غيب الموت عصر أمس شيخ الرياضيين السعوديين ومؤسس ناديي الهلال والشباب الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، عن عمر يناهز الـ86، بعد مرض عضال ألم به في السنوات الأخيرة، وكان الفقيد طريح الفراش في مستشفى القوات المسلحة بالرياض منذ أشهر، ويعتبر من أوائل من مارسوا الرياضة السعودية في العاصمة الرياض في الأربعينات الميلادية الماضية، وكان حاضرا بقوة في بدايات التأسيس لكرة القدم السعودية والرياضة بشكل عام.
وأسس الشيخ عبد الرحمن بن سعيد نادي الهلال السعودي عام 1377 باسمه الأول «الأولمبي» وتغير الاسم إلى الهلال عام 1378 للهجرة، وقاد الهلال إلى تحقيق أول بطولة في تاريخه حينما فاز بكأس الملك عام 1961 أمام الوحدة، وقاده أيضا للفوز بكأس الملك وولي العهد أمام الاتحاد والوحدة عام 1964 ليكون بذلك أول ناد سعودي يجمع كأس الملك بلقب كأس ولي العهد.
وسبق له أن ترأس مجلس إدارة نادي الثغر «الأهلي حاليا» بجدة، كما شغل منصب نائب رئيس نادي الهلال عندما رشح الأمير عبد الله بن سعد رئيسا للنادي عام 1983، وساهم في تأسيس نادي الشباب، وعين عضوا في فريق الموظفين عام 1945 الذي يجمع عناصره من موظفي الدولة في العاصمة الرياض، وبعد عامين وثلاثة أشهر انضم إلى نادي شباب الرياض لمدة 10 سنوات، بعد انقسام له ما يبرره عام 1947.
والشيخ عبد الرحمن بن سعيد عضو في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية السعودية، وسبق له أن حاز جائزة الخدمة الذهبية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نظير خدماته للكرة الآسيوية عبر فريق الهلال، وعين عضو في أول لجنة رياضية إذ شكلت بقرار من وزير المعارف عام 1961 وكانت وزارة المعارف «التربية والتعليم حاليا» في ذلك الوقت هي المشرفة على القطاع الرياضي.
وتلقى الرياضي الراحل تكريما لائقا وكبيرا من خادم الحرمين الشريفين في 9 من يونيو (حزيران) من عام 2009 الماضي باعتباره أحد الرؤساء السابقين للنادي الأهلي السعودي في فترة الخمسينات من القرن الماضي، وتسلم درع التكريم ابنه فهد.
وكان من مهام ومسؤوليات اللجنة الرياضية تنفيذ اللوائح الصادرة من الجهة المسؤولة، والإشراف على إدارة المباريات والنظر في الشكاوى والاحتجاجات، واقتراح العقوبات والجزاءات الرادعة للخارجين عن النظام الرياضي، واقتراح المشاريع والبرامج الرياضية. كما عين عضوا في اللجنة المشكلة لاختيار وانتقاء لاعبي المنتخب السعودي عام 1968 وأعيد كعضو في ذات اللجنة عام 1982.
وانتخبته الأندية الرياضية في المنطقة الوسطى لاختيار لاعبي منتخب الوسطى وفق خطاب رسمي من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الذي كان يشغل في تلك الفترة منصب مدير عام رعاية الشباب وكان ذلك عام 1969، وعين مديرا لإدارة الأندية عام 1970، كما أسندت له إدارة الشؤون الرياضية بالإدارة العامة لرعاية الشباب.
ورشح عضوا في اتحاد السعودية لكرة الطائرة عام 1972، لكنه اعتذر عن المنصب، ورشح عضوا في اللجنة المكلفة دراسة اللوائح والأنظمة الخاصة برعاية الشباب لتحديثها بموجب خطاب من الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) الرئيس السابق لرعاية الشباب.
واستمر في عضوية إدارة نادي الهلال في إدارات متلاحقة، وشغل منصب سكرتير عام النادي بعد انتهاء مهمته في رعاية الشباب أثناء رئاسة الأمير عبد الله بن ناصر لمدة عامين اعتبارا من عام 1972 وكذلك عام 1978، وشغل منصب عضو مسؤول عن النشاط الرياضي في رئاسة الأمير هذلول بن عبد العزيز عام 1982.