مانشستر سيتي قد يخسر «الملايين» بسبب صفقاته الباهظة

النادي يرغب في الاستغناء عنهم.. واللاعبون يرفضون تخفيض رواتبهم إذا رحلوا

TT

يصر نادي مانشستر سيتي الإنجليزي على ألا يترك أي لاعب من اللاعبين الذين لا يرغب في استمرارهم مع الفريق والذين كلفوا خزينة النادي مبالغ طائلة من دون أي مقابل على الرغم من معرفة مسؤولي النادي أنهم إذا لم يجدوا من يشتري هؤلاء اللاعبين من أمثال كريغ بيلامي وواين بريدج وإيمانويل أديبايور وروكي سانتا كروز فسوف يخسر النادي ملايين الجنيهات بسبب هيكل الرواتب الاستثنائي في النادي.

وبدأ مسلسل الرحيل المخطط له عندما أكد نادي دينامو كييف الأوكراني أن الجناح السلوفاكي فلاديمير فايس سينتقل إليه قادما من مانشستر سيتي في صفقة بلغت قيمتها 3.9 مليون جنيه إسترليني، لكن مانشستر سيتي يواجه مشاكل كبيرة متمثلة في اللاعبين الآخرين الذين خرجوا من دائرة اهتمام مدرب الفريق روبرتو مانشيني لدرجة أنهم يتدربون بمفردهم وغير مسموح لهم حتى بحضور المباريات.

وسوف يضطر الكثير من هؤلاء اللاعبين إلى الموافقة على تخفيض رواتبهم بشكل كبير إذا أرادوا الانتقال لفرق أخرى وإنقاذ مسيرتهم الكروية، لكن احتمال انتقال أديبايور إلى نادي توتنهام الإنجليزي يلخص المشاكل التي تواجه مانشستر سيتي؛ حيث يصر المهاجم التوغولي على عدم التنازل عن الراتب الأسبوعي الذي يتقاضاه، والذي يصل إلى 150 ألف جنيه إسترليني.

وتعتبر مثل هذه الأرقام فلكية بالنسبة لفريق توتنهام، بالإضافة إلى أن فريق مانشستر سيتي متردد للغاية في تحمل أي جزء من قيمة الصفقة؛ لذا وصلت الصفقة إلى طريق مسدود؛ حيث إن أديبايور، الذي وقع لسيتي قادما من فريق آرسنال الإنجليزي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني في صيف عام 2009، لا يزال خارج تشكيلة الفريق الأول تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني. وتعود جذور المشكلة المتعلقة بهؤلاء اللاعبين إلى صفقة استحواذ «مجموعة أبوظبي للتطوير والاستثمار» على نادي مانشستر سيتي عندما قام مدرب الفريق في ذلك الوقت مارك هيوز بالحصول على خدمات هؤلاء اللاعبين مقابل رواتب ضخمة. وبعد ذلك، خرج هؤلاء اللاعبون من حسابات المدرب الإيطالي مانشيني، لكن رواتبهم الخيالية تقف عائقا في طريق انتقالهم لأي نادٍ آخر.

كان مدرب توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، هاري ريدناب، قد أعلن أن فريقه يجري مفاوضات مع مواطنه مانشستر سيتي للحصول على خدمات مهاجمه الدولي التوغولي إيمانويل أديبايور. وقال ريدناب: «المدرب بصدد التفاوض مع سيتي، لكن بصراحة لا أعرف أين وصلت المفاوضات».

وفقد أديبايور مكانه في تشكيلة مانشستر سيتي العام الماضي وأعير إلى ريال مدريد الإسباني في الشطر الثاني من الموسم. وبدأ أديبايور مسيرته في صفوف متز الفرنسي وانتقل إلى صفوف مواطنه موناكو، قبل أن يدافع عن ألوان آرسنال ثم مانشستر سيتي اعتبارا من صيف عام 2009 مقابل 35 مليون يورو، لكنه لم يتمكن من فرض نفسه في تشكيلة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدججة بترسانة هائلة من المهاجمين وأبرزهم الإيطالي ماريو بالوتيلي والبوسني إدين دجيكو والأرجنتيني كارلوس تيفيز ومواطنه المنتقل حديثا سيرخيو أغويرو.

يحصل بيلامي على راتب أسبوعي يبلغ 95 ألف جنيه إسترليني، ويعتبر نادي سلتيك الاسكوتلندي هو الفريق الوحيد الذي دخل في مفاوضات رسمية لضم اللاعب قبل إغلاق فترة الانتقالات في نهاية الشهر الحالي. ومثله مثل أديبايور، قال بيلامي إنه لن يقبل براتب أقل، وما لم يتغير الوضع فسوف يبقى اللاعب في الفريق ويحصل على ملايين الدولارات ولكن لن يكون موضع ترحيب حتى في تدريبات الفريق. أما موقف الظهير الأيسر السابق للمنتخب الإنجليزي واين بريدج فيبدو أكثر غموضا؛ حيث يحصل اللاعب على 90 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، ولكنه نادرا ما يظهر في تشكيلة الفريق هذه الأيام. وبصرف النظر عن المفاوضات التي أجراها نادي نيوكاسل يونايتد في وقت سابق من الصيف، لم تظهر أندية أخرى اهتمامها بضم اللاعب. ومن الممكن أن يقوم بريدج بتخفيض راتبه إلى أكثر من النصف حتى تتمكن أندية أخرى من التفاوض للحصول على خدماته.

ويتوقع نادي مانشستر سيتي أن يحصل على جزء ضئيل جدا من المبالغ التي دفعها في هؤلاء اللاعبين، لكن مانشيني صرح بأن النادي لن يفكر في السماح لهم بالرحيل من دون مقابل فقط من أجل التخلص من الرواتب التي يحصلون عليها. وقال المدرب الإيطالي: «هناك تكلفة لكل هؤلاء اللاعبين». وأضاف: «إنهم لاعبون جيدون، وإذا كان هناك نادٍ يرغب في الحصول على خدمات أي منهم، فيجب عليه أن يدفع المقابل. أنا لا أفهم لماذا يجب علينا أن ندفع الكثير من المال، في حين ترفض الأندية الأخرى ذلك».

أما حالة شون رايت فيليبس فهي مختلفة بعض الشيء، على أساس أنه ما زال مسموحا له بالتدريب مع الفريق تحت قيادة مانشيني، كما تم التعاقد معه وقت أن كان النادي مملوكا لرئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا، قبل وقت قصير من استحواذ «مجموعة أبوظبي» على النادي الإنجليزي. ومع ذلك، لا يزال اللاعب يحصل على راتب أسبوعي يبلغ 60 ألف جنيه إسترليني، وهو المبلغ الذي قد يعوق انضمامه لأي من الأندية التي تحاول التعاقد معه. وقد اتفق نادي بولتون واندررز على ضم اللاعب في صفقة بلغت قيمتها 2.5 مليون جنيه إسترليني، وقام رايت فيليبس، بالفعل، بزيارة النادي لإلقاء نظرة على مرافق النادي، ولكن لا تزال العقبة تتمثل في أنه يجب عليه قبول تخفيض كبير في راتبه. جدير بالذكر أن اللاعب مطلوب في أندية ستوك سيتي وكوينز بارك رينغرز وويغان ووست بروميتش، كما دخل نادي لاتسيو الإيطالي في مفاوضات لضم اللاعب.

ويحصل اللاعب سانتا كروز على نحو 8 ملايين جنيه إسترليني، ومع ذلك لم يبدأ في التشكيل الأساسي للفريق سوى في 8 مباريات فقط وسجل 4 أهداف منذ انضمامه للفريق قادما من نادي بلاكبيرن في صفقة بلغت قيمتها 18 مليون جنيه إسترليني قبل عامين، ويملك اللاعب عروضا من ناديي ريال بيتيس ورايو فاليكانو الصاعدين حديثا للدوري الإسباني الممتاز. ودخل المدافع نيدوم أونوها دائرة اهتمام الكثير من الأندية الإنجليزية، بما في ذلك نادي كوينز بارك رينغرز، واستعان اللاعب بمستشار اللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز، كيا جورابشيان، لمساعدته على إيجاد ناد آخر. ويبحث جورابشيان عن نادٍ آخر للاعب الهولندي نايغل دي يونغ الذي رفض شروط التجديد على عقد جديد.