إضراب اللاعبين يؤجل المرحلة الأولى من الدوري الإيطالي

الخلافات تتفاقم والاتهامات تتواصل بين رابطتي اللاعبين والأندية

TT

تأجلت بداية الدوري الإيطالي لكرة القدم لموسم 2011/ 2012 التي كان من المفترض أن تنطلق اليوم وغدا، بعد قرار لاعبي الكرة بالإضراب عن اللعب في الجولة الأولى بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع رابطة أندية دوري الدرجة الأولى حول التجديد الجماعي لعقود اللاعبين. ومن المقرر أن تحدد رابطة الأندية موعدا جديدا يتم فيه لعب الجولة الأولى من الدوري الإيطالي، ويبدو تاريخ 21 ديسمبر (كانون الأول) هو الموعد المناسب للعب هذه الجولة. وقد حاول جانكارلو أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم تجنب هذه الإضرابات والتوصل إلى اتفاق بين الأندية واللاعبين لكن جهوده باءت بالفشل وأصبح إضراب اللاعبين عن المشاركة في الجولة الأولى شبه مؤكد. وأثار القرار غضب اللجنة الأوليمبية الإيطالية ورئيسها بيتروتشي الذي أصدر بيانا رسميا غاضبا في هذا الصدد. والمعروف أن اللجنة الأوليمبية الإيطالية تدفع 82 مليون يورو لرابطة الأندية سنويا ويحق لها التدخل إذا لم يتم ضمان لعب بطولة الدوري، وربما تتدخل اللجنة الأوليمبية بشكل حاسم إذا لم يتم تأكيد أن مباريات الدوري المقرر لها 10 و11 سبتمبر (أيلول) سوف تجري في موعدها. ويقوم المحامون في الوقت الحالي بدراسة الوضع من الناحية القانونية لتحديد سبل تدخل اللجنة الأوليمبية الإيطالية وفقا للقانون إذا دعت الضرورة.

وكان أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قد بذل جهودا مضنية طوال اليومين الماضيين من أجل ضمان انطلاق الدوري في موعده وإقناع اللاعبين بالعدول عن الإضراب. وعندما تأكد من استحالة تحقيق هذا قام بالاتصال ببعض مستشاريه الذين كانوا خارج مدينة روما واتفقوا بالإجماع على تأجيل بدء الدوري الإيطالي. وكان أبيتي قد عرض تكوين صندوق ضمان بقيمة 20 مليون يورو لمساعدة الأندية على التوصل إلى اتفاق مع اللاعبين المحتجين على عدم تجديد عقودهم. لكن هذه الخطوة قد يثبت خطؤها بسبب الأزمة الاقتصادية السائدة في الوقت الحالي. وأوضح أبيتي قائلا بشأن هذا الاقتراح: «إنها ليست أموالا عامة تأتي من اللجنة الأوليمبية الإيطالية، بل من عائدات التسويق وحقوق البث التلفزيوني. وسيمنحني بيريتا رئيس رابطة الأندية ردا على هذا العرض خلال ساعات قليلة بعد أن يتحدث مع رؤساء الأندية». لكن رد بيريتا جاء بمثابة صفعة قوية على وجه أبيتي حيث رفض رئيس رابطة الأندية على الفور هذا العرض. ومع حلول مساء الخميس الماضي وفشل كل الجهود أصدر أبيتي بيانا قال فيه: «لقد ضاع عرضي هباء». ومن المقرر أن يصدر اتحاد الكرة الإيطالي بيانا رسميا خلال الساعات القادمة يعلن فيه عن تأجيل الجولة الأولى من الدوري الإيطالي.

وعلى الجانب الآخر، اتخذت رابطة الأندية موقفا متشددا تجاه اللاعبين وأكدت أنها لن ترضخ لضغوطهم ولن تقدم تنازلات لهم. فقد صرح ماوريتسيو بيريتا رئيس رابطة أندية دوري الدرجة الأولى قائلا: «إن موقفنا ثابت لم يتغير. يجب على جمعية لاعبي الكرة الإيطاليين أن تقبل باقتراحاتنا. وقد أدخلت موقفنا في محضر جلسة اتحاد الكرة الإيطالي الأخيرة». ويدور الخلاف في الأساس بين اللاعبين وأنديتهم حول مسألة تجديد العقود الجماعي للاعبين وكذلك حصول اللاعبين على ما يسمى «أموال التضامن»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يكلف الأندية، لا سيما الكبرى منها، مبالغ طائلة.

وأثار قرار الإضراب، مثلما أشرنا، غضبا شديدا داخل اللجنة الأوليمبية الإيطالية التي حاولت هي الأخرى دون جدوى التقريب بين الأطراف المختلفة لضمان انطلاق الجولة الأولى من الدوري في موعدها المحدد. وبعد أن التقى بالعديد من الأشخاص المعنيين بالأمر وأجرى العديد من الاتصالات الهاتفية، تحدث جاني بيتروتشي رئيس اللجنة الأوليمبية الإيطالية بلهجة صارمة وغضب عن مختلف عناصر كرة القدم الإيطالية التي وصفها بأنها «تخضع لسيطرة أفراد يخلقون الكثير من الفوضى ويتسببون في عدم إمكانية التوصل إلى حلول توافقية». وأصدر بيتروتشي بيانا رسميا عن اللجنة الأوليمبية الإيطالية جاء فيه: «إن من يضع اليوم مصالحه الفردية البحتة قبل الصالح العام يتحمل مسؤولية جميع الإجراءات التي أصبحت ضرورية على جميع الأصعدة من أجل إنهاء هذه المسألة المعقدة». وأعلن بيتروتشي دعمه الكامل لأبيتي رئيس اتحاد الكرة الذي حاول في الفترة الأخيرة التقريب في وجهات النظر بين رابطة الأندية وجمعية لاعبي الكرة. وتشعر اللجنة الأوليمبية بالقلق من تأجيل الدوري وآثاره على الجماهير «الذين يتم غاليا تجاهلهم بواسطة من يجب أن يظهر لهم الاحترام والتقدير»، وأيضا على وسائل الإعلام وخاصة القنوات التلفزيونية «التي تضمن موارد مادية كبيرة». ورغم الانتقادات اللاذعة التي تحيط باللاعبين والأندية في الوقت الحالي من جانب المسؤولين والجماهير، يبدو أن الأزمة لن تشهد انفراجة قريبة وهو ما يعني أن بداية الدوري في موعده باتت حلما يصعب تحقيقه هذا الموسم.