مانشستر سيتي يحلق في الآفاق عاليا بعد سنوات حالكة السواد

مليار جنيه إسترليني أنفقت على النادي مع حلول الذكرى الثالثة لشرائه غدا

TT

مع حلول الذكرى الثالثة لاستحواذه على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي غدا، وصل ما أنفقه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على النادي إلى مليار جنيه إسترليني، بعد شرائه للاعب الفرنسي سمير نصري من نادي آرسنال في صفقة بلغت قيمتها 23 مليون جنيه إسترليني. وبعد ثلاث سنوات من تسبب المالك السابق تاكسين شيناواترا في معاناة النادي والوصول به إلى ما يشبه الانهيار المالي، ومحاولة النادي البائسة لتمويل صفقة الحصول على خدمات اللاعب الأرجنتيني بابلو زاباليتا مقابل 6.45 مليون جنيه إسترليني قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية في عام 2008، اكتمل تحول نادي مانشستر سيتي الآن تقريبا، حيث ينفق النادي 915.000 جنيه إسترليني يوميا.

دفع الشيخ منصور 210 ملايين جنيه إسترليني لشراء النادي من المالك السابق، بالإضافة إلى 433 مليون جنيه إسترليني لاستقدام لاعبين جدد كان آخرهم اللاعب الفرنسي سمير نصري، ناهيك عن أجور اللاعبين التي تصل إلى 360 مليون جنيه إسترليني سنويا. ويعني هذا أن الشيخ منصور قد أنفق 1.003 مليار جنيه إسترليني على النادي الإنجليزي منذ شرائه في الأول من سبتمبر (أيلول) عام 2008.

ويتذكر برنار هالفورد، سكرتير النادي، الوقت الذي تم فيه توقيع صفقة استحواذ الشيخ منصور على النادي، قائلا «لقد كان يوما رائعا. نجحنا في الحصول على توقيع اللاعب البرازيلي روبينهو في الدقيقة الأخيرة، وأتذكر أنني اضطررت إلى ملء استمارات انتقال اللاعب من الساعة العاشرة مساء وحتى منتصف الليل، وكان جمهور النادي بالخارج يطوف حول الملعب ويطلق أبواق السيارات ويغني. لم ننته من ذلك قبل الساعة الواحدة والنصف صباحا، لكنه كان يوما رائعا وإشارة واضحة إلى ما سيفعله الشيخ منصور للارتقاء بالنادي. كان ذلك يشبه الغمامة التي أزيحت وأصبحت السماء صافية وزرقاء مع قدوم شيء كبير في الأفق».

وبعدما كان النادي يحتفل بالتأهل لمرحلة المجموعات في كأس الاتحاد الأوروبي بعد فوزه بضربات الترجيح على نادي ميتلاند الدنماركي قبل أيام فقط من وصول الشيخ منصور، أصبح النادي الآن يشارك في صدارة الدوري الممتاز، ويستعد لأول ظهور له في دوري أبطال أوروبا. وبعد فوز الفريق الكبير على نادي توتنهام يوم الأحد الماضي بنتيجة خمسة أهداف مقابل هدف، صرح المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني بأنه لا يوجد فريق في العالم يلعب كرة قدم أجمل من فريقه المليء بالنجوم سوى برشلونة الإسباني. وفي محاولة لاستبعاد الخطر الواضح والداهم الذي يمثله فريق مانشستر سيتي على فريقهم، لجأ أنصار مانشستر يونايتد إلى إطلاق اسم «لاعبو غورتون» على فريق مانشستر سيتي، في إشارة إلى المنطقة الفقيرة التي تقع في شرق مانشستر والتي تحتضن استاد «الاتحاد».

ومن جهة أخرى، عبر المدير الفني لفريق آرسنال آرسين فينغر عن قلقه من حجم الأموال التي ينفقها مانشستر سيتي، كما هاجم مالك ليفربول جون هنري صفقة الرعاية المثيرة للجدل التي أبرمت مع شركة «الاتحاد» والتي وصلت قيمتها إلى 400 مليون جنيه إسترليني، في حين ادعى كارل هاينس رومينيغه رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني أن مانشستر سيتي سوف يحتاج إلى حيلة كبيرة لتجنب الوقوع في مخالفة قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن اللعب المالي النظيف.

وقد اعتاد فريق مانشستر سيتي على نظرات القلق من قبل المنافسين الذين كان ينظرون إلى النادي على أنه ليس أكثر من مجرد مؤسسة مضمحلة لا يميزها سوى مجموعة موالية من المشجعين الذين عانوا لفترة طويلة. وبعد مرور ثلاث سنوات على استحواذ «أبوظبي» على النادي، تحولت السخرية إلى استياء، لدرجة أن السير أليكس فيرغسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد قد اعترف خلال الصيف الحالي بأن مانشستر سيتي أصبح يشكل تهديدا لطموحات مانشستر يونايتد. وكانت هناك منافسة كبيرة بين كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي بشأن الحصول على اللاعب الفرنسي سمير نصري. وكان مانشستر يونايتد قد قدم عرضا لآرسنال للحصول على خدمات اللاعب مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، ولكن نصري فضل الانتقال لمانشستر سيتي، وأظهر أداؤه في أول ظهور له مع الفريق ضد توتنهام أن خسارة مانشستر يونايتد تفوق مكسب مانشستر سيتي بكثير. وبفضل أموال الشيخ منصور، نجح مانشيني في تكوين قوة هجومية تضاهي أي فريق في أوروبا، بما في ذلك فريق برشلونة الساحر.

وفي المباراة النهائية في عهد المالك السابق للنادي أمام فريق سندرلاند، كان كل من شون رايت فيليبس وستيفن ايرلند يحاول صناعة الأهداف للاعب البرازيلي جو، لكن الآن على ملعب وايت هارت لين وضد فريق توتنهام، ساعد إدين دزيكو نفسه على تسجيل أربعة أهداف بفضل تألق كل من سمير نصري وديفيد سيلفا، وكأنه قد تم استبدال السيارة «فورد فيستا» بسيارة من نوع «فيراري». وصرح دزيكو الذي انتقل لمانشستر سيتي قادما من فريق فولفسبورغ الألماني مقابل 27 مليون جنيه إسترليني، بأن الوقت قد حان للنظر إلى ما هو أبعد من الحديث عن الأموال الطائلة التي ينفقها النادي على اللاعبين. وقال اللاعب البوسني «لا يتحدث الناس سوى عن الأموال التي ينفقها مانشستر سيتي. لقد أنفقنا الكثير بالفعل، لكن الفرق الأخرى قد أنفقت الكثير أيضا. لقد أظهرنا أمام توتنهام ما يمكننا أن نقوم به، وإنه لشيء رائع أن تقدم كرة قدم مثل التي قدمناها في هذه المباراة». وقد وصلت استثمارات الشيخ منصور خلال العام الأول لاستحواذه على النادي إلى أكثر من 10 ملايين دولار أسبوعيا، سواء على أرض الملعب أو خارجه من حيث تحسين البنية التحتية وتطوير ملعب التدريب الذي وصفه المدير الفني السابق للفريق مارك هيوز بأنه «غير صالح للعب».

وحتى الآن، لم يحضر الشيخ منصور سوى مباراة واحدة للفريق وهي المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على ملعبه على فريق ليفربول بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في شهر أغسطس (آب) الماضي، ولكنه يجتمع بانتظام مع المديرين التنفيذيين الذين اختارهم لإدارة النادي في أبوظبي لمشاهدة مباريات مانشستر سيتي. ولم يقتصر التطوير الذي أحدثه الشيخ منصور على الفريق، حيث تحول ملعب الفريق الذي كان في حالة يرثى لها إلى لوحة فنية رائعة. ويتم نقل اللاعبين الجدد بسيارات «ليموزين» من الفندق إلى ملعب التدريب، مع الاهتمام بمثل هذه التفاصيل، لدرجة أنه قد تم توفير منزل للاعب سيرجيو أغويرو القادم من فريق أتليتكو مدريد الإسباني الشهر الماضي مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، في غضون عشرة أيام من وصوله إلى مانشستر.

وعندما جذب المدير التنفيذي السابق للنادي غاري كوك مسؤولا كبيرا في أعقاب فوز الفريق في الدنمارك على فريق ميتلاند، وهمس له بأن «بعض الأشخاص الأثرياء» قد اقتربوا من شراء النادي، كان هناك أمل في مستقبل أكثر إشراقا لدرجة أنهم تمنوا أن ينتصر الفريق في معركته ضد مانشستر يونايتد للحصول على توقيع اللاعب البلغاري ديميتار برباتوف. وفي النهاية، انتصر مانشستر يونايتد في هذه المعركة، لكن هناك شعورا الآن في مانشستر وفي الدوري الممتاز بأكمله بأن مانشستر سيتي يملك من الأسلحة ما يمكنه من حصد الانتصارات.