الإنتر يبدأ رحلة البحث عن إيتو آخر!

بعد أن تأكد رحيل اللاعب إلى أنزهي الروسي

TT

منذ عامين، وصل إلى إيطاليا كبضاعة ضمن صفقة تبادلية، فقد استغنى عنه غوارديولا، المدير الفني لبرشلونة الإسباني، وساعده في ذلك رغبة إبراهيموفيتش في الرحيل عن الإنتر، فحل محل اللاعب السويدي في الفريق الإيطالي. مورينهو، مدرب الإنتر في ذلك الوقت، كان يضمن كم سيضيف إيتو لفريقه.. وهو ما حدث بالفعل. والآن بينما يرحل إيتو عن الإنتر مقابل سعر من الذهب، لا يمكننا أن نغمض أعيننا. حيث تفقد الكرة الإيطالية - وليس الإنتر وحده - نجما كبيرا آخر، وربما أفضل مهاجم في كوكبنا، فهو قائد فريد ويعمل في صمت.

ماذا يعني هذا الرحيل؟ بالنسبة لدوري الدرجة الأولى الإيطالي، بوجه عام، يعني الكثير، فسوف يصبح الدوري الإيطالي أكثر فقرا. كان إيتو يكلف الكثير من الأموال، ولكنه كان أيضا يوفر المتعة والانتصارات، ويضمن بقاء الدوري في قوته. ومع الإنتر، أجاد المهاجم الكاميروني اللعب كظهير وكرأس حربة أول، وركض كلاعب وسط وابتكر الأهداف المستحيلة، محتفلا في المباريات المهمة، مثلما كان يفعل أيضا عندما كان يلعب مع برشلونة. من الصعب تخيل فريق إنتر بطل أوروبا والعالم وكل شيء من دونه.

منذ ما يزيد على عشرين عاما، كان يتعين على نجوم العالم القدوم إلى إيطاليا ليلعبوا في أحد الفرق الكبرى بشكل نهائي. القائمة طويلة: بلاتيني وفالكاوو زيكو ومارادونا ورومينيغه، ومن بعدهم خوليت وفان باستن وماثيوس، وإلى الأمام وصولا إلى رونالدو وزيدان وفيغو وكاكا ورونالدينهو.. ولكن بمرور الوقت تلاشت هذه النزعة، وبات اللعب في الدوري الإيطالي اختياريا. إننا لا نتحرك تقريبا، بينما يتطور الآخرون باستثمارات بشأن المستقبل، وكان إيتو آخر هذه الاستثمارات.

يتبقى فقط التوقيع على الاتفاق مع مسؤولي نادي أنزهي الثري جدا، لكن العشرين مليون يورو التي من المفترض أن يتقاضاها إيتو سنويا، في داغستان، تتناسب مع الشعار الذي كرره إيتو منذ أن كان في برشلونة: «علي أن أركض كأسود حتى يتسنى لي العيش كأبيض». هناك عرض لا يمكن رفضه، فهي المركب المذهب التي يصعد عليها، بعد انتهاء حقبة الإنتر. وهكذا يفقد فريق الإنتر العظيم بعض القطع الثمينة، والجماهير تتساءل عن السبب، ولها الحق في ذلك.

ترى ما سبب الاستغناء عن لاعب مثل إيتو؟ هل هي الأزمة المالية، وقفص قانون اللعب النظيف ماليا الذي فرضه بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟ هل بات ضروريا لموراتي، رئيس الإنتر، الاستغناء عن لاعب مثل إيتو؟ في العام الماضي، سجل 37 هدفا في 53 مباراة، وهو قادر على الفوز بمباراة بمفرده، لكنه يتقاضى عشرة ملايين يورو تقريبا صافية، ومنحه أكثر من ذلك يعد مشكلة. المشكلة الحقيقية هي كيف يتم تعويضه. إن لاعب سوبر – من نوعية كارلوس تيفيز - قد يعطي ضمانات وتطلعات، بينما الخيارات الأخرى تعد أقل إرضاء، وقد يحمل فورلان بديلا مرضيا، وكذا لافيتسي وبالاسيو. وما دام لا يوجد إيتو آخر فقد يتناسب مع الإنتر التعويض في الهجوم والاستثمار على خط آخر في الملعب، حيث يتولد اللعب. إن كان حقيقيا أن شنايدر باق، فإن اللاعب الهولندي، تحديدا، قد يكون هو المحور لبناء خط الوسط من حوله، وبناء حقبة جديدة.

وربما يكون الإنتر فعلا يريد ضم تيفيز، لكنه لا ينوي دفع الـ40 مليون يورو التي يطلبها سيتي مقابل الاستغناء عن البطاقة الدولية للاعب ويضغط من أجل الإعارة مع إلزامه بالحصول عليه نهائيا في العام المقبل. ولكن في مانشستر سيتي، يصرون على بيعه نهائيا، لكن إن وصلنا إلى الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات من دون جديد، فقد يتوج صبر الإنتر وينجح في ضم اللاعب، كما سيتعين معرفة رغبة اللاعب نفسه. إن كان تيفيز يريد الإنتر بالفعل، فعليه أن يثبت حسن نيته ويقبل بتخفيض راتبه، الذي يتجاوز 7 ملايين يورو خالصة الضرائب في الموسم الواحد. علاوة على تحقيق مكاسب مادية كبيرة، فإن من بين الأسباب التي من أجلها قبل الإنتر الاستغناء عن إيتو، ضرورة تخفيض سقف الرواتب، فقد كان يتقاضى من موراتي 10.5 مليون يورو سنويا. لكن إذا كان من سيحل محله سيتقاضى راتبا أقل، فسيكون ذلك أفضل. لكل هذه الأسباب، يتابع ماركو برانكا، مدير الرياضة في الإنتر، ومعاونوه بانتباه المواقف الأخرى، ويظل البديل الأقرب من تيفيز هو ألبوتشو إزيكيل لافيتسي، مهاجم نابولي، الذي قد يأتي مقابل بانديف و15 مليون يورو.

وعودة إلى رحيل صامويل إيتو، يبدو أن اللمسات الأخيرة لقصة الوداع بينه وبين الإنتر تجري فقط في الأماكن الفاخرة، كما يبدو أن لذلك أسبابا خاصة تتطلب «مكانا خاصا» يتناسب مع انتقال اللاعب الأعلى أجرا في العالم. وهكذا وصل مبعوثو الملياردير الروسي سليمان كريموف، مالك نادي أنزهي الروسي، إلى فندق «فورسيزون» في شارع جيسو بمدينة ميلانو، بينما كان ينتظرهم اللاعب الكاميروني ومرافقوه في فندق «بولغاري».

وبالنسبة لنادي أنزهي، كان هناك مستشار سوق الانتقالات جيرمان تكاشينكو، والوسيط فلادو لميتش، وقبل أي شخص كان هناك بيبينو تيري، وكيل الفيفا، الذي يمثل روح هذه الصفقة، وصاحب أول ظهور في بالاتزو ساراس، حيث مقر الإنتر. في هذه الأثناء كان ماركو برانكا، مدير الرياضة في النادي الإيطالي، ينتظر العرض الرسمي الذي سيحدد المبلغ الذي سيتقاضاه الإنتر، فقد بدأ النادي الروسي التفاوض من 18 مليون يورو، وبالطبع كان رد الإنتر سلبيا. وهكذا قام تيري برحلة لإقناع المشترين برفع العرض المقدم للحصول على البطاقة الدولية للاعب الكاميروني. بعد ذلك، وفي قمة جديدة في حديقة فندق بولغاري، حصل وكيل الفيفا المنحدر من جزيرة صقلية (جنوب إيطاليا) على هدفه، ثم اتجه بعدها بساعة إلى مقر الإنتر بعرض أعلى وقيمته 22 مليون يورو، وهذه المرة كان برانكا أقل قلقا لكن طلبه لم يتغير، وهو 30 مليون يورو.