غاسبريني: شبابنا أظهروا ثقة ومرونة والقدامى سيمنحوننا التوازن

المدرب ينتظر عودة لاعبي الإنتر الذين شاركوا في كوبا أميركا ويتطلع لتغيير طريقة اللعب

TT

فريق الإنتر منقسم إلى جزأين، أيضا في رحلة العودة من بكين، بعد مباراة السوبر الإيطالي والخسارة أمام الميلان بهدفين مقابل هدف. لكن، ذلك لا دخل له بالاضطراب الذي ظهر في الملعب في الشوط الثاني من لقاء الديربي، وإنما بسبب أن الفريق مكون من لاعبين من جنسيات مختلفة، وبعضهم «مجبر» على قضاء وقت قصير من مباراة لأخرى. فقد ذهب شنايدر وكاستاينوس وكيفو وبانديف وستانكوفيتش مباشرة للانضمام إلى منتخباتهم، بينما سيمنح زانيتي أسبوع راحة لإكمال العطلة التي انقطعت للحاق بالفريق في السوبر بعد إصابة ناغاتومو بالكتف الأيمن والمنتظر عودته من اليابان غدا لبدء مرحلة إعادة التأهيل.

المدرب غاسبريني يأخذ في الاعتبار أن لديه ثلاثة أسابيع للإعداد للموسم الجديد، ويقول: «فريق الإنتر يملك القوة وقادر على المنافسة». كما قال تياغو موتا لدى عودة الفريق من لقاء السوبر: «لا تقلل الخسارة من حجمنا، وإن كنا قد اشتكينا من حكم المباراة بسبب أحداث كثيرة ضدنا»، وما يقوله موتا يمكننا معرفته فقط في غضون سبعة أيام، حيث يستقبل معسكر الإنتر العائدين كامبياسو وميليتو، بينما الآخران المشاركان في بطولة أميركا الجنوبية (لوسيو ومايكون) الذين تم إعفاؤهما من خوض مباراة كأس السوبر سيتعين عليهما الذهاب أولا لمنتخب البرازيل لخوض للقاء الودي في شتوتغارت غدا.

إن اختلاف مواعيد عودة بقية اللاعبين ستمنع المدرب غاسبريني من العمل مع الفريق مكتملا حتى منتصف أغسطس (آب)، بعدما تم الاعتذار عن خوض لقاء مالقة الودي يوم 14 الحالي، ويتم الإعداد للقاء آخر مع فريق «لا بيريتي» السبت المقبل.

لكن ليست هذه هي المشكلة الحقيقية، فقبل الإقلاع من بكين أعلن مدرب الإنتر أنه، بخلاف المرونة، مع عودة مايكون إلى الفريق سيتم التحول إلى طريقة اللعب 4 - 3 - 3، للتغلب على بعض العواقب المتعلقة بسوق الانتقالات، فلسنا في حاجة لقلب دفاع آخر، وعلى صامويل إيتو التأقلم على الأجناب، وسيصير من الصعب دائما تحديد مركز شنايدر، فالمدير الفني لن يطالب بمهاجم متأخر خلف رأس الحربة وستتم الاستفادة منه بالتقدم إلى الداخل، حتى لا يتم إهدار مهارته الهجومية بصورة لا يمكن تفاديها. إذن، غاسبريني متعجل للعمل وهو يعلم إذا كان في قلب مشروعه سيكون إيتو وشنايدر، أو تيفيز وبالاسيو على سبيل المثال. غير أن هذه الحاجة تصطدم مع مسألة وصول لاعبين يناسبون طريقة لعب المدير الفني ومرتبطة بالاستغناء عن أحد اللاعبين في التشكيلة الحالية.

وهذا هو السبب وراء إمكانية انتظار غاسبريني حقا حتى نهاية أغسطس كي تكون لديه العناصر النهائية التي يمكنه من خلالها تشكيل فريق الإنتر الخاص به. وهو خطر لا يمكن التهوين منه، فبمجرد بدء الدوري (في 28 الحالي أمام ليتشي في سان سيرو) سيكون هناك توقف آخر لارتباطات المنتخبات، بينما من 11 سبتمبر (أيلول)، وبداية من مباراة باليرمو الخارجية، سيبدأ «خلاط» مباراتين أسبوعيا، وستبدأ مباريات المجموعات في دوري الأبطال يوم 13 من الشهر ذاته، ثم مواجهة روما في سان سيرو. إنه جدول مباريات جعل غاسبريني قلقا من فرضية بدء الموسم والفريق غير مكتمل، وهو أمر وارد فعلا، لأن الخطأ في الانطلاق قد يؤثر في مسار الموسم كله.

لقد عمل الإنتر على مدار عشر سنوات من أجل تشييد سور الصين الصلب وبناء دفاع من ثلاثة لاعبين ولما تطلب الأمر التغيير في مباراة السوبر تمكن الميلان من قلب نتيجة ديربي السوبر وربما أثارت النتيجة قلق أنصار الإنتر.

المشكلات موجودة (أفكار جديدة تحتاج للتطبيق، وغيابات، وسوق انتقالات غير واضحة، وشنايدر، وإيتو..)، ويظل الفريق غير مكتمل والوقت قليل. صحيح أن كرة القدم السريعة قد منحت بطولة ولم نصل بعد لعطلات منتصف أغسطس. لقد حمل الإنتر من بكين إشارات غير مشجعة أيضا، والتي على القلقين بشأن الإنتر تكلف عناء أخذها في الاعتبار.

الفريق الذي رأيناه في أربعة أسابيع، من أجل محاولة الفوز بكأس السوبر الإيطالية، يظهر أن غاسبريني قادر على نقل الأفكار وتطبيقها سريعا. منذ عام تقريبا، لم يعط بينيتز نفس الانطباع، أيضا لأن الإنتر كان لا يزال متأثرا من طرق مورينهو. في الشوط الأول لمباراة بكين واجه غاسبريني منافسه أليغري مدرب الميلان الذي رفض التراخي ولعب بفريق منظم وخط وسط منسجم، وخرج كل لاعب للضغط في اللحظة المناسبة. ولو كان لدى الإنتر إيتو الذي نعرفه والمهاجمون أصحاب الإمكانات لاستغل هيمنته على مجريات اللعب بشكل أفضل.

لكن حينما يكون الفريق بحالة أفضل ويندمج معه اللاعبون الأساسيون، سيسمح ذلك برفع سقف الطموحات. ربما بالغ غاسبريني في الدفاع عن النتيجة مع بداية الشوط الثاني، وبعدها بتغيير طريقة اللعب (كان يريد التجريب). لكن يظل شيء معين مهم، وهو أنه بعد كاريزما مورينهو والجانب الروحي للمدرب ليوناردو، لدى فريق الإنتر مدرب متمرس يجيد رسم المباريات وتغيير طريقة اللعب خلال سير المباراة. ومن هنا يأتي تقدير مورينهو والفريق يعلم ذلك.

مباراة بكين أفهمت غاسبريني أن ألفاريز، الذي وصل كموهبة هجومية، يمكنه القيام بدور مفيد إلى الداخل، وأن إمكانية الوثوق بلاعب مثل أوبي تتطور بسرعة، وأن كاستاينوس، باعتباره مهاجما قويا قادرا على منح عمق للفريق، يتميز بسرعة ويمكنه القيام بركض متواصل لمسافة 30 أو 40 مترا على الأطراف.

ولو تمكن كامبياسو من دعم وسط الملعب المتراجع في الشوط الثاني ونجح مايكون في استغلال المساحات التي تركها الميلان، ربما كانت القصة لتسير بشكل مغاير في بكين. يركز غاسبريني الآن على الأهداف الكبرى لهذا الموسم، فهو مؤمن بمشروعه من دون حاجة لتأكيدات في 6 أغسطس، كما سيجني ثمار راحة المحاربين القدامى في الفريق في المستقبل. على أي حال، فقد حظي اللاعبون الشباب الجدد بتقدير كبير وبدأوا تجربة مهمة.

بوجود «مستر x» أو من دونه، كان ميلان بكين هو الذي نعرفه، بينما ما زال الإنتر ينتظر انتهاء سوق الانتقالات، وسيكتمل الفريق فقط عقب عطلة منتصف أغسطس، ما يعني أن الوقت قد يزيد الأشياء الطيبة التي رأينها في استاد عش الطائر وقد يعالج تلك الأقل جمالا، كما هو الحال في الدفاع. إن أهداف الميلان جاءت من أخطاء فردية ومن الإجهاد الذي أفسد مقاومة الفريق في الشوط الأول، كما أن خبرة وفاعلية لوسيو ستكون ذهبا، ومايكون سيسمح بالتغطية بسهولة في الدفاع بأربعة لاعبين، نظرا لأن اللعب بثلاثة مدافعين يتطلب انسجاما طويلا ولاعبين بميزات معينة للقيام بهذا الدور، وسيطلب غاسبريني من الدفاع أن يلعب الكرة بشكل أكبر مما فعل في بكين في حالة وجود صعوبة.

إن كرة القدم تحتاج دائما للصبر لحصد نتائجها، ولا يكفي تمرير بطاقة رصيد وشراء لاعبين وعرضهم فورا. وقد أظهر ذلك ليوناردو فورا، وهو مدرب الإنتر السابق، فقد سقط فريقه باريس سان جيرمان المرصع بالجواهر الثمينة على ملعبه في أول مباراة في الدوري الفرنسي أمام فريق لوريان.