ميسي يقضي على آمال ريال مدريد ويقود برشلونة إلى لقب كأس السوبر في مواجهة «ملتهبة»

مورينهو يفلت من عقوبة.. ولاعبو الفريق الكتالوني يتهمونه بـ«تدمير» الكرة الإسبانية

TT

قرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم أمس الاكتفاء بما ورد في تقرير الحكم، بشأن الأحداث التي شهدتها مباراة برشلونة وريال مدريد في إياب بطولة كأس السوبر المحلية. وأكد خورخي كاريتيرو، المتحدث باسم الاتحاد «ليس علينا أن نقيم ما حدث في الاتحاد. كانت مباراة ساخنة ومثيرة. ما عدا ذلك يتعلق بلجنة المسابقات». ولا يعتقد مسؤول الاتحاد في إمكانية تطبيق عقوبة خاصة بحق البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني لنادي ريال مدريد، بعد أن خلا تقرير الحكم من اعتدائه على تيتو فيلانوفا المدرب المساعد لبرشلونة، والذي أدخل البرتغالي إصبعه في عينه. وكي يتم توقيع عقوبة على مورينهو، ينبغي على لجنة المسابقات الاعتماد على اللقطات التلفزيونية وهو ما لم تقم به من قبل.

من جانبه، أكد مورينهو أنه «فخور» بلاعبيه وبأداء الفريق، رغم الهزيمة أمام برشلونة 3/2 في إياب كأس السوبر الإسبانية. ولم يتطرق المدرب كثيرا إلى الأحداث التي وقعت في نهاية اللقاء، رغم أنه قال «لقد كنت مهذبا في كرة القدم ولعبت كالرجال». وأحرز برشلونة البطولة لتعادله ذهابا خارج أرضه 2/2. وقال المدرب البرتغالي في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء «لقد قدمنا مباراة رائعة. لعبنا بشكل جيد للغاية في الأشواط الأربعة للمباراتين، وليس لديّ ما أفعله سوى تهنئة اللاعبين على ما قدموه في هذه الكأس». وأضاف «ليس لدي ما أقوله للاعبي فريقي، في ما يتعلق بالأداء أو الشخصية أو أي شيء آخر. لقد أظهروا شخصية كبيرة سواء داخل الملعب أو خارجه».

وقلل مورينهو، أحد أهم أبطال المعركة التي اندلعت على أرض الملعب في نهاية المباراة، من أهمية تلك الواقعة ولم يرغب في التطرق لاعتدائه على تيتو فيلانوفا، مساعد جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة. وأوضح مورينهو «لقد لعبت كالرجال كي لا أسقط من الضربة الأولى»، مشيرا إلى أنه لا يعرف فيلانوفا. ولم يشأ مورينيو الحديث عن برشلونة، وكان التعليق الوحيد الذي ذكره عن المنافس هو «من أول دقيقة في الشوط الثاني، لم يعد لدى جامعي الكرات المزيد منها، تماما كما تفعل الفرق الصغيرة عندما تواجه الخطر».

في المقابل، حمل جيرارد بيكيه، قلب دفاع برشلونة، مورينهو مسؤولية التوتر الذي ساد نهاية مباراة الفريقين، مشيرا إلى أن «مورينهو يقوم بتدمير كرة القدم الإسبانية». وحصد برشلونة كأس السوبر الإسبانية بعد لقاء حدث في نهايته شجار تضمن كل لاعبي وأعضاء جهازي الفريقين. ويرى بيكيه أن المسؤول الأول عن كل ذلك هو المدير الفني لريال مدريد، مطالبا بالبحث عن حل لتصرفاته. وأكد «مورينهو يدمر كرة القدم الإسبانية. لا بد من فعل شيء لأن هذا الأمر سينتهي على نحو سيئ». واختتم قلب دفاع برشلونة تصريحاته قائلا «مؤخرا بدأ البعض يفقدون أعصابهم».

من جانبه، أكد تشافي هيرنانديز، لاعب وسط برشلونة، أن «صورة ريال مدريد مثيرة للشفقة»، وذلك بعد أحداث العنف التي انتهت بها مباراة الفريقين. وقال تشافي عقب المباراة «بعض السلوكيات تكون مؤسفة. لقد قاموا بتدخلات عنيفة لا تصدق». وأشار قائد برشلونة في اللقاء على وجه الخصوص إلى البطاقة الحمراء التي حصل عليها البرازيلي مارسيلو بعد اعتدائه على سيسك فابريغاس في نهاية اللقاء. وقال «لقد كان دخولا إجراميا ووحشيا». واختتم تشافي تصريحاته بهجوم جديد على ريال مدريد، عبر الإشادة بأداء برشلونة وتفوقه. وقال «إننا نحاول لعب كرة القدم وريال مدريد لا يمكنه الفوز على برشلونة. بإيجاز: برشلونة أفضل من ريال مدريد».

ومارس العملاق الأرجنتيني ليونيل ميسي هوايته المفضلة مرة جديدة، وقاد برشلونة للتغلب على ضيفه ريال مدريد. وسجل ميسي هدفين للفريق الكتالوني في مباراة ملتهبة شهدت طرد ثلاثة لاعبين من الفريقين في نهاية المباراة إثر عراك بين اللاعبين ظهر فيه مورينهو يضع إصبعه في عين مساعد مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا، فرفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه البرازيلي مارسيلو والألماني مسعود أوزيل لاعبي ريال وديفيد فيا مهاجم برشلونة. وجاءت أهداف برشلونة عن طريق أندريس إينييستا في الدقيقة 15، وميسي في الدقيقتين 45 و88، في حين سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقة 20 والفرنسي كريم بنزيمة في الدقيقة 82 هدفي ريال مدريد. وكان الريال سيطر على لقاء الذهاب وتقدم عبر الألماني مسعود أوزيل، قبل أن يضرب الفريق الكتالوني مرتين، أولا عبر المهاجم ديفيد فيا من تسديدة رائعة، ثم ميسي، بيد أن ريال عادل في بداية الشوط الثاني عبر شابي ألونسو.

وعلى الرغم من أن مسابقة كأس السوبر التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس تعتبر بمثابة التحضير للموسم، وهي لا ترسم صورة بالغة الدقة عن معالم الموسم الجديد كون اللاعبين لا يزالون في بداية استعداداتهم البدنية، فإن المواجهة جاءت غاية في الإثارة. وغاب عن مباراة الإياب المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز الذي تعاقد معه برشلونة من أودينيزي الإيطالي، فيما لعب الظهير البرتغالي فابيو كوينتراو أساسيا مع ريال مدريد الذي ضمه من بنفيكا. وأمام 79 ألف متفرج، خاض الفريقان المباراة بتشكيلة شبه مكتملة، كما جلس لاعب وسط برشلونة سيسك فابريغاس على مقاعد البدلاء بعد ساعات من انتقاله من آرسنال الإنجليزي، وشارك في جزء من المباراة.

وضرب ميسي العمق الدفاعي للريال، إذ تخلص من رقابة الألماني سامي خضيرة ومرر كرة ذكية وصلت على طبق من فضة إلى إينييستا الذي انفرد بكاسياس ولعبها ساقطة في المرمى ليفتتح بطل أوروبا التسجيل. ورد الريال بسرعة كبيرة، فمن تسديدة أرضية لبنزيمة ارتدت الكرة من قدم رونالدو وسكنت مرمى الحارس فيكتور فالديس، ليسجل اللاعب البرتغالي هدفه رقم 100 مع الفريق الملكي، وصد بعدها فالديس كرة خطيرة لأوزيل أبعدها إلى ركنية، وكاسياس كرة مماثلة لميسي بعد تخلصه من سيرخيو راموس. ورفض ميسي الدخول إلى غرف الملابس من دون أن يترك بصمته مجددا، إذ سجل هدفا جميلا إثر ضربة ركنية ومن تمريرة فنية بالكعب من بيكيه داخل المنطقة، قبل أن يزرعها الأرجنتيني الماكر في شباك كاسياس. وحصل سيرخيو راموس على فرصة ذهبية للمعادلة، لكن في نهاية الشوط الثاني، بلغت الإثارة ذروتها عندما عادل بنزيمة بكرة من داخل المنطقة، قبل أن يحرم ميسي ريال من الوقت الإضافي ويحسم الموقف بكرة طائرة رائعة إثر تمريرة عرضية من البديل أدريانو في الدقيقة 88.

وعزز ميسي الرقم القياسي من حيث أكثر اللاعبين تسجيلا للنادي الكتالوني في المسابقة، بعدما رفع رصيده إلى 8 أهداف، ليتفوق أيضا بهدفين على راؤول نجم ريال السابق وصاحب الرقم القياسي للتسجيل في المسابقة. وسجل ميسي هدفين في مرمى أتليتك بلباو عام 2009، وثلاثية في مرمى اشبيلية العام الماضي عندما قاد فريقه إلى إحراز اللقب على حساب النادي الأندلسي (4/صفر إيابا بعد الخسارة 3/1 ذهابا)، كما هز الشباك مرة في لقاء الذهاب. وزج غوارديولا بفابريغاس في نهاية اللقاء وسط ترحيب حار فأسهم في الهدف الثالث، بعد انتقاله الذي شغل العالم الكروي من آرسنال الإنجليزي. وبعد العراك الحاصل بين اللاعبين على أرض الملعب وعلى مقاعد البدلاء نتيجة اعتداء مارسيلو على فابريغاس، طرد الحكم ديفيد فرنانديز بوربالان، أوزيل ومارسيلو من ريال، وفيا من برشلونة. وقال مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا الذي حقق لقبه الحادي عشر مع برشلونة (عادل الرقم القياسي للهولندي يوهان كرويف) والثالث على التوالي في كأس السوبر والأول أمام ريال في خمس محاولات «تعجز كلماتي عن تهنئة لاعبي فريقي للطريقة التي لعبوا بها اليوم. إنهم خارقون وأسطوريون». وحذر غوارديولا من خطورة المباريات مع ريال مدريد على أثر الأحداث المؤسفة في نهاية اللقاء «يجب أن نكون هادئين وحذرين، لأن هذا النوع من المباريات قد ينتهي بطريقة سيئة في يوم ما».

يذكر أن الفريقين تواجها أربع مرات في نهاية الموسم الماضي، فتوج برشلونة بطلا للدوري بعد صراعه مع الفريق الملكي، وأخرجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يحرز اللقب لاحقا على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي.. في حين نجح ريال في إزاحة العملاق الكتالوني فقط عن لقب كأس إسبانيا التي توج به أبناء المدرب جوزيه مورينيو على حساب النادي الكتالوني الذي حقق أيضا فوزا ساحقا على غريمه 5/صفر في ذهاب الدوري. وفي مجموع مباريات الكلاسيكو بين الفريقين، تقدم برشلونة بـ103 انتصارات مقابل 97 للريال.