اتفق الخبيران الكرويان السعوديان محمد الخراشي وجاسم الحربي على أن التشكيلة الدولية التي كشف عنها المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد أول من أمس هي الأفضل في الوقت الحاضر وسط اختلاف في ذات الوقت بينهما بشأن استبعاد قائد الأخضر الكبير ولاعب الاتحاد محمد نور عن القائمة الحالية حيث ذهب الحربي إلى أن التشكيلة الحالية رسمت الكثير من علامات الاستفهام بشأن إبعاد نور، مشددا على أن المؤشرات في هذا الشأن تحديدا تعطي انطباعا عن أن هناك رؤية إدارية في التشكيل بينما طالب الخراشي بضرورة عدم التركيز على ذلك وأن ريكارد يبحث عن النجاح ويملك التصور الذي يرى من خلاله أن قائد الاتحاد لا يخدمه في الفترة المقبلة.
وقال الخراشي الذي قاد الأخضر السعودي خلال حقب سابقة في رؤيته للتشكيلة السعودية الدولية الأخيرة: أولا يجب أن يعلم الجميع أن ريكارد محتاج إلى وقت طويل حتى يتعرف على الأخضر وعلى اللاعبين وأظن أنه بناء على التقارير التي طالعها في الفترة الأخيرة فإن التشكيل الذي ذهب إليه هو الأنسب والملائم للتصفيات المقبلة.
وأضاف: بالنسبة لي أرى أن المجموعة الحالية هي الأفضل والأكثر تميزا خاصة على صعيد المراكز إذ تجد أفضل اللاعبين في كل خط سواء في حراسة المرمى أو الدفاع أو الوسط أو الهجوم.
واستغرب الخراشي من الحديث الدائم عن استبعاد نور، مبينا أن الأخير مثله مثل اللاعبين الآخرين الذين يدخلون في التشكيل ثم يخرجون منه دون أن يتم التركيز عليهم.
وقال: صحيح أن نور لاعب كبير وذا إمكانيات مهارية وبدنية عالية لكن ريكارد يعرف ماذا يريد وعلينا أن نمنحه الفرصة في ذلك وأن لا نتدخل في التشكيل الذي يضعه أو نمارس نوعا من الضغوطات عليه بسبب لاعب معين وأعتقد أيضا أن علينا أن لا نمارس أسلوب الاستفزاز ضد محمد نور من خلال التركيز على عملية استبعاده أو ضمه إلى الأخضر لأنه سيكون ضحية من خلال ما يقرأه ويسمعه أو يشاهده عبر وسائل الإعلام الرياضية المتنوعة.
واعتبر مدرب المنتخب السعودي السابق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 صعبة جدا على الأخضر كون الأخير لا يزال يبحث عن نفسه بعد سلسلة من الإخفاقات التي تعرض لها في العامين الماضيين.
وأشار إلى أن الأخضر يملك لاعبين إمكاناتهم عالية لكنهم بحاجة أيضا إلى العمل الجماعي والروح القتالية والإحساس بالمسؤولية.
وأضاف: لا يكفي أن نملك الموهبة بل يجب أن يمتزج ذلك بالروح والعطاء وإدراك أهمية الشعار الذي ترتديه.
في المقابل ذهب المحلل الكروي السعودي والمحاضر في الاتحاد الآسيوي الدكتور جاسم الحربي إلى أن استبعاد محمد نور من القائمة السعودية الدولية دليل على أن ريكارد لم يختر اللاعبين خاصة مستدلا بأن محمد نور قدم مستويات لافتة سواء في البطولة الودية الدولية التي جرت في العاصمة الأردنية عمان أو حتى في مواجهتي هونغ كونغ في الدور الأول من تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014.
وأضاف: بصراحة غريب جدا ما يحدث.. لاعب يتألق ويصنع ويسجل في مباريات الأخضر الأخيرة ويكافأ في النهاية بالاستبعاد ماذا يعني ذلك..؟! ويجيب الحربي على تساؤلاته قائلا: هذا يعني أن تدخلات إدارية موجودة حتى الآن.. لماذا نور فقط يحدث معه ذلك.. إذا كان هناك شيء ما ضد نور فلماذا لا نتعامل بشفافية حتى تكون الصورة واضحة أمام الجماهير والمتابعين الرياضيين.
ولم يكتف الحربي بذلك بل ذهب إلى بعض اللاعبين الذين انضموا إلى قائمة الأخضر الأخيرة أمثال حارس المرمى حسين شيعان وعبد العزيز الدوسري وكيفية انضمامهما إلى القائمة الدولية رغم أن المدرب لم يشاهدهم!.. كيف تمت حالة الاستدعاء؟.. ومتى شاهدهم؟.. إنها أسئلة كثيرة بحاجة لإجابات صريحة؟! واعتبر الموجودين في حراسة المرمى هم الأفضل لا لأفضلية فنية وإنما لعدم وجود حارس مرمى متميز كما كان في السابق، مشيرا إلى أن لاعب الارتكاز إبراهيم غالب سيكون علامة بارزة ولافتة في وسط الأخضر السعودي إن منحت له الفرصة وسينسى الجميع لاعبين آخرين كانوا يتألقون في صفوف الأخضر أو حتى في أنديتهم.
جدير بالذكر أن الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم قد استبعد محمد نور لاعب وسط الاتحاد مجددا من التشكيلة التي ستشارك في معسكر أبوظبي بدءا من 22 أغسطس (آب) الجاري استعدادا لانطلاق الدور الثالث من تصفيات مونديال 2014.
وتضمنت التشكيلة اسم المهاجم ياسر القحطاني المنتقل إلى العين الإماراتي قبل أيام وكان نور شارك مع «الأخضر» في مباراتي الدور الثاني ضد هونغ كونغ، في حين غاب عنهما القحطاني بسبب الإصابة.
والأسماء التي اختارها المدرب الهولندي فرانك ريكارد هي: حسن العتيبي وياسر المسيليم ووليد عبد الله وحسين شيعان وعبد الله شهيل وحسن معاذ وأحمد عطيف وناصر الشمراني وأسامة هوساوي وماجد المرشدي وعبد الله الزوري ومحمد الشلهوب ونواف ألعابد وحمد المنتشري وأسامة المولد وراشد الرهيب ونايف هزازي وتيسير الجاسم ومعتز الموسى وإبراهيم غالب وسعود حمود ويوسف السالم ويحيى الشهري ومحمد السهلاوي وأحمد الفريدي وسعود كريري وعبد العزيز الدوسري وياسر القحطاني.
ويستمر معسكر أبوظبي أسبوعا ينتقل بعده المنتخب السعودي إلى مسقط للقاء المنتخب العماني في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل في أولى جولات الدور الثالث ضمن المجموعة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل.
وستكون المواجهة الثانية للسعودية في التصفيات في الدمام ضد أستراليا في السادس من الشهر ذاته. وتضم المجموعة أيضا منتخب تايلاند.
يذكر أن المنتخب السعودي فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم الماضية في جنوب أفريقيا عام 2010 بعد خروجه أمام البحرين في الملحق الآسيوي، وذلك عقب ظهوره 4 مرات متتالية في المونديال بين عامي 1994 و2006.
من ناحية أخرى، اعتمدت إدارة شؤون المنتخبات الوطنية لكرة القدم قرار مدرب المنتخب السعودي الأول فرانك ريكارد تعيين الخبير اللياقي عبد اللطيف الحسيني، كمساعد فني له، ضمن طاقمه الفني المساعد، وذلك اعتبارا من أمس الثلاثاء.
وكان عبد اللطيف الحسيني يشغل منصب مساعد مدرب المنتخب الوطني السعودي للشباب (تحت 20 عاما)، الذي شارك مؤخرا في بطولة كأس العالم المقامة حاليا في كولومبيا، وقدم من خلالها مستويات كبيرة ومتميزة. وشغل عبد اللطيف الحسيني عدة مناصب تدريبية وفنية مختلفة، حقق من خلالها الكثير من الإنجازات، وهو يتمتع بشخصية فذة وبخبرات فنية وفسيولوجية - طبية كبيرة.