وعود زائفة وألغاز إدارية تثير الشك حول سير العمل في الرائد نحو الطريق الصحيح

الرئيس يحارب الإعلاميين.. والجماهير تبكي عقال والرويلي

TT

هل أصبحت إدارة نادي الرائد فاقدة للمصداقية أمام محبي وجماهير النادي؟! سؤال بات يتردد على ألسنه محبي النادي بعد الوعود التي أطلقها رئيس مجلس الإدارة فهد المطوع في الكثير من المناسبات حول جلب محترف أجنبي يهز الوسط الرياضي ليعوض رحيل المحترف المغربي صلاح الدين عقال والذي انتقل للغريم التقليدي نادي التعاون، الأمر الذي لم يتحقق بتاتا. فيما عادت إدارة النادي ورمت شماعة فشلها في التوقيع مع المحترف المغربي عقال لعدم رغبة المدير الفني البرتغالي غوميز في بقائه، في محاولة للخروج من نفق مطالبات الجماهير بتمديد عقد اللاعب (كما يرى البعض).

ورغم أن إدارة النادي سبق وأن عقدت مؤتمرا صحافيا في أواخر الموسم الماضي، وقبل لقاء هام لإعلان تمديد عقد المدرب غوميز، أكد خلاله رئيس النادي وصولهم إلى اتفاق نهائي مع المغربي صلاح الدين عقال، وأنهم بصدد البحث عن ثلاثي أجنبي إلى جانبه، لتفاجأ جماهير الرائد بتوقيعه للغريم التقليدي مع نهاية الموسم الماضي وسط صمت مطبق من إدارة النادي ومركزه الإعلامي الذي طالبت الجماهير بإبعاد المشرف عليه صالح المرشود، مما دعاه للاستقالة بشكل مؤقت حتى هدأت فورة الغضب الجماهيري، ليعود ويرافق بعثة الفريق الأول بمعسكره الإعدادي في تركيا استعدادا لمنافسات الموسم المقبل دون إبداء أي توضيحات حول الاستقالة المزعومة التي أطلقها في وقت سابق.

وفي حين رسمت جماهير الرائد التفاؤل طوال فترة الانتقالات الصيفية التي امتدت لأكثر من شهرين بعد الوعود التي أطلقها رئيس النادي فهد المطوع لجلب لاعب أجنبي كبير سيهز الوسط الرياضي، وترددت خلالها أسماء كبيرة منها التونسي سليم بن عاشور، والجزائريان كريم زياني، والحاج عيسى، وكان آخرهم أمير سعيود لاعب الأهلي المصري، فإن جميع آمال وطموحات الجماهير ذهبت أدراج الرياح بعد أن قاربت فترة الانتقالات الصيفية على الانتهاء لتعود إدارة النادي لتمهد لعودة لاعب الوسط البرازيلي كامبوس، والذي خاض فترة احترافية مع النادي قبل موسمين، وانتقل بعدها بنظام الإعارة لنادي الوحدة ليحقق فشلا ذريعا مع الفرسان، مما أجبر إدارة نادي الوحدة الجديدة التي تسلمت مهامها في منتصف الموسم لإبعاده عن صفوف فريقها الكروي، وما زال عقده ملكا لإدارة نادي الرائد التي فشلت في إيجاد ناد له طوال الفترة الماضية منذ الانتقالات الشتوية رغم المزاعم التي بثتها إدارة النادي عن رغبة ناد صيني في الحصول على خدماته، كي تثبت للجماهير أن اللاعب ما زال مطلبا للكثير من الأندية، ولتعود وتؤكد أن اللاعب سينضم للفريق كلاعب أجنبي رابع في خط الوسط ليسد فراغ المغربي صلاح الدين عقال كصفقة تهز الوسط الرياضي.

وحارب رئيس النادي فهد المطوع بعض الإعلاميين الذين ينتقدون عمل إدارة النادي ويرفضون كيل المديح لإدارة النادي وعملها رغم الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها في المواسم الماضية، مما أدى لمنافسته المتكررة على الهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وقد اتخذت إدارة النادي من أحد مراسلي الصحف مصدرا إعلاميا لها يتم من خلاله تسريب الأخبار الخاصة بالنادي وبشكل خاص دون بقية الإعلاميين مع تجاهل المركز الإعلامي للنادي، وقاطعت الجماهير جوال النادي وطالبت بإزاحة مدير المركز الإعلامي صالح المرشود عن مركزه، وهو ما حدث عندما تقدم باستقالة في نهاية الموسم الماضي نظرا للمطالبات الجماهيرية بابتعاده، إلا أن رئيس النادي فهد المطوع رفض رفضا قاطعا جميع الأسماء البديلة مصرا على استمراره في منصبه، وتفاجأت الجماهير بأن مدير المركز الإعلامي المستقيل كان في مقدمة الأسماء المرافقة لبعثة الفريق الأول في معسكره الإعدادي لهذا الموسم، إلى جانب بعض مراسلي الصحف.

وظلت إدارة نادي الرائد تنفي الأخبار التي تتحدث عن اقتراب رحيل الثنائي عبد المجيد الرويلي، وموسى الشمري، وهاجمت الإعلاميين الذين سبق وتطرقوا لمشكلة عدم وصولهما إلى اتفاق مع النادي مؤكدين أنهم إحدى ركائز النادي ولن يتم التفريط فيهما بأي حال، دون الكشف عن أي مفاوضات مع الثنائي، ليتفاجأ محبو النادي مع أول أيام عيد الفطر المبارك بأخبار اقتراب رحيلهما، وعدم وصولهم إلى اتفاق مع إدارة النادي وهو ما ظلت تنفيه طوال الفترة الماضية وسط فشل ذريع للإدارة في حسم التجديد مع الثنائي الذي يعتبر أبرز لاعبي الفريق المحليين، وهو ما شكل أزمة كبيرة للفريق مع اقتراب دخولهم لفترة الـ6 أشهر التي تخولهم الانتقال بشكل مجاني.

وكان وكيل أعمالهم عبد الرحمن الخنين قد أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الرائد لم تقدم أي عرض رسمي طوال الفترة الماضية، وأن مفاوضتها كانت شفهية معهما، مؤكدا أن هناك عروضا قوية للاعبان ولن يكون بإمكانه الحديث عنها إلا بعد دخولهم فترة الـ6 أشهر التي تخولهم الحديث عن انتقالهم بشكل قانوني. وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك منافسة قوية بين ناديي الشباب والأهلي للحصول على لاعب الوسط عبد المجيد الرويلي، في حين يتردد عن رغبة نادي الاتحاد بالحصول على خدمات المهاجم موسى الشمري، وهو ما أسهم بزيادة قلق الجماهير التي تتخوف من موسم قادم ووعود إدارة زائفة بأن الموسم القادم سيكون استثنائيا على حد وصف رئيس النادي فهد المطوع، إلا أن فشل الإدارة في حسم التعاقد مع اللاعب الأجنبي الرابع، إضافة لعقد الثنائي الرويلي والشمري قد ضاعف مخاوف الجماهير من تكرار أخطاء المواسم السابقة التي وقعت بها إدارة النادي مما جعلها تنافس على مراكز المؤخرة بعد أن نجت في الموسم الأول لها من الهبوط لدوري الدرجة الأولى بقرار زيادة أندية دوري زين السعودي، ثم أعلنت في الموسم الماضي أن طموح النادي سيكون الـتأهل لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ثم نفت بعد ذلك أي وعود أطلقتها بالوصول للأبطال، مؤكدين أن طموحهم هو تحقيق مركز جيد في منتصف الترتيب، وهو ما لم يتحقق أيضا بعد أن فشل الفريق في تأمين بقائه حتى الجولة قبل الأخيرة بعد انتصاره على الفيصلي بصعوبة.

وجاء اختيار مدير الكرة فارس العمري للانضمام للجنة المنتخبات الوطنية كمدير للمنتخب السعودي (ب) قبل وقت قصير من بداية الدوري ليفاقم الأزمة التي تعيشها إدارة النادي، وهو ما جعلها تلجأ لإحلال مدير الاحتراف أحمد غانم والذي سبق له أن عمل كمدير للكرة في الإدارة السابقة، إضافة لعلاقته ومعرفته الكبيرة باللاعبين والجهاز الفني الحالي بديلا لمدير الكرة السابق، وقد رحبت الجماهير بخبر تعيين أحمد غانم كمدير للفريق الكروي الأول، مؤكدين أنه يمتلك خبرة جيدة، إضافة لمعرفته التامة وعلاقته الجيدة بالجهاز الفني وعناصر الفريق، وأن أمامه مهمة كبيرة لتصحيح الأوضاع الإدارية في الفريق الأول بعد أن شهد الموسم الماضي انتقادات حادة للجهاز الإداري، وهو ما كاد يطيح بمدير الكرة السابق، حيث يطالب محبو النادي بالتعاقد مع اختصاصي نفسي ومطور قدرات لتحفيز الفريق الذي انتقدته الجماهير بضعف الحافز لدى اللاعبين وهو جانب هام أسهم بخسارتهم للكثير من اللقاءات، متمنين أن يتم العمل وفق احترافية تامة ودون تدخلات إدارية.