القروني: ثمن نهائي المونديال ليس غاية طموحنا.. واللياقة خذلتنا أمام البرازيل

قال إنه لم يتوقع مؤازرة الكولومبيين للأخضر.. وطالب ريكارد بالاهتمام باللاعبين

TT

قال مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم، خالد القروني، إنه لم يحقق سوى جزء بسيط من طموحاته، بعد أن تمكن من قيادة الأخضر الشاب إلى دور الـ16 في مونديال كأس العالم 2011، مبينا أن الخروج من دور الـ16 لا يتناسب مع ما كان يتطلع إليه، خصوصا أن لاعبي المنتخب السعودي لفتوا الأنظار بمستوياتهم المميزة ولعبهم الجماعي وأدائهم الرجولي، مشيرا إلى أن الرطوبة العالية والإرهاق هما من عصفا باللاعبين وجعل المنتخب البرازيلي يتمكن من التأهل إلى دور الـ8، موضحا أن هناك عددا كبيرا من العناصر القادرين على المشاركة مع المنتخب السعودي الأول، خصوصا أنهم امتلكوا الخبرة الجيدة التي تحتاج إلى متابعة من قبل المدرب الهولندي فرانك ريكارد إلى جانب الاهتمام الذي من المفترض أن تبديه إدارة المنتخبات بهم، دون أن يغفل دور الأندية في تطوير إمكانات اللاعبين وإعطائهم الفرصة لإثبات قدراتهم ومواهبهم المميزة، مشيدا بالنتيجة الكبيرة التي تحققت للمنتخب السعودي أمام غواتميالا بسداسيّة نظيفة، مبديا استغرابه من عدم وجود وسائل الإعلام السعودية في المحفل العالمي على الرغم من وجود الكثير من المنشآت الإعلامية الأجنبية.

* استطاع المنتخب السعودي للشباب الوصول إلى دور الـ16 من نهائيات كأس العالم 2011، هل تعتقد أن الأخضر قدم كل ما يملك وخرج بصورة مشرفة؟

- المشاركة ولله الحمد كانت بشكل عام جيدة، خاصة أن وصولنا إلى دور الـ16 كان لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب السعودي للشباب، وكان لدينا الرغبة والإصرار في مواصلة مشوارنا لدور الثمانية، ولكن للأسف الظروف خذلتنا في المباراة الأخيرة أمام المنتخب البرازيلي التي قدمنا فيها مستوى أكثر من جيد خاصة في شوط المباراة الأول، بعكس الشوط الثاني الذي وضح فيه الإرهاق والرطوبة التي كان لها تأثير كبير على أداء اللاعبين؛ حيث هبطت لياقتهم بشكل مفاجئ واستغلها لاعبو المنتخب البرازيلي في فرض سيطرتهم الميدانية، ولكن كما ذكرت لك مشاركتنا في هذه البطولة والنتائج التي حققناها من البداية تعتبر جيدة لنا كجهاز فني ولاعبين.

* لكنك سبق أن واجهت المنتخب البرازيلي في مباراة ودية وخسرت بالثلاثة وبكل تأكيد دونت نقاط القوة والضعف لديهم؟

- المباراة الودية التي لعبناها قبل بداية البطولة أمام البرازيل تختلف تماما عن مباراة دور الـ16، فالأجواء كانت مختلفة، خصوصا أن اللاعبين خاضوا المواجهة الودية بعيدا عن الرطوبة والإرهاق والتنقلات، ولك أن تتخيل قبل مجيئنا مدينة برانكيلا سافرنا ثلاث مدن، بعكس الفريق البرازيلي الذي لعب من دون أي تنقل وجميع المباريات التي لعبها في الدور التمهيدي على نفس الملعب الذي أقيمت عليه مباراتنا، حيث تأقلم على أرضية الملعب والأجواء، وللمعلومية الفريق البرازيلي لم يتفوق علينا فنيا أو تكتيكيا، ولاعبو الأخضر لم يشتكوا إلا من ارتفاع الرطوبة والحرارة التي أثرت على لياقتهم.

* قلة خبرة شباب الأخضر وتخوفهم من تكرار نتيجة المواجهة الودية؛ ألا تعتقد بأنها سبب في الخروج على يد البرازيل؟

- لا أعتقد أن الخوف كان وراء خروجنا، بدليل أن اللاعبين قدموا مستوى رائعا في الشوط الأول، وأضعنا الكثير من الفرص وكان لديهم الرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية، ولو كان هناك خوف لكان المنتخب البرازيلي أنهى المباراة من الشوط الأول الذي كان فيه تكافؤ بين الفريقين، والمنتخب السعودي فرض شخصيته، ولكن كما ذكرت لك الظروف كانت أقوى من اللاعبين.

* المسؤول الأول عن الرياضة السعودية الأمير نواف بن فيصل قال إنه سيكون وكيلا للاعبين في حالة حصول أي منهم على عرض للاحتراف الخارجي، كيف تتوقّع أثر هذا الحديث؟

- بلا شك هذا حديث جميل يدل على العقل الكبير الذي يمتلكه الأمير الشاب نواف بن فيصل الذي يسعى بكل ما يملك لتطوير الرياضة السعودية، وهو حافز لجميع اللاعبين الذين عاشوا تجربة المشاركة في مونديال كأس العالم لتطوير إمكانياتهم الفنية والمهارية، خاصة أنهم واجهوا منتخبات عالمية كالبرازيل ونيجيريا، ومعظم لاعبي هذه المنتخبات حصلوا على فرصة الاحتراف خارجيا، ولو رجعنا للوراء وبالتحديد عام 1994 عندما شارك المنتخب السعودي في مونديال كأس العالم كانت الفرصة متاحة لعدد كبير من اللاعبين السعوديين، وبالتالي لا بد من استثمار هذه المواهب وتهيئتها للاحتراف الخارجي حتى تعود المنفعة للكرة السعودية.

* المنتخب الأول يبدو بحاجة ماسة لعناصر شابة تجدد له الحيوية، بنظرك متى سنشاهد أحد اللاعبين الشباب في صفوف الأخضر الكبير؟

- بكل أمانة هؤلاء اللاعبين كخامات ومواهب يعتبرون دعامة للمنتخب ويحتاجون فقط للوقت من أجل صقل إمكانياتهم واكتساب الخبرة، ولكن متى وكيف بإمكانهم الوصول للمنتخب الأول فهذا يعود للجهاز الفني للمنتخب الأول بقيادة الهولندي، فرانك ريكارد، في كيفية استثمارهم والاستفادة منهم، فاللاعبون بإمكاننا تقسيمهم إلى ثلاث فئات، الأولى بإمكانها المشاركة مع المنتخب الأول نظرا لكبر سنهم وحجم الإمكانات التي يمتلكونها، والثانية تستطيع التواجد مع الأخضر الأولمبي ومؤهلة للانتقال إليه، أما الثالثة فهي التي ستستمر مع المنتخب الشاب لصغر سنهم، وهذا يدل على أننا اخترنا عددا من اللاعبين الصغار الذين لم يصلوا بعد حد المشاركة مع فئة الشباب، حيث يوجد لاعبان من مواليد 1993 ولاعب من مواليد 1995.

* الإعلام السعودي لم يكن موجودا في قلب الحدث المونديالي، كيف تعلق على ذلك؟

- يمكن توجيه هذا السؤال للجهات الإعلامية، ولكن أعتقد أن الأعلام السعودي على الرغم من بعده فإنه كان متابعا ومهتما حتى قبل بداية المونديال، وكأنه موجودا معنا وجميع أفراد البعثة كانت تتابع الأخبار أولا بأول عن طريق الإنترنت بواسطة الصحف التي تسطّر كل شيء عن المنتخب الشاب، وبكل تأكيد كان لها الأثر الإيجابي، حيث شعرت البعثة بأن الأعمال التي يقومون بها هي محط أنظار واهتمام جميع المواطنين السعوديين الذين يتطلعون لأن يروا منتخبا يجدد آمالهم ويحقق تطلعاتهم، وهو ما كنا نسعى لتحقيقه من أجل رسم الابتسامة على كل الرياضيين، خصوصا أن المتابعة كانت حتى من الأشقاء العرب الذين كانوا يتمنون أن يصل منتخبا السعودية ومصر إلى أدوار متقدمة، لكن ذلك لم يتحقق لكلا المنتخبين العربيين.

* معظم المدربين يصلون إلى قمة طموحاتهم عند قيادتهم لمنتخبات بلدانهم في كأس العالم، هل حققت طموحك مع الأخضر؟

- نعم ولله الحمد، ولكن ليس الطموح المطلوب بل جزء منه، وكنت أتمنى الوصول إلى أبعد من التأهل لدور الـ16 والشيء الجميل الذي خرجنا من هذه المشاركة هي تقديم فريق للمستقبل يكون رافدا للمنتخب الأول والمنتخب الأولمبي ويتميز بشخصية فرضت نفسها أمام النقاد والمتابعين، إضافة إلى ذلك أن كل لاعب تواجد في هذا المونديال ستكون لديه الثقة في تطوير نفسه مع مرور الوقت.

* بعد عطاءات اللاعبين الشبان في كأس العالم، هل ستتم متابعتهم خلال الفترة المقبلة؟

- بكل تأكيد وهذا الشيء سيكون عن طريق أنديتهم من أجل تهيئتهم للمنتخب الأولمبي والفريق الرديف للمنتخب الأول، وأعتقد أن إدارة المنتخبات هي المسؤولة عن مثل هذه الأمور، ونحن كجهاز فني ستكون مسؤوليتنا عن اللاعبين من مواليد 1993 فما فوق ونتمنى أن تسنح الفرصة لهؤلاء اللاعبين لتقديم كل ما لديهم من إمكانيات من أجل دعم المنتخبات السعودية بجميع فئاتها.

* المنتخب السعودي الشاب حقق أكبر نتيجة في المونديال بسحقه غواتيمالا بسداسية نظيفة، ما تعليقك؟

- هذه النتيجة أكبر رد على من يظن أن خط الهجوم السعودي غير جيد، وأعتقد أن تسجيل ثمانية أهداف بواسطة سبعة لاعبين هو دليل واضح على أن شخصية المنتخب كانت حاضرة من خلال بناء الهجمات وطريقة اللعب التي تعتمد على الجماعية بين اللاعبين، والحقيقة هذه النتيجة لا يمكن نسيانها ونفتخر بها، وستسجل عبر تاريخ المشاركات السعودية في المونديال العالمي للشباب.

* من خلال قراءتك الفنية ومتابعتك للمنتخبات من تتوقع أن يخطف لقب المونديال؟

- لقب المونديال لن يخرج من البرازيل ونيجيريا بعد الخروج غير المتوقع للأرجنتين وكولومبيا، وأتوقع أن يشهد الدور النصف النهائي مستوى قويا، وربما تحدث مفاجآت كما حدث في دور الثمانية.

* تستعد لمقابلة رئيس اتحاد الكرة الأمير نواف بن فيصل لتقديم التقرير الفني عن مشاركة الأخضر في هذا المونديال، ما السلبيات والإيجابيات التي ستدونها في هذا التقرير؟

- سيتم تدوين بعض الأمور البسيطة التي لا أعتقد أنها سلبية بقدر ما هي أمور تطويرية وليس لدينا ما نخفيه طالما هو في مصلحة الكرة السعودية، ونحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل أن نقدم تقريرا مفصلا ومتكاملا عن تجربتنا في مونديال 2011، وأعتقد أن المنتخبات السعودية بدأت تعود إلى وضعها الطبيعي في ظل النتائج الجيدة التي حققت، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق في جميع مشاركات المنتخبات السعودية ولعل أبرزها مباراة المنتخب السعودي ونظيره المنتخب العماني ضمن تصفيات كأس العالم 2014، ومن ثم مباراة المنتخب السعودي الأولمبي الذي يستعد لمواجهة المنتخب القطري ضمن تصفيات أولمبياد لندن.

* الإعلام العالمي تواجد بكثافة في المونديال، كيف تقيم متابعته للمنتخب السعودي؟

- المنتخب السعودي كان مفاجأة لجميع المتابعين والنقاد الذين أشادوا بشكل كبير عن الشخصية التي يمتلكها داخل الملعب والأداء الذي قدمه اللاعبون خلال المباريات التي خاضوها، وهذا منح اللاعبين ثقة كبيرة في أنفسهم خاصة من الإعلام الكولومبي الذي تحدث عن نتائج الأخضر وجماعية الفريق، وتميز الكثير من اللاعبين والتحدث عن مستواهم، ولعل أبرزهم الحارس عبد الله السديري ياسر الفهمي ومعن الخضيري وإبراهيم البراهيم ويحيى دغريري وفهد المولد الذي سيكون بمقدوره المشاركة في المونديال المقبل.

* نهائيات كأس العالم دائما ما تحفل بالمواقف المختلفة، ما الموقف الذي لا يزال عالقا في ذهنك خلال وجودك في كولومبيا؟

- أبرز المواقف التي لا يمكن نسيانها هو تعاطف الجمهور الكولومبي مع أي مباراة يلعبها المنتخب السعودي، حيث تجد هذه الجماهير تؤازر بقوة الفريق السعودي وتهتف مع كل هجمة لنا، وذلك نتيجة للأداء الرجولي والمستوى الذي قدمه اللاعبون، إضافة إلى أخلاقياتهم التي جعلت الكولومبيين يحبونهم إلى درجة أنهم يحرصون على حضور التدريبات أيضا.

* ختاما ما الرسالة التي تبعثها للاعبين الذين سيودعون منتخب الشباب إلى المنتخبات الوطنية الأخرى؟

- أتمنى من جميع اللاعبين أن تكون مشاركتهم في هذا المونديال بمثابة الدافع الكبير لهم من أجل الرفع من مستواهم والمحافظة على ما قدموه، وبمشيئة الله سنشاهد هذا الجيل في القريب العاجل سواء في المنتخب الأولمبي أو المنتخب الرديف، في ظل الدعم والاهتمام الذي نلاقيه من قبل اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات، وقبل ختام حديثي أتقدم بالشكر إلى جميع اللاعبين على ما بذلوه من جهد وتطبيق كل ما يتعلق بالجوانب الفنية التي تؤكد حبهم وعشقهم للوطن الغالي.