برانديللي مدرب إيطاليا: أسعى لتقليص المسافة مع أبطال العالم

طالب لاعبيه باتباع أسلوب منافسهم الإسباني في المواجهة الودية اليوم

TT

يحظى تشيزاري برانديللي، مدرب المنتخب الإيطالي، بفرصة جيدة للتحقق مباشرة من مدى المسافة التي لا تزال موجودة بين فريقه ونظيره الإسباني، بطل كأس العالم في نسختها الأخيرة، وذلك في ملعب سان نيكولا في باري. صحيح أنها مباراة ودية، لكن لها سحرها الخاص. وبهذا الشأن صرح تشيزاري قائلا: «وأنا أيضا شغوف لرؤية نتاج الخطوات التي قمنا بها لتقليص المسافات التي تبعدنا عن أبطال العالم الحاليين». إن تجارب المنتخب الإيطالي مستمرة، لكن ثمة بعض التأكيدات بالفعل، وأهمها على الإطلاق ما يتعلق بالجزء الأمامي، هناك في ذلك القطاع الذي لم يعد مملكة أنطونيو كاسانو فحسب: «في المرحلة الحالية يتميز جوسيبي روسي عن باقي لاعبي الهجوم في المنتخب؛ فقد اكتسب استمرارية وإدراك اللاعب الأساسي. لقد قدم أشياء مهمة وحاسمة مع فريقه فياريال الإسباني. وماذا عن كاسانو؟ لقد عمل بشكل جيد للغاية مع الميلان. وقد فقد 3.5 كيلوغرام من وزنه منذ بداية المعسكر، وهو يعرف أنه لا يزال يتعين عليه فقد المزيد من الوزن». أما فيما يتعلق بماريو بالوتيللي، فقد رأى تشيزاري أن اللاعب بريء من تهمة الاستعراض التي وُصف بها بعد تلك الكرة التي لعبها بكعبه أمام مرمى الفريق المنافس في إحدى مباريات مانشستر سيتي الودية: «لا أرى أنها تندرج تحت المدونة الأخلاقية التي أضعها للمنتخب الإيطالي، فقد كانت حركة فطرية. فقد اعتقد ماريو أن اللعب قد توقف ولم يرد أن يفقد احترام أحد من متابعي اللقاء». ويتابع مدرب إيطاليا: «أنا شغوف لرؤية ما إذا كان لدينا الشخصية القادرة على مهاجمتهم في وسط الملعب أم لا. وليس أمام منطقة جزائنا؛ لأن في الـ70 - 80 مترا الأخيرة أمام مرمى كاسياس ربما تنتظرنا رحلة طويلة. سأطالب لاعبي فريقي بتغطية الكرات في نصف ملعبهم. ومهاجمتهم ولعب الكرة كما يفعلون هم».

ويتطلع الإيطاليون إلى رؤية منتخب إيطالي على الطريقة الإسبانية، دون إنييستا وتشافي. ولتجسيد هذه الرؤية نجد أن برانديللي قام، أول من أمس، خلال تدريبات الفريق، بتجريب خط وسط مكون من دي روسي وبيرلو ومونتوليفو بالإضافة إلى أكويلاني خلف رؤوس الحربة. وبشأن اللاعب الذي سيشغل مركز صانع الألعاب، لم يصرح برانديللي سوى بالقول: «أنا في هذا المركز أطلب المهارة والديناميكية فحسب». والمادة الخام لهذا الشأن متوافرة. وفضلا عن الـ4 لاعبين السابقين المتوقع مشاركتهم أساسيين اليوم في وسط الملعب تضم قائمة المنتخب الإيطالي أيضا من لاعبي هذا الخط كلا من تياغو موتا وماركيزيو وبالومبو ونوتشيرينو. وفي خط الدفاع أمام جيجي بوفون يضع تشيزاري كلا من موجي ورانوكيا وكيلليني وكريشيتو. وفي الهجوم ربما يدفع مدرب المنتخب الإيطالي بنفس الثنائي الذي خاض مباراة أستونيا جوسيبي روسي وأنطونيو.

وأنهى مدرب الآزوري تصريحاته بمراوغة سينسا ميهايلوفيتش، مدرب فيورنتينا، الذي كان قد انتقد عدم استدعاء جيلاردينو، مهاجم الفيولا، إلى قائمة المنتخب الأخيرة، بينما تم ضم اثنين من لاعبي دوري الدرجة الثانية؛ حيث صرح برانديللي: «ألبرتو جيلاردينو واحد من أفضل اللاعبين في العالم الذين يجيدون اللعب في العمق ولمساته في وسط منطقة الجزاء. لكن أمام منتخب إسبانيا أنا في حاجة إلى سمات أخرى. ضم أوغبونا وبالومبو إلى المنتخب؟ الأول ترك فينا انطباعا رائعا؛ فهو يتمتع بإمكانات غير عادية. أما بالومبو فلا أعتبره لاعبا من دوري الدرجة الثانية». جدير بالذكر أن بالومبو لاعب وسط فريق سمبدوريا الذي أنهى الموسم الفائت بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. وقد صرح جوسيبي روسي بشأن لقاء اليوم قائلا: «منتخب إسبانيا قوي، لكن بإمكاننا التغلب عليه. لقد أظهرنا، بالفعل، أشياء مهمة في المباريات الفائتة».

وهكذا يعود أنطونيو كاسانو، مهاجم الميلان والآزوري، لأول مرة إلى موطنه الأصلي باري وهو يرتدي قميص المنتخب الإيطالي الأول. وسوف تستقبله جماهير هذه المدينة بحماس شديد. وفي باري، من بين الشخصيات العامة، يظل أنطونيو شخصا محبوبا من الجميع، تقريبا هو معشوق لهم. «استدعِ كاسانو إلى صفوف المنتخب» هكذا كانت جماهير تلك المدنية تصرخ في وجه مارشيللو ليبي، مدرب إيطاليا السابق، خلال آخر لقاء خاضه الآزوري على ملعب استاد سان نيكولا في باري، وكان ذلك أمام منتخب آيرلندا عام 2009. لكن ليبي لم يكن يود أن يعرف شيئا عن كاسانو. أما مع تشيزاري برانديللي، مدرب الآزوري الحالي، فالقصة مختلفة. وعلى الرغم من أن برانديللي وجد أنطونيو كاسانو هذه المرة وهو فاقد 3.5 كيلوغرام من وزنه فإن تشيزاري لا يزال يرى أن «جوسيبي روسي اليوم هو المهاجم رقم واحد في صفوف الآزوري». ومن المتحمل بشدة أن يشكل مهاجم الميلان اليوم ثنائي هجوم إلى جانب روسي.

ويواجه كاسانو بعض المشكلات مع اثنين من الوجهاء المحليين في مدينة باري: فينشينزو ماتاريزي، مالك نادي باري، وعمدة المدنية السيد ميكيلي إيمليانو. حالة من سوء الفهم المعلن، وكان ذلك في مارس (آذار) 2010 عندما كان كاسانو وريكاردو غاروني، رئيس نادي سمبدوريا، يقدمان مبادرة خيرية للأطفال، على هامش مباراة باري – سمبدوريا، في فندق فيا روماناتسي. وبمجرد أن أدرك كاسانو وجود عمدة المدنية صرح قائلا: «أنا لا أريد ذلك، فنحن لا نقوم بعمل سياسي هنا». ثم إنه لم يقم أيضا بتحية رئيس نادي باري، الذي عقب على هذه الواقعة قائلا: «هذه هي الحياة. كان من المفترض أن يكون كاسانو سعيدا بمقابلتي مرة أخرى».

وفي باري هناك شخص آخر يود تكرار شيء ما على مسامع كاسانو. إنه تونينو رانا، مالك نادي برو إنتر، الذي نشأ فيه مهاجم الميلان الحالي: «لقد قمنا بضم كاسانو إلينا وهو ابن 7 سنوات. كان ذلك عام 1989، وأنا من قمت بنقله إلى فريق باري بعد 7 مواسم من وجوده معنا». وقد كان رانا شاهدا على أول أفعال كاسانو المتهورة؛ فلا يمكن نسيان تلك المرة التي بكى فيها كاسانو بشدة لأنه كان يرغب في الحصول على زوج من الأحذية الرياضية ذات العلامة التجارية المعروفة (ماركة) وحينها قام تونينو، في أول استراحة على الطريق، بشراء زوج من الأحذية المجهولة وكتب عليها بالقلم الحبر «تيمبرلاند». واليوم في الحي الذي توجد فيه ملاعب نادي برو إنتر تم تخصيص لافتة إلى أنطونيو كاسانو. وفي استاد سان نيكولا سيقوم رانا بوضع لافتة أخرى: «ستكون مكتوبة بلهجة نابولي ومستوحاة من المسرحية الغنائية (zappatore) لكاتب ماريو ميرولا من نابولي. فمن الممكن أن ينسى الأبناء أمهاتهم، غير أن الأمهات، على العكس، لا ينسين أولادهن مطلقا. وأنا بالنسبة لكاسانو كنت أمه الكروية. لقد حملته إلى فلورنسا وميلانو ليقوم بالتجارب في نصف أندية إيطاليا. لقد عشنا سويا مغامرات عدة على الرغم من أنه قد نسي أمري ولم يعد يتصل بي. منذ سنوات ولم نتحدث ولا أعرف ما السبب». ويتابع رانا: «لو اتصل بي سأبكي على الفور من السعادة».