هناك من يعشق مورينهو لدرجة الجنون.. وهناك أيضا من يكرهه

أنباء استقالته من تدريب ريال مدريد أثارت الحنين له في نفوس البعض في إيطاليا

TT

بعد أن وضع إصبعه في عين تيتو فيانوفا، المدرب المساعد لفريق برشلونة، في مباراة العودة بكأس السوبر الإسبانية، تحدث جوزيه مورينهو، مدرب فريق ريال مدريد، عن تيتو فيانوفا باستهزاء في المؤتمر الصحافي مختصرا اسمه إلى «بيتو»، وهو نفس ما فعله مورينهو من قبل في إيطاليا مع الزميل ماريو بيريتا الذي لقبه باسم «بارنيت» كنوع من السخرية. ولم يأت تكرار هذا التصرف من قبيل المصادفة؛ لأن مورينهو لا يرتجل تصرفاته بل يتبع طريقة دقيقة ومدروسة يحتل بها صدارة الاهتمام. فهو ينتظر حتى يشعر بكامل انتمائه لناديه الجديد ثم يحدد أعداءه ويستمع إلى ما يقولونه ثم يستفزهم من أجل الشعور بأنه محاصر ومحاط بمؤامرة، ثم يطلق بعد ذلك رد فعله الغاضب. وتجعل ردود الفعل الغاضبة لأعداء مورينهو منه بطلا؛ فهو يصل إلى ناديه الجديد ويثير الجدل ويحقق انتصارات ثم يرحل، فقد فعل ذلك في إيطاليا ويفعله مرة أخرى في إسبانيا، التي لم يفز فيها حتى الآن سوى ببطولة واحدة هي بطولة كأس إسبانيا. وبدا أن رحلته في إسبانيا قد انتهت، لكن أنباء استقالته من تدريب نادي ريال مدريد لم تلبث أن تعرضت للنفي بعد ساعات قليلة من انتشارها.

ولا شك أن تصريحات مورينهو التي قال فيها: «سأرحل عن إسبانيا»، بعد الجدل الشديد والسخط العام في إسبانيا، إثر قيامه بوضع إصبعه في عين المدرب المساعد لنادي برشلونة، قد تم تداولها ونشرها بصورة شديدة البراعة من أجل حشد جماهير نادي ريال مدريد حوله وتأييده، وبعد ذلك ظهر مورينهو لينفي خبر استقالته ويعد، بلهجة بطولية، بخوض معارك جديدة بعد أن أثار بتصرفه جدلا كبيرا غطى على خسارته الأخيرة المعتادة أمام خصمه العنيد فريق برشلونة في كأس السوبر الإسبانية. والمؤكد هو أن المباريات المقبلة لمورينهو أمام فريق برشلونة ومدربه غوارديولا ستكون فظيعة وستشهد أحداثا وحشية. فمن الناحية الفنية تتضاءل احتمالات فوز مورينهو وفريقه على فريق برشلونة القوي صاحب اللقب الأوروبي، لكن حرب الأعصاب والمعارك التي يتم إشعالها داخل الملعب وخارجه تمنح مورينهو فرصة في إمكانية الفوز على فريق برشلونة. وقد فكر مورينهو أيضا في ذلك. ويبدو الأمر وكأنه قد وضع إصبعه في عين فريق برشلونة بأكمله. ومرة أخرى عاد مورينهو ليثير الجدل والمشكلات من أجل تحقيق الفوز.

وبسبب هذه الشخصية والطبيعة الشيطانية التي يتميز بها مورينهو، لا يوجد أي حل وسط فيما يتعلق بعلاقة الجماهير به، فهناك من يعشقه لدرجة الجنون، ومن يكرهه بشدة، وينطبق هذا أيضا على الجماهير الإيطالية. وبدأت في إيطاليا، منذ الثلاثاء الماضي، مع الإعلان عن إمكانية رحيل مورينهو عن إسبانيا، حرب بين المعسكرين على شبكة الإنترنت؛ فقد دعا مؤيدو ومحبو مورينهو مدربهم المفضل للعودة إلى إيطاليا، بينما تحدث أعداؤه عن سلوكه المشين وتمنوا ألا يعود إلى إيطاليا أبدا. ولا شك أن الكثيرين من مؤيدي مورينهو والحالمين بعودته إلى إيطاليا ينتمون إلى جماهير الإنتر التي تدين له بفضل الحصول على الثلاثية التاريخية في الموسم قبل الماضي التي تشعر بالقلق من غموض مستوى ومصير فريقها في الوقت الحالي.

لقد كانت الاستقالة الزائفة التي أعلن عنها مورينهو في إسبانيا بمثابة إصبع وضعه في عين غاسبيريني، مدرب الإنتر البارع. لكن معجبي مورينهو في إيطاليا لا يقتصرون على جماهير الإنتر، بل هناك الكثير من الجماهير الأخرى التي تفتقد شخصية مورينهو الهيستيرية التي ليس لها نظير. وقد حاول ماتزاري، مدرب فريق نابولي، أن يحذو حذو مورينهو وهو يصرخ قائلا للاعبيه أن «يشهروا بنادقهم» أمام فريق برشلونة، لكنه ذهب إلى استاد كامب نو ودخل مرماه 5 أهداف من دون أن يحرك إصبعه. والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: هل نفتقد مورينهو في إيطاليا؟ ورأيي الشخصي هو أن رؤية غاسبيريني وكونتي ولويس إنريكي وأليغري والكثير من المدربين الشباب وهم يعملون مع الأندية الإيطالية بين الصعوبات وأحلام النجاح، في هذا الصيف الذي يتميز بالرغبة في ترشيد الإنفاق، ويحترمون مهنتهم وزملاءهم، شيء رائع، على الرغم من أن هؤلاء المدربين لا يسخرون من بعضهم البعض في المؤتمرات الصحافية ولا يعدون بتحقيق ألقاب لا تتحقق.