الأخضر الناشئ.. سفينة لا ترسو إلا على شطآن الذهب

فوزه بلقبي الخليج والعرب أثبت أن القاعدة السعودية تسير على الطريق الصحيح

TT

جاء فوز المنتخب السعودي للناشئين لكرة القدم بلقب كأس الخليج الثامنة (تحت 17 سنة) ليثبت مجددا أن الفئات السنية «الخضراء» تسير على الطريق الصحيح وتنبئ بمستقبل مشرق للكرة السعودية في المحافل الدولية.

كان المنتخب الناشئ قد كسب أصحاب الأرض والجمهور، المنتخب القطري، بركلات الترجيح 4 - 3 في المواجهة النهائية للبطولة، بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي 2 - 2 ليضيف بهذا الإنجاز اللقب الثاني في خزينة الرياضة السعودية بعد أيام قليلة من تحقيقه كأس البطولة العربية للناشئين التي أقيمت في محافظة جدة.

وبارك الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل بن فهد، لأفراد البعثة بالإنجاز من خلال اتصاله الهاتفي بمدير شؤون المنتخبات الوطنية، محمد المسحل، ومدير الأخضر، صالح خليفة، والمدرب عمر باخشوين واللاعبين وأمر بمضاعفة المكافآت، كما سيستقبلهم مساء اليوم الأربعاء في مكتبه من أجل تكريمهم.

من جانب آخر، اعتبر مدير المنتخب، صالح خليفة، الكأس هدية بسيطة للكرة السعودية التي هي بحاجة إلى هذه البطولات في الوقت الراهن، وقال: «أعتقد أن منتخب الناشئين بدأ يجني ثمار العمل والجهد الذي بُذل طوال فترة مشاركاتنا، وقد كانت البداية تحقيق لقب البطولة العربية التي أقيمت في جدة وأمام فرق قوية، والتي منحت اللاعبين الثقة والرغبة في مواصلة تحقيق الإنجازات، وهذا ما تحقق من خلال إحرازنا بطولة كأس الناشئين، وهذا دلالة على قوة المنتخب السعودي وحضوره القوي والمشرف».

وعاتب خليفة حكم المباراة النهائية، وقال: «تحدثت مع الحكم وأكدت له أن قراره باحتساب ضربة جزاء لصالح قطر كان خطأ وكاد يفقدنا اللقب بعدما سجل المنتخب القطري هدف التعادل، لكن الله عوضنا ونجحنا في الخروج فائزين بركلات الترجيح».

وقدم خليفة شكره للأمير نواف بن فيصل على وقفته الدائمة مع المنتخب منذ انطلاقة البطولة العربية في جدة وحتى نهاية المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج في الدوحة؛ حيث كان على اتصال دائم، ومتابعا لكل صغيرة وكبيرة ودائم السؤال عن وضع اللاعبين وحاجاتهم، والحقيقة للأمانة هذه الوقفة كان لها الأثر الكبير والإيجابي على جميع أفراد البعثة دون استثناء.

وأشاد صالح باللاعبين، وقال إن هذا ليس بمستغرب عليهم، كونهم طوال فترة البطولة كان لديهم الرغبة والإصرار في تحقيق إنجاز يسجل باسم الوطن.

وعاشت «الشرق الأوسط» مع اللاعبين أفراحهم واحتفالاتهم بالكأس الغالية، وكانت البداية مع النجم الكبير وقائد المنتخب السعودي الحارس وليد أبو ملحة الذي تصدى لضربتي جزاء في المباراة النهائية وأكد أن «توفيق الله، سبحانه وتعالى، ثم جهود الجميع، الجهاز الفني والإداري وزملائي اللاعبين، كان لها دور كبير فيما تحقق، والحقيقة أن مدرب الحراس، الكابتن تركي السلطان، كان له دور مؤثر في رفع معنوياتي التي زادتني ثقة، ولا أخفي عليك أنني أحسست باللقب قريبا من الأخضر بعدما تصديت لضربة الجزاء الأولى التي زادت من حماسي للتصدي لضربة الجزاء الثانية التي منحتنا اللقب، ولله الحمد، وأقدم هذه الإنجاز المشرف للجماهير السعودية عامة وإلى أسرتي خاصة، وبالأخص شقيقي اللاعب خالد الذي حرمته الإصابة من المشاركة، وكذلك لا أنسى زميلي اللاعب سميحان النابت، الذي حرمته الإصابة، أيضا، من المشاركة في النهائي، وأتمنى عودة جميع المصابين في أقرب وقت ممكن».

بينما قال الهداف المهاجم محمد الشهراني، الذي يعتبر من أبرز نجوم الأخضر الصغير في هذه البطولة، إنه سعيد بهذا الإنجاز الذي تحقق بفضل الله، ثم بجهود الجهاز الفني والإداري واللاعبين الذين كان لديهم الرغبة والإصرار لتحقيق هذا اللقب، خاصة بعد الفوز على المنتخب الكويتي.

وقال الشهراني إنه كان واثقا من التسجيل خلال الركلات الترجيحية «كون المدرب الوطني عمر باخشوين زرع فينا الثقة والمسؤولية».

واختتم الشهراني حديثه بأن هذا المنتخب لديه الشيء الكثير لتقديمه خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل الاهتمام والدعم اللذين نلاقيهما من قبل المسؤولين.

من جانبه، عبر المدافع الصلب عمران القرني، الذي لم يشارك في المباراة النهائية بعد تعرضه لكدمة في عضلة الفخذ خلال مباراة عمان، عن أنه سعيد بهذا الإنجاز الرائع؛ كون تحقيق بطولتين بلا شك يأتي بعد جهد كبير من قبل الجهاز الفني والإداري واللاعبين.

وأضاف القرني أن المباراة كانت قوية وصعبة، والمنتخب القطري لم يكن سهلا: «أعتقد أن الهدف المبكر الذي سجلناه في مرمى العنابي ساعد زملائي اللاعبين في رفع روحهم المعنوية لمواصلة الضغط والاستفادة من الأخطاء، وفي الشوط الثاني بعد تسجيل هدف التقدم الثاني أحسسنا بأن لقب البطولة قريب من الأخضر، لكن حكم المباراة كان له رأي آخر عندما منح المنتخب القطري ضربة جزاء ظالمة كادت تعصف بالحلم، لكن في النهاية كسبنا ونجح زملائي اللاعبون بخبرتهم وكفاءتهم العالية في تحقيق الفوز بعد تفوقنا بالضربات الترجيحية، وأقدم هذه الكأس الغالية إلى الجماهير السعودية ونعدهم بمواصلة هذه الإنجازات خلال البطولات المقبلة بمشيئة الله».

بينما أبدى اللاعب المميز حسين حلواني سعادته، وقال: إن جميع أفراد البعثة شاركوا في هذا الإنجاز، سواء الجهاز الفني أو الإداري أو الطبي أو اللاعبون، وقال حلواني: إن المباراة كانت مثيرة في أحداثها والمفاجئ فيها هو قرار حكم الساحة في احتسابه ضربة الجزاء التي عادل فيها المنتخب القطري النتيجة؛ حيث استغربنا من هذا القرار الخاطئ، ولكن ولله الحمد لم يؤثر هذا القرار على معنويات اللاعبين، بل زادهم إصرارا على كسب المباراة، وبالفعل ابتسمت لنا ضربات الترجيح، ووفقنا، ولله الحمد، في تسجيلها، وأقدم هذه الكأس هدية للجمهور السعودي وبإذن الله الأفراح لن تتوقف في ظل الدعم والاهتمام اللذين يقدمهما اتحاد الكرة برئاسة الأمير نواف بن فيصل الذي دائما يسعى لتطوير الكرة السعودية على مستوى جميع الفئات.