إبراهيموفيتش: إنها مجرد بداية وأريد الفوز بكل شيء مع الميلان

المدرب أليغري في قمة السعادة بعد الفوز بكأس السوبر الإيطالية على الغريم الإنتر

TT

«زلاتان إبراهيموفتيش هو ببساطة أقوى مهاجم في العالم، ولن أبدله بأي لاعب، إنه وحش كاسر وهذا واضح، كنا قد توقفنا عن تحقيق البطولات، ومعه عدنا مجددا إلى منصة التتويج، وهذا هو اللقب الثاني».. هذا ما قاله أدريانو غالياني، نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي، بعد الفوز على غريمه التقليدي فريق الإنتر وتحقيق لقب السوبر الإيطالي في المباراة التي جمعت بينهما على استاد عش الطائر بالعاصمة الصينية بكين.

تقدم شنايدر للإنتر في الدقيقة 22 من الشوط الأول، ثم تعادل إبراهيموفيتش لميلان في الدقيقة 15 من الشوط الثاني، وحسم الغاني بواتينغ المباراة لميلان في الدقيقة 24، لتنتهي بهدفين مقابل هدف. ويتابع غالياني: «لا أريد امتداح إبراهيموفيتش لأنه ليس هو الذي يفوز وحده، فالميلان هو الذي يفوز، لكن من المؤكد أن مهاجمنا له مشاركة كبيرة من انتصاراتنا».

نائب رئيس الميلان يتحدث عن أرقام، بينما يتحدث المدرب أليغري عن مشاعر واطمئنان، فاللعب مع إبراهيموفيتش يجعلك تشعر بحالة أفضل، وهو «في تألق لامع. لقد سجل هدفا عظيما، لكنه ليس مهما لنا بسبب هذا الهدف فقط». بينما يبالغ غاتوزو قائلا: «بالنسبة لما يمتلكه من إمكانيات فإنه يسجل قليلا جدا». إبراهيموفيتش ضمان، ودائما ما كان كذلك في الدوري الإيطالي، وأقل من ذلك قليلا في أوروبا، وعموما فإن اللاعب السويدي لم يكن حاسما في مباريات الذهاب والعودة قدر ما كان في السباقات على مراحل. حتى يوم أول من أمس، خاض إبراهيموفيتش 10 مباريات نهائية وفاز بخمس منها، إضافة إلى واحدة فاز بها بركلات الجزاء، وسجل خلالها هدف واحد (وركلة جزاء في السوبر الإيطالي مع الإنتر أمام وروما). وقد حسم المباراة في الصين، ليس فقط بالتسجيل وإنما بقيادة ثورة الميلان، حيث كان الميلان قد أحدث ثورة في الدوري، وكان الإنتر يحاول إعادة بناء نفسه بعد الخسارة في لقائي ديربي متتالين، وحمل زلاتان زملاءه إلى التعادل وبعده كان له دور فاعل في الكرة التي سجل منها بواتينغ هدف الفوز الحاسم. الآن، ينتظر الجميع المزيد من توقيعاته أوروبيا، وهو يشتاق للحظة التي تبدأ فيها منافسات دوري أبطال أوروبا. وصرح قائلا: «لدي رغبة للفوز بكل شيء، ولم أكن جيدا هكذا أبدا، لكن لا بد أن أعترف أنني كنت لأموت من دون زملائي في الفريق. هذه المرة أيضا، سجلت بفضل سيدورف، وقد تمركز زملائي جيدا في الجملة التكتيكية، وماذا لأفعل أنا إن لم أسجل؟».

ويتابع النجم السويدي: «لكنه كان أسبوعا شاقا، ومرهق جدا فلم نكن ننام. ولحسن الحظ أننا جلبنا أول بطولة لهذا الموسم إلى النادي». لكن إبراهيموفيتش لم يرض أبدا، وربما لهذا صار إبراهيموفيتش، ويضيف: «لم نلعب بأقصى ما لدينا من إمكانات، وما زال يمكننا التطور أكثر من الناحية الفنية، ويمكننا التحسن كثيرا».

من الصعوبة بمكان أن نتخيل قدرته على التحسن فنيا، فزلاتان مكتمل فنيا، مثلما يرون في الميلان، فقد صرح أليغري منذ بضعة أيام: «إنه يتميز بسرعة قدميه وضربات الرأس التي لا تصدق للاعب في قوته البدنية».

يعد إبراهيموفيتش عالما منفصلا، لكنه يستحق ذلك، حيث يعيش من دون مؤرقات المبادلة مع لاعب آخر أو الشكوك البسيطة التي تخنق اللاعبين العاديين، لأنه من كوكب آخر، كما أنه يجيد القتال إضافة إلى مداعبة الكرة. لقد كان الوحيد بين لاعبي الميلان الذي لعب الشوطين الأول والثاني جيدا، بينما الجانب الأكبر من رفاقه استيقظوا مع هدف التقدم للإنتر. ويقول غالياني: «اللاعبون، المهاجمون لا يتم تقييم من الشوط الأول أو الثاني، بل بالشوطين معا».

مباراة أمس تعد بطولة جديدة للميلان، وتدفع إبراهيموفيتش إلى الأمام في ترتيب اللاعبين الحاسمين أيضا حينما يعلب في المجمل ليلة واحدة. ويقول إبراهيموفيتش: «لكنها فقط خطوة أخرى، والأولى هذا الموسم. أريد تقديم المزيد، عقلية الفوز بالنادي أسرتني فورا، ولذا فإنني بحالة جيدة في ميلانو». ولهذا يراه غالياني الأفضل في العالم.

إلى ذلك، ينقسم التقويم لدى أدريانو غالياني فيما يتعلق بحياته الرياضية إلى: ما قبل إسطنبول وما بعد إسطنبول، حيث يقول: «منذ عام 2005، وأنا لا أفكر في شيء بين الشوطين، أخرج من المقصورة وأقوم بتمشية. جاءني هاجس الهدف الأوروبي لشنايدر، وبعدها حدث القليل حتى الشوط الثاني». وهو الشوط الذي يراه أليغري، المدير الفني للميلان، رائعا جدا، لكن الشوط الأول أعجبه أيضا، وقال «في أوقات الصعوبة دافعنا، وحسنا هكذا».

في عام 2005، كان أليغري يشاهد نهائيات دوري أبطال أوروبا عبر التلفزيون، والآن هو المدير الفني لميلان رفيع القدر والمنتصر، مما يؤكد ذلك الروح الرياضية للاعبي الإنتر أيضا، فويسلي شنايدر، على الرغم من انشغاله بأمور كثيرة أخرى، فإنه توقف للتحدث مع المدير الفني في المنطقة المخصصة للصحافيين، وقال له: «تهاني لك». ربما كان ذلك هو آخر لقاء ديربي ميلانو يخوضه ومن الطيب أن يقدم التهاني للمنتصر. ويمزح أليغري: «إن كان راحلا حقا فقد جعلناه يسجل هدف الوداع..». بعده فورا، يمر ستانكوفيتش، ويتحدث الاثنان فيما بينهما، ويشرح مدرب الميلان: «إنه صديق، وقضينا يومي إجازة في جزيرة سردينيا، حينما كانت تلعب الكرة الشاطئية، ديان كان يركض لي ويترك لي الكرة». ربما كان يقوم بذلك احتراما للأكبر سنا، ويتابع: «إنني أتحدث عن عشر سنوات، كان عمري حينها ثلاثين عاما».

بإمكان أليغري، قبل كل شيء، أن يكون ساخرا، ويفحص ويناقش مع تميمة الحظ له، تياغو سيلفا، فيما يتعلق بالإجازات التي تم تأجيلها (سيواصل لاعبو أميركا الجنوبية أحرارا من 11 إلى 25 أغسطس «آب»، لكن في الواقع هناك مباراة مع المنتخب في النصف). ويمكنه المزاح أيضا بشأن إيمانويلسون، قال: «هذه المرة كان متيقظا» وبشأن بالوسكي أيضا: «نزل بقوة فورا، وحاسما وهكذا أريده». بإمكان أليغري الاستمتاع بهواء بكين، فهي فرحة كبيرة، وكذا الاستمتاع أكثر بالهواء المكيف وأمسية الاحتفال في الفندق بالقرب من استاد عش الطائر، الذي شهد أول فوز بعد التأخر بهدف، ويقول: «منذ أن توليت تدريب الميلان ولم يحدث هذا قط، على الأقل تعادلنا». إنه أمر غريب، لأن أليغري مع الفريق منذ عام وفاز ببطولتين، ويتابع: «في هذه اللحظة، نحن الفريق الأقوى في إيطاليا، لكن يوم 28 الحالي يبدأ الموسم الجديد والجميع على قدم المساواة. أمام الإنتر، أثناء الاستراحة، طلبت اللعب بشجاعة أكثر وكنا قلقين أكثر لما يقومون به هم». إنهم الإنتر، الذي خسر أمام أليغري ثلاثة لقاءات ديربي.

من جهة أخرى، يرى أدريانو غالياني أن مشكلة تدعيم الفريق قد تم تجاوزها، ويقول: «رأيت الكثير من اللاعبين يصلحون لمركز لاعب الوسط المهاجم في الجهة اليسرى، ورأيناهم جميعا في لقاء الديربي هذا، وجميعهم رائعون. هل يبدو لكم أن هذا الفريق يحتاج لتدعيم؟».

ولمساعدة القلقين، يأتي رينو غاتوزو: «لما أراه الآن، فإن الميلان يحتاج للاعب في وسط الملعب، فجميعنا لدينا نفس الميزات تقريبا، ونحتاج لاعبا ذا مهارة يجعل الفريق يتحرك من حوله». وعن أكويلاني أم مونتوليفو؟ يجيب غاتوزو: «ربما يندمج أكويلاني أكثر، وجمعينا يعرف ريكاردو، فهو في المنتخب الإيطالي منذ سنوات، وكلاهما صاحب مهارة». لكن الحذر مطلوب، فليست هناك ميزات فقط للانتقال إلى الميلان، حيث يختتم قائلا: «هذا فريق له وزنه، ونحتاج لاعبين من نوعية معينة».

أيا كان اللاعب، فمن المحتمل أن نفهم ذلك بنهاية أغسطس (آب)، وهو التاريخ المحدد لملء مكان اللاعب المطلوب. بينما يقوم غالياني بحسابين من نوعين آخرين، قائلا: «لقد ابتدعتم تصنيف البطولات الإيطالية فقط، لكنني أعلم أن النادي تحت إدارة برلسكوني قد حقق 28 بطولة، ما بين إيطاليا وأوروبا، ولا بد من تقديم التهاني للرئيس الذي سمح لنا بالوصول إلى هنا، وبالمضي قدما بطموحات معينة». علاوة على الاتصال المعتاد بين برلسكوني وغالياني، وكذا تهاني كارلو أنشيلوتي المقبلة من كندا، حيث يقضي مدرب الميلان السابق إجازته، جاءت تصريحات باربارا برلسكوني التي قررت في اللحظة الأخيرة عدم السفر إلى الصين، لكنها أرادت تقديم التهاني فورا، وقالت: «أتوجه بالتهاني للفريق، وأليغري وغالياني الذين أصابوا الهدف الأول لهذا الموسم. إنه يوم عيد بالنسبة لنا، نحن أنصار الميلان، لأننا نضيف بطولة أخرى إلى رصيدنا، لكن خاصة أننا نفوز بهذه البطولة بالتغلب على الإنتر تحديدا، فالأمر يتعلق بفوز ذي قيمة مضاعفة».

وعن سر إقامة المباراة في الصين، قال غالياني: «الصين هي القوة العالمية الثانية، وستصبح الأولى. إنها سوق كبيرة ولا يمكن تجاهلها، وفي الواقع كافة الأندية الكبرى تمر من خلالها. نعرف أننا الأوائل في الجماهيرية (غالبية الجماهير بالاستاد كانت من أنصار الميلان)، ونأمل في حصدها من الناحية التجارية».