إيطاليا تواجه جزر الفارو بالتشكيلة التي هزمت إسبانيا وديا

سعيا لحسم بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية مبكرا

TT

تأتي المباراة رقم 13 في مسيرة المدرب تشيزاري برانديللي مع المنتخب الإيطالي تحت عنوان الاستمرارية؛ فبعد أن أمضى برانديللي عاما من التجارب، التي خاضها دون قلق أو خوف من سلك طرق مختلفة في كل مرة سعيا منه لفهم اللاعبين من حوله أو لبثِّ أفكاره إليهم، حان الوقت للحصاد، من خلال جني النقاط الضرورية لضمان، عن جد، تأهل الآزوري إلى بطولة أمم أوروبا 2012، الأمر الذي يبدو قريب المنال للغاية، غير أنه ليس مؤكدا بعد. وسوف يقوم مدرب الآزوري، خلال المرة الـ13 له بين مباريات رسمية وودية، بالبدء، لأول مرة، بنفس التشكيلة التي خاض بها مباراته السابقة. نفس الـ11 لاعب منذ الدقيقة الأولى من عمر المباراة، أمر لم يحدث مطلقا من قبل.

ويعلق برانديللي آمالا عريضة على تركيز وإصرار لاعبيه في الوقت الذي يعد فيه الفريق لمباراتيه المقبلتين اللتين يمكن أن يحسم من خلالهما تأهله إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا. ويحل المنتخب الإيطالي ضيفا على منتخب جزر الفارو، اليوم، قبل أن يخوض مواجهة أكثر صعوبة شيئا ما يوم الثلاثاء المقبل؛ حيث يستضيف نظيره السلوفيني الذي يحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة بفارق 5 نقاط خلف إيطاليا.

ويبدو أن المنتخب الإيطالي لن يستهين بمنتخب جزر الفارو الذي نجح، تحت قيادة بريان كير، المدير الفني السابق لمنتخب آيرلندا، في الفوز على نظيره الأستوني 2 - صفر والتعادل مع آيرلندا الشمالية 1 - 1. ويأمل برانديللي أن يحسم المنتخب الإيطالي بطاقة التأهل إلى النهائيات خلال مباراتي جزر الفارو وسلوفينيا قبل أن يصطدم بمنتخبي صربيا وآيرلندا الشمالية في مباراتيه الأخيرتين بالمجموعة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال برانديللي: «لا أشعر أنني منقذ البلاد لكوني مديرا فنيا للمنتخب. تفكيري منصب فقط على التأهل بأسرع شكل ممكن، وتقديم فريق قادر على المنافسة. يمكننا أن نواصل جهودنا لرسم صورة مختلفة لكرة القدم». جاء ذلك في إشارة من برانديللي إلى تأجيل انطلاق الموسم الجديد للدوري الإيطالي بسبب إضراب اللاعبين إثر فشل المفاوضات مع الأندية التي رفضت توقيع عقد جماعي جديد بعد أن انتهى العقد السابق في يونيو (حزيران) 2010. وقال برانديللي إنه كان يأمل أن يتاح أمامه فريق تدرب أكثر شيئا ما وعاد إلى أجواء المباريات الرسمية. وأضاف: «ومع ذلك يجب ألا يشكل هذا مشكلة؛ لأننا ندرك أهمية هذه المباريات». وتابع: «الناس يسلمون بأن كل الأمور ستكون سهلة أمام جزر الفارو، لكن ذلك كله سيتوقف على كيفية خوض المباراة التي تعد حاسمة بالنسبة لنا».

وبعد تحقيق الفوز على المنتخب الإسباني بطل العالم 2 - 1 في مباراة ودية جمعت المنتخبين في أغسطس (آب) الماضي استدعى برانديللي اللاعب ألبرتو جيلاردينو لتعزيز خط الوسط، كذلك استدعى ماريو بالوتيللي وجيوسيبي روسي، لاعبي مانشستر سيتي الإنجليزي وفياريال الإسباني، بالإضافة إلى أنطونيو كاسانو وسيباستيان جيوفينكو وجيامباولو باتزيني. ومنح برانديللي فرصة ثانية لدافيدي أستوري، الذي شارك في المنتخب للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي، كما يبدو جيورجيو كيليني وأندريا رانوكيا مرشحين لبدء المباراة في قلب الدفاع الإيطالي الذي لم يسمح سوى بهدف واحد خلال 6 مباريات بالتصفيات. ولم يتلقَّ المنتخب الإيطالي أي هزيمة في المباريات الرسمية تحت قيادة برانديللي، لكنه خسر مباراتين وديتين أمام كوت ديفوار وآيرلندا، منذ أن تولى برانديللي المنصب في يوليو (تموز) 2010 خلفا لمارشيللو ليبي الذي قاد الفريق للفوز بكأس العالم 2006 بألمانيا.

وبعيدا عن اللاعبين، الذين سوف تراهم إيطاليا في المباراتين التاليتين (جزر الفارو اليوم وسلوفينيا الثلاثاء المقبل)، يمكن التقاط بعض الكلمات التي يذكرها بعض لاعبي الآزوري حول طريقة لعب برانديللي. فقد صرح كريستيان ماجيو قائلا: «لا نلعب أبدا الكرات العالية، بل نلجأ إلى (الجملة الأرضية). وأنا من خلال هذا التحرك أتمنى إدراك أول أهدافي مع المنتخب الإيطالي حتى إن كنت مع الآزوري أنطلق متأخرا بعض الشيء مقارنة بما يحدث في نابولي، ولكن هنا يوجد كاسانو الذي ربما يجعلني أسجل الأهداف».

في سياق متصل، وجه أنطونيو كاسانو، مهاجم الآزوري، اعتذاره إلى فيتوراتي، مدرب أحمال الآزوري، على ما حدث منه الثلاثاء الماضي أثناء تقسيمة الفريق. يُذكر أن المنتخب الإيطالي كان يقوم في ذلك اليوم بتقسيمة بين اللاعبين، وكان جيلاردينو قد سجل هدفا وطالب كاسانو ودي روسي، اللذان كانا يلعبان في الفريق المنافس لجيلاردينو، فيتوراتي، حامل الراية لهذا المران، بإلغاء الهدف بداعي التسلل، غير أن الأخير احتسبه. وبعد ذلك مباشرة قام فيتوراتي بإلغاء هدف لفريق كاسانو كان باتسيني قد أحرزه. وحينها اعترض كاسانو بشدة على مدرب الأحمال. وعلى الرغم من انتهاء التقسيمة فإن أنطونيو ظل يجادل فيتوراتي. وأول من أمس وقبل بدء التدريب تقدم كاسانو بالاعتذار أمام الجميع إلى مدرب الأحمال وتعانقا سويا وكأن مهاجم الآزوري يريد أن يوصل معلومة إلى الجميع، ليست هناك أي مشكلات داخل صفوف المنتخب الإيطالي. وعليه قام برانديللي وريفا في نهاية التدريبات بتأكيد عدم وجود أي خلافات في الآزوري، وأضاف ريفا: «لم يكن هناك هذه المرة أي مشكلات حقا.. هذه أمور تحدث في كل التقسيمات». أما رفقاء أنطونيو فلم يكن منهم سوى الدفاع عن زميلهم وتبرئته من التسبب في إحداث مشكلات بالفريق. فقد صرح ماجيو بهذا الصدد قائلا: «أنطونيو يفعل ذلك كله من باب المزاح حتى في التقسيمات، كما حدث الثلاثاء الماضي. ولكن بعد ذلك في غرفة خلع الملابس كنا نضحك، سواء مع مدرب الأحمال أو باقي اللاعبين». أما كيلليني فقد رأى أنه فعل ذلك «من أجل إضحاكنا». لعل رفقاء كاسانو يقدرون كثيرا ما قام به من إنقاص وزنه 3 كيلوغرامات من 10 أغسطس الفائت وحتى اليوم تلبية لطلب برانديللي. وعليه فسوف نرى إيطاليا اليوم أمام جزر الفارو بقيادة كاسانو الذي من المتوقع أن يقدم عرضا رائعا أيضا هذه المرة.