برشلونة يسعى لـ«تتويج» آخر اليوم أمام بورتو في صراع السوبر الأوروبي

غوارديولا يبحث عن إنجاز تاريخي آخر.. وبيريرا يسعى لاجتياز أول اختبار صعب له

TT

يسعى برشلونة الإسباني بطل دوري الأبطال إلى الظفر بلقب مسابقة كأس السوبر الأوروبية التي تقام اليوم على ملعب «لويس الثاني» في موناكو للمرة الرابعة في تاريخه وذلك عندما يواجه بورتو البرتغالي بطل مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

ويطمح برشلونة إلى تكرار سيناريو 2009 عندما توج بقيادة مدربه جوسيب غوارديولا بستة ألقاب، وقد استهل الموسم بشكل مثالي بعد تتويجه بلقب كأس السوبر الإسبانية على حساب غريمه التقليدي ريال مدريد، وهو يأمل بالتالي أن يظفر بلقبه الثاني على حساب بورتو الطامح للفوز بهذا اللقب للمرة الثانية بعد 1984.

ويتطلع غوارديولا إلى أن يصبح أنجح مدرب في تاريخ برشلونة عندما يلتقي فريق بورتو اليوم.

ويأمل غوارديولا في الفوز على بورتو العنيد ليتوج باللقب الثاني عشر له مع برشلونة خلال مسيرة حافلة بدأت قبل ثلاثة أعوام. وعادل غوارديولا إنجاز الأسطورة الهولندي يوهان كرويف الذي قاد برشلونة إلى الفوز بألقاب 11 بطولة خلال الفترة التي قاد فيها الفريق من 1988 إلى 1996. وتوج غوارديولا مع برشلونة باللقب الحادي عشر له في الأسبوع الماضي عندما تغلب على منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد في كأس السوبر الإسبانية. ويصر غوارديولا الآن على الانفراد بصدارة قائمة أفضل المدربين في تاريخ النادي العريق والتفوق على كرويف الذي منحه من قبل فرصة المشاركة مع برشلونة عندما كان غوارديولا شابا في مستهل مسيرته الكروية.

ورغم ذلك، يحرص غوارديولا على عدم الإعلان عن هدفه الحالي بشكل رسمي. وقال غوارديولا في وقت سابق: «المهم هو أن نواصل انتصاراتنا». وأشاد غوارديولا كثيرا بفريقه بعد الفوز الكاسح 5-صفر على نابولي الإيطالي في مباراتهما الودية يوم الاثنين الماضي على كأس جوهان غامبر. وقال غوارديولا: «نسعى لاستعادة مستوانا المعهود على المستويين البدني والفني».

ورغم ذلك، أشار غوارديولا إلى أن «مباراة اليوم ستكون نوعا صعبا من المباريات وأكثر جدية».

وسيحظى برشلونة الذي لم يستهل حتى الآن حملة الدفاع عن لقبه في الدوري المحلي بعد تأجيل المرحلة الأولى بسبب إضراب اللاعبين، وبورتو بشرف التنافس على لقب هذه المسابقة للمرة الأخيرة على ملعب «لويس الثاني» لأن براغ ستحظى الموسم المقبل بشرف استضافة بطلي دوري الأبطال و«يوروبا ليغ». وكان ملعب الإمارة احتضن هذه المسابقة منذ عام 1998 عندما اعتمد نظام المباراة الواحدة عوضا عن مباراتي ذهاب وإياب، وسيعود برشلونة إلى هذا الملعب للمرة الثالثة بعد أن خسر عام 2007 أمام مواطنه أشبيلية صفر - 3، فيما فاز عام 2009 على شاختار دانييتسك الاوكراني 1 - صفر بعد التمديد بفضل بدرو رودريغيز. وسيفتقد برشلونة الذي يخوض هذه المسابقة للمرة الثامنة (خرج فائزا أعوام 1992 و1997 و2009 وخاسرا أعوام 1979 و1982 و1989 و2006) خدمات ثنائي الدفاع كارليس بويول وجيرار بيكيه، ما سيضطر غوارديولا إلى الاستعانة بالأرجنتيني خافيير ماسكيرانو وسيرجيو بوسكيتس أو الفرنسي ايريك ابيدال لسد الفراغ في قلب الدفاع. ولكن نادي برشلونة أعلن أن صانع الألعاب التشيلي اليكسيس سانشيز بات جاهزا للمشاركة في المباراة أمام بورتو. وعانى سانشيز من إصابة في أوتار الساق قبل مباراة الإياب لكأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد الأسبوع الماضي، واحتاج إلى خوض تدريبات منفردة خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد برشلونة عبر موقعه الرسمي مشاركة سانشيز في التدريبات وبات جاهزا للمشاركة في المباراة أمام بورتو في موناكو.

وفي المقابل، يدخل بورتو إلى هذه المواجهة المرتقبة وهو مستعد على أكمل وجه لأنه استهل حملة الدفاع عن لقبه بطلا للدوري المحلي بفوزين على التوالي بقيادة مدربه الجديد فيتور بيريرا الذي خلف أندري فياش - بواش المنتقل إلى تشيلسي الإنجليزي. وقد بدأ بورتو موسمه أيضا بإحرازه لقب كأس السوبر المحلية بفوزه على فيتوريا غيمارايش 2 - 1. وتمثل مباراة اليوم أول تحد واختبار صعب لبيريرا مع بورتو بعد توليه تدريب الفريق منذ يونيو (حزيران) الماضي.

وأعرب نجم بورتو البرازيلي هالك عن سعادته لمواجهة برشلونة في مباراة اليوم، مضيفا «كل مباراة تعتبر اختبارا بالنسبة لنا وفرصة من أجل إثبات مدى قوتنا». وتابع أفضل لاعب في الدوري البرتغالي للموسم الماضي: «أنا سعيد فعلا لحصولي على فرصة اللعب في مسابقة بأهمية كأس السوبر الأوروبية. رفاقي وأنا متحفزون جدا لمباراة تجمعنا ببرشلونة الذي يعتبر ودون أدنى شك من أفضل الفرق في العالم. سنقدم كل ما لدينا من أجل العودة بالكأس إلى البرتغال».

وستكون مباراة اليوم مميزة لأبيدال لأنها ستكون على ملعب فريقه السابق موناكو، وهو تحدث عن هذا الموضوع قائلا: «كانت خطوة هائلة في حياتي ومسيرتي عندما وقعت مع موناكو عام 2000. كان ذلك عقدي الاحترافي الأول لأني لم أزاول قبلها اللعبة إلا في حيي الصغير والهادئ.. كان هناك الكثير للتعلم منه في تلك الفترة. كلود بوييل كان مدربي حينها (أشرف على أبيدال أيضا في ليل) وتعلمت منه أشياء جيدة». وكان أبيدال (31 عاما) انضم لموناكو عام 2000 حين كان الأخير بطلا للدوري الفرنسي، قادما من ليون دوشير ولعب في صفوف فريق الإمارة حتى 2002 قبل الانتقال إلى ليل (2002 - 2004) ثم ليون (2004 - 2007) وبرشلونة (من 2007 حتى الآن).

وفي حال خروج برشلونة فائزا بلقب هذه المسابقة للمرة الرابعة في تاريخه، سيصبح غوارديولا سادس مدرب وأول إسباني يتوج به مرتين بعد البلجيكي ريمون غويتال (مع اندرلخت عامي 1976 و1978) والإيطالي اريغو ساكي (مع ميلان عامي 1989 و1990) والاسكوتلندي اليكس فيرغوسون (مع ابردين عامن 1983 ومانشستر يونايتد الإنجليزي عام 1991) والهولندي لويس فان غال (مع اياكس عام 1995 وبرشلونة عام 1997) والإيطالي كارلو أنشيلوتي (مع ميلان عامي 2003 و2007). وستكون مواجهة اليوم الثامنة بين برشلونة وبورتو على الصعيد القاري والأولى على ملعب محايد، ويتفوق الأول بأربعة انتصارات مقابل ثلاثة للثاني. وتعود المواجهة الأخيرة بين الطرفين إلى الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا لموسم 1999 - 2000 حين كان غوارديولا لاعبا في النادي الكتالوني وقد ساهم في قيادة الأخير للفوز 4 - 2 على أرضه و2 - صفر خارج قواعده.