ثلاثة مدربين لا يصلحون لتدريب اليوفي والإنتر وروما

تعيينهم اتسم بالعشوائية وجاء دون دراسة وافية

TT

يبدو للبعض أن مدربي الفرق الإيطالية يتم اختيارهم عن طريق الصدفة كمن يراهن على جواد في سباق الخيول. وعلى الرغم من أن هذا القول من شأنه أن يغضب الكثيرين، دعونا نفكر في الأمر جيدا. ما مدى ملائمة طريقة 4 - 2 - 4 التي يطبقها كونتي لفريق اليوفي ولاعبه الجديد فيدال؟ وهل يستطيع غاسبيريني، مدرب الإنتر، اللعب مثلما يرغب بلاعبي الفريق الحاليين؟ وهل هناك مدرب أقل ملائمة لقيادة فريق روما وقائده العنيد توتي من المدرب الشاب لويس إنريكي؟ إننا لا نشكك هنا في قدرات هؤلاء المدربين، بل في منطق اختيارهم وسياسات الأندية لدعمهم. وقبل أيام قليلة من انطلاق بطولة الدوري الإيطالي يطالب مدربو الأندية الثلاثة الكبرى في إيطاليا بدعم صفوف فرقهم بلاعبين أو 3 لاعبين على الأقل.

لقد كان نادي اليوفي يعرف قبل اختياره لكونتي أنه قادر على الدفع بخط وسط المنتخب الإيطالي المكون من ماركيزيو وبيرلو وأمبروزيني. وكان من شأن التعاقد مع فيدال، صاحب النزعة الهجومية الذي سجل 10 أهداف في الدوري الألماني ومع فوتسينيتش أن يتمكن مدرب اليوفي من إحياء طريقة 2 - 1 - 3 - 4 التي اعتاد عليها الفريق في السابق. وفي هذه الحالة كان اليوفي سيحتاج فقط إلى ظهيرين من أصحاب المهارة والنزعة الهجومية بصورة أكبر من لاعبيه الحاليين. وعلى الرغم من بساطة هذا الأمر ووضوحه، فقد تسبب إصرار المدرب كونتي على اللعب بطريقة 4 - 2 - 4 في عدم وجود مركز مناسب لفيدال وفي ضرورة البحث عن لاعبين جدد يجيدون هذه الطريقة. وقد أثبتت مباراة اليوفي الودية أمام الميلان أن فريق كونتي لم يهضم بعد طريقة 4 - 2 - 4 الطموحة، وأنه ما زال يحتاج للكثير من الوقت والتدريبات لإجادتها. وهو ما يعني أن الأمور شديدة التعقيد بالنسبة لفريق اليوفي سواء داخل الملعب أو خارجه.

وأظهر غاسبيريني مدرب الإنتر أنه لا يستطيع اللعب من دون لاعب خط وسط مهاجم، عندما أشرك شنايدر أمام خط الدفاع. ويعتمد غاسبيريني كعادته في أداء فريقه على لاعبي الأجناب، لكنه تلقى ضربة شديدة برحيل إيتو وبقاء شنايدر الذي يعتبر دون شك لاعبا فذا، لكنه يفرض حدوث تغيير في طريقة الأداء. وقد بدأ غاسبيريني بالفعل يلح في طلب لاعبين جدد لدعم صفوف الفريق لا سيما على الجانبين. وتحدث وكيل أعمال اللاعب الهولندي كويت عن تقديم الإنتر لعرض كبير لشراء اللاعب. ولعل غاسبيريني يقول لنفسه ساخرا في الوقت الحالي: «هل سيقدمون لافيتسي أو زاراتي أو بالاسيو إذن للمدرب الذي سيأتي من بعدي؟»، وربما خدع غاسبيريني نفسه وصدق الشائعات التي تحدثت عن قرب انتقال كاكا للإنتر. إن مَن قام بالتعاقد مع غاسبيريني كان يعرف طريقة لعبه جيدا ويعرف أنه يحتاج إلى لاعبين يتميزون بالنزعة الهجومية على الأجناب. وينتظر المدرب الآن هؤلاء اللاعبين من فريق كبير مثل الإنتر.

هل يستطيع فريق برشلونة اللعب في خط الهجوم بتوتي وبوريللو؟ كلا، لأن الهجوم يحتاج إلى تحرك مستمر. وإذا تعاقد نادي روما مع لويس إنريكي وكلفه بتطبيق أفكار فريق برشلونة مع فريق روما فكان يجب عليه أن يدرك أن توتي وبوريللو سيمثلان مشكلة، وأن المدرب سيحتاج إلى لاعبين من أصحاب المستوى الراقي في خط الوسط، لأن ذلك سر تفوق فريق برشلونة. وكان ينبغي على نادي روما وهو يتعاقد مع هذا المدرب الشاب المعتاد على الدفع بالناشئين أن يتوقع حدوث الكثير من المشكلات بينه وبين اللاعبين الكبار في الفريق، مثل توتي الذي يعتبر أحد أعلام نادي ومدينة روما بأسرها. وكان من المتوقع أيضا أن لا يحتمل مدرب شاب ونشط مثل لويس إنريكي وجود اللاعبين «الكسالى» في الفريق. ولكن هل يحصل لويس إنريكي على دعم النادي الكامل في هذا الصراع؟ ليس هذا بالأمر السهل، لا سيما في ظل تأكيد أحد مسؤولي النادي علانية أن «توتي هو شمس روما». ومن يجرؤ على ترك الشمس على مقعد البدلاء؟ إن لويس إنريكي الذي لم يضم أوكاكا وسيمبليتشو إلى المعسكر الصيفي للفريق ثم دفع بهما كأساسيين في أول مباراة رسمية للفريق هذا الموسم أمام فريق سلوفان ودفع ببوريللو في البطولة الأوروبية، مما يقلل من إمكانية بيعه، يفتقر بشكل واضح إلى الخبرة. وكان يجب على مَن تعاقد معه أن يوضح له حقيقة الأمور، وكذلك أن يعرف جيدا فكرته عن كرة القدم، حيث إن مشروعا جديدا من المفترض أن يقوم على اللاعبين الشباب ذوي الموهبة يتم تكليف مدرب شبه مبتدئ به، علاوة على كونه مشهورا بصرامته، من الصعوبة بمكان أن ينسجم مع الدور «التاريخي» لفرانشيسكو توتي في فريق روما، كان هذا أمرا محتملا إلى حد بعيد.