كاسانو «المغضوب عليه» يصبح أساسيا وأكويلاني «المنسي» في إنجلترا يعود إلى إيطاليا

تألقهما في المواجهة الودية أمام إسبانيا قدم خدمة جليلة لهما وللميلان

TT

يمتلك كاسانو مهاجم الميلان أسبوعين قبل بداية الدوري الإيطالي لإثبات ذاته وحجز مكان أساسي له في تشكيل الفريق مثلما يتوقع ويتمنى تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي الذي يتابع لاعبه عن كثب بعد تألقه في المباراة الودية الأخيرة للآزوري أمام منتخب إسبانيا. وأصبح مصير كاسانو مرهونا باللاعب نفسه والتزامه في القترة المقبلة. وسيكمل كاسانو في شهر يونيو (حزيران) المقبل عامه الثلاثين ويجب أن يثبت خلال الأسبوعين المقبلين لمدرب الميلان أنه جدير باللعب كأساسي في الموسم المقبل الذي يسبق بطولة الأمم الأوروبية 2012 والتي ستقام في بولندا وأوكرانيا. وفي حالة عدم إثبات كاسانو لذاته مع الميلان والمشاركة الدائمة معه فإنه سيتعرض لخطر الخروج بشكل نهائي من صفوف منتخب إيطاليا وحسابات مدربه برانديللي.

وقد عاد كاسانو أول من أمس للتدريب في معسكر الميلان وبدا عليه الحماس والتركيز والرغبة في استثمار الدفعة المعنوية التي منحتها تصريحات برانديللي له. ويعتبر كاسانو لاعبا عادت إليه الحياة بفضل مباراة واحدة هي مباراة إسبانيا الأخيرة، لكنه يحتاج إلى الاستمرارية في الأداء الجيد. وتتوافر للاعب ظروف تحقيق ذلك؛ حيث أكد نادي الميلان أنه سيحتفظ بكاسانو إذا لم يرغب هو في الرحيل. ولا شك أن تألق كاسانو في مباراة المنتخب الأخيرة قد غير تماما من الموقف الذي كان يبدو أنه سينتهي برحيل اللاعب عن الميلان.

وسيكون الأسبوعان المقبلان حاسمين في تحديد مصير كاسانو لأن الميلان سيلعب خلالهما 4 مباريات ودية دون لاعبيه البرازيليين روبينهو وباتو لأنهما في إجازة حتى 25 من شهر أغسطس (آب) (إلا إذا استجابا لدعوة المدرب أليغري وقررا التبكير بالعودة إلى معسكر الفريق). ويعني هذا أن كاسانو سيجد الساحة خالية تماما له عندما يشارك في مباريات فريقه الودية المقبلة في السويد وفي بطولة تيم الودية وبطولة برلسكوني الودية من بعدها. فباستثناء إبراهيموفيتش لا يتوافر لدى أليغري مدرب الميلان حاليا مهاجمون آخرون سوى كاسانو حيث يعاني إنزاغي والشعراوي من مشكلات بدنية لن تمكنهم من المشاركة وهو ما يمنح كاسانو فرصة ذهبية للظهور وانتزاع مكان أساسي في صفوف الفريق.

وتمنح هذه البطولات الودية والتجارب التي يجريها الميلان خلال الصيف كاسانو الفرصة الأخيرة لإبراز إمكانياته بعد تألقه الأخير مع المنتخب. وإذا تمكن اللاعب من الظهور بنفس المستوى في المباريات الودية المقبلة للفريق فإنه قد يشارك أساسيا في أولى مباريات الدوري الإيطالي الذي ينطلق يوم 27 أغسطس الحالي بمباراة كالياري التي تقام بعد يومين فقط من عودة باتو وروبينهو. والمؤكد أن 3 أو 4 مباريات يلعبها كاسانو كأساسي كفيلة بتوضيح الرؤية لدى أليغري وإدراكه إن كان اللاعب سيدخل ضمن مشروعه للموسم المقبل أم لا.

وقد أكد أليغري في تصريحاته التي أدلى بها قبل يومين عن ثقته الشديدة في استعادة كاسانو لمستواه المرتفع وعافيته النفسية والبدنية: «سترون أن كاسانو سيظهر مع بداية الدوري بحالة ممتازة. لقد تحدثت معه في أول أيام المعسكر وأخبرته أنني أرغب في بقائه مع الفريق. ويتفق معي غالياني تماما في هذا الصدد. ستزيد هذه المباراة من دوافع كاسانو في المستقبل. إنني أعتبر أن الميلان لديه ما يحتاجه من المهاجمين، فهناك 5 مهاجمين يمنحونني الثقة والاطمئنان». وقد أغلق ادريانو غالياني، نائب رئيس الميلان أي احتمال لعودة النجم البرازيلي كاكا إلى الميلان عندما صرح قائلا: «لا يمكن أن ينضم كاكا إلى الميلان، إنني أكرر ذلك للمرة الألف. فالموقف الضريبي مختلف للغاية بين إيطاليا وإسبانيا، كما أنني أعتقد أنه ليس مستعدا للتنازل عن جزء من راتبه».

ويعتبر موقف أليغري المشجع لكاسانو نقطة انطلاق جديدة للاعب قبل بداية الموسم ويجب أن يسعى اللاعب لاستغلال هذا التشجيع بأفضل طريقة ممكنة. ويواجه كاسانو أيضا بعض المشكلات البدنية حيث يحتاج إلى الاهتمام بلياقته ووزنه بعد أن حاز الثقة والدفعة المعنوية اللازمة في الأيام الأخيرة. ويدرك المهاجم البارع جيدا أنه يجب أن يقلل من وزنه، وخير دليل على ذلك تصريحاته التي قال فيها بعد مباراة إسبانيا الأخيرة: «رغم أنني يجب أن أفقد بعضا من وزني، فإنني لم أنتهِ مثلما يقول البعض. وأنا أؤكد لكم ذلك». وكان غالياني وأليغري قد أكدا أكثر من مرة على ضرورة تقليل كاسانو لوزنه حتى يستعيد لياقته العالية وقدرته على الأداء الجيد.

ولن يكون مستقبل انطونيو كاسانو فحسب هو السمة التي ستميز الأسبوعين المقبلين من شهر أغسطس الحالي. فجماهير الفريق، في الواقع، أكثر فضولا لمعرفة ملامح وجه مستر إكس (اللقب الذي أُطلق على النجم المرتقب للانضمام لصفوف الميلان لشغل مركز لاعب الوسط على الجانب الأيسر) وربما أيضا مستر واي (الذي سيشغل مركز لاعب قلب الوسط). وقد أوضح غالياني خلال تصريحاته القليلة المعلنة بهذا الشأن، أنه ليست هناك حاجة لاستعجال الوقت لأنه لو تحقق شيء ما فسيكون في الرمق الأخير من عمر سوق الانتقالات الحالية. ويبدو العامل الأكثر وضوحا بهذا الصدد هو أن الميلان ليست لديه أية نية في استعجال الوقت. لأن الأهداف المحتملة في الوقت الحالي لا تعكس التوقعات المنتظرة من جماهير النادي.

وحتى الآن، تبدو تكلفة التعاقد مع اللاعبين اللذين توجهت نحوهما أنظار نادي الميلان، مونتوليفو واكويلاني، كبيرة للغاية. تقريبا 10 ملايين يورو وهو مبلغ لا تنوي إدارة الميلان إنفاقه حاليا. وقد تمت، على هذا النحو، قراءة العبارة الثابتة التي يكررها غالياني تقريبا كل يوم: «أيضا بإمكاننا باطمئنان أن نستمر كما نحن الآن». ويبدو مونتوليفو، لاعب فيورنتينا، هو المسار الأكثر صعوبة أمام الميلان. فلا يبدو أن عائلة ديلا فالي، رغم العلاقة الشائكة بينها وبين اللاعب، تنوي بيع بطاقة مونتوليفو. ومن المنطقي أن هذا لن يحدث كذلك في 30 أو 31 أغسطس الحالي؛ عندما سيبدأ الميلان التحرك بجدية في سوق الانتقالات؛ وهو ما يشبه أسلوب التمساح الاستوائي ذي العين النائمة في الماء المستعد، في أية لحظة، للانقضاض على فريسته. وفي الأيام الحالية، على العكس، ربما يسلك الميلان المسار الصحيح الذي قد يصل به إلى ألبرتو اكويلاني، لاعب وسط ليفربول الإنجليزي. وهنا أيضا ينطلق الحديث من نحو 10 ملايين يورو ويرغب النادي الإنجليزي، على أية حال، في الحصول عليها كاملة. ولكن في هذه الحالة ثمة هوامش للمفاوضات من أجل تخفيض قيمة الصفقة كثيرا، حتى من الممكن أن تصل إلى 6 ملايين يورو. وحتى هذه اللحظة تحاول إدارة النادي الإنجليزي المراوغة لأن الرياح تهب في مصلحة الميلان. ولا شك في أن فوز منتخب إيطاليا على إسبانيا في المباراة الودية مساء الأربعاء الماضي بمثابة خدمة جليلة لفريق الميلان. فكما استعاد كاسانو ثقته بنفسه ومكانته بعد أدائه الرائع في المباراة، سجل أكويلاني ومونتوليفو هدفي منتخب إيطاليا. والمفارقة الغريبة أن هذين اللاعبين هما اللذان يدور الحديث منذ فترة عن رغبة الميلان في ضمهما معا أو أحدهما على الأقل. وإذا تم التعاقد مع اللاعبين فإن حديث غالياني وأليغري عن اللاعب المنتظر، أو «مستر إكس» كما يطلق عليه، لا بد أن يتحول إلى الحديث عن لاعبين اثنين ينتظرهما فريق الميلان بترقب وشغف. وكان غالياني نائب رئيس الميلان قد علق قائلا عقب نهاية مباراة إيطاليا وإسبانيا: «لقد سجل مستر X ومستر Y».

ومن صفقات الشراء المحتملة إلى المنضمين بالفعل حديثا ولكنهم مختبئون في العيادة الطبية الخاصة بمعسكر الميلان. فعند السؤال عن حال مكسيس والشعراوي، تكون الإجابة: هما بخير. وهو ما يعني أن عمليات العلاج تتقدم بانتظام غير أنهما لم يجهزا بعد للمشاركة مع الفريق. ولا سيما مكسيس: فقد بدأ مدافع روما السابق، والمنتقل هذا الصيف إلى الميلان، في التدريب بمفرده داخل الملعب منذ بضعة أيام قليلة بالتناوب مع إجراء المران داخل صالة الألعاب الرياضية وكذلك عملية إعادة التأهيل. والافتراض الأكثر واقعية بالنسبة لمكسيس هو أن رؤيته داخل الملعب بقميص الميلان ستكون في شهر أكتوبر( تشرين الأول) المقبل، إذا ما استأنف اللاعب تدريباته مع باقي مجموعة الفريق في شهر سبتمبر( أيلول) المقبل. أما الشعراوي، على العكس، فكان قد تعرض إلى إصابة في ركبته، بسبب الحمل الزائد في التدريبات، وظهرت هذه المشكلة عشية مباراة الميلان الودية أمام سولبياتيزي. وعليه اختفى الفرعون المصري من ساحة الميلان على الفور وتم إجباره على إرجاء عملية الإعداد. ولكن المهاجم الإيطالي الجنسية ذا الأصول المصرية قد تعافى تقريبا من إصابته وعاد الخميس الماضي إلى التدريب مع باقي الفريق. ولكن بالإضافة إلى ذلك سينبغي عليه أيضا أن يتابع برنامج تقوية عضلية خاصا بالساقين. وهو الأمر الذي ربما يتم إدخاله في البرنامج العام لمران الفريق بعيدا عن إصابات الأوتار.