السعودي الشاب يسعى لضرب البرازيل في ثمن نهائي كأس العالم

الأخضر يأمل بلوغ دور الـ8 في معركة « الفجر »

TT

تتجه أنظار جماهير الكرة السعودية والعربية، فجر غد (الخميس)، وتحديدا عن الساعة الـ4 بتوقيت السعودية نحو ملعب ميتروبوليتانو في مدينة بارانكيا الكولومبية، لمتابعة مواجهة لقاء القمة الذي سيجمع السعودية بالبرازيل في دور الـ16 من نهائيات كأس العالم للشباب.

ويعتبر وصول الأخضر الشاب إلى هذا الدور إنجازا على اعتباره أنه يحدث لأول مرة في تاريخ مشاركاته المونديالية الذي تعود إلى عام 1985 عندما شارك في مونديال الاتحاد السوفياتي الذي أقيم في تلك الفترة.

ووصل الأخضر الشاب إلى هذا الدور بعد أن حقق فوزين مستحقين على منتخبي كرواتيا 2 - 0 ومنتخب غواتيمالا 6 -0 وخسر أمام منتخب نيجيريا 0 - 2 ليحل في المركز الثاني للمجموعة الرابعة ليقابل متصدر المجموعة الخامسة منتخب البرازيل الذي تصدر مجموعته بعد تعادله مع منتخب مصر 1 – 1، وفاز على منتخبي النمسا 3 - 0 وبنما 4 - 0.

وأنهى مدرب منتخب السعودية للشباب الوطني خالد القروني استعداده للمباراة الحاسمة والمصيرية في دور الـ16 ضمن نهائيات كأس العالم بإجراء الحصة التدريبية التي استهلها رئيس الوفد السعودي محمد المسحل بكلمة للاعبين والأجهزة الإدارية والفنية والطبية نقل فيها لهم تحيات الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، وطالبهم بمضاعفة الجهد وتقديم مستوي فني جيد يليق بسمعة الكرة السعودية ويكون ندا قويا للمنتخب البرازيلي، وخاصة أن الحالة النفسية للاعبين مميزة بعد الاهتمام والحرص الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأبنائه اللاعبين بعد المستوى المشرف الذي قدموه في البطولة، مبينا أن اللاعبين الآن مطالبون بضرورة تقديم مستوى مضاعف من أجل تسجيل إنجاز آخر للأخضر وللكرة السعودية. وطالب خالد القروني اللاعبين بالتركيز العالي في المباراة كونها مصيرية وأمام منتخب قوي وقدم مستويات فنية مميزة في البطولة.

وبدأت على أثر ذلك الحصة التدريبية، والتي طبق فيها القروني النهج التكتيكي الذي سيواجه به منتخب البرازيل، وبدأها بالإحماء بالكرة ثم طبق جملا تكتيكية في كيفية التحرك من دون كرة والتمرير السريع في العمق لاستغلال سرعة لاعبي الأخضر وإغلاق المناطق الخلفية وفرض رقابة لصيقة على مفاتيح اللعب في المنتخب البرازيلي.

وشرع مدرب الحراس جمال طياش بإجراء تدريبات خاصة للحراس وفرض بعض تدريبات لعبد الله السديري، واختتم التدريبات بإجراء مناورة أوقفها عدة مرات واختتمها بتنفيذ ركلات الترجيح، وفي نهاية الحصة التدريبية عقد القروني اجتماعا مطولا مع اللاعبين لمناقشة الأمور الفنية.

ومن المتوقع أن يلعب المدير الفني السعودي خالد القروني بتشكيل مكون من عبد الله السديري وياسر الشهراني ومحمد آل فتيل ومعتز هوساوي وعلي الزبيدي وإبراهيم البراهيم وعبد الله عطيف ومعن خضري وياسر الفهمي وفهد المولد ويحيى دغريري.

وحرص خالد القروني على عقد اجتماع فني مع مساعديه وبعده أقام محاضرة فنية عرض من خلالها للاعبين مباريات المنتخب البرازيلي في البطولة وبعدها أقام ورشة عمل ميدانية للاعبين بتقسيم اللاعبين إلى أربع مجموعات، الحراس والمدافعين والمهاجمين والوسط، حيث طالبهم بتقديم تحليل فني وتكتيكي عن منتخب البرازيلي، وبعدها قام الجهاز الفني بمناقشة اللاعبين عن مكامن القوة والضعف في البرازيل، وبعد ذلك عرض القروني المباراة الودية التي جمعت الأخضر الشاب أمام البرازيل، والتي انتهت بثلاثية لفرقة السامبا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وشرح الأخطاء الفنية التي وقع فيها الفريق السعودي وتصحيح بعض السلبيات وكيفية استغلال نقاط الضعف للمنتخب البرازيلي.

وسبق للمنتخبين أن تواجها من قبل في موقعتين متكافئتين في الاتحاد السوفياتي عام 1985م وانتهت بفوز البرازيل 0 – 1، وتعادل المنتخبان سلبيا في أستراليا عام 1993م، ومن المتوقع أن يكون التكافؤ هو السمة المميزة للمواجهة الثالثة أيضا، حيث ظهر كلا المنتخبين بصورة طيبة في دور المجموعات، وأبديا قوة هجومية لا يستهان بها، بدليل أن كلا منهما سجل ثمانية أهداف.

وبدأ منتخب البرازيل أحد المرشحين بقوة لنيل اللقب وكانت بدايته متعثرة أمام مصر، لكنه استعاد توازنه بسرعة بحصص وفيرة من الأهداف في مرمى كل من النمسا وبنما، ومع ذلك وقع اللاعبون في أخطاء دفاعية تثير قلق المدرب ني فرانكو، وتجلى هذا القلق في إجرائه تغييرين أثناء الشوط الأول من المباراة الأخيرة لتصحيح الأوضاع في مراكز المراقبة، وهو الآن يدرس إمكانية الإبقاء على بعض اللاعبين الذين دفع بهم في تلك المباراة مع نقل دانيلو إلى وسط الميدان، أما الميزة الأساسية فتتمثل في الهجوم، حيث كان هنريكي وفيليبي كوتينيو وأوسكار وكاسيميرو صاحب القدرات المتعددة يؤدون ما عليهم بأفضل صورة، وصنعوا فرصا للتهديف لا تعد ولا تحصى عن طريق تمريراتهم السريعة الخطيرة، لقد كانت المسيرة متذبذبة حتى الآن، لكن شباب السامبا ما زالوا متمسكين بأمل الحصول على اللقب للمرة الخامسة في تاريخهم، وإذا كان أكثر ما يعانيه السيليساو هو الهفوات الدفاعية، فلا بد له أن ينتبه جيدا لهجوم منتخب السعودية، فبفضل اللاعبين السريعين يحيى دغريري وفهد المولد وإبراهيم البراهيم وياسر الفهمي سجل الأخضر في أول مباراتين 8 أهداف حملت توقيع 7 لاعبين مختلفين، ولم ينتقد المدرب خالد القروني مهاجميه لخلو أدائهم من الحماس إلا عند الخسارة في المباراة الأخيرة ضد نيجيريا ومع ذلك يبقى التأهل إلى الدور الثاني في كأس العالم إنجازا غير مسبوق يمنح الصقور الخضر قوة معنوية رهيبة، ويدفعهم لإثبات مدى التطور الذي حققته كرة القدم في الشرق الأوسط.

وتبقى الإشارة إلى أن البرازيل شاركت في كأس العالم للشباب 17 مرة مقابل 7 مرات للأخضر السعودي الشاب.