مسؤولو يوفنتوس: حانت لحظة العودة إلى انتصاراتنا القديمة

مناورات البيع والشراء تتواصل في اليوفي من أجل تحقيق إنجازات أفضل من المواسم الماضية

TT

كما يحدث كل عام، اجتمعت جماهير اليوفي العاشقة لهذا النادي مع العائلة المالكة المتفائلة بالمستقبل والفريق المتحمس في قرية فيلا بيروزا في مناخ عائلي حمل مذاقا تاريخيا عريقا؛ فمنذ زمن بعيد ومن المعتاد أن يواجه الفريق الأول للسيدة العجوز، قبل انطلاقة كل موسم، الفريق الثاني بالنادي على ملعب هذه القرية، التي تعد موطنا لعائلة أنيللي، فيما يطلق عليه في إيطاليا «المباراة العائلية». وأول من أمس أراد جون إلكان، رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة ليوفنتوس، والسيد أندريا أنيللي، رئيس النادي، أن يعيشا يوما يشبه ذلك الذي كانا يعيشانه وهما صغيرا السن. وفي تمام الساعة 15:10 دخلت حافلة الفريق إلى فيلا أنيللي، حيث كانت هناك مقابلة استمرت لنحو نصف الساعة حاول فيها أنيللي وإلكان توجيه حديث مقتضب، ولكنه مكثف، إلى الطاقم الفني ولاعبي الفريق الأول: «لقد حانت لحظة العودة إلى عاداتنا القديمة. حانت لحظة العودة لانتصاراتنا القديمة». وعن الانتصارات والألقاب قال إلكان «نحن على قناعة أن الموسم القادم سيكون رائعا وأن اليوفي سيقدم قناعات كبيرة إلى جماهير الفريق هذه المرة. مرت سنوات كثيرة منذ لقب 2006». إن كلمة درع 2006 التي نطقها إلكان خلال تصريحاته وصلت إلى مسامع أنطونيو كونتي، مدرب اليوفي، الذي صرح بدوره قائلا: «نحن في بداية العمل. هناك آخرون لديهم الأساس بالفعل لهذا الهدف، أما نحن ففي مرحلة التشييد. سيلزمنا بعض الصبر. ولكننا ندرك أن هدفنا هو أن نصبح فريقا منافسا على الفور». وعن الطعون الخاصة بلقب الدوري 2006، قال كونتي: «هناك رئيس ناد يتابع هذا الأمر. بالنسبة إلى اليوفي حصد بطولة الدوري الإيطالي 29 مرة ولكن الآن يتعين علينا أن نفوز بهذا اللقب على أرض الملعب، هذا ما يستحقه جمهورنا». وبذكر درع الدوري المحلي أوضح بونوتشي، مدافع اليوفي، قائلا: «لقد تقلصت الفجوة بيننا وبين الميلان والإنتر. وحتى نتمكن من الفوز بهذا اللقب يلزمنا التنظيم، ونحن نعمل على ذلك الآن. لقد جاء دورنا لطي صفحة الموسم الماضي وأنا أولهم».

من جهة أخرى، ما زالت إدارة نادي يوفنتوس تواصل القيام بمناوراتها الكبيرة، في الوقت الذي يستمر فيه مبعوثو النادي العمل حتى في عطلة نهاية الأسبوع؛ من أجل الوصول إلى النجم المرتقب انضمامه إلى الفريق. وتشهد الأيام الحالية حدوث بعض خطوات للأمام على جبهات صفقات الشراء الأكثر اشتعالا. وثمة تحرك آخر أيضا سيقوم به مسؤولو اليوفي بشأن صفقات الخروج المتوقعة، والتي لا غنى عنها من أجل تقديم الوقود اللازم لبيبي ماروتا، مدير عام السيدة العجوز، ليتمكن من القيام بالدفعة النهائية القوية في ختام سوق الانتقالات الجارية.

على أي حال، يرتبط تعريف النجم المرتقب في صفوف اليوفي بلاعب الجناح الأيسر المتقدم، ذلك المركز الذي يحرص أنطونيو كونتي، مدرب الفريق، بشدة على سده حتى يتمكن من استكمال، على أفضل وجه، الجانب الخططي للفريق. منذ ما يقرب من أسبوعين، وثمة حديث يدور حول اللاعب البيروفي مانويل فارغاس، لاعب فيورنتينا، ولكن حتى الآن، كان صعبا بدء مفوضات حقيقية وجادة بهذا الصدد. كان كورفينو، المدير الرياضي في نادي الفيولا، قد اقترح إجراء مبادلة فنية بين فارغاس وكوالياريلا، غير أن إدارة السيدة العجوز رفضت هذا العرض. وهكذا أيضا لم يبد السيد كورفينو أي اهتمام بالاقتراح الحالي الذي يتقدم به اليوفي، صفقة مبادلة فنية بين فارغاس ومارتينيز.

ولكن ليس من المستبعد أن تحدث قريبا مفاجآت أخرى في هذا المسلسل، فعلى سبيل المثال، يتابع نادي يوفنتوس حاليا بعناية شديدة تطور عملية بيع بطاقة ألبرتو جيلاردينو، لاعب فيورنتينا. وفي حال إتمام هذه الصفقة يبدو بيبي ماروتا جاهزا لتقديم عرض مبادلة فنية بين أماوري وفارغاس، فضلا عن مبلغ مالي يتراوح ما بين 10 و12 مليون يورو. وبهذه الطريقة يمكن للناديين أن يحققا مكاسب كبيرة من هذه العملية. غير أن كل ذلك مرتبط بمسار واحد وهو التخلي عن خدمات جيلاردينو. وفي غضون ذلك ثمة اتجاهات أخرى متاحة أمام أماوري. ومؤخرا قام المدير الرياضي في نادي باليرمو بعملية جس للنبض مع إدارة اليوفي وكذلك أماوري في محاولة منه لإقناع اللاعب بالعودة إلى صفوف باليرمو، النادي الذي كان يلعب لصالحه قبل الانتقال إلى السيدة العجوز، ولكن بتكاليف معقولة. سنرى ماذا سيحدث بهذا الشأن، فمن المؤكد أن خروج باليرمو من الأدوار التمهيدية الأولى لبطولة الدوري الأوروبي لن يقدم يد العون في إتمام هذه الصفقة، وفي مقابل ذلك يبدو مسار أولمبيك مارسيليا الفرنسي أكثر حسما أمام مهاجم يوفنتوس.

وفي انتظار وصول أي أخبار بشأن فارغاس انتشرت معلومات حول استئناف حوار اليوفي مع نادي ليون الفرنسي بصدد البرازيلي ميشال باستوس، والذي ترتبط صفقته بجواز السفر الأوروبي المنتظر حصول اللاعب عليه، الأمر الذي قد يكون حلا حاسما لهذا السباق. ورغم أن باستوس بدأ منذ فترة إجراءات الحصول على هذا الجواز الأوروبي، فإن أمله الآن بات ضعيفا في أن يصل إليه في الوقت المناسب. وربما تفكر إدارة السيدة العجوز في استثمار مركز اللاعب غير المنتمي للاتحاد الأوروبي، المتاح إليها ضمه إلى الفريق، من أجل هدف آخر تسعى لإدراكه في سوق الانتقالات، لاعب قلب الدفاع؛ وبهذا الصدد يتنافس كل من الأوروغوياني دييغو لوغان (30 عاما)، الذي بات قريبا على إنهاء عقده مع فنربخشة التركي والبرازيلي أليكس (29 عاما)، المرتبط بعقد مع تشيلسي الإنجليزي يمتد حتى 2014. وليس سرا أن إدارة اليوفي تفضل مسار قلب الدفاع البرازيلي. ولكن لا يزال سعر بطاقة أليكس مرتفعا (10 ملايين يورو) غير أن النادي الإيطالي يعمل على إتمام هذه العملية في إطار صفقة إعارة مع الحق في انتزاع كامل بطاقة اللاعب. وعلى أي حال، ربما يعود اهتمام اليوفي بمدافع تشيلسي بالضرر على باستوس، لأن المتاح إلى النادي هو ضم لاعب واحد فحسب من خارج الاتحاد الأوروبي.

وفي غضون الأيام القليلة المقبلة من المحتمل أن يحدث ارتفاع في أسهم إليا (23 عاما)، لاعب جناح هامبورغ الألماني والمنتخب الهولندي. جدير بالذكر أن نادي اليوفي كان يسعي في الموسم الماضي للظفر بخدمات إليا عندما كان يبدو من الصعب الوصول إلى الصربي ميلوس كرازيتش. ولكن مع مشاركة إليا في مونديال جنوب أفريقيا 2010 لم يعد من الممكن الحصول على أي تخفيضات وتم تثبيت سعر بطاقة إليا عند 15 مليون يورو. غير أن ماروتا، الآن، بإمكانه فتح الباب نحو حلا آخر أفضل. وحتى هذه اللحظة يبدو النادي الألماني على استعداد لتخفيض القيمة التي يطالب بها، مقابل التخلي عن خدمات لاعبه، إلى 12 مليون يورو بينما يستعد اليوفي لدفع مبلغ 10 ملايين يورو نقدا لإتمام الصفقة. ولكن سنرى.

والانطباع السائد هو أن إدارة اليوفي تلعب، خلال هذا المنعطف النهائي من سباق سوق الانتقالات، على أكثر من طاولة لضمان أفضل النتائج. ولذا، ليس من الغريب لو رأينا بيبي ماروتا يقوم بتغيير أهدافه عدة مرات خلال الأيام المقبلة. ولكن هذا سيكون فحسب وفقا لاحتياجات الفريق الخططية. وحتى الآن تبدو الأسماء المفضلة أمام إدارة السيدة العجوز واضحة تماما، فارغاس في الأمام وأليكس في خط الظهر. ولكن ثمة عينا دائما على الصفقات المفاجئة.

من جهة أخرى، أسفر معسكر فريق اليوفي حتى الآن عن شهر بأكمله من التدريب وأشياء عدة لا تزال في حاجة إلى العمل عليها وبعض التطورات الهامة وحقيقة واحدة، كلاوديو ماركيزيو. فلاعب الوسط الإيطالي يعد، حتى هذه اللحظة، هو أفضل لاعب في فريق أنطونيو كونتي وبات لاعب وسط اليوفي بمثابة نقطة ثابتة بالنسبة لمدرب الفريق. ولعلنا نبتسم اليوم إذا استرجعنا ما كان يقال بصدد ماركيزيو بين شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين. كان يبدو أن كلاوديو لن يكون له مكان ثابت في طريقة لعب 4 - 2 - 4 التي يفضلها المدرب الجديد لليوفي وعلى الفور تم افتراض بيع بطاقة اللاعب والتخلي عن خدماته. ولكن لم يكن كلاوديو في حاجة سوى لشهر واحد فحسب من التدريبات حتى يسطر تاريخا آخر له في يوفنتوس وحتى يدفع أنطونيو كونتي للإدلاء بهذا التصريحات المهمة «ماركيزيو لا يستطيع القيام بدور لاعب الجناح، بل هو لاعب قلب وسط قوي للغاية؛ وقد كانت هذه مفاجأة بالنسبة إلي».