هجرة «محاربي الصحراء» إلى الخليج تشعل الجدل في الشارع الرياضي الجزائري

عنتر ارتدى قميص النصر.. وزياني ومغني وبوقرة في الدوري القطري

TT

أبدى خبراء ونجوم سابقون قلقهم بعدما شهدت الفترة الأخيرة رحيل عدد من أبرز لاعبي منتخب الجزائر لكرة القدم عن أوروبا وانتقالهم للعب في الخليج، وشهد هذا الموسم ما وصف بـ«هجرة جماعية» من لاعبي المنتخب الجزائري إلى الخليج؛ إذ انتقل صانع الألعاب البارز كريم زياني من فولفسبورغ الألماني إلى الجيش الصاعد حديثا لدوري الأضواء القطري، ولاعب الوسط مراد مغني من لاتسيو الإيطالي إلى أم صلال، والمدافع مجيد بوقرة من رينغرز الاسكوتلندي إلى لخويا بطل قطر، والمدافع عنتر يحيى من بوخوم الألماني إلى النصر السعودي.

كان نذير بلحاج قد ترك بورتسموث الإنجليزي وانتقل إلى السد القطري في الموسم الماضي كما انتقل أيضا بعض اللاعبين الآخرين من الدوري الجزائري إلى الخليج؛ إذ انضم لزهر حاج عيسى، صانع لعب وفاق سطيف، إلى صفوف القادسية الكويتي بعدما كان قريبا من الانتقال إلى ستاندار لييغ البلجيكي، وانتقل ثنائي مولودية الجزائر، محمد مقداد وسفيان حركات، إلى اتحاد كلباء الإماراتي والقادسية السعودي، بينما انضم فريد شكلام، مدافع اتحاد العاصمة، إلى نجران السعودي.

وانتقد محمود قندوز، المدافع السابق للمنتخب الجزائري، هذه الخطوة وقال: «شيء مؤسف ما يحدث حاليا؛ لأن بعض المحترفين جعلوا من الجزائر جسر عبور لضمان مستقبلهم الكروي».

وأضاف قندوز - الذي شارك مع الجزائر في كأس العالم عامي 1982 و1986 - في تصريحات إعلامية: «سبق لي أن أكدت أننا لا نملك لاعبين، وهو ما فتح النار عليَّ من كل جهة، لكن تأكد كلامي مع مرور الوقت».

ومر منتخب الجزائر بفترة من تراجع المستوى منذ مشاركته في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا العام الماضي ويواجه خطر الغياب عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية العام المقبل بعدما وصل للدور قبل النهائي في نسختها الأخيرة، ويتخوف البعض من أن يتأثر الفريق أكثر بابتعاد عدد من أبرز لاعبيه عن اللعب في البطولات الأوروبية.

وقال فضيل مغارية، أحد نجوم المنتخب الجزائري في الثمانينات من القرن الماضي: «أنا أستغرب كيف ينتقل لاعب في مقتبل العمر للعب في الخليج؛ لأن البطولات هناك تناسب اللاعبين الذين يكونون في نهاية مشوارهم». وتابع: «أعتقد أن انتقال اللاعبين إلى الخليج يعود لكونهم لم يجدوا أنفسهم في البطولات الأوروبية».

ومضى مغارية قائلا: «مستوى البطولة الجزائرية أفضل من البطولات الخليجية التي لن يستفيد فيها اللاعبون من الناحيتين الفنية والبدنية كثيرا؛ لذا فالوقت مناسب من أجل إعادة الاعتبار للاعب المحلي».

ويرى الناقد الرياضي الجزائري فضيل حفيظ أن هناك الكثير من الأسباب التي دفعت اللاعبين الجزائريين للهجرة إلى الخليج. ويقول: «هناك الكثير من الأمور التي دفعت بلاعبي المنتخب الجزائري للعب في الدوريات الخليجية ويبقى أبرزها أن بعض اللاعبين لم يجدوا أنفسهم في أوروبا لأن أغلبهم كان في الاحتياط مع أنديتهم وأدركوا أنهم في بداية النهاية لمشوارهم الكروي، أما البعض الآخر فذهب من أجل الأموال؛ حيث فضلوا التضحية بمستقبلهم الكروي في أوروبا من أجل ذلك».

وتابع: «أعتقد أن الخليج هو الحل الوحيد لهم من أجل البقاء في اللعب، بالنظر للأموال التي تدفعها الأندية هناك للاعبين في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الفرق الأوروبية».

لكن اللاعبين يؤكدون أن المال لم يكن وحده السبب وراء الانتقال إلى الخليج.

وقال زياني، عند التحاقه بالجيش القطري: «الجيش هو العرض الرسمي الوحيد الذي بين يدي، وكان يجب أن أتخذ قرارا دون تأخير، واخترت الانتقال إلى قطر وأنا سعيد بذلك». وأضاف: «عندما أتخذ قرارا أتحمل المسؤولية كاملة عنه، وعندما يقولون إن زياني انتقل إلى قطر من أجل المال أجيبهم بكل بساطة بأنني لو كنت أفكر في المال بالدرجة الأولى لما كنت فسخت عقدي مع فولفسبورغ.. لقد كنت أرتبط بعقد مغرٍ جدا مع الفريق الألماني، لكني جازفت بطلب فسخ العقد».

في المقابل، هناك من يعتقد أن هذه الظاهرة ربما تمثل فرصة يجب استغلالها للبدء في إعادة ترتيب الأوراق داخل المنتخب الجزائري.

وقال ياسين معلومي، نائب رئيس تحرير جريدة «الشروق اليومي»: إنه حان الوقت لإجراء تغييرات جذرية في المنتخب الجزائري حتى يستعيد مستواه السابق، خاصة أنه تنتظره الكثير من المنافسات في المستقبل القريب. وأضاف معلومي: «لا تمكن مقارنة مستوى البطولات الأوروبية مع الدوريات الخليجية، وهو ما يعني أن مستوى اللاعبين الجزائريين سيتراجع، ومنه فالجهاز الفني للمنتخب مطالب بالبحث عن لاعبين جدد».

وتابع: «هناك الكثير من الأسماء الجزائرية الصاعدة على غرار سفيان فغولي لاعب فالينسيا الإسباني وياسين براهين مهاجم رين الفرنسي ويانيس طافر لاعب ليون، بالإضافة إلى أمير سعيود لاعب الأهلي المصري، وكل هؤلاء اللاعبين لا يتعدى سنهم 21 سنة».