الإنتر يفوز بدورة «تيم» الودية الثلاثية متفوقا على اليوفي والميلان

عودة ميليتو وتألق شنايدر واكتساب الثقة أهم مكاسب غاسبيريني.. وسوء حالة الدفاع أبرز العيوب

TT

فاز نادي الإنتر بدورة تيم الودية الثلاثية التي أقيمت مساء أول من أمس في مدنية باري بين فرق الإنتر واليوفي والميلان. ويقضي نظام هذه البطولة الودية السنوية بأن تلعب الفرق الثلاثة فيما بينها شوطا واحدا بين كل فريقين. وحقق الإنتر الفوز في الشوط الأول على فريق اليوفي بضربات الترجيح 6 - 7 بعد أن انتهى الشوط بتعادل الفريقين 1 - 1 حيث تقدم فوتسينيتش مهاجم اليوفي الجديد بهدف في الدقيقة 9 وتعادل رانوكيا للإنتر في الدقيقة 17. وفي الجولة الثانية من البطولة (الشوط الثاني) فاز اليوفي على الميلان بنتيجة 1 - 2 وكان التقدم من نصيب فريق الميلان عن طريق هدف مهاجمه كاسانو في الدقيقة 12 لكن فيدال في أول ظهور له تعادل لليوفي في الدقيقة 21 ثم حسم ماتري الشوط لصالح فريقه بهدف ثانٍ في الدقيقة 47. وفي الجولة الثالثة والأخيرة من البطولة الودية تفوق الإنتر على الميلان 0 - 1 بهدف أحرزه المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو في الدقيقة 28.

ورغم الطابع الودي للبطولة فإنها تحظى بأهمية خاصة هذا العام لأنها تعتبر أول بطولة يحصدها فريق الإنتر تحت قيادة مدربه غاسبيريني وقبل بداية الموسم الجديد. وشهدت البطولة مشاركة الثنائي ميليتو وشنايدر معا لأول مرة منذ فترة طويلة وهو ما يعتبر تمهيدا لبدء الموسم الجديد من دون النجم الكاميروني صمويل إيتو الذي يقترب من الرحيل إلى نادي أنزهي الروسي. وصرح غاسبيريني مدرب الإنتر قائلا عقب نهاية البطولة وفوز فريقه بها: «إن الانتصارات تجلب السعادة دائما وتساعد مثل هذه المباريات على رؤية الأشياء الجيدة والسيئة أيضا بالفريق».

ومن الأشياء الجيدة بالنسبة للإنتر في هذا اللقاء عودة مهاجمه الأرجنتيني دييغو ميليتو إلى تألقه ومستواه المرتفع المعروف عنه قبل الإصابة والغياب الطويل عن المشاركة في مباريات فريقه بشكل متصل. وقد سجل ميليتو للإنتر هدف الفوز في مرمى الميلان مؤكدا أنه في سبيله للعودة بقوة كلاعب أساسي في صفوف الإنتر. وصرح ميليتو، صاحب الفضل الأكبر في فوز فريق الإنتر بالثلاثية التاريخية قبل عامين، عقب انتهاء البطولة قائلا: «إنني جاهز للعودة إلى مستواي قبل عامين». وأكد الأداء الذي أظهره اللاعب على صدق هذه الكلمات.

وحسمت هذه البطولة أيضا الحيرة التي انتابت غاسبيريني طوال فترة الصيف حول الاستغلال الأمثل والمركز الأفضل بالنسبة للاعبه الفذ شنايدر. وبعد عدة تجارب شارك فيها اللاعب الهولندي في وسط الملعب وأمام خط الدفاع، دفع به غاسبيريني في هذه البطولة كمهاجم ثالث ينطلق من الجهة اليسرى ليخلخل دفاعات المنافس ويمتلك أيضا حرية التراجع بعض الشيء لينطلق من خلف المهاجمين. والآن يبدو أن شنايدر سيلعب مع فريق الإنتر خلال الموسم القادم في مركز أقرب إلى المرمى رغم أنه عاد خلال شوطي بطولة تيم أكثر من مرة إلى خط الوسط إلى جانب كامبياسو. وعلق غاسبيريني على أداء ومركز شنايدر قائلا: «لقد كان قراري السابق بالدفع به أمام المدافعين أمرا ضروريا، فقد بدأنا الإعداد دون العديد من اللاعبين حيث غاب تياغو موتا وكامبياسو، لكنهما الآن عادا. وبالتأكيد يجب أن يركز شنايدر بصورة أكبر على إحراز الأهداف». ورغم فوزه بهذه البطولة وتفوقه على الميلان واليوفي ما زال فريق الإنتر يعاني من بعض الأخطاء في خط الدفاع، مع تطبيق طريقة الدفاع بـ3 لاعبين. وظهرت حاجة هذا الخط إلى الانسجام والتفاهم لا سيما في الشوط الذي لعبه الإنتر أمام اليوفي. وعلق غاسبيريني على ذلك قائلا: «لقد ظهرنا بشكل جيد في الجزء الأول من الشوط الأول، لكننا بعد ذلك لم نتمكن من استغلال بعض المواقف المواتية لصالحنا كما عانينا من بعض الهجمات المرتدة».

لكن هذه البطولة لم تخلُ من بعض الجوانب السلبية بالنسبة للإنتر حيث تعرض كيفو لاعب الإنتر لكدمة في كاحله الأيمن خلال اللقاء، ومن المقرر أن تشهد الساعات القادمة عودة حارس المرمى البرازيلي جوليو سيزار من الإجازة وبدءه للتدريبات مع الفريق قبل مباراة نادي أوليمبياكوس اليوناني الودية الدولية التي تقام يوم الأحد القادم بمدينة جنيف السويسرية وتعتبر اختبارا جيدا للإنتر قبل خوض غمار الدوري الإيطالي في جولته الأولى أمام فريق ليتشي بدون مدافعه الصلد مايكون. لكن البرازيلي جوناثان يبدو مستعدا لتعويض غياب مايكون وأداء لقاء جيد في ليتشي.

وفي سياق متصل بفريق الإنتر ما زال نادي أنزهي الروسي يسعى لإتمام صفقة ضم المهاجم الكاميروني الفذ صمويل إيتو. وتواجه الصفقة حاليا بعض الصعوبات حيث يختلف ناديا الإنتر وأنزهي على مبلغ 5 ملايين يورو «فقط» فيما يتعلق بقيمة انتقال اللاعب. فقد توقف عرض النادي الروسي عند 22 أو 24 مليون يورو بينما يتمسك الإنتر بالحصول على 29 أو 30 مليون يورو ثمنا للاعب. وأكد ماركو برانكا مدير الرياضة أن نادي الإنتر لن يقبل بأقل من هذا المبلغ لبيع إيتو.

ويبدو أن صمويل إيتو قد بدأ يشعر ببعض القلق من موقف نادي الإنتر إزاء إتمام الصفقة. فقد توصل اللاعب بالفعل لاتفاق مع النادي الروسي للانضمام إليه لمدة 3 سنوات مقابل 20 مليون يورو في الموسم الواحد، وهو رقم قياسي قد يجعل منه أعلى لاعبي الكرة في العالم راتبا في الوقت الحالي. ونظرا لأن إيتو معتاد دائما على الفوز والانتصارات فإنه يتطلع للانضمام بأقصى سرعة لصفوف فريق أنزهي من أجل تحسين ترتيبه في جدول الدوري الروسي (الذي يحتل فيه حاليا المركز الرابع). وقد تحدث إيتو هاتفيا مرتين مع ماسيمو موراتي رئيس الإنتر منذ بداية المفاوضات وليس من المستبعد أن يتحدثا مرة أخرى. فقد يطلب إيتو من موراتي مساعدته في إتمام الصفقة بأسرع وقت ممكن حتى يستطيع الانضمام لصفوف الفريق واللعب معه قبل فترة التوقف الشتوية الطويلة التي يخضع لها الدوري الروسي.

لكن هذه الصفقة لا تخلو أيضا من معوقات أخرى. فقد ظهرت نقطة خلاف جديدة حول المكافآت التي قد يحصل عليها الإنتر من النادي الروسي بسبب اختلاف النظام الضريبي في روسيا عن نظيره في إيطاليا. وقد تسربت أنباء عن تجميد الصفقة بسبب هذه النقطة المحورية لكن التقارير الصحافية أكدت بعد ذلك أن الناديين توصلا لاتفاق حول الأمر وقررا أن يكون دفع الراتب والمقابل المادي للإنتر في حالة إتمام الصفقة باليورو. وسوف توضح الفترة القادمة كيفية تطور الأمور في هذه الصفقة التي قد تصبح في حالة إنجازها أهم وأكبر صفقات سوق الانتقالات على الإطلاق.