كليفرلي تألق في أول ظهور مع يونايتد ليحجز مكانه في منتخب إنجلترا

كابيللو ضمه إلى قائمة المباراة أمام هولندا لتعويض غياب سكولز

TT

بعد تألقه اللافت في أول ظهور له مع مانشستر يونايتد ودوره المؤثر في الفوز على مانشستر سيتي 3-2 في مباراة الدرع الإنجليزية، تلقى توم كليفرلي، لاعب الوسط الصاعد، دعوة من الإيطالي فابيو كابيللو، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، للمشاركة في المباراة الودية الدولية أمام هولندا، غدا.

وتلقى كليفرلي (21 عاما)، دعوة الانضمام إلى منتخب إنجلترا مستفيدا من إصابة مايكل كاريك زميله في مانشستر، وكذلك جاك ويلشير نجم وسط آرسنال، حيث انسحب اللاعبان من قائمة الفريق، أمس.

وكان كليفرلي الأفضل بين بدلاء مانشستر يونايتد الذين أسهموا في قلب موازين المباراة الفريق أمام مانشستر سيتي. وخلال أقل من 48 ساعة من خلع بول سكولز قميص مانشستر يونايتد للمرة الأخيرة، بدت الإجابة لمعضلة لاعب خط الوسط للسير أليكس فيرغسون من حيث لم يتوقع في لقاء السوبر الإنجليزي. وفي الوقت الذي أعد فيه الأبطال أنفسهم لتقديم صحوة مقنعة في النصف الثاني من المباراة أمام منافسهم التقليدي في مدينة مانشستر، كان توم كليفرلي واحدا من 3 بدلاء شباب دفع بهم فيرغسون بداية الشوط الثاني ليضيف الديناميكية والاستمرارية التي كان مانشستر يونايتد يفتقر إليها في الشوط الأول من المباراة، على الرغم من تفوقه في الاستحواذ.

انضم كليفرلي، الذي يتم عامه الثاني والعشرين يوم الجمعة، إلى نادي مانشستر يونايتد في سن الخامسة عشرة، ولعب خلال المواسم القليلة الماضية لعدة أندية على سبيل الإعارة كان من بينها ليسستر سيتي، حيث شارك بدور فاعل في صعوده من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز، ثم انتقل للعب لنادي واتفورد، حيث اختير كأفضل لاعب في الموسم بعد إحرازه 11 هدفا في 33 مشاركة له مع الفريق في البطولة، ثم أخيرا إلى ويغان، حيث نال تقديرا كبيرا على أدائه الموسم الماضي. وقد شارك مع منتخب إنجلترا تحت 21 عاما في 16 مباراة ووصفه فيرغسون بأنه أفضل لاعب في مباراة مانشستر أمام برشلونة التي انتهت 2-1 لصالحهم خلال لقائهما في الولايات المتحدة. ولن يكون من قبيل المبالغة القول إن حماسته وخياله شكلا فارقا في مباراة الدرع، حيث تفادى يونايتد ما قد يكون يراه البعض بداية مخيبة للآمال للموسم الجديد.

قدم يونايتد الأداء الأفضل خلال الشوط الأول من المباراة، لكن دون خطورة حقيقية، وبدا روني في قمة تركيزه، وآشلي يانغ كان بارعا في التمرير، أما داني ويلبيك فاجتهد في التقدم إلى عمق منطقة مانشستر سيتي لسحب الدفاع بعيدا عن مراكزهم، وناني تحرك كثيرا في أكثر من مركز، لكن الخطورة جاءت من الطرف الآخر حيث كشف الهدفان عن القصور في دفاعات فيرغسون.

وأشارت الدفعة الأولى من التغييرات إلى أن فيرغسون أدرك المشكلة ولم يكن لينتظر حتى يقوم بشيء ما حيال ذلك في ما بعد خلال الموسم. كان نيمانيا فيديتش وريو فيرديناند يحاصران جوليون ليسكوت عندما أحرز مدافع مانشستر سيتي الهدف الأول عبر كرة رأسية. بينما فشل فيديتش في وقف إدين ادزيكو عن إحراز الهدف الثاني. ولذا قام فيرغسون بسحب هذين اللاعبين اللذين يتمتعان بخبرة كبيرة، إلى جانب مايكل كاريك الذي لم يقدم درعا دفاعية ذات قيمة في وسط الملعب كما لم يشارك على الإطلاق في الهجوم.

ولدى دخول جون إيفانز، البالغ من العمر 23 عاما، وفيل جونسون (19 عاما) في مركز ظهيري الوسط، وكليفرلي بديلا لكاريك، إلى أرض الملعب توقع البعض أن فيرغسون أراد أن يبعث برسالة، وهو متأخر بهدفين عن غريمه، أن هذا التقدم ليس سوى عرض هزيل. فبعد 13 دقيقة من النصف الثاني من المباراة عاد مانشستر يونايتد إلى مستواه المعهود.

كانت البداية مع كريس سمولنغ (21 عاما)، عندما وجه الكرة من ركلة حرة إلى مرمى جوي هارت. ثم أدى كليفرلي دوره ببراعة في حركة صعبة أثارت الإعجاب، التي وصلت إلى ذروتها عندما وضع ناني أمام المرمي ليحرز هدفا بسهولة بالغة. كانت تلك الأهداف مكافأة للديناميكية الكبيرة والحركة الأكثر ارتباطا لكن يضغط للأمام دعما لزملائه في الهجوم، بينما حافظ إيفانز وجونز على صلابة الدفاع.

وخلال سعي الفريقين إلى ما بدا أنه ركلات جزاء لا مفر منها واصل كليفرلي أداءه اللافت سواء عبر استخلاص الكرة من توريه في دائرة المنتصف بدقة شديدة وعرقلة لا تشبه تلك التي يشتهر بها سكولز، أو الصراخ بدهاء على آدم جونسون على خط التماس، أو الفشل بالكاد في الاتصال بشكل جيد مع روني.

كان هو الخيار لشباب مانشستر يونايتد في يوم كانت محاولة ديفيد دي خيا البائسة للتصدي لهجمة ادزيكو تتصدر عناوين الصحف. التساؤل عما إذا كان الإسباني البالغ من العمر 20 عاما الذي اشتراه يونايتد مقابل 18.3 مليون جنيه إسترليني سيمضي على درب بيتر شمايكل، وإدوين فان در سار، أم على نفس خطا مارك بوسنيتش وماسيمو تايبي وفابين بارتيز وتيم هيوارد وبين فوستر.

لا يزال مكان ويلبيك بصورة مؤقتة لحين عودة خافيير هيرنانديز، أما يانغ فقد فشل في إثبات نفسه في تلك الليلة عندما تمكن الظهير الأيمن لفريق مانشستر سيتي ريتشاردز من المرور منه إلى منطقة دفاع يونايتد، لكن أداءه سيتحسن مع الوقت.

انتقلت شارة قائد الفريق من فيديتش إلى باتريك فييرا في النصف الثاني ليرتديها رافاييل دا سيلفا (21 عاما)، الذي نزل إلى أرض الملعب بديلا لباتريك فييرا، ليقود فريق مانشستر يونايتد في هذه السن الصغيرة حتى ولو كان بصورة مؤقتة. الإيمان بالشباب تقليد يفتخر به رجال أولد ترافورد، وأحد الأمور التي يواصل فيرغسون، الذي يقترب من الاحتفال بعيده السبعين، الاستفادة منها بشكل كبير. الاهتمام الواعي بتوماس ويليام كليفرلي يمكن أن يكون مثالا آخر على ثمرة جيدة في الفريق.

لقد كان فوزا يعني الكثير وعلى فريق صرف الكثير من الأموال لشراء أفضل النجوم في سوق الانتقالات، لذا اعتبر واين روني، مهاجم يونايتد، أن فريقه لقن غريمه مانشستر سيتي «درسا كرويا». وقال روني: «لقد سيطرنا على المباراة وهذا يظهر من هو الفريق الأفضل، لقد صنع اللاعبون الشبان الفارق، داني ولبيك وتوم كليفرلي وفيل جونز وكريس سمولينغ.. لقد كانوا رائعين».

ونجح الشياطين الحمر في تحويل تخلفهم بهدفين نظيفين في الشوط الأول إلى فوز بثلاثية.

وأضاف روني: «أعتقد أنه كان درسا كرويا.. سجلوا هدفين في فترة قصيرة واقتصر الأمر على ذلك. نحن الأبطال ونأمل أن نجلب اللقب الرقم 20 في الدوري، لكن الطريق سيكون شاقا وطويلا». وعزز مانشستر يونايتد رقمه القياسي في عدد الألقاب في المسابقة التي تقام سنويا بين بطل الدوري وحامل الكأس قبل أسبوع من انطلاق الموسم الكروي الجديد، بعدما رفعه إلى 19، وهو الرقم القياسي ذاته الذي يحلم به بعدد مرات التتويج بلقب الدوري.

ورد مانشستر يونايتد الدين لجاره الذي كان حرمه على الملعب ذاته من تعزيز رقمه القياسي في عدد الألقاب في مسابقة كأس إنجلترا (11 أخرها عام 2004)، بالفوز عليه 1-0 في الدور نصف النهائي منهيا حلمه في تحقيق الثلاثية، حيث كان مانشستر يونايتد وقتها يتصدر الدوري المحلي وبلغ نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.

كما أكد لويس ناني، الذي سجل هدفين من ثلاثية يونايتد، الفوز الذي حققه الفريق على جاره مانشستر سيتي، يعد أبرز دليل على روح الإصرار التي يتمتع بها لاعبو مانشستر يونايتد.

وقال ناني عقب المباراة: «هذا هو مانشستر يونايتد، إننا نتمتع بالثقة حتى اللحظة الأخيرة، وفي الشوط الثاني كنا واثقين من قدرتنا على التسجيل».

وأضاف: «اللعب أمام مانشستر سيتي والفوز بهذه الطريقة يعد أمرا جيدا. أعتقد أن مشجعينا سيكونون فخورين بنا اليوم، إنه يوم جميل علينا الاستماع به».

أما فيرغسون فقد أبدى سعادة كبيرة وأشاد بلاعبيه بعدما حول الفريق تخلفه بهدفين إلى الفوز بثلاثية.

وقال فيرغسون: «أرى بالتأكيد أن الفريق قدم كرة قدم رائعة.. لم أكن أصدق أننا تخلفنا 0-2 في الشوط الأول من المباراة في ظل سيطرتنا على مجريات اللعب».

وأضاف: «ولكن كل التقدير للاعبين لأنهم حافظوا على تركيزهم ولعبوا بمستوى جيد ليحققوا النتيجة التي نستحقها».