الميلان المرشح الأول لحصد لقب الدوري الإيطالي.. والإنتر واليوفي في المرتبة الثانية

بعد غلق سوق الانتقالات وتدعيم الفرق لصفوفها قبل انطلاق الموسم الجديد

TT

بعد نهاية سوق الانتقالات وتدعيم جميع الفرق لصفوفها قبل انطلاق الموسم الجديد يبقى نادي الميلان هو المرشح الأول للفوز بلقب الدوري الإيطالي الموسم المقبل. وعلى الرغم من أن الميلان ربما لم يبدو الأفضل في فترة الإعداد الصيفية والبطولات الودية، فإنه الأقوى على الساحة الإيطالية والأكثر قدرة على حسم لقب الدوري في سباق طويل يمتد لمدة 9 أشهر كاملة. جاءت صفقات الميلان الجديدة في سوق الانتقالات لتضفي المزيد من القوة على الفريق بانضمام كل من تايو وميكسيس وأكويلاني ونوتشيرينو واللاعب الشاب الشعراوي. ويستطيع هؤلاء اللاعبون الجدد تعويض غياب بعض نجوم الفريق مثل غاتوزو ونيستا وغيرهما ومنح الفريق المزيد من القوة والقدرة على المنافسة طوال الموسم.

ويمتلك الميلان مزية إضافية لا يحظى بها سوى فريقي نابولي ولاتسيو، وهي الاحتفاظ بمدربه دون تغيير، مما يمنح الفريق المزيد من الاستقرار، ويضع هذه الفرق الثلاثة في المستوى الأول من الترشيحات للفوز بلقب الدوري. يأتي فريقا الإنتر واليوفي إذن في المستوى الثاني من الترشيحات؛ لأنهما قاما بتغيير المدرب وطريقة اللعب والكثير من اللاعبين. وسيبدأ غاسبيريني، مدرب الإنتر، الموسم المقبل من دون نجمه الأول صامويل إيتو وبلاعبين جديدين لم يعتادا بعدُ اللعب مع الفريق، هما: فورلان وزاراتي. وفيما يتعلق بفريق روما فإنه يواجه، بالفعل، صعوبات جمة قبل بداية الموسم بعد خروجه المفاجئ من الدور التمهيدي للدوري الأوروبي والمشكلات التي بدأت تظهر بين المدرب لويس إنريكي والحرس القديم بالفريق، وعلى رأسهم القائد فرانشيسكو توتي. وسنحاول هنا تسليط الضوء بشكل أكبر على استعدادات كل فريق على حدة وحظوظه في الفوز والمنافسة في بطولة الدوري المقبلة.

الميلان اختبار برشلونة سيحدد مستوى الميلان على الفور. يشعر مدرب الميلان، ماسيمليانو أليغري، بالرضا عن سوق الانتقالات التي منحته لاعبين جيدين، لكن الجماهير كانت تنتظر ضم لاعب نجم من الطراز الأول. وسيخوض الميلان اختبارا صعبا أمام فريق برشلونة في دوري أبطال أوروبا، والمؤكد أن نتيجة هذه المواجهة ستوضح مدى قوة الميلان وما يستطيع تحقيقه هذا الموسم. ولا شك أن أليغري يشعر ببعض الخوف من مواجهة فريق برشلونة، أقوى فرق العالم، ويحاول تجهيز فريقه لهذه المواجهة الصعبة معتمدا على اللعب الجماعي والسرعة والبساطة في الأداء.

مفتاح الأداء: يعتبر النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش هو مفتاح أداء الميلان، لكن المثير للقلق أنه يجيد دائما في الدوري المحلي ويخيب الآمال في البطولة الأوروبية. ومع بلوغه عامه الثلاثين يتحلى إبراهيموفيتش بالنضج والرغبة في الفوز بإحدى البطولات الكبرى الأكثر أهمية من بطولة الدوري. وسيعتمد الميلان عليه من دون شك، إلى جانب باتو وبواتينغ وروبينهو.

المشكلة: وتعتبر مشكلة البدائل، أو الصف الثاني، هي أكثر ما يؤرق فريق الميلان حاليا، لكن المدرب يأمل أن يتأقلم أكويلاني ونوتشيرينو سريعا مع الفريق من أجل توفير حلول إضافية تستطيع منح الفريق النفس الطويل اللازم للاستمرار في دوري أبطال أوروبا.

نابولي انضمام بانديف يمنح الفريق المزيد من الحلول. أكد بقاء المدرب ماتزاري أهمية الاستقرار والاستمرارية في نجاح أي فريق. وانضم لفريق نابولي 10 لاعبين جدد بالإضافة إلى نجومه البارعين كافاني ولافيتسي وهامسيك. ويعول ماتزاري، هذا الموسم، بشكل أكبر أيضا على البدائل، وعلى رأسهم غوران بانديف الذي يعتبره ماتزاري بديلا جيدا لثلاثي الهجوم المتألق. وسيلعب فريق نابولي بطريقته المعتادة 1 - 2 - 4 - 3 وبخط وسط جديد يتكون من إنلر ودزيمايلي. لكن وجود بانديف قد يدفع المدرب إلى تغيير طريقة اللعب في بعض الأحيان لتصبح 1 - 2 - 3 - 4.

مفتاح الأداء: تؤكد الإحصاءات أن فريق نابولي يواجه دائما صعوبة في تسجيل الأهداف عند غياب نجمه لافيتسي. ولم يسجل كافاني في غياب لافيتسي سوى هدف واحد من أصل 27 هدفا سجلها الموسم الماضي. وتؤمن سرعة ومهارة لافيتسي لفريق نابولي القدرة على الهجوم الخاطف وتغيير نتيجة المباريات في أي وقت. المشكلة: قد يواجه الفريق مشكلة عدم وجود مدافع سريع يستطيع مجاراة المنافسين الأقوياء. ويضمن كانافارو وبريتوس لدفاع نابولي القوة البدنية في ألعاب الهواء، لكن كامبانيارو وحده هو الذي يتميز بالسرعة وخفة الحركة.

الإنتر شنايدر هو مصدر الغموض الأكبر في الفريق. يتعين على فريق الإنتر تعويض غياب هداف خط هجومه الأول صامويل إيتو، الذي أحرز 37 هدفا الموسم الماضي، من خلال توزيع القوة الهجومية ومنح دور هجومي أكبر للاعبي خط الوسط. ويعتبر ضم فورلان وزاراتي خطوة جيدة على طريق الأداء الممتع، ويجب أن يحظيا فقط بالوقت الكافي للتأقلم مع الفريق. ويمتلك المدرب غاسبيريني بدائل في جميع المراكز ولاعبين يتمتعون بمرونة خططية وفنية كبيرة. ويجب أن يتحلى المدرب أيضا بالمرونة والقدرة على اتخاذ قرارات جديدة وتغييرات في طرق لعب الفريق دون خوف. والمعروف أن غاسبيريني يستطيع أن يلعب خلال المباراة الواحدة بـ45 طريقة لعب مختلفة. ومع كفاءته كمدرب وامتلاكه للاعبين جيدين للغاية ينبغي على غاسبيريني أن يسعى نحو الفوز باللقب وامتلاك الجرأة للخروج على طريقة 3 - 4 - 3 عندما تقتضي الضرورة.

مفتاح الأداء: إن شنايدر هو مفتاح أداء الإنتر. ويواجه المدرب حاليا مشكلة في تحديد المركز الذي سيلعب فيه شنايدر. فعلى الرغم من أن اثنين، على الأقل، من مهاجمي الفريق الأربعة سيلعبان على الأجناب، لا شك أن شنايدر سيكون أكثر اللاعبين تضحية في الفريق. ويتمتع شنايدر بمزية كبيرة تتمثل في سرعته التي تمنح غاسبيريني الكثير من الحلول.

المشكلة: يبدو أن الدفاع بـ3 لاعبين هو مشكلة الإنتر الكبرى، لكن الغريب هو أن شباك الإنتر تستقبل الأهداف عندما يدافع الفريق بـ4 لاعبين. لكن الفريق ما زال يحتاج إلى مزيد من التدريبات الدفاعية ويجب أن يحدث تقارب بين خط الدفاع وخط الوسط داخل الملعب (ولذلك كان الفريق يحتاج لضم كوسكا على الفور).

اليوفي كونتي يعتمد على الأجنحة ويحتاج للاعب كبير في خط الدفاع. تسود حالة من الغموض والشك بين جماهير اليوفي التي تأمل في أن يؤدي اللاعبون الجدد بشكل جيد لتحقيق إنجاز طيب في الموسم المقبل. ويعتبر المدرب أنطونيو كونتي هو حجر الزاوية في فريق اليوفي الذي حاول النادي تلبية مطالبه في سوق الانتقالات على الرغم من أن النادي لم يتمكن بالقطع من سد الفجوة بينه وبين الإنتر والميلان. ولا شك أن فريق اليوفي أصبح أكثر قوة من الموسم الماضي، لكن الانتقال من المركز السابع إلى المركز الثالث يحتاج إلى معجزة. وإذا كان لاعبو الفريق ليسوا من النجوم القادرة على حسم البطولات فيمكن تعويض ذلك من خلال طريقة الأداء، ولهذا السبب يعتمد النادي على المدرب في تطوير مستوى الفريق. وتنتظر الجماهير الكثير من كونتي، وربما كان ما تنتظره منه أكبر مما يستطيع أحد أن يحققه.

مفتاح الأداء: لا يوجد لاعب محدد يمكن اعتباره قائدا أو محورا لأداء اليوفي، لكن كونتي يعول كثيرا على إيليا في الأجناب، وينتظر كذلك من فيدال الوافد الجديد أن يتأقلم مع اللعب في إيطاليا ليقود مسيرة الفريق في معترك الدوري.

المشكلة: يعتبر الهجوم من الجانبين أمرا حيويا في طريقة 4 - 2 - 4 التي يطبقها كونتي والتي تحتاج أيضا إلى تنظيم دفاعي جيد. ونعود هنا لما قلناه في السابق من أن اليوفي لم يضم أي لاعب نجم في خط الدفاع، لكنه يستطيع زيادة القدرات الدفاعية من خلال الصرامة الخططية داخل الملعب.

لاتسيو أقوى فريق في عهد لوتيتو رئيس النادي. على الرغم من رحيل زاراتي، الذي أثار غضب الجماهير، يدخل نادي لاتسيو الموسم الجديد بأقوى فريق له في حقبة لوتيتو. وقد قرر المدرب إيدي ريا بعد عدة تجارب الاستمرار في اللعب بطريقة 1 - 3 - 2 - 4 التي كان يطبقها الموسم الماضي. وتضمن له هذه الطريقة تحقيق أفضل توازن في الفريق وأكبر عدد من البدائل. وتمكن الفريق من علاج نقطة ضعف الموسم الماضي المتمثلة في ضعف الهجوم بعد ضم ميروسلاف كلوزه وجبريل سيسيه، اللذين حلا محل فلوكاري وزاراتي. مفتاح الأداء: هو سيسيه الذي يعتبر أكبر المتضررين من طريقة 1 - 3 - 2 – 4؛ حيث سيضطر إلى الميل إلى الأجناب والارتداد للمعاونة الدفاعية. وإذا تمكن سيسيه من فعل ذلك دون أن يفقد قدراته الهجومية العالية فسيحقق فريق لاتسيو إنجازا كبيرا هذا الموسم. المشكلة: تتمثل كبرى مشكلات فريق لاتسيو في غياب البدائل المناسبة لكونكا في مركز الظهير الخلفي وللاعبي قلب الدفاع بيافا ودياس. وقد يشكل هذا الأمر خطورة على الفريق في ظل مشاركته في 3 بطولات، بينما توجد بدائل جيدة في باقي المراكز.

روما المشروع الجديد للنادي يحتاج إلى الصبر. انضم بيانيتش ولاميلا لصفوف فريق روما، مع الكثير من اللاعبين الآخرين، ضمن مشروع الإدارة الأميركية الجديدة للنادي. وتتوافر جميع الظروف التي تضمن لفريق روما النجاح والتألق على المدى البعيد، لكن النتائج الحالية والمشكلات تنذر بنسف هذا المشروع الجديد. وقد تنبأ المدرب لويس إنريكي بالصعوبات التي ستواجه فريقه قبل حتى أن يخرج من بطولة الدوري الأوروبي على يد فريق سلوفان براتيسلافا المغمور. وعلى الرغم من أن لويس إنريكي يبدو كمن يسير وسط حقل ألغام فإنه لا ينوي التراجع على الإطلاق، لا سيما بعد أن جددت إدارة النادي الثقة فيه على الرغم من الإخفاق الأوروبي المبكر. وتشبه طريقة لعب لويس إنريكي طريقة لعب فريق برشلونة الذي يعتمد على الكثافة الهجومية والسرعة وامتلاك الكرة، لكن فريق روما حاليا لا يمت بأي صلة لفريق برشلونة فيما يتعلق بالأداء والنتائج.

مفتاح الأداء: مع انضمام 11 لاعبا جديدا للفريق، يبقى دانييلي دي روسي هو مفتاح الأداء ورمانة ميزان الفريق؛ حيث يلعب كصمام أمان أمام خط الدفاع. وقام النادي بضم غاغو لمنح دي روسي الفرصة لالتقاط الأنفاس، على الرغم من أن غاغو يؤكد أنهما يستطيعان اللعب معا. وما زال النادي يتفاوض مع دي روسي من أجل تجديد عقده الذي كلما تأخر تسبب في المزيد من المشكلات للفريق.

المشكلة: يعتبر خط الدفاع هو أضعف خطوط الفريق. ويحاول لويس إنريكي التغلب على هذه المشكلة بطريقة عملية من خلال الهجوم والدفاع بـ11 لاعبا. ويحتاج الفريق أيضا إلى بعض لاعبي الأجناب، كما يوجد لديه عدد مبالغ فيه من لاعبي قلب الهجوم. ومع وجود 32 لاعبا في قائمة الفريق يحتاج لويس إنريكي إلى طريقة تعامل نفسي خاص مع اللاعبين، لكنه حتى الآن لم يظهر قدرة كبيرة على فعل ذلك.