مالكو مانشستر يونايتد يسعون لبيع جزء من النادي لسداد ديونهم

مشجعو «الشياطين الحمر» يأملون في رؤية «بداية النهاية» لتخلي عائلة غلازر عن ملكية ناديهم

TT

يأمل مشجعو نادي مانشستر يونايتد أن يروا «بداية النهاية» لتخلي عائلة غلازر الأميركية عن امتلاك النادي الإنجليزي، حيث تخطط العائلة إلى التخلي عن الملكية الفردية للنادي العريق، من خلال طرح أسهم مالية من النادي بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني في بورصة سنغافورة. ويعد نادي مانشستر يونايتد، طبقا لمجلة «فوربس»، هو أغلى ناد في العالم بقيمة 1.1 مليار جنيه إسترليني، وقد تم الاستحواذ عليه بالكامل من قبل عائلة غلازر الأميركية في صفقة مثيرة للجدل في عام 2005. وعلى الرغم من احتمال زيادة هذه القيمة بشكل كبير خلال الاكتتاب العام الأولي الذي قد يعقد قبل نهاية العام الحالي، إذا ما كانت ظروف السوق مواتية لذلك، فإن مثل هذه القيمة ستستخدم في تخفيف عبء الديون بدلا من أن يستخدمها السير أليكس فيرغسون في تدعيم صفوف فريقه.

وبعد فشل مجموعة من رجال الأعمال الأغنياء – تساندهم رابطة المشجعين «ريد نايتس» أو «الفرسان الحمر»، جاء رد فعل مشجعي يونايتد حذرا للغاية تجاه احتمال قيام عائلة غلازر بإتاحة إمكانية شراء مشجعين في الشرق الأقصى لأسهم في النادي. وقال بيان صادر عن رابطة مشجعي مانشستر يونايتد: «لن نتمكن من التعليق بشكل كامل حتى يكون لدينا المزيد من التفاصيل، ولكن ما نعرفه بكل تأكيد هو أننا نريد أن نتواصل مع أكبر عدد ممكن من مشجعي مانشستر يونايتد، ونتأكد من أن كل مشجع لديه فرصة للمشاركة في ملكية النادي عندما تتاح الفرصة لذلك. من الممكن جدا أن تكون الأسهم غير متاحة للمشجعين العاديين وأن الرابطة ستوفر آلية تمكن المشجعين من شراء الأسهم». وأضاف البيان: «قد تكون هذه هي بداية النهاية لملكية عائلة غلازر، والخطوة الأولى نحو مستقبل جديد مشرق لنادي مانشستر يونايتد، في إطار الملكية المشتركة للأشخاص الذين يهتمون بنادي كرة القدم أكثر من أي شيء آخر». وتؤكد عائلة غلازر باستمرار على أنها ليس لديها أي رغبة في بيع النادي ورفضت عرضا بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني لشراء النادي في خريف عام 2009، وتم إصدار بيان علني في وقت سابق من هذا العام، ينأى بالنادي عن التكهنات التي تربط الأسرة الحاكمة في قطر بمحاولة شراء النادي. ولكن بيع حصة في النادي، يعتقد أنها لا تزيد عن 30 في المائة، سوف يمكن عائلة غلازر من الاحتفاظ بالسيطرة على النادي، وفي الوقت نفسه تقوم بضخ أموال جديدة للحد من ديون النادي، التي تصل حاليا إلى 480 مليون جنيه إسترليني.

ولا يزال سداد قرض بقيمة 220 مليون جنيه إسترليني في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي تم ضمانه بأصول عائلة غلازر وليس النادي، أمرا غير مفهوم حتى الآن، ويعتقد أنه قد تم سداده عن طريق الاقتراض مجددا. وهناك شعور بالعداء من جانب مشجعي مانشستر يونايتد تجاه عائلة غلازر منذ شراء النادي في عام 2005، ولكن هذه الكراهية وصلت إلى ذروتها في شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2010 في أعقاب إعادة تمويل ديون النادي من خلال إصدار سندات بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني.

ويتعين على النادي تسديد فائدة بقيمة 45 مليون جنيه إسترليني سنويا لخدمة السندات التي تستحق في عام 2017، ويؤكد أنصار النادي باستمرار أن هذه الأموال كان يجب أن تستخدم في استقدام لاعبين جدد للنادي، إذا ما كان النادي غير مدين، وهو ما كان عليه الحال قبل استحواذ عائلة غلازر عليه.

وردا على ذلك، أشارت كبار الشخصيات في النادي إلى النمو المتسارع للعملية التجارية في النادي خلال الفترة التي استحوذت فيها عائلة غلازر على النادي، حيث تضاعفت العائدات من الرعاية لتصل إلى 300 مليون جنيه إسترليني خلال السنوات الست الماضية. وتثق عائلة غلازر في أن النادي يمكنه عقد صفقة قياسية من خلال قمصان اللعب تصل لنحو 600 مليون جنيه إسترليني بعد انتهاء العقد الحالي، ومدته 13 عاما، مع شركة نايكي، الذي تبلغ قيمته 302 مليون جنيه إسترليني، وينتهي في عام 2015.

وبعد توصل النادي لعدة اتفاقات شراكة مربحة مع شركات اتصالات في الهند والشرق الأقصى والشرق الأوسط وأفريقيا، واحتمال زيادة الموارد من الانتشار المتوقع للصفقات التي تتعلق بعرض أجزاء من المباريات على الهواتف الجوالة، تعتقد عائلة غلازر أن موارد النادي سوف تستمر في الزيادة بمعدل متسارع. ولم يعلق نادي مانشستر يونايتد أو الرئيس التنفيذي، ديفيد جيل، على خطط بيع حصة من النادي في آسيا. وأعلنت الشركة الأم لمانشستر يونايتد «ريد فوتبول جوينت فينتشر» في شهر مارس (آذار) الماضي، أنها حققت خسارة قدرها 108.9 مليون جنيه إسترليني في عام 2009/ 2010. يشار إلى أن «ريد فوتبول جوينت فينتشر» هي الشركة الأم لعائلة غلازر التي تمتلك نادي مانشستر يونايتد. وكان هناك أيضا انخفاض في دخل النادي من بيع اللاعبين، مقارنة بالصيف الماضي عندما تم بيع كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد.

كانت تقارير إعلامية في سنغافورة قد ذكرت، أمس، أن نادي مانشستر يونايتد بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم والمثقل بالديون يعتزم إدراج سهمه في بورصة سنغافورة بنهاية العام الحالي في محاولة لجمع نحو مليار دولار أميركي. وذكرت صيحفة «ستريتس تايمز» أن ممثلين عن النادي التقوا مسؤولين من بورصة سنغافورة، مؤخرا، حيث أعرب مانشستر يونايتد عن أمله في جذب مستثمرين رئيسيين مثل شركة «تيماسك هولدنجز»، الذراع الاستثمارية لحكومة سنغافورة. وأضافت أن ممثلين لعائلة غلازر التي تمتلك النادي كانوا في سنغافورة للقاء مسؤولين مصرفيين.

وفي حال إتمام الصفقة، يمكن لمانشستر يونايتد أن يستغل قاعدة مشجعيه الضخمة في آسيا التي تقدر بنحو 190 مليون مشجع. لم يصدر تعليق من بورصة سنغافورة على التقرير، وقال متحدث: «لدى بورصة سنغافورة سياسة بعدم التعليق على أي شركة أو كيان منفرد». وأوضحت الصحيفة أنه تم اختيار مجموعة «كريدي سويس» للقيام بدور المنسق العالمي لعملية الإدراج، في حين تقوم بنوك أخرى، تشمل «جي بي مورجان» و«مورجان ستانلي»، بدور في الصفقة. كانت مجلة «فوربس» الأميركية أدرجت النادي في المركز الثاني في قائمتها العالمية لأكثر العلامات الرياضية قيمة، بعد فريق كرة البيسبول «نيويورك يانكيس».