الميلان يحصد بطولة برلسكوني الودية على حساب يوفنتوس بثنائية بواتينغ وسيدورف

قدم أداء جيدا رغم غياب إبراهيموفيتش واللاعبين البرازيليين.. واليوفي ما زال يسعى إلى التعرف على نفسه

TT

نجح فريق الميلان الإيطالي في إحراز بطولة برلسكوني الودية على حساب نظيره اليوفي في المباراة التي جمعت بينهما وانتهت بخسارة الأخير 1-2. تقدم في البداية كيفين بواتينغ، لاعب الميلان، لصالح فريقه في الدقيقة 9 من الشوط الأول إثر كرة رفعها إليه رفيقه أباتي من الجانب الأيمن ليسددها اللاعب الغاني «على الطاير» بشكل رائع. وفي الدقيقة 23 من الشوط ذاته يصوب سيدورف ضربة ثابتة ليسكنها الشباك على الفور معلنا عن الهدف الثاني لفريقه. أما هدف اليوفي الوحيد فسجله ميركو فوتسينيتش في الدقيقة 12 من الشوط الثاني إثر تمريرة حريرية من القائد ديل بييرو. لقد تمكن الميلان من الفوز على يوفنتوس دون وجود إبراهيموفيتش واللاعبين البرازيليين في صفوف الفريق. إنها رسالة تهديد يوجهها بطل الدوري الإيطالي في نسخته الأخيرة إلى الفرق الأخرى في الموسم الجديد الذي سينطلق في غضون أقل من أسبوع. يبدو أن أليغري، مدرب الميلان، في حالة نضج مستمر؛ فقد خسر في الموسم الفائت كأس برلسكوني الودية عن طريق ضربات الترجيح. أما هذه المرة فقد تمكن فريقه من إحراز البطولة خلال الوقت الأصلي للمباراة وإنهاء جولة المباريات الصيفية الودية بشكل جيد بعد تعرض الميلان إلى هزيمتين متتاليتين في بطولة تيم الودية يوم الخميس الماضي. وفي تلك الفترة الصيفية استطاع الميلان أن يحقق الفوز في المباراة الأهم وهي تلك التي لعبها أمام الإنتر في بكين حول كأس السوبر الإيطالية، بيد أنه لم ينجح خلال اللقاءات الودية في تحقيق أي نتيجة مدوية غير تلك التي انطلق بها هذا الصيف أمام سوبياتيزي (12-0) في 20 يوليو (تموز). وقد واجه الميلان، أول من أمس، فريق اليوفي بروح، بالتأكيد، أكثر قتالية من التي ظهر عليها في بطولة تيم الودية. إن الموسم الجديد قد أوشك على الانطلاق وأليغري بات أكثر من قانع بأداء فريقه.

وقد صرح ماسيمليانو أليغري عقب انتهاء المباراة قائلا: «لقد قدمنا شوطا أول رائعا، ثم تعين علينا ضبط بعض اللاعبين في مراكز مختلفة داخل الملعب، غير أننا حققنا، في النهاية الفوز وحملنا الكأس إلى النادي. حالة الفريق جيدة وأنا سعيد للغاية لا سيما من الشوط الأول». الأمر مطمئن بالنسبة إليه رغم أن نهاية اللقاء تركت وراءها بعض العلامات بشأن حالة الميلان البدنية بعد أن كانت قد خلفت في الشوط الأول آثارا إيجابية فحسب. فقد أنهى الغاني بواتينغ المباراة بكدمة بينما تعرض تايوو إلى إصابة في كاحله الأيسر وخرج نيستا بإصابة في رأسه إثر اشتراكه في إحدى الكرات مع كيلليني. وإذا كانت حالة الطوارئ التي يعاني منها الميلان في خط الهجوم قد انتهت، حيث سيعود باتو وروبينهو إلى المران الجماعي مع الفريق اليوم، لا سيما أن إبرا أيضا سيكون جاهزا للمشاركة في لقاء كالياري، فهناك بعض المخاطر التي يعاني منها خط الدفاع. ولكن أليغري قانع بنفسه وفريقه.

مدرب الميلان قانع، في انتظار تدعيم خط وسط الفريق الذي من المحتمل أن يصل قريبا. ويتابع أليغري تصريحاته: «مستر إكس ينبغي أن يكون لاعبا مهما بإمكانه اللعب في الميلان. يلزمنا لاعب جدير بأن يصبح بديل بيرلو وإلا فنحن هكذا بخير. ألبرتو أكويلاني لاعب يحظى بمهارات كبيرة، ورغم أن له سمات مختلفة عن بيرلو فإنه من الممكن استخدامه بشكل جيد». وأثنى أليغري على المنافس بيرلو، الذي وجد في استاد سان سيرو بقميص اليوفي، قائلا: «أتمنى له موسما كبيرا». وفي غضون ذلك يكثف أليغري تركيزه على لاعبي خط الوسط المتاحين له، مع بعض القلق بشأن فلاميني الذي خرج مصابا في اللقاء ومن المفترض أن يخضع إلى بعض الفحوصات الطبية اليوم.

ولكن المشكلة الأخطر تبدو هي تلك المتعلقة بتايوو الذي انتهى به الحال في المستشفى بكاحله الأيسر المتورم. لقد تركت إذن، المباراة، بصمتها على فريق الميلان. ويواصل مدرب الفريق: «لقد كان لقاء مهما من الناحية الفنية. وقد قدم اللاعبون أشياء رائعة.. وأنا راض». ويبدو أن جميع الإصابات الخفيفة التي تعرض لها بعض لاعبي الميلان قابلة للتعافي قبل بداية الموسم الجديد، ولكن أداء الفريق الجيد هو بالأحرى ما يجعل أليغري مطمئنا.

وعلى الجانب الآخر، لم يظهر اليوفي بالأداء المتوقع له في اللقاء، لا سيما في الشوط الأول. وقد أوضح أنطونيو كونتي، مدرب الفريق، عقب انتهاء المباراة فكره قائلا: «بعد لقائنا الودي مع بيتيس إشبيلية تحدثتم عن وجود أزمة في فريق اليوفي. بينما في بطولة تيم الودية عادت أحلام الدرع، وهذا أمر سخيف في الوقت الحالي». جدير بالذكر أن اليوفي لا يزال يبحث عن التعرف على نفسه وإدراك فلسفة لعب جديدة تماما، كما أن أرتورو فيدال قد وصل لتوه إلى تورينو ويتعين عليه الاندماج مع الفريق من خلال نظام مخصص، في الأيام الأخيرة، ثم إنه عمل كثيرا في العمق.

ولكن هناك بعض المشكلات. ثمة أشياء أخرى لم يستطع كونتي ذاته التقليل من شأنها عقب انتهاء المباراة؛ فخط دفاع اليوفي يتذبذب كثيرا ويواجه الصربي كرازيتش خطر التحول إلى مشكلة في الفريق وكذلك تحتاج أجناب الفريق إلى توفير بدائل. ربما أن سوق الانتقالات ستساعد بصدد قلب الدفاع والأطراف، أما الأكثر بعثا على القلق فهي حالة اللاعب الصربي، الذي غالبا خارج طرق لعب الفريق وغير دقيق في دعم الفريق في المرحلة النهائية. ولكن الذي يهون الأمر بعض الشيء هو تأكيد ديل بييرو على تمتعه بالموهبة النقية واللمسات الساحرة وإنه اللاعب المثالي لتقديم المساعدة إلى كونتي في مثل هذه اللحظات. وإنه ينبغي الاعتماد عليه في الموسم المقبل.

وتدور كل الاحتمالات في خط هجوم اليوفي حول تقييم حالة ماتري الذي تعرض في اللقاء إلى إصابة في كاحله.. أمر يقلق بعض الشيء. ولكن، على أي حال، فوتسينيتش وبالتأكيد أليساندرو ديل بييرو يمنحان كونتي ضمانات كبيرة، ويتابع مدرب اليوفي: «أليساندرو يبلغ من العمر 37 عاما، وأنا لست مفاجأ بما يفعله، إنه يقدم لي عونا كبيرا عندما يدخل إلى المباريات، وبالأحرى خارج الملعب أيضا طوال الأسبوع عندما لا تكون لدينا التزامات. إنه لاعب يتمتع بالمهارة، وشخص يحتاجه دائما أي فريق». وعن لقاء الميلان أوضح كونتي قائلا: «أود القول بأننا قدمنا كل ما لا ينبغي علينا القيام به، لا سيما في الشوط الأول. سوف أعيد هذه الـ45 دقيقة على الجميع. كم مرة؟ مرة واحدة ستكفي وبعدها سنتقدم (مبتسما) أؤكد لكم ذلك. أما في الشوط الثاني فقد كنا، على العكس، أفضل. وكان رد فعل لاعبي اليوفي جيدا وأظهرنا التنظيم والشخصية داخل الملعب. لم نأت هنا لنخسر، وفي نهاية اللقاء كنا نستحق التعادل. خط الدفاع وكرازيتش يعانيان من مشكلات؟ أجل، ولكن سنعمل على علاج ذلك». ومن الملاحظات المثمرة في المباراة اندماج ليختستينر بشكل جيد مع الفريق. وقد عقب اللاعب على أداء اليوفي في بطولة برلسكوني الودية قائلا: «في الشوط الأول لعبنا بشكل سيئ، لم ننجح في إيجاد الإيقاع. كانت المساحات واسعة ومتباعدة وظهر اختلاف كبير بيننا وبين الميلان. ثم في الشوط الثاني سارت الأمور بشكل أفضل بكثير وخلقنا العديد من الفرص ونضجنا. من الطبيعي أننا لا نزال في حاجة إلى التحسن سواء في الشق الدفاعي أو الهجومي». وكان الظهير السويسري أثناء وجوده على الخط القريب من مقاعد بدلاء اليوفي يتحاور كثيرا مع كونتي، ويواصل ليختستينر: «عندما لا تكون هناك أشياء واضحة بالنسبة إلى التحركات أو أي أمور أخرى أسعى على الفور إلى التحاور مع المدرب لأدراك كيف يمكن تعديل ذلك». أما جورجيو كيلليني، مدافع اليوفي، فقد صرح قائلا: «هناك أشياء تحتاج إلى إعادة نظر، ولكن في الشوط الثاني قمنا بتغيير الإيقاع والكثافة. لسنا في حاجة إلى الحزن بسبب هذه النتيجة، بل علينا النظر إلى الأمام بثقة».