الميلان يدرس مشروع «الاكتفاء الذاتي»

بعد أن أصبح مونتوليفو معروضا للبيع لكن خارج إيطاليا.. وباتت فرصة انضمام أكويلاني ضئيلة

TT

تم إقصاء ريكاردو مونتوليفو، بينما ظل ألبرتو أكويلاني في السباق. في عملية اختيار «مستر إكس» فريق الميلان التي لا نهاية لها، كان آخر تصويت من نصيب بانتاليو كورفينو، المدير الرياضي في نادي فيورنتينا، الذي أكد أنه لا مجال لانتقال مونتوليفو، لاعب وسط الفيولا، إلى الميلان، وأن اللاعب إما أن يلعب خارج إيطاليا وإما أن يظل في فيورنتينا. وعليه ارتفعت أسهم ألبرتو أكويلاني، لاعب وسط ليفربول، الذي يبدو أنه بات المرشح الوحيد الذي يجمع بين جميع الطلبات (الفنية والمالية) التي ينشدها الميلان.

مونتوليفو نحو بارين ميونيخ: «ابتداء من الآن هذا هو اتجاهنا»، هكذا صرح كورفينو، الذي أوضح بعد ذلك استراتيجية نادي فيورنتينا الجديدة بصدد مونتوليفو، القائد السابق للفريق. التوجه الجديد كان بمثابة صدمة ترتب عليها تضييق إطار المتنافسين للظفر بخدمات اللاعب، وكذلك إقصاء الميلان من الصورة؛ حيث صرح كورفينو: «إما أن يذهب مونتوليفو إلى اللعب خارج إيطاليا وإما أن يظل لمدة عام آخر في فيورنتينا». الخطة تبدو محسومة، ومنذ أول من أمس تم إدخال تعديل على الأمر، فلأن إدارة الفيولا كانت، من قبل، تطالب بمبلغ يعادل قيمة اللاعب في سوق الانتقالات، رغبة منها في تعجيز مونتوليفو، فقد أصبحت الكرة الآن بملعب الأندية الأجنبية؛ لأن الأمر أصبح بالنسبة للميلان شبه مستحيل؛ حيث أضاف المدير الرياضي لفيورنتينا: «لن نفرط في ريكاردو إلى الميلان حتى لو قدموا إلينا عرضا سوبر». وهو الأمر الذي لا يبدو أن إدارة الميلان تنوي القيام به. ويواصل كورفينو: «حتى الآن تلقيت بصدد اللاعب عرضا واحدا غير مناسب، وقد رفضته على الفور. وكان وكيل أعمال مونتوليفو قد تقدم إليَّ بطلب لمبادلة اللاعب مقابل الحصول على نصف ملكية بطاقتين لاعبين غير مهمين مثل ريكاردو وهما ستراسير وبالوسكي».

وبغض النظر عن قيمة صفقات المبادلة، فإن السبب وراء قرار عدم بيع بطاقة قائد الفيولا الأسبق لأحد الأندية الإيطالية يعتبر غريبا ومختلفا. وهذا ما أوضحه كورفينو: «منذ أن أعلمنا ريكاردو بأنه لن يجدد عقده مع النادي، قررنا وضعه على قائمة سوق انتقالات الفيولا، وحيث إن الفرق الإيطالية الكبيرة تعرف مهارات مونتوليفو كان من المفترض أن تغتنم هذه الفرصة على الفور وألا تنتظر الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات وتتقدم بعروض قد تغير من طبيعة علاقات التقدير التي تجمعنا بهم. أنا لا أستطيع أن أكافئ تلك الأندية التي لم تكن تعتني بنا، من خلال تقديم عرض قوي على الفور، بطريقة تمكني بعد ذلك من إيجاد بديل لمونتوليفو في الوقت المناسب». ويتابع: «وأنا هنا أشير إلى كل الأندية الكبيرة في إيطاليا. الآن من الممكن أن يتم بيع بطاقة اللاعب إلى نادٍ من خارج إيطاليا، وهذا فحسب إذا كانت الشروط مرضية». بينما أكد السيد مينكوتشي، عضو مجلس إدارة الفيولا، بهذا الصدد قائلا: «من المحتمل أن يتوجه مونتوليفو إلى خارج إيطاليا، هناك الأزمة أقل، نتمنى أن يصل إلينا عرض مميز». وهنا يمكن إدراج اسم بايرن ميونيخ؛ حيث يبدو أنه الحل الأسهل؛ نظرا لأن النادي الألماني مهتم بخدمات اللاعب وأنه على استعداد، وفقا لما ودر في إحدى الصحف الرياضية الفرنسية، لإنفاق 10 ملايين يورو على هذه الصفقة (أقل بنحو مليون يورو عمَّا دفعه البايرن في صيف 2007 للظفر بخدمات توني الذي كان حينها مهاجم الفيولا). ويبدو أيضا أن نادي أتليتكو مدريد الإسباني قد طلب معلومات حول مونتوليفو. أما الحل البديل أمام ريكاردو فهو البقاء لموسم آخر في فلورنسا حتى نهاية مدة عقده مع النادي. إلى هذا الحد لم يعد يتبقى أمام الميلان سوى التركيز فحسب على مسار أكويلاني، الذي بات، بالفعل، منذ فترة، الاسم الأول في قائمة أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان. ويبدو موقف ألبرتو، لاعب روما السابق الذي كان معارا في الموسم الفائت من ليفربول إلى اليوفي، كالتالي: النادي الإنجليزي يعرض اللاعب في سوق الانتقالات، غير أنه يقدر قيمة بطاقته بنحو 6 - 7 ملايين يورو. أما الميلان فيرغب في حمل اللاعب إلى موطنه الأصلي على سبيل الإعارة مع الاحتفاظ بأحقيته في انتزاع كامل بطاقته أو أن يقوم بشرائه على الفور، لكن مقابل مبلغ أقل من الذي تطالب به إدارة ليفربول. من أجل ذلك يتابع غالياني تطور الأحداث من بعيد في انتظار أن يقدم النادي الإنجليزي أي تخفيض أو أن يغير أكويلاني فكره ويقبل اقتراح الإعارة (وهو السبب نفسه الذي أدى إلى فشل مفاوضات اللاعب مع فيورنتينا).

وكان الحديث عن ضم لاعب جديد إلى صفوف الميلان قد بدا أنه انتهى مع حر شهر أغسطس (آب). وربما حدث ذلك لأن الجميع كانوا يتمنون أن يكون هذا اللاعب هو فابريغاس، لكن الحلم تلاشى فجأة مع انضمامه إلى نادي برشلونة، أو لأن غالياني، نائب رئيس الميلان، أكد عدة مرات أن ضم كاكا ضرب من المستحيل، لكن المؤكد الآن هو أن أليغري، مدرب الميلان، سيتمسك بأمل ضم لاعب نجم إلى الفريق حتى الدقيقة الأخيرة من نهاية سوق الانتقالات، لكنه إذا لم يحظ بلاعب جديد فسيكتفي بالقطع بمن هم لديه بالفعل.

ولعل أبرز اللاعبين الموجودين لدى أليغري بالفعل حاليا هو الهولندي أوربي إيمانويلسون، الذي يمتلك مهارات جيدة، لكن البعض يرونه أضعف من أن يلعب في الدوري الإيطالي. ويشعر أليغري بالرضا عن أداء إيمانويلسون الذي أدرك ذلك الأمر، على الرغم من أنه لا يتحدث الإيطالية بشكل جيد. وقد صرح اللاعب قائلا: «إنها تجربة جديدة وجيدة بالنسبة لي أن أبدأ الموسم مع الميلان، نظرا لأنني انضممت للفريق في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد أتيحت لي الفرصة في المباريات الودية من أجل إظهار قدراتي، وما أرغب فيه بالفعل هو إظهار مهاراتي للجميع». وأضاف إيمانويلسون، الذي لعب 11 مباراة الموسم الماضي مع الميلان: «أرغب في اللعب أكثر وفي أن أصبح لاعبا مهما في الفريق». وسيحدد الموسم المقبل إن كان اللاعب الهولندي يمكنه لعب دور أساسي مع الميلان أم لا.

ويعتبر كيفن برينس بواتينغ، أيضا، أحد اللاعبين الذين يستطيعون لعب دور محوري مع الميلان دون الحاجة لضم لاعبين جدد. كان بواتينغ في الموسم الماضي يلعب في مركز لاعب الوسط المهاجم، لكنه مرشح هذا الموسم للعودة كلاعب خط وسط صريح، لا سيما مع زيادة عدد اللاعبين في خط الهجوم نظرا لارتفاع مستوى كاسانو واحتمال مشاركته كأساسي.

كان غالياني، نائب رئيس الميلان، قد أكد، بشأن كاسانو: «إن كاسانو يسير بخطى رائعة وسيبقى بالتأكيد مع الميلان». وعلق غالياني على الأنباء التي تحدثت عن احتمال انتقال كاسانو إلى نادي روما مقابل بوريللو وعن وجود اتصالات هاتفية بين كاسانو وتوتي، قائد فريق روما، قائلا: «إن بوتسو، وكيل أعمال كاسانو، الذي أتحدث معه يوميا، لم يطلب مني قط بيع اللاعب، ولم يخبرني عن هذه المكالمات، ولست أدري إن كان اللاعبون يتحدثون ويمزحون معا في هذه الأمور. وبالتالي فيما يخصني أؤكد أن كاسانو سيبقى مع الميلان». وإذا نجح كاسانو في حجز مكان أساسي له في خط الهجوم فيسمكن الاستفادة من روبينهو في خط الوسط؛ لأن أليغري لا يستطيع الاستغناء عن سرعة ومرونة ومهارة اللاعب البرازيلي الذي انضم للفريق في نهاية شهر أغسطس الماضي. ولعل هذا هو ما يدفع أليغري إلى التفاؤل بإمكانية ضم لاعب جيد آخر في نهاية سوق الانتقالات الحالية.

في سياق متصل، سادت فريق الميلان حالة من التفاؤل بإمكانية لحاق نجم الفريق إبراهيموفيتش بالمباراة الأولى للفريق في الدوري أمام فريق كالياري بعد تحسن حالة كاحله الذي تعرض لإصابة في الفترة الماضية. كان غالياني قد صرح بشأن حالة إبراهيموفيتش يوم الثلاثاء الماضي: «إنني أتحدث مع الطبيب تافانا كل ساعتين على الأقل، وقد قال لي إننا نحاول تجهيزه لمباراة كالياري. فنحن نعمل من أجل رؤيته في هذه المباراة».

كان إبراهيموفيتش قد تعرض لكدمة خلال مباراة الميلان الودية في مالمو بالسويد. لكنه بدأ يتعافى من الإصابة وبقي في معسكر الفريق يوم الثلاثاء الماضي لعمل بعض الفحوصات، ومن المرجح أن يعود لتدريبات الفريق خلال أيام قليلة بعد أن يزول الورم الذي أصاب كاحله جراء الكدمة. ومن المفترض أن يلحق بمباراة كالياري، لكن الجهاز الفني لا ينوي الدفع به إلا إذا تأكد من سلامته بنسبة 100% خشية وقوع مضاعفات قد تؤثر على وجوده مع الفريق في باقي المباريات.