مواجهات نارية للأندية الإيطالية في دور المجموعات بدوري الأبطال

الميلان يواجه برشلونة والأمل معقود على المنافسين الآخرين.. والقرعة تضع نابولي بين فكوك الأسود.. والإنتر الأفضل حظا

TT

أجريت مساء أول من أمس قرعة دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2011 - 2012 في مدينة مونت كارلو بإمارة موناكو الفرنسية. وحملت القرعة أنباء غير سارة للأندية الإيطالية الثلاثة (الميلان والإنتر ونابولي) التي ستلاقي فرقا قوية وتخوض مواجهات نارية في دور المجموعات. ولا شك أن أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أن يقع الميلان في مجموعة واحدة مع فريق برشلونة بطل أوروبا وأن يواجه فريق نابولي الضيف الجديد على دوري أبطال أوروبا فرق بايرن ميونيخ الألماني وفياريال الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي.

الميلان: يبدو أن الميلان أصبح على موعد دائم مع الفرق الإسبانية القوية. فقد وضعته القرعة في الموسم الماضي في طريق ريال مدريد ومدربه العنيد مورينهو، لكنها هذه المرة جاءت أكثر قسوة حيث وضعت الميلان في المجموعة الثامنة مع فرق برشلونة الإسباني وباتي بوريسوف بطل بيلاروسيا وفيكتوريا بلزن بطل التشيك. ورغم قوة الفريق الإسباني سادت حالة من التفاؤل بين لاعبي ومدرب الميلان بعد الإعلان عن نتيجة القرعة ولعل السبب في ذلك يعود إلى وجود الفريقين الآخرين اللذين لا يمتلكان تاريخا يذكر في البطولة الأوروبية. ولا شك أن مواجهة فريق برشلونة ستحمل طابعا خاصا بالنسبة للميلان ونجمه الفذ زلاتان إبراهيموفيتش الذي سيلعب أمام مدربه السابق بيب غوارديولا الذي كان السبب الأول في رحيله عن نادي برشلونة قبل موسمين.

وأكد ماسيميليانو أليغري مدرب الميلان رضاه عن نتيجة القرعة التي تعتبر أفضل من العام الماضي. فقد صرح أليغري معلقا على المجموعة التي وقع فيها: «لقد أوقعتنا القرعة مع الفريق الأقوى لكن المجموعة بها أيضا فريقان في متناول يدنا. وأعتقد أن التأهل ممكن بدرجة كبيرة». ووعد أليغري بأداء مباريات جيدة أمام فريق برشلونة: «ستكون مباراتانا مع فريق برشلونة تحديا رائعا ويجب أن نستعد جيدا من أجل خوضهما بأفضل صورة ممكنة. إنهما مباراتان تمنحان الفريق الكثير من الحماس والدوافع. وسنكون بالتأكيد في أفضل حالة لمواجهة فريق برشلونة».

وأوضح المدير التنفيذي لنادي الميلان أوبرتو غانديني طريقة قراءة نادي الميلان للمجموعة الثامنة وإمكانية التأهل قائلا: «إن الميلان قادر عل التأهل رغم أن الاهتمام كله ينصب على وجود فريق برشلونة في نفس المجموعة. وستكون مباراتا باتي بوريسوف وفيكتوريا بلزن حاسمتين». وأسفرت القرعة عن خوض فريق الميلان لأولى مبارياته في إسبانيا أمام فريق برشلونة ولعل ذلك أفضل لفريق الميلان الذي سيخوض بهذه الطريقة أقوى المباريات في البداية ثم يتفرغ لباقي مباريات المجموعة أمام الفريقين الأضعف.

الإنتر: وعلى عكس الميلان وضعت القرعة فريق الإنتر في مجموعة سهلة من الناحية النظرية. فقد جاء الإنتر في المجموعة الثانية مع فرق سيسكا موسكو الروسي وليل الفرنسي وطرابزون سبور التركي. ورغم سهولة المجموعة مقارنة بمجموعات أخرى فإن رد فعل لاعبي الإنتر ومدربهم غلب عليه نبرة الحذر. وكان رد الفعل الأول من جانب القائد خافيير زانيتي الذي ابتسم قائلا: «إن الحظ يدفعنا دائما إلى موسكو». وقد لعب الإنتر بالفعل من قبل أمام فريق سيسكا موسكو في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في موسم 2019 - 2010 وتفوق عليه ذهابا (بهدف لميليتو) وإيابا (بهدف لشنايدر) ليصل للمباراة النهائية ويحرز اللقب في ذلك الموسم. لكن غاسبيريني مدرب الإنتر صرح قائلا: «يعتبر فريق سيسكا موسكو أقوى الفرق الروسية في الوقت الحالي وهو أيضا صاحب الخبرة الأكبر على الصعيد الدولي. ويحتل المركز الأول في الدوري الروسي ويلعب على أرضية صناعية، مما يعتبر عقبة إضافية بالنسبة لنا». وأضاف غاسبيريني قائلا بشأن الفرق الأخرى في المجموعة: «إنني أعرف فريقي سيسكا موسكو وليل بينما لا أعرف فريق طرابزون سبور جيدا ويجب دراسته جيدا، لكن كرة القدم التركية تقدم دائما منافسين أقوياء لأنها في تطور مستمر وتتميز بملاعبها المتحمسة مما يجعل اللعب هناك ليس سهلا. لقد واجهت فريق ليل قبل عامين مع فريق جنوا في الدوري الأوروبي، وكان حينها فريقا متطورا يتميز بتنظيم جيد للغاية مكنه من الفوز باللقب. ورغم بيع الفريق لبعض لاعبيه فقد احتفظ بقاعدة قوية ولاعبين متميزين مثل هازارد. إنه نادٍ في ارتقاء دائم. باختصار وقعنا في مجموعة صعبة، لكنها تشبه جميع المجموعات إلى حد ما. وهذه هي بطولة دوري أبطال أوروبا». ومن المقرر أن يخوض فريق الإنتر المباراة الأولى في المجموعة على ملعب سان سيرو أمام الفريق التركي وهو ما يمنح الفريق أفضلية نسبية تمن شأنها أن مكنه من تحقيق بداية جيدة تؤهله لتصدر المجموعة منذ البداية.

نابولي: وإذا كانت القرعة قد دفعت بالميلان والإنتر إلى مجموعتين قويتين نسبيا، فإنها زجت بفريق نابولي إلى مجموعة نارية بكل ما تحمله الكلمة من معان. فقد وقع نابولي في المجموعة الأولى مع فرق بايرن ميونيخ الألماني وفياريال الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي. ورغم صعوبة هذه المجموعة ومواجهة فريق نابولي في بداية المشوار لفريق مانشستر سيتي في إنجلترا تحدث أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي بلهجة حماسية متفائلة ليس لها ما يبررها حيث صرح قائلا: «إنه أمر رائع. هل سنلعب يوم 14؟ إنه رقم الحظ بالنسبة لي. وأثق أننا سنؤدي بطولة جيدة لأن الفرق التي تنافسنا لم تتخط المركز الثالث في بطولات الدوري المحلية الموسم الماضي، مثلما فعلنا، باستثناء فريق فياريال الذي حل رابعا. ولا أعتقد أننا سنخسر في المباراة الأولى لا سيما أنني أعتبر ماتزاري أفضل من روبرتو مانشيني». ولا شك أن هذه التصريحات ستفتح النار على فريق نابولي ورئيسه من جانب الكثيرين وستتسبب في حالة من الجدل خلال مشوار البطولة.

من جانبه أشاد مانشيتي مدرب فريق مانشستر سيتي بفريق نابولي وقدراته قائلا عقب القرعة: «إنه نادٍ متطور يمتلك لاعبين كبارا وجمهورا حاسما. ويعود الفضل في تطور أداء الفريق إلى المدرب ماتزاري الذي ترك بصمة كبيرة على الفريق لا سيما فيما يتعلق بشخصيته. إنني أشعر بالسعادة للعودة إلى نابولي، تلك المدينة التي تربطني بها ذكريات جميلة. وفيما يتعلق بالمجموعة فإنها الأصعب والأكثر توازنا بين المجموعات».

أما ماتزاري مدرب فريق نابولي فصرح عن الفرق المنافسة وقدراتها الفنية الكبيرة قائلا: «من الواضح أننا لم نكن محظوظين في القرعة التي أوقعتنا في المجموعة الأكثر صعوبة لكنها أيضا الأكثر روعة. وتعتبر مواجهة مثل هذه الفرق الكبيرة مكافأة إضافية للموسم الرائع الذي أديناه هذا العام». وأضاف ماتزاري قائلا: «سنلعب أمام أقوى الفرق الألمانية وأقوى الفرق الإنجليزية حاليا بعد الصفقات التي قام بها الفريق وأمام فريق فياريال الذي واجهناه من قبل في الدوري الأوروبي. وسيكون الأمر بمثابة ثأر بعد أن أقصانا الفريق من البطولة الموسم الماضي».

ومع إجراء القرعة واستعداد الفرق الإيطالية لخوض غمار المعركة الأوروبية تتساءل الجماهير الإيطالية على اختلاف انتماءاتها هل ستتمكن الأندية الإيطالية من تحقيق نتائج جيدة هذا الموسم أم تخرج خالية الوفاض كعادتها تاركة الساحة للفرق الإسبانية والإنجليزية الأكثر قوة وتنظيما؟