الأخضر السعودي.. تغييرات بالجملة.. وقرارات «جدلية».. والجماهير في انتظار النتائج

«منتخب الأحلام» يتلاشى.. والقوائم المتجددة تبث الحيرة في قلوب الجميع

TT

الدخول لقائمة المنتخب السعودي الأول «حلم صعب المنال»، والخروج منه «صدمة».. إلا هنا في السعودية، فالأمور تجري على العكس تماما، وبإمكان أي لاعب أن يتألق في مباراة، أو على الأقل شوط واحد، وبعدها سيجد نفسه قد اقتحم قائمة المنتخب دون أي مقدمات.. هذه الكلمات صدح بها أحد الخبراء الفنيين قبل فترة لتحقيق رياضي موسع نشر وقتها عبر صفحات «الشرق الأوسط»، تعليقا على كثرة التغييرات في قائمة اللاعبين الذين يمثلون الأخضر، لم يأت هذا الكلام من فراغ، بل جاء وفقا لتغيرات متعددة تشهدها قائمة الأخضر عند كل اختيار جديد، قد يبدو أمر التغيير واردا في جميع المنتخبات العالمية، ولكن يتم ذلك في حدود المعقول ولظروف معينة، كالإصابة أو اعتزال اللاعب أو لأمور فنية، مثل انخفاض مستوى اللاعب أو بروز لاعب صغير في السن، ومعها يضطر الجهاز الفني المشرف على المنتخب لضم اللاعب الشاب وإبعاد أحد اللاعبين، أما أن يتم التغيير عند خروج كل قائمة فهنا يمكننا أن نقول إن ذلك يكشف عن وجود خلل ما، ووفقا لأرقام تم نشرها، سابقا، نجد أن هناك أكثر من 110 لاعبين اقتحموا قائمة الأخضر منذ 2006 وحتى مباراته أمام البحرين في سبتمبر (أيلول) 2009 في الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2010، واعتزل خمسة لاعبين فقط من هذه القائمة، أما البقية فما زالوا يواصلون ركضهم في الملاعب الخضراء كما هي حال قائمة المنتخب التي تواصل ركضها نحو التغيير كل مرة، أيضا ما زال الشارع الرياضي السعودي يتذكر تصريحات المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم في نهائيات آسيا 2007، عندما تم إطلاق اسم «منتخب الأحلام» على الأخضر السعودي الذي وصل لنهائي البطولة الآسيوية 2007، وخسر ذلك النهائي من قبل المنتخب العراقي بهدف دون رد، وعند العودة والنظر لقائمة منتخب الأحلام وللقائمة الحالية المستدعاة من قبل المدرب الهولندي، فرانك ريكارد، نجد أن عدد الموجودين من تلك القائمة النهائية للبطولة الآسيوية 2007 وحتى الآن هم سبعة لاعبين فقط، منهم خمسة لاعبين كانوا يلعبون في القائمة الأساسية للأخضر، وهم: الحارس ياسر المسيليم، والمدافع أسامة هوساوي، ولاعبا خط الوسط تيسير الجاسم وسعود كريري، والمهاجم ياسر القحطاني، أما الثنائي وليد عبد الله وناصر الشمراني، فكانا خارج القائمة الأساسية للمدرب البرازيلي، أنجوس، مدرب المنتخب السعودي في تلك البطولة، وهذه الأرقام بالتأكيد تبدو كبيرة وغير معتادة في حين أن جميع لاعبي منتخب الأحلام في 2007 ما زالوا يواصلون الركض في أنديتهم ولم يعلق أي منهم قميصه لاعتزاله.

الفترة الحالية ومع استلام الهولندي فرانك ريكارد زمام الأمور الفنية، بات الشارع الرياضي ينشد الاستقرار على قائمة الأخضر السعودي بعد أن سئم التغيرات التي تأتي في أحيان كثيرة غير منطقية، ومعها خفت بريق الأخضر السعودي وتوالت عثراته بدءا من خروجه من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2010، إضافة لخسارته لقب البطولة الخليجية للمنتخبات في نسختها العشرين التي أقيمت في اليمن بعد وصوله لنهائي البطولة، علاوة على خروجه المُر من دور المجموعات في نهائيات كأس آسيا 2011 التي أقيمت في الدوحة، فلم يعد للأخضر هيبة الفريق البطل وبات فريقا لا يملك التجانس، وفي الوقت ذاته أصبحت الجماهير السعودية تترقب بتوتر دائم قائمة المنتخب السعودي التي تحمل معها المفاجآت، سواء كان ذلك بخروج لاعب أو دخول آخر للقائمة، حاليا استدعى الهولندي ريكارد ثمانية وعشرين لاعبا لمعسكر سيقام في أبوظبي؛ استعدادا لملاقاة منتخبي عمان وأستراليا، وذلك ضمن مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات 2014 التي ستقام في البرازيل، وشهدت هذه القائمة انضمام عشرة لاعبين لم يوجدوا في آخر قائمة تم استدعاؤها في شهر يوليو (تموز) الماضي، التي كانت تحت إشراف البرازيلي روجيرو روميز، الذي تولي القيادة الفنية لفترة مؤقتة، وبالتأكيد لم يكن للهولندي ريكارد يد في اختيار القائمة السابقة بسبب حضوره المتأخر، إلا أن الآمال والتطلعات متعلقة بالهولندي الشاب، لأن يرسم طريقا صحيحا للأخضر السعودي يعيد من خلاله الهيبة المفقودة، وذلك بالعودة للمنافسة بشراسة على صعيد آسيا، وهذا بالتأكيد لن يحدث إلا بوجود هوية للفريق البطل، التي لن تحدث أيضا إلا بالاستقرار.