برشلونة يسعى لمواصلة هيمنته.. وريال مدريد لاستعادة هيبته

قطبا الكرة الإسبانية يرفعان الستار اليوم عن فعاليات الموسم الجديد بلقاء كأس السوبر

TT

ينطلق الموسم الإسباني الجديد على غرار نهاية الموسم الماضي بصراع بين قطبي اللعبة برشلونة وريال مدريد، عندما يلتقيان في ذهاب مسابقة كأس السوبر لكرة القدم على ملعب «سانتياغو برنابيو» في مدريد اليوم. وكان الفريقان التقيا أربع مرات في نهاية الموسم الماضي، فتوج برشلونة بطلا للدوري بعد صراعه مع الفريق الملكي، وأخرجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يحرز اللقب لاحقا على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، في حين نجح ريال في إزاحة العملاق الكتالوني فقط عن لقب كأس إسبانيا التي توج فيها أبناء المدرب جوزيه مورينهو على حساب التشكيلة الموهوبة لمدرب برشلونة الشاب جوسيب غوارديولا التي نجحت أيضا في تحقيق فوز أسطوري على ريال 5/ صفر في ذهاب الدوري.

وتأتي مسابقة كأس السوبر التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس بمثابة التحضير للموسم، وهي لا ترسم صورة بالغة الدقة عن معالم الموسم الجديد لكون اللاعبين لا يزالون في بداية استعداداتهم البدنية، بيد أن العلاقة النارية بين برشلونة وريال مدريد تفرض إثارة كبرى في جميع مواجهات الفريقين. وبعد فترة إعداد مختلفة القوة لكل من الفريقين، يسعى قطبا الكرة الإسبانية إلى بداية قوية مع رفع الستار عن فعاليات الموسم الكروي الجديد عندما يلتقيان اليوم.

وخاض كل من الفريقين في الآونة الأخيرة فترة إعداد تختلف كثيرا عن منافسه سواء في الفرق التي التقاها كل فريق أو في طريقة تعامله مع هذه المباريات. وحشد ريال مدريد جميع نجومه وكل قوته في هذه المباريات الودية من أجل استعداد قوي لبداية الموسم الجديد وخاصة لمباراتي كأس السوبر بينما وضع الفريق الكتالوني ثقته في فترة الإعداد على مجموعة من اللاعبين الشبان. وحقق ريال مدريد الفوز في جميع المباريات الودية السبع التي خاضها خلال فترة الإعداد وسجل فيها 27 هدفا مقابل 5 أهداف دخلت شباكه مما يعطي مؤشرا على تعطش لاعبي الفريق ومديرهم الفني البرتغالي جوزيه مورينيو لتحقيق النجاح في الموسم الجديد. ويبدو أنه من الصعب أن يضاهي أي فريق منافس عدد اللاعبين والنجوم الجاهزين في صفوف ريال مدريد. وأكد إيكر كاسياس حارس مرمى ريال مدريد «فترة الإعداد كانت إيجابية للغاية ولكن المهمة الصعبة ستبدأ بمباراتي كأس السوبر. هدفنا هو تحقيق ما هو أفضل مما قدمناه في الموسم الماضي». وعلى النقيض، اتسم استعداد برشلونة بالتذبذب ولم يظهر الفريق في معظم الأحيان بنفس المستوى الذي كان عليه في الموسم الماضي عندما توج بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. وعلى مدار 6 مباريات ودية خاضها الفريق في فترة الإعداد، حقق برشلونة الفوز في مباراتين فقط وتعادل مرتين وخسر مثلهما وكان منهما الهزيمة الثقيلة 1/ 4 أمام شيفاز جوادالاخارا المكسيكي. واعتمد غوارديولا على مجموعة من لاعبي الفريق الثاني في النادي واللاعبين الشبان نظرا لغياب بعض اللاعبين ومنهم الأرجنتيني ليونيل ميسي لمشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي استضافتها الأرجنتين الشهر الماضي.

وكان تياجو ألكانتارا هو أبرز نجوم الفريق في فترة الإعداد للموسم الجديد ليفرض وجوده على تشكيلة الفريق قبل التعاقد المتوقع مع الإسباني سيسك فابريغاس من آرسنال الإنجليزي.

ومع تألق تياجو بهذا الشكل في المباريات الودية مع برشلونة، لم يجد فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني مفرا من استدعائه إلى صفوف الفريق خلال المباراة الودية التي خاضها أمام المنتخب الإيطالي يوم الأربعاء الماضي.

وكان ميسي قاد فريقه برشلونة إلى إحراز لقب النسخة الأخيرة على حساب إشبيلية 4/ صفر إيابا بعد خسارة 1/ 3 ذهابا عندما سجل ثلاثية. وسيأمل ميسي الانفراد بالرقم القياسي بعدد الأهداف لبرشلونة في كأس السوبر، إذ يتساوى حاليا مع خوسيه ماريا باكيرو برصيد 5 أهداف لكل منهما. وسجل ميسي هدفين في مرمى أتلتيك بلباو عام 2009 وثلاثية في مرمى إشبيلية العام الماضي.

وعلى الرغم من أن ملعب برنابيو يعتبر من أصعب المحطات لبرشلونة، فإن مدرب الأخير غوارديولا لم يخسر بعد هناك، إذ انتصر 3 مرات وتعادل مرة واحدة، ففاز 6/ 2 في موسم 2008-2009، ثم 2/ صفر في موسم 2009-2010، و1/1 في الموسم الماضي عندما كان الفارق 8 نقاط لمصلحة برشلونة في الدوري، بالإضافة إلى الفوز 2/ صفر في نصف نهائي مسابقة دوري الأبطال. ويتخوف غوارديولا من إصابات بعض نجومه على غرار محرك الوسط شافي والمدافعين بيكيه وبوسكيتس. وتعرض بيكيه لإصابة في فخذه اليمنى قد تحرمه من المشاركة، بحسب ما ذكر النادي الكتالوني. وظهر بيكيه وهو يمسك فخذه متألما في نهاية الشوط الأول من مباراة إسبانيا وإيطاليا (1/ 2) الودية الأربعاء الماضي في مدينة باري، لكنه شارك في تمارين أول من أمس. كما تعرض سيرجيو بوسكيتس الذي حل بدلا من بيكيه في المباراة لإصابة في ضلوعه اليمنى ويحوم الشك أيضا حول مشاركته، إذ تمرن بمفرده الجمعة.

وعزز برشلونة صفوفه بضم المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيس من أودينيزي الإيطالي، وهو لا يزال ينتظر قدوم سيسك فابريغاس قائد آرسنال الإنجليزي. ودعم ريال مدريد صفوفه بالظهير البرتغالي فابيو كوينتراو من بنفيكا ولاعب الوسط التركي نوري شاهين من بوروسيا دورتموند بطل ألمانيا الذي يعاني من إصابة، وهو يعتمد على الجناح البرتغالي الطائر كريستيانو رونالدو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمه الذي يمر بفترة رائعة إذ سجل 8 أهداف في 7 مباريات. وتدرب الظهير الدولي سيرخيو راموس مع ريال وسيكون جاهزا لخوض المباراة بحسب ما ذكر النادي الأبيض.

وستتركز الأنظار على مدرب ريال المشاغب مورينهو الذي شن حملة كبيرة على برشلونة بعد ذهاب الدور نصف النهائي لدوري الأبطال في الموسم الماضي. وغرم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مورينهو 50 ألف يورو وأوقفه 3 مباريات بسبب تصريحاته غير المناسبة عقب الخسارة أمام برشلونة صفر/ 2 في مدريد. وأدلى مورينهو بتصريحات نارية عقب المباراة مؤكدا أن الحكام ينحازون دائما لمصلحة برشلونة. وفي مجموع مباريات الكلاسيكو بين الفريقين، يتقدم برشلونة مع 102 فوز مقابل 97 لريال. وفرض ريال مدريد سيطرته التامة على 4 مواجهات سابقة مع برشلونة في كأس السوبر الإسبانية، حيث حسم اللقب في كل منها، وذلك في أعوام 1988 و1990 و1993 و1997. وتقام مباراة الإياب في كأس السوبر على ملعب «كامب نو» في برشلونة في 17 أغسطس (آب) الحالي.