسرنا اللقب بسبب الدقيقة 20 من الشوط الثاني التي فقدنا فيها خيط المباراة بعد شوط أول رائع. حتى عندما كنا متأخرين بهدف حاولنا التصرف بما تبقى لدينا من طاقة ولكن هذا لم يكن كافيا. لقد تحدثت إلى موراتي ونحن نتقاسم تحليل هذا اللقاء».