المصائب لا تأتي فرادى على آرسنال ومدربه

بعد البداية الهزيلة هذا الموسم ورحيل فابريغاس وإيقاف فينغر مباراتين وتغريم ناديه ماليا

TT

بعد أسبوعين فقط من بداية الموسم الجديد للدوري الإنجليزي لكرة القدم، وجد آرسنال ومديره الفني الفرنسي آرسين فينغر نفسيهما في مفترق الطرق بعد البداية الهزيلة للفريق هذا الموسم والمشاكل التي تحاصره وتضعف آماله في المنافسة على أي لقب في الموسم الحالي وتلقي بظلالها على مستقبل الفريق. وضاعفت الهزيمة صفر - 2 أمام ليفربول السبت الماضي من حجم المحنة التي يعيشها آرسنال حيث فشل الفريق للمباراة الثانية على التوالي في تحقيق الفوز ويتوقف رصيده عند نقطة واحدة من أول مباراتين له في المسابقة بعدما تعادل سلبيا في مباراته الأولى أمام نيوكاسل.

كما أثارت الهزيمة أمام ليفربول والوضع الذي ظهر عليه آرسنال في هذه المباراة بعض الشكوك بشأن قدرته على التأهل لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا حيث يحل الفريق ضيفا على أودينيزي الإيطالي غدا في إياب الدور الفاصل على التأهل لدور المجموعات. وسبق لآرسنال أن حقق فوزا هزيلا 1 - صفر على ملعبه في مباراة الذهاب لتصبح فرصة أودينيزي جيدة بالفعل في التعويض خلال لقاء الإياب وسط هذه الظروف التي يعانيها آرسنال بعد رحيل نجمه وقائده الإسباني سيسك فابريغاس إلى برشلونة الإسباني وسلسلة الإصابات التي تضرب الفريق بالإضافة إلى حالة الفوضى والارتباك التي تسود أداء الفريق. كل هذه الأمور أثارت حالة من القلق في صفوف آرسنال وبداخل مديره الفني فينغر وكذلك في قلوب مشجعي الفريق خشية الخروج مجددا من جميع البطولات صفر اليدين.

وكانت صورة فينغر في مباراة ليفربول أبرز تعبير عن حال الفريق حيث بدت السترة التي يرتديها مبتلة تماما بالأمطار التي هبطت على لندن كما غطى المدرب القدير وجهه بيديه وسط ذهول من حال فريقه وهو ما لم يحدث إلا نادرا على مدار 15 عاما تولى فيها تدريب الفريق. وافتقد آرسنال في الموسم الحالي إلى «المحرك» الأساسي للفريق وهو فابريغاس الذي عاد لصفوف فريقه القديم برشلونة ليغيب عن خط وسط آرسنال الابتكار خلال المباريات الثلاث التي خاضها على مدار الأسبوعين الماضي والحالي أمام نيوكاسل وأودينيزي وليفربول. ولم يكن غريبا أن تطلق الجماهير عبارات وصافرات الاستهجان تجاه لاعبي الفريق خلال لقاء ليفربول. والحقيقة أن الفريق عانى أيضا من سوء الحظ المتمثل في الإصابات التي ضربت عددا من لاعبيه مثل المدافعين يوهان ديورو وكيران غيبس وأرماند تراوري ولاعب خط الوسط التشيكي توماس روزيكي حيث منعتهم الإصابات من المشاركة في المباراة.

ولم يكن ذلك هو كل شيء، بل ضاعف لاعب خط الوسط إيمانويل فريمبونج (19 عاما) الوافد الجديد على التشكيل الأساسي للفريق من صعوبة المهمة على زملائه عندما طرد قبل 20 دقيقة من نهاية مباراة ليفربول. كما ارتكب اللاعب الإسباني الشاب إجناسي ميجيل (18 عاما) خطأ فادحا أسفر عن الهدف الأول لليفربول وذلك في أول مباراة يشارك فيها اللاعب مع الفريق.

وأوضح فينغر في تصريحات صحافية أن فريقه يفتقد أيضا للحظ. ويواجه فينغر وآرسنال اختبارين في غاية الصعوبة في غضون الأيام القليلة المقبلة حيث يخوض المواجهة الحاسمة أمام أودينيزي غدا ثم يلتقي مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي يوم الأحد المقبل. وأوضحت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن «فينغر يتعين عليه إعادة هيكلة وترتيب الفريق بينما تواصل فترة الانتقالات الصيفية للاعبين اقترابها من خط النهائية». ورغم البداية السيئة لفريقه في الموسم الحالي، يبدو فينغر (61 عاما) متماسكا وصامدا كما يرفض اللجوء إلى صفقات باهظة الثمن حيث يرى أن الفريق قد يتعاقد مع لاعبين بارزين مرتفعي الثمن ويظل سيئا.

وتزداد المشاكل التي يتعرض لها آرسنال ومديره الفني فينغر تعقيدا حيث قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس إن فينغر أوقف لمباراتين على الصعيد الأوروبي لانتهاكه اللوائح في مباراة أمام أودينيزي الإيطالي الأسبوع الماضي وهو ما يعني غيابه عن مباراة الإياب أمام الفريق الإيطالي غدا. كما غرمت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأوروبي نادي آرسنال الذي ينافس في الدوري الإنجليزي الممتاز مبلغ 10 آلاف يورو (14418 دولارا) «بسبب تصرفات غير لائقة صدرت عن مسؤوليه» خلال مباراة الذهاب في الدور الرابع المؤهل لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا وهو اللقاء الذي فاز فيه آرسنال 1 - صفر.

وكان المدرب الفرنسي قد عوقب بالإيقاف في مباراة أودينيزي الأولى بسبب سلوكه في مباراة أمام برشلونة الإسباني في دور الـ16 لدوري الأبطال الموسم الماضي. ورغم ذلك أظهرت اللقطات التلفزيونية فينغر وهو جالس في المدرجات ويتحدث مستخدما الهاتف الجوال خلال الشوط الأول وبدا أنه يعطي توجيهاته إلى الجهاز الفني. وقال الاتحاد الأوروبي «تنص القواعد الخاصة بلجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأوروبي على عدم السماح للمدرب بالاتصال بأفراد فريقه خلال المباراة التي أوقف فيها مع السماح له بمتابعة المباراة من المدرجات فقط».

ويعتزم آرسنال التقدم بالتماس. وقال فينغر الأسبوع الماضي إنه يشعر بالحيرة والارتباك إزاء هذه اللوائح. وأضاف «بدا الأمر صعبا لأنك لا تعرف ماهية هذه القواعد. الأمر مربك بعض الشيء ويثير الانزعاج لأنه غير معروف المدى الذي يمكن أن تصل إليه في منع شخص من القيام بعمله». ويمثل إيقاف فينغر ضربة جديدة لآرسنال الذي شارك في دوري أبطال أوروبا على مدار آخر 13 موسما وهي المسيرة التي قد تنتهي غدا. وتعرض النادي اللندني لوابل من الإصابات إضافة إلى بيع قائده فابريغاس إلى برشلونة. ونال آرسنال نقطة واحدة فقط من أول مباراتين لعبهما هذا الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز لكن غيابه عن دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا سيمثل لطمة أكبر للفريق.