القروني والحسيني: أجواء متقلبة ورحلة شاقة أسقطتنا من ثمن نهائي مونديال كولومبيا

بعثة الأخضر الشاب عادت إلى الرياض فجرا وسط استقبال باهت

TT

وصلت بعثة المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم فجر أمس السبت إلى الرياض، بعد رحلة شاقة استغرقت نحو 24 ساعة، بعد انتهاء مشاركته في نهائيات كأس العالم في كولومبيا لكرة القدم 2011.

كانت البعثة قد غادرت مدينة بارنيكا إلى العاصمة بوغوتا، ثم إلى ساو باولو البرازيلية على متن «الخطوط الإماراتية» في طريقها لمدينة دبي، ووصلت إلى مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض في الساعة 2.50 دقيقة فجرا.

ونجح المنتخب السعودي للشاب في التأهل لدور الـ16 من المونديال، بعد أن قدم عروضا رائعة في الدور الأول ضمن مجموعته الرابعة؛ حيث فاز على كرواتيا 2 - 0، وعلى غواتيمالا 6 - 0، وخسر أمام نيجيريا 0 - 2، وتأهل إلى دور الـ16 بعد حصوله على المركز الثاني برصيد 6 نقاط خلف نيجيريا التي تصدرت المجموعة برصيد 9 نقاط، وواجه المنتخب السعودي نظيره البرازيلي في دور الـ16 وخسر أمامه 0 - 3 ليودع المونديال العالمي بصورة جيدة وعروض رائعة.

من جانبه، قال نائب رئيس بعثة المنتخب السعودي للشباب، ناصر الهويدي: مشاركتنا بمونديال كولومبيا تعتبر ناجحة بجميع المقاييس؛ حيث قدمنا مستويات جيدة عكست الصورة الحقيقية للكرة السعودية، كما أن تأهلنا إلى دور الـ16 جاء بجدارة واستحقاق؛ حيث قابلنا المنتخب البرازيلي، أحد أقوى المرشحين للفوز بلقب المونديال، وكان بمقدورنا تحقيق نتيجة أفضل، ولكن للأسف الظروف التي واجهتنا قبل المباراة أثرت بشكل كبير على أداء اللاعبين، وكان لها دور كبير في خسارتنا، ولعل أبرزها الضعف اللياقي؛ حيث وضح ذلك في الشوط الثاني من اللقاء بعد المجهود الكبير الذي بذله عناصر المنتخب السعودي في الشوط الأول؛ حيث كانوا يجارون لاعبي المنتخب البرازيلي ووصلنا أكثر من مرة لمرماهم، لكن للأسف لم نستغل الفرص، وكما ذكرت فقد استغل المنتخب البرازيلي تراجع مستوى لاعبينا وضعف لياقتهم وزيادة الرطوبة والإرهاق في الشوط الثاني، وحققوا نتيجة إيجابية.

وأضاف: أنا سعيد جدا بحديث الأمير نواف بن فيصل عندما قال إنه سيدعم بقوة هؤلاء اللاعبين، ومستعد ليكون مدير أعمالهم ليمكنهم من الاحتراف الخارجي، مؤكدا أن هذا الدعم والاهتمام لم يأتيا من فراغ بل جاءا من اهتمامه بالمنتخبات بجميع فئاتها، وما تحقق في هذا المونديال هو الطريق الصحيح لعودة الكرة السعودية، وكل ما أتمناه هو المحافظة على هذا الجيل وعدم إهماله حتى يكون نواة للمنتخب الأول في السنوات المقبلة.

من جهته، أكد المدرب خالد القروني أنه كان يتمنى تقدم المنتخب لأدوار متقدمة، لكنه اصطدم بالمنتخب البرازيلي، أحد المنتخبات العريقة والمرشحة للفوز بالكأس، مبينا في الوقت ذاته أن الظروف كانت ضد المنتخب؛ حيث واجهت اللاعبين رطوبة ودرجة حرارة عالية أضعفتهم بدنيا؛ إذ لم يعتادوا عليها في الفترات الأخيرة، لكل الظروف نفسها خدمت المنتخب البرازيلي، كونه يلعب في الملعب ذاته منذ بداية البطولة.

وواصل القروني: الحمد لله على كل شيء، وشكرا للأمير نواف بن فيصل، الذي منحنا الثقة، ونتمنى دائما أن نكون عند حسن ظن الجميع، وأنا كمدرب وطني سأكون دائما في خدمة الوطن.

وامتدح القروني إمكانات اللاعبين وما قدموه في البطولة، مبينا أن هذا الثناء وجده من جميع المدربين في البطولة ومن الجماهير كذلك.

بينما أوضح مساعده عبد اللطيف الحسيني أن اللاعبين بالفعل تعرضوا لجهد كبير وانخفضت لياقتهم؛ كونهم لعبوا وسط أجواء جديدة عليهم في الفترة الأخيرة «ولم نستطع التدرب على ملعب المباراة كون (الفيفا) لا يسمح بذلك، وقد وصلنا للمدينة بعد رحلة طويلة ومرهقة، بينما استغل المنتخب البرازيلي وصوله قبلنا بـ5 أيام في الراحة والتأقلم مع الأجواء».

بدوره، أكد المهاجم فهد الجهني أن المدرب خالد القروني كان قريبا جدا منهم، وهذا ما ساعدهم على تقديم مستويات جيدة خلال مباريات البطولة.

وأضاف: كنا نتمنى التأهل لدور الـ8، لكن الحظ لم يبتسم لنا، وودعنا البطولة أمام منتخب قوي وهو البرازيل الذي يعتبر من أقوى المرشحين للحصول على كأس العالم.

وقال اللاعب سالم الدوسري: كنت أتمنى أن يواصل الأخضر نتائجه المميزة في هذا المونديال، لكن للأسف لم نوفق في مواجهتنا أمام المنتخب البرازيلي الذي استغل الظروف التي واجهتنا، ولعل أبرزها الإرهاق والرطوبة العالية التي كانت وراء هبوط أدائنا في المباراة، خاصة بالشوط الثاني؛ حيث تراجع مستوانا بسبب ضعف اللياقة، بعكس منافسنا الذي لعب المباراة وهو مرتاح تماما من السفر والتنقل بين المدن.

وأضاف: كانت لدينا الرغبة والإصرار في تحقيق نتائج أفضل كالوصول إلى دور الـ8، لكن الظروف وقفت أمامنا، وبشكل عام تعتبر مشاركتنا في هذا المونديال جيدة جدا، ونعد الجميع بنتائج أفضل خلال الاستحقاقات المقبلة.

ولمح لاعب الوسط، عبد العزيز العازمي، إلى أن وصول الأخضر إلى دور الـ16 في مونديال كولومبيا هو نتيجة إيجابية قياسا بالمشاركات السابقة التي شارك فيها المنتخب السعودي، وكان لدينا الطموح للوصول إلى دور الـ8، لكننا واجهنا المنتخب البرازيلي الذي يعتبر من أقوى المنتخبات المشاركة في هذا المونديال، ونجحنا في مجاراته خلال الشوط الأول، وكانت الكفة متساوية بيننا، لكن للأسف في الشوط الثاني تغير الحال نتيجة للإرهاق والجهد الذي بذلناه في الشوط الأول، مما تسبب في تراجع اللاعبين لياقيا، ومهد الطريق للاعبي البرازيل لفرض سيطرتهم تماما، والفوز بنتيجة اللقاء.

من جهته، قال حارس المنتخب السعودي، أحمد الكسار: إن مشاركة الأخضر في مونديال كأس العالم في كولومبيا كانت مشرفة لجميع من مثل الوطن في هذا المحفل العالمي الكبير. وأضاف: كنا نطمح إلى تحقيق الأفضل والوصول إلى أدوار متقدمة، لكن لم يحالفنا الحظ في مباراة البرازيل، وخسرنا بسبب قلة الخبرة، والإرهاق، مما كان له دور كبير ومؤثر خلال مجريات المباراة، خاصة بالشوط الثاني. وأضاف: اللاعبون لم يقصروا خلال المباريات التي خاضها الأخضر في مونديال كولومبيا، وبشكل عام تعتبر النتائج جيدة، وسيكون هذا المنتخب الشاب هو الجيل المقبل للكرة السعودية.