مانشستر سيتي وتشيلسي مرشحان قويان لإزاحة مانشستر يونايتد عن العرش

عجلة الدوري الإنجليزي تعود للدوران اليوم

TT

تعود عجلة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إلى الدوران اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الحالي، لكن بداية موسم 2011 - 2012 مختلفة عن المواسم الأخرى، ليس من حيث حدة التنافس وحسب، بل بسبب أعمال الشغب التي ألقت بظلالها وكادت تؤجل انطلاق الموسم، إلا أنها طالت في نهاية المطاف مباراة واحدة فقط. وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي أول من أمس عن تأجيل مباراة توتنهام وضيفه ايفرتون المقررة اليوم بسبب أعمال الشغب في العاصمة لندن.

وبعيدا عن أعمال الشغب، يبدو تشيلسي ومانشستر سيتي الأوفر حظا لإزاحة مانشستر يونايتد عن العرش، فيما يبقى آرسنال وليفربول أيضا من المنافسين التقليديين، لكن الأول يواجه احتمال خسارة نجمي الوسط، قائده الإسباني سيسك فابريغاس والفرنسي سمير نصري، لمصلحة برشلونة ومانشستر سيتي على التوالي. وستكون الأنظار متجهة بشكل خاص إلى مانشستر سيتي الذي كان حقق إنجازين هامين الموسم الماضي، أولهما الفوز بلقبه الأول منذ 35 عاما بعد تتويجه بطلا لمسابقة الكأس، والثاني تمثل بحجز بطاقته إلى دوري أبطال أوروبا.

رغم نجاحه في الانفراد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم والإمكانيات العالية التي يتمتع بها، لن يكون مانشستر يونايتد هو المرشح الأقوى للفوز بلقب البطولة في الموسم الجديد الذي تنطلق فعالياته اليوم. وأحرز مانشستر يونايتد لقب الدوري في الموسم الماضي ليكون التاسع عشر له في البطولة وينفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب بفارق لقب وحيد أمام ليفربول ولكنه يحتاج إلى التفوق على جاره مانشستر سيتي إذا أراد الفوز باللقب العشرين له في الدوري والخامس له في آخر ستة مواسم.

ويستهل مانشستر يونايتد بقيادة مديره الفني الكبير سير أليكس فيرغسون رحلة الدفاع عن اللقب في ضيافة ويست بروميتش ألبيون غدا. وبينما حاول تشيلسي وآرسنال وليفربول وتوتنهام في المواسم الماضية وما زالوا يحاولون كسر هيمنة مانشستر يونايتد على الدوري الإنجليزي، سيكون مانشستر سيتي هو الخطر الأكبر الذي يتهدد رحلة الشياطين الحمر للدفاع عن لقبهم في البطولة. وأنفق مانشستر سيتي ملايين من اليوروات، مستفيدا من ثروات مالكيه الإماراتيين، لتدعيم صفوفه على مدار العامين الأخيرين. وبلغ إنفاق النادي هذا الصيف أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع المهاجم الأرجنتيني الدولي الشاب سيرخيو أغويرو وجايل كليشي وستيفان سافيتش. وبغض النظر عن إمكانية مشاركة اللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز ضمن صفوف مانشستر سيتي في هذه المباراة بعدما استأنف تدريباته مع الفريق منذ أيام قليلة، يمتلك مانشستر سيتي ومديره الفني الإيطالي روبرتو مانشيني حاليا فريقا قادرا على منافسة جاره مانشستر يونايتد.

والتقى الفريقان بالفعل مع بداية شرارة الموسم الحالي حيث تقابلا قبل أيام قليلة في مباراة الدرع الخيرية على استاد ويمبلي بالعاصمة لندن وتقدم مانشستر سيتي بهدفين نظيفين قبل أن يحرز جاره ثلاثة أهداف ليحقق الفوز 3/2 ويحرز فريق فيرغسون أول ألقابه في الموسم الحالي.

وقال فيرغسون: «من الجيد أن تقبل التحديات، إنها تبعد الغرور عن بابك». ولم يكن مانشستر يونايتد متواضعا للغاية في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف حيث أنفق أكثر من 50 مليون إسترليني أيضا لتدعيم صفوفه بكل من اللاعبين أشلي يونغ من أستون فيلا وفيل جونز من بلاكبيرن وحارس المرمى ديفيد دي خيا من أتلتيكو مدريد الإسباني.

وأنفق ليفربول ببذخ أيضا للتعاقد مع ستيوارت داونينغ وتشارلي آدم وجوردان هيندرسون بينما كان تشيلسي وآرسنال وتوتنهام أكثر هدوءا في سوق الانتقالات هذا الصيف. ومع فتح باب الانتقالات حتى نهاية أغسطس (آب) الحالي، ما زالت الفرصة سانحة أمام كل منهم لتدعيم صفوفه.

ورغم ذلك، يرى النجم الأيرلندي السابق روي كين أحد النجوم البارزين في تاريخ مانشستر يونايتد أن مانشستر يونايتد قادر على تحقيق الفوز باللقب هذا الموسم وأن ضياع اللقب سيكون بأيدي مانشستر يونايتد نفسه. وقال كين، في تصريح نشرته صحيفة «ذي صن» البريطانية: «قال سير أليكس فيرغسون إن الدوري أصبح أكثر صعوبة ولكنني لا أرى ذلك.. إذا رغب يونايتد بالفعل في الفوز باللقب وتعامل مع المسابقة بالجدية اللازمة سيفوز باللقب دون عناء. وحتى عندما ترنح مانشستر يونايتد في الموسم الماضي، لم يكن هناك الفريق القوي بالدرجة الكافية للاستفادة من ذلك». ويأمل تشيلسي في أن يستطيع مديره الفني الجديد البرتغالي أندري فيلاش بواش قيادته إلى استعادة اللقب المحلي ولكن كين يرى أن تشيلسي ليس قادرا بالدرجة الكافية على منافسة مانشستر يونايتد. وقال كين أيضا إن آرسنال «لم يشتر أي لاعب بالفعل» وإن ليفربول «ليس في وضع يساعده على الفوز بالدوري حاليا» بينما يرى أن مانشستر سيتي هو الفريق الوحيد الذي لا يخشى سمعة يونايتد.

وبينما نجح مانشيني في ضم أغويرو إلى صفوف الفريق ما زال مانشستر سيتي بحاجة إلى ضم مزيد من اللاعبين خاصة الفرنسي سمير نصري الذي يقترب بالفعل من صفوف الفريق ولذلك لم يكن ضمن القائمة التي أعلنها مواطنه آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال لمباراة آرسنال أمام مضيفه نيوكاسل اليوم في المرحلة الأولى من الدوري الإنجليزي. وقال مانشيني: «نريد تطوير مستوانا الذي ظهرنا به في الموسم الماضي، وسنحاول الفوز بلقب الدوري الإنجليزي ولكننا بحاجة إلى لاعبين أو ثلاثة لاعبين آخرين. إذا نجحنا في ذلك، أعتقد أننا سنقترب من تحقيق ذلك». وأضاف: «ولكن يونايتد لديه 29 لاعبا بارزا مقابل 20 لاعبا في صفوفنا قادرين على المنافسة. نفقد بعض اللاعبين بمرور الوقت وليس لدينا ما يكفينا من اللاعبين للمنافسة على مدار الموسم وهي مشكلة نواجهها. لم ننجح في ضم جميع اللاعبين الذين نريدهم ومن المهم أن نضمهم».

وما زال تشيلسي يحاول ضم اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش نجم خط وسط توتنهام بينما يترقب آرسنال ما سيحصل عليه من برشلونة الإسباني نظير الانتقال المتوقع للاعبه سيسك فابريغاس إلى النادي الكتالوني ليستثمره في تدعيم صفوفه. وفي النهاية، تكمن الفرصة الأفضل لإحراز اللقب في الموسم الحالي في قدرة أي فريق من المرشحين على الاحتفاظ بالهدوء والتركيز على مدار الموسم. ويمتلك مانشستر يونايتد الخبرة كما يمتلك مانشستر سيتي الرغبة والإصرار والثقة.

وفي المقابل، سيكون أمل كل من نورويتش سيتي وسوانسي سيتي الصاعدين حديثا لدوري الدرجة الممتازة هذا الموسم هو الحفاظ على مكانيهما في الدرجة الممتازة وعدم الهبوط مجددا.

كما يأمل كوينز بارك رينجرز الصاعد معهما إلى الاستفادة من أموال مالكيه بيرني إكليستون وفلافيو برياتوري للبقاء في دوري الدرجة الممتازة.

وفي باقي مباريات المرحلة الأولى من الدوري الإنجليزي، يلتقي بلاكبيرن مع ولفرهامبتون وفولهام مع أستون فيلا وليفربول مع سندرسلاند وويغان مع نورويتش وكوينز بارك مع بولتون اليوم وستوك سيتي مع تشيلسي غدا ومانشستر سيتي مع سوانسي في ختام لقاءات المرحلة بعد غد.