برانديللي: الطريق أمام المنتخب الإيطالي ما زال طويلا

مدرب إيطاليا يشيد بلاعبيه بعد الفوز على إسبانيا.. وبقدرات كاسانو العالية

TT

عندما تفوز على أبطال العالم فإنك قد تتعرض لخطر أن تشعر بأنك بطل العالم. ولعل هذا هو ما يدفع تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي بعد الفوز على إسبانيا للتأكيد على ضرورة الاستمرار في التدريبات والعمل الشاق. اعترف تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي لكرة القدم بأن الفريق لا يزال يمكنه تطوير بعض الجوانب في أدائه.

وقال برانديللي عقب المباراة الودية التي فاز فيها الفريق على ضيفه الإسباني 2-1 الأربعاء الماضي: «يجب أن نستغل هذا الفوز بالشكل الصحيح». وأضاف: «عندما كنا بتركيزنا، أدينا بشكل رائع، ولكن بعدها تراجع المستوى. لا يزال أمامنا مجال لتطوير المستوى، خاصة فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة».. لكن المؤكد هو أن برانديللي نجح في تكوين فريق قوي بعد عام من العمل الجاد. والغريب والمؤلم في نفس الوقت أن نقطة ضعف إيطاليا في هذه المباراة تمثلت في خط الدفاع، الذي يعتبر مصدر شهرة إيطاليا طوال تاريخها الكروي. لكن المشكلة هي أن كانافارو ونيستا لا يظهران في جميع الأجيال. وعلق برانديللي على ذلك قائلا: «عندما لا يمكن الاعتماد على المدافعين البارزين كأفراد، يجب اللجوء إلى تنظيم خط الدفاع بشكل جيد. لكن هذا ليس هو ما ينقص منتخب إيطاليا، بل يجب أن نطور من عقليتنا. فقد عاد المنتخب ليعاني من مخاوف قديمة وآفات متأصلة في الشوط الثاني من المباراة عندما زاد منتخب إسبانيا من ضغطه، واهتم اللاعبون فقط باحتواء هجمات المنافس. ولم نكن نقوم بأي هجمات مرتدة ويجب أن نفعل ذلك دائما. إنني أفضل الخسارة من إسبانيا من هدف من هجمة مرتدة عن التعادل ونحن متحصنون في منطقة جزائنا. وربما كانت اللياقة البدنية المنخفضة في شهر أغسطس (آب) أحد أسباب ذلك الأداء، لكن العقلية هي كل شيء».

لكن العقلية السليمة التي يتحدث عنها برانديللي ظهرت بوضوح في خط وسط المنتخب الذي منحه مونتوليفو الكثير من النشاط والتألق. ورغم اتهامه بالتقصير وضعف المستوى خلال السنوات الماضية، أظهر مونتوليفو مستوى رائعا خلال عدة مباريات متتالية مع المنتخب أكد فيها وصوله لمرحلة النضج وأحرز في مرمى كاسياس أول أهدافه بقميص المنتخب الإيطالي. ولا شك أن خط الهجوم هو الذي يحصد ثمار تألق خط الوسط وهو ما ظهر في أداء جوزيبي روسي وكاسانو اللذين حظيا بالإشادة من ديل بوسكي مدرب المنتخب الإسباني.

وتحدث برانديللي قائلا عن مهاجميه: «من المؤسف ألا نرى جوزيبي روسي في إيطاليا. فهو والجماهير الإيطالية يستحقون ذلك. إن مصيره غريب حقا. ولو لأنه يلعب في أحد أندية دوري الدرجة الأولى لنظر إليه الجميع بصورة مختلفة». لكن الأغرب هو مصير كاسانو الذي يعتبر رأس الحربة الرابع في الميلان لكنه يلعب كأساسي وقائد لخط هجوم المنتخب. وقال برانديللي في هذا الصدد: «لا أعتقد أنها مسألة لعب أساسي أو احتياطي. فالمهم هو أن ينجح كاسانو في الاحتفاظ بلياقته من خلال المشاركة في عدد جيد من المباريات. إن البقاء أو الرحيل عن الميلان هو قرار كاسانو، لكنه إذا قرر البقاء، نظرا لاعتداده بنفسه ولحماسه للمنافسة مع العديد من النجوم، فأنا واثق أنه سيبذل أقصى جهده من أجل المشاركة، ولن أشعر بالدهشة إذا أصبح أساسيا بالفريق». وعند سؤال أليغري هل سيشعر بالدهشة إذا وجد بعد شهرين أن إبراهيموفيتش وكاسانو هما مهاجما الميلان الأساسيان بينما يجلس باتو وروبينهو على مقعد البدلاء، أجاب قائلا: «لن أشعر بأي دهشة على الإطلاق، فكاسانو نفسه لا يعرف مدى إمكاناته العالية». وإذا كان الثنائي جوزيبي روسي وكاسانو هما الحاضر فإن روسي وبالوتيللي هما المستقبل. وأجاب برانديللي عن سؤال حول إمكانية الدفع بهما معا: «لقد فكرت في الأمر، لكنني فضلت الدفع بثنائي يمتلك نفس المواصفات من أجل دراسة رد فعل الفريق. وقد أدركت على الفور أنني يجب أن أدخل بعض التغيير على وسط الملعب من أجل دعم مهاجمَين مثل باتسيني وبالوتيللي، لأن الدفع بهما معا يغير من توازن الفريق. لكنني سأتحين الفرصة للدفع بالثنائي بالوتيللي وروسي الذي يبدو كثنائي قوي للغاية. فهما يمثلان مزيجا من السرعة والمهارة والقوة لا يتوافر للكثيرين». ومع احتفال بالوتيللي بعامه الـ21 تمنى له برانديللي «الكثير من الاطمئنان الداخلي. فهو يملك بالفعل كل ما عدا ذلك».

كما تمنى برانديللي أيضا لكرة القدم الإيطالية التعافي: «أتمنى أن تسود روح باري. فعندما بدأ النشيد الوطني لإسبانيا، قام البعض بإطلاق صفارات الاستهجان لكن الاستاد بأكمله قام بالتصفيق مغطيا على صوت الصفارات وهنأنا لاعبو المنتخب الإسباني على سلوك جماهيرنا. أتمنى أن تكون هذه هي أجواء الموسم القادم وأن يتغلب حسن تمييز الأغلبية على تجاوزات الأقلية، من أجل التمتع بأجواء هادئة». وفي النهاية علق برانديللي على تهديد لاعبي أندية دوري الدرجة الأولى بالإضراب إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتجديد العقود: «أعتقد أنه يمكن التوصل لاتفاق ويكفي وجود بعض من التمييز الجيد للأمور. فالخلاف بين الطرفين ليس كبيرا. وسأتوقف هنا قبل أن يأتي رد على هذه الكلمات».