بطولة كأس السوبر.. حفل لتدشين الدوريات العالمية.. وحلم سعودي طال انتظاره

الجماهير ما زالت بانتظار تطبيق الفكرة بعد سنوات من التجاهل

TT

في الوقت الذي تدشن الدوريات العالمية منافساتها الموسمية بإقامة بطولة كأس السوبر التي تجمع بطلي الدوري والكأس، يقف اتحاد الكرة السعودي بكل قوته وشعبيته موليا ظهره لهذه الفكرة المميزة رغم بساطة تطبيقها على أرض الواقع، ورغم الإيجابيات الكبيرة الناتجة عنها ومنها إشعال حدة المنافسة على البطولات التالية وتجاوز مرحلة الرتابة والسكون التي ترافق انطلاقة كل موسم رياضي فضلا عن المردود المالي الذي سيجنيه اتحاد الكرة من بدء مسابقاته بمباراة كبرى تجمع بطلي الموسم الأخير.

وفي إسبانيا هناك توج في نهاية الأسبوع الماضي فريق برشلونة بكأس السوبر بعد فوزه على ريال مدريد بنتيجة قوامها 5-4 في مجموع المباراتين، فكان هذا التتويج للفريق الكتالوني ملهبا للرياضة هناك قبل انطلاقة الدوري، بالإضافة إلى تحقيق العديد من الإيجابيات للفريق المتوج باللقب (برشلونة) يأتي أهمها عودة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي للسطوع بعد فترة إخفاق لازمته مع منتخب بلاده، الأرجنتين، في بطولة كوبا أميركا 2011 التي استضافتها بلاده، حيث يعلم الجميع تعرضه لصدمة نفسية بسبب الانتقادات الإعلامية الهائلة التي طالته وشككت في ولائه وانتمائه لبلاده، بالإضافة إلى العوائد المادية التي حصل عليها نادي برشلونة بعد فوزه وتتويجه باللقب، والمردود الفني الذي سيعود بالتأكيد على الفريقين (برشلونة وريال مدريد)، ليكون خير استعداد لانطلاقة الموسم الرياضي.

وتعود نشأة كأس السوبر إلى عام 1972، حيث جاءت فكرة إقامة كأس السوبر من الهولندي أنطون ويتكامب، مراسل صحيفة «تلغراف» الهولندية آنذاك، وذلك في العصر الذهبي للكرة الهولندية في ظل توهج الأندية الهولندية وفي مقدمتها أياكس أمستردام الذي حقق 3 بطولات متتالية من دوري أبطال أوروبا في مطلع السبعينات الميلادية بفضل توهج الأسطورة الهولندية يوهان كرويف الذي كان علامة فارقة في الفريق، وكانت فكرة كأس السوبر تنص على إقامة مباراة بين بطل دوري أبطال أوروبا وبطل كأس الاتحاد الأوروبي بمسماهما الجديد، وقام الهولندي أنطون بعرض فكرته على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاعتماد هذه البطولة، إلا أن الأخير رفض اعتمادها في النسخة الأولى التي جمعت بين فريقي أياكس أمستردام الهولندي وفريق غلاسكو رينجرز الاسكوتلندي، وانتهت بتتويج أياكس بطلا بعد فوزه 6-3 على رينجرز الذي كان وقتها تحت عقوبة الإيقاف بسبب تصرفات جماهيره المشينة بنهائي كأس الكؤوس الأوروبية، فتكفلت الصحيفة الهولندية بمصاريف إقامة الكأس بنسخته الأولى، وفي النسخة الثانية 1973 جمعت المباراة فريقي أياكس أمستردام الهولندي وإيه سي ميلان الإيطالي، وانتهت بفوز الفريق الهولندي بنتيجة كبيرة قوامها 6-1 بمجموع المباراتين، وكانت هذه النسخة من الكأس هو أول نسخة يتم اعتمادها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وفي 1998 قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إقامة مباريات كأس السوبر الأوروبية من مباراة واحدة فقط دون الرجوع لإقامة مباراتين بنظام الذهاب والإياب، وذلك من أجل إقامة النهائي في مدينة يتم تحديدها مسبقا ولا علاقة لها بالفريقين المتأهلين لهذه المباراة، في الاتحادات المحلية تختلف فكرة إقامة مباريات السوبر وهي التي تجمع بالتأكيد بين بطلي «الدوري» و«الكأس»، وذلك عبر إقامتها من جولتين ذهابا وإيابا أو الاكتفاء بإقامة مباراة واحدة كما يحدث في إيطاليا وإنجلترا، أو إقامتها من مباراتين كما يحدث في إسبانيا.

ومن فوائد إقامة مباريات كأس السوبر المحلية؛ إشعال حدة التنافس قبل انطلاق الموسم الرياضي، بالإضافة إلى تشويق الجماهير الرياضية لبداية مباريات الدوري التي عادة ما تنطلق بعد نهاية مباريات كأس السوبر بفترة بسيطة، إضافة للمردود المادي الذي يتقاضاه الفريق المتوج بلقب كأس السوبر، علاوة على كونه محفزا معنويا كبيرا للفريق المتوج بالكأس في استهلال الموسم، وبالتأكيد سيكون فوزه أمام فريق ليس بالسهل كونه توج ببطولة في الموسم الماضي.

وهنا في السعودية ظل كأس السوبر غائبا ولم تشهد الملاعب إقامة مباراة تابعة لكأس السوبر، باستثناء كأس السوبر السعودية المصرية التي أقيمت موسم 2001 وموسم 2003 بكأسين لكل موسم؛ الأولى تحمل اسم الملك فهد، والكأس الثانية تحمل اسم الرئيس حسني مبارك، وكانت كأس الملك فهد التي أقيمت في السعودية وجمعت بين فريقي الهلال السعودي والإسماعيلي المصري وانتهت بفوز الهلال 2-1 وتتويجه بالكأس هي أول كأس سوبر تحتضنها الملاعب السعودية، بينما أقيمت كأس الرئيس حسني مبارك في القاهرة بين فريقي الأهلي المصري والاتحاد السعودي وتمكن الأخير من الظفر بالكأس بعد فوزه بـ3 أهداف مقابل هدفين، بينما أقيمت النسخة الثانية 2003، التي جمعت بين الاتحاد والإسماعيلي المصري في كأس الملك فهد وانتهت بفوز الاتحاد1-0 وتتويجه باللقب، بينما جمعت كأس الرئيس حسني مبارك بين فريقي الزمالك المصري والاتحاد السعودي وانتهت بفوز الزمالك 2-1 ليتوج بالكأس، لتتوقف بعد ذلك كأس السوبر السعودية المصرية عند هذه النسخة ولم تعد الملاعب السعودية تشهد قبل انطلاقة كل موسم رياضي إقامة مباراة كأس السوبر، وما زالت الجماهير الرياضية بانتظار إقامة هذه الكأس (السوبر السعودية) التي تجمع بين بطلي الدوري وكأس الملك.

كأس السوبر السعودية في حال تم تطبيقها ستعود بالنفع والإيجاب على كافة المنظومة الرياضية كونها تأتي في انطلاقة منافسات الموسم الرياضي المحلي.