حشود غفيرة ووداع مؤثر لشيخ الرياضة السعودية عبد الرحمن بن سعيد

ووري الثرى أمس بعد أن أديت عليه صلاة الميت في جامع الملك خالد بأم الحمام

TT

ووري شيخ الرياضيين السعوديين مؤسس نادي الهلال والشباب ورئيس الأهلي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد (يرحمه الله) بعد صلاة عصر أمس الأربعاء الثرى في مقبرة أم الحمام بالرياض بعد أن أديت عليه صلاة الميت في جامع الملك خالد بأم الحمام في العاصمة الرياض وسط جمع غفير من المصلين الذين قدموا للصلاة عليه وغيره من الموتى أمس.

وتقدم المصلين مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الذي أم بهم وسط حضور رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد ونائب رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض رجل الأعمال عبد الرحمن الجريسي ومسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية والأندية وعدد كبير من اللاعبين الحاليين والسابقين.

وأجمعت شخصيات رياضية سعودية على أن رحيل مؤسس نادي الهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد بمثابة الخسارة الكبيرة للرياضة، إذ يعتبر رمزا من رموز الحركة الرياضية والشبابية التي قدمت الكثير والكثير للوطن وساهم في تأسيس العديد من الأندية التي حققت العديد من البطولات والإنجازات أبرزها الهلال والشباب ورغم الجهد والعمل الذي كان يقدمه على مدى 50 عاما فإنه كان يرفض فكرة تكريمه رغم محاولات الإدارات الهلالية في ذلك.

منصور الخضيري مستشار الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب قال في حديثه بهذا الشأن: «أولا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر للشيخ عبد الرحمن بن سعيد ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما أصابه في ميزان حسناته، فلقد عانى كثيرا في الفترة الأخيرة إزاء المرض الذي تعرض له، وابن سعيد من رواد ورموز الحركة الرياضية والشبابية في السعودية وقدم على مدى 50 عاما عصارة جهده في مسيرة الحركة الرياضية وأسهم في تأسيس نادي الهلال وعدد من الأندية السعودية منها نادي الشباب وله جهود كبيرة في تطوير العمل الرياضي وحظي بتقدير من القيادات الرياضية فهو شخصية بارزة وأرجو من أبنائه ومن نادي الهلال على وجه الخصوص أن يقوموا بتوثيق جميع الأعمال التي قام بها وأيضا أرى أن يكون له وثائق تاريخية فمن المهم رصدها والاستفادة منها كونها جزء كبير من تاريخ الحركة في السعودية، ولقد خسرنا بوفاته رجلا وطنيا مخلصا قدم عصارة جهده لخدمة الحركة».

فيما قال رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري إن عبد الرحمن بن سعيد رجل رياضي وتاريخه معروف وله قيمة وشخصية ساهمت بشكل كبير في الحركة الرياضة السعودية «وباسمي واسم أعضاء مجلس إدارة نادي الاتفاق وجماهيره نتقدم بأحر التعازي إلى أسرة الفقيد وإلى الجماهير الرياضية».

وأشار نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية السابق بالاتحاد السعودي، الحكم الدولي عبد الرحمن الزيد إلى أن عبد الرحمن بن سعيد من الشخصيات الرياضية التي كان لها دور كبير ومؤثر في الساحة الرياضية السعودية وهو رجل رياضي غني عن التعريف وخدم الرياضة السعودية في جميع المجالات سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى الأندية في أكثر من ناد.

وأضاف الزيد: «تعايشت مع عبد الرحمن بن سعيد عندما كان نائبا لرئيس النادي ووقتها كنت ألعب في نادي الهلال وللحق كان رجلا بمعنى الكلمة لتعامله الراقي وطيبته التي جعلت الجميع يحترمه ويسأل عنه في الكثير من المناسبات وآخر مرة تحدثت مع ابن سعيد كانت عندما سافرنا إلى الدوحة في شهر يناير (كانون الثاني) في هذه السنة وكنا على متن طائرة واحدة لحصوله على جائزة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وكنت ذاهبا وقتها للتحليل في قناة (الدوري والكأس) وكان محور حديثه عن الرياضة وكيفية تطويرها وكذلك تحدث عن التحكيم وأشاد به».

من جانبه، قال أمين عام نادي الهلال أحمد الخميس إن ابن سعيد بذل الشيء الكثير للكرة السعودية ولنادي الهلال وكان حريصا على كل أمر يخص الهلال من خلال وقفته ومتابعته واهتماماته ودائما نستمد منه التشجيع والتوجيه في أي شيء يكون في مصلحة نادي الهلال ومن المواقف التي أتذكرها عنه أنه خدم الرياضة السعودية وبالأخص نادي الهلال إلا أنه رفض فكرة مبدأ التكريم وحاولت الإدارات الهلالية أكثر من مرة وعرضت عليه لكنه رفض تماما ودائما كان يقول إن تأسيسه لنادي الهلال هو أكبر تكريم له.

وكشف قائد المنتخب السعودي ونادي الهلال السابق صالح النعيمة أن خبر وفاة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد أصابه بالفاجعة و«الحقيقة فقدنا أبا ووالدا لجميع الرياضيين، وهو المؤسس الحقيقي للرياضة في المنطقة الوسطى وليس نادي الهلال فحسب، وعموما أنا الرياضي الوحيد الذي لا يمكن نسيان مكارمه والدور الكبير الذي قدمه لي وأفتخر بهذا الشيء وذلك منذ تسجيلي في نادي الهلال عام 1396هـ وحتى اعتزالي اللعب خلال فترة رئاسته عام 1411 هـ».

وأضاف النعيمة: «من المواقف العظيمة التي لا يمكن نسيانها أن الشيخ عبد الرحمن بن سعيد كان يخصني باهتمام بالغ عن بقية اللاعبين دائما ويعاملني كأحد أبنائه بل إنه كثيرا ما يذكرني بوالدي رحمه الله الذي كان أحد من تشرفوا بخدمة مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وكانت هذه الكلمات تزيدني فخرا واعتزازا».

وأردف النعيمة: «عندما كنت أخفق في أي مباراة يردد كلمة (لا تخافون صالح رجل وقادر على النهوض). ولا أخفي أمرا وهو أن مكارمه لا يمكن حصرها سواء كانت معنوية أو نفسية».