أحمد فقيهي: الحكام السعوديون ذهبوا كبش فداء لإخفاقات الأندية

الحكم المساعد: أخطاء «الأجنبي» كالعسل على قلوب مسؤولي الفرق

TT

كشف الحكم الدولي المساعد أحمد فقيهي (38 عاما)، الذي حصل على الشارة الدولية قبل أشهر، عن أن الضغوط التي تمارس على الحكم السعودي هي التي تسببت في استقطاب الطاقم الأجنبي الذي بات يحظى بالمواجهات الكبيرة على الرغم من أنه يرتكب أخطاء كارثية تغير مجرى المباريات، مؤكدا أنه استطاع تجاوز الإصابة التي لحقت به في مباراة نجران والرائد الموسم الماضي، مرجعا سببها إلى الأرضية السيئة التي امتلأت بالحفر، مما جعله يتعرض لقطع في الرباط الصليبي، مشيدا باهتمام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد ودعمه الكبير من أجل أن يتجاوز الأزمة، إلى جانب وقوف لجنة الحكام التي يرأسها عمر المهنا معه في تلك الفترة الهامة من مسيرته التحكيمية، نافيا أن يكون قد ندم يوما ما على أحد القرارات التي اتخذها خلال عمله في السلك التحكيمي، مبينا أن جميع المواجهات التي يخوضها يتعامل معها بنفس الطريقة دون تفريق بينها، معربا عن سعادته لتحقيقه جائزة أفضل حكم مساعد عام 2009، التي ستكون له حافزا لبذل مزيد من الجهد خلال الموسم الجديد ليعاود تألقه من أجل أن يؤكد بأن ثقة اللجنة به كانت في محلها، مشيرا إلى أن الأزمة المالية التي كان الحكام يعانون منها في السابق بدأت بالانفراج، وتسلموا جزءا كبيرا من مستحقاتهم وسط حرص اللجان على تسليمهم كل حقوقهم خلال الفترة المقبلة، متمنيا أن يتم اختياره لقيادة إحدى مواجهات كأس العالم 2014 التي ستقام في البرازيل، خصوصا بعد أن تمكن الحكم السعودي خليل جلال من تقديم مستويات باهرة كشفت عن أن السعوديين يمتلكون مواهب تحكيمية قادرة على قيادة المواجهات الصعبة مهما كانت مناسباتها.

* أوشك الموسم الرياضي على البدء، كيف هي استعداداتكم له؟

- الاستعدادات على قدم وساق، ونحن حاليا ننتظر الاختبارات النظرية والكوبر في الدورة المكثفة التي أعدتها لجنة الحكام الرئيسية بقيادة الحكم الدولي السابق عمر المهنا وبقية الزملاء الأعضاء، وكذلك الاستعانة بمحاضرين معتمدين من الاتحاد الدولي من أجل هذه الدورة التي أتمنى أن نتجاوزها، خصوصا وأن الموسم كما ذكرت على وشك البداية ولا بد أن نكون في قمة جاهزيتنا، حيث يتطلب من جميع الحكام بذل الجهد وتطبيق ما تطلبه لجنة الحكام من أجل تلافي جميع السلبيات، والعمل على تعزيز جوانب القوة التي تصب في مصلحة الحكم السعودي، خصوصا وأنه يعرف جيدا مسابقاته المحلية، وكيف يتعامل مع اللاعبين السعوديين بالطريقة الجيدة التي قد تغيب عن الآخرين.

* تعرضتَ الموسم الماضي لإصابة قوية في مباراة نجران والرائد، هل كان لضعف اللياقة دور فيها؟

- للأسف تعرضتُ للإصابة في الرباط الصليبي نتيجة سوء أرضية الملعب الذي اتسم بكثرة الحفر، وخلال المباراة كانت هناك هجمة مرتدة واضطررت إلى الجري بأقصى سرعة حتى أستطيع ضبط حالة التسلل، وأتذكر أنه كان هناك كرة مشتركة بين مهاجم ومدافع، وخلال الجري وقفت قدمي على طرف إحدى الحفر وحصل التواء للرجل، وعلى إثرها حدثت الإصابة. ولم يقصر رئيس اللجنة عمر المهنا من خلال دعمه غير الطبيعي واهتمامه بجميع الحكام دون استثناء، والحقيقة التي لا يعرفها الجميع أنه سارع بعلاجي ودفع من جيبه الخاص ومن ثم رفع تقريرا طبيا عن حالة الإصابة للأمير نواف بن فيصل الذي لم يتوانَ في دفع التكاليف، وقد أجريت العملية على يد البروفسور سالم الزهراني، وتم تأهيلي ولله الحمد، وحاليا على أتم الاستعداد لدخول اختبارات الكوبر، وبكل أمانة كنت في كامل لياقتي ولا توجد أي مشكلة بالنسبة لي، خصوصا وأنني حققت أفضل زمن سرعة في اختبارات الموسم الماضي، ولكن ما حدث هو شي مقدر لي من الله سبحانه وتعالى.

* مستحقات الحكام تتأخر لمدة تتجاوز الـ3 أعوام في بعض الأحيان، ما هي انطباعاتكم حول ذلك التأخير؟

- اتفق معك، وكان ذلك في الوقت السابق، ولكن حاليا تحسن الحال كثيرا حيث تم صرف أغلب المستحقات ولم يتبقّ إلا القليل منها، وتبذل اللجنة الحالية جهودا كبيرة في سبيل تسليم جميع المستحقات المتأخرة، وهذا دليل على اهتمامها وحرصها على توفير الجو الملائم ومنح الحكم كل حقوقه حتى يكون في أفضل حالاته وهو يقود المباريات.

* قدتَ الكثير من المواجهات خلال المواسم الماضية، ما المباراة التي قدمت من خلالها مستوى مميزا جعلك سعيدا بأدائك؟

- في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد عام 2009 التي جمعت الهلال والشباب وانتهت بفوز الأخير 2 - 1، هذه المباراة هي أول نهائي أتشرف بقيادته وقدمنا فيه مستوى جيدا، ولم تكن هناك أخطاء مؤثرة على النتيجة ولله الحمد، وحصلت على جائزة أفضل حكم مساعد عام 2009، وهذا الإنجاز بلا شك سيرفع من معنوياتي لمواصلة التألق.

* لا يزال الحكم الأجنبي يقود المباريات الجماهيرية، هل انعدمت الثقة بطاقم التحكيم السعودي؟

- المسالة ليست متعلقة بالثقة لأنها موجودة، ولكن من وجهة نظري أن الضغوطات التي تمارس على الحكم السعودي هي وراء وجود الأجنبي الذي أصبح مرغوبا فيه، وفي السابق كانت إخفاقات الأندية يذهب ضحيتها الحكام السعوديون، وحتى نكون صادقين مع أنفسنا هناك أخطاء كارثية يرتكبها الحكام الأجانب كان لها تأثير كبير على نتائج بعض المباريات للأسف يتقبلها جميع الأطراف بصدر رحب دون توجيه سهام النقد إليهم.

* الحكم معرض لاتخاذ قرارات تحكيمية خاطئة، ما المواجهات التي ندمت على قراراتك فيها؟

- ولله الحمد خلال مشواري التحكيمي لم أتعرض لمثل هذا الموقف، وأتمنى أن أنهي مسيرتي التحكيمية بسجل نظيف، ودائما الإنسان يتوكل على الله في حياته. وحتى تكون في الصورة، الأخطاء التي تنتج من الحكام واردة في عالم كرة القدم، وهي جزء من اللعبة وعلى الجميع أن يتقبل هذا المفهوم، ودائما التوفيق من الله سبحانه وتعالى.

* المواجهات الجماهيرية تحمل طابعا خاصا، كيف كان استعدادك لها في حال تكليفك للإشراف عليها؟

- تعلمت منذ دخولي السلك التحكيمي أن جميع المباريات تأتي بدرجة واحدة، فهي بالنسبة لي سواسية سواء كانت مباراة في دوري الناشئين أو دوري زين السعودي، وأحرص دائما على الاستعداد والاهتمام في أي لقاء يتم تكليفي بقيادته، ودخولي المجال التحكيمي هواية وجاء عن رغبة واستمتاع، ويهمني أن أقدم كل ما لدي من جهد وخبرة، خصوصا أن هناك لجنة ومراقبين ينتظرون مني الأداء الجيد والمستوى المطلوب، كما أنهم يناقشون أي حكم بعدما تنتهي المباراة.

* من خلال مسيرتك التحكيمية أي اللجان تجد أنها قدمت جهدا وعملا جبارا لتطوير مستوى التحكيم؟

- صدقني ودون أي مجاملة، جميع اللجان التي أشرفت على الحكام كان لديها الطموح والسعي لتطوير مستوى الحكم والتحكيم في السعودية، وجميع اللجان مكملة بعضها لبعض، ولا أعتقد أن أي رئيس لجنة لا يتمنى النجاح له ولزملائه الأعضاء، وأنا كحكم أكنّ كل تقدير واحترام لرؤساء اللجان الذين تعايشت معهم سواء لجنة الجعيد أو لجنة عمر الشقي أو لجنة عبد الله الناصر أو لجنة عمر المهنا الحالية، الذي دائما يحرص على توفير الجو الصحي للحكام، ولا أخفيك سرا أن المهنا هو من رغّبني في دخول المجال التحكيمي.

* بعد ظهورك بمستوى مميز خلال الموسم الماضي، هل من المتوقع رؤيتك ضمن حكام كأس العالم في 2014 بالبرازيل؟

- كل حكم يتمنى فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم، والحكام السعوديون ولله الحمد لديهم القدرة على تحقيق ذلك، فالحكم خليل جلال وعلي الطريفي سبق لهما المشاركة، وكان لهما حضور جيد وقدما مستويات تؤكد أن الحكم السعودي يحظى بقبول المتابعين، وأتمنى أن يكون لي نصيب أو لأي حكم سعودي، فالمهم هو تشريف الوطن.