عاصفة صيفية تهب على «السفينة الحمراء» في موسم الانتقالات

دالغليش يتخلص من أخطاء الماضي ويستغني عن 19 لاعبا في أكبر عملية تطهير

TT

أخيرا انتهت عملية الاستغناء عن لاعبين داخل ليفربول، لقد حدثت ثورة خلال فصل الصيف هذا داخل أنفيلد، وكانت هذه بمثابة قفزة كبيرة للأمام ذات أبعاد غير مسبوقة. وبأمر من ملاك النادي قام المدير الفني، كيني دالغليش، ومدير الكرة، دامين كومولي، بالاستغناء عن 19 لاعبا من فريق ليفربول. ورحل آخر اثنين من هؤلاء اللاعبين، راؤول ميريليس وفيليب ديغن، قبل دقائق من إغلاق نافذة موسم الانتقالات. وبذلك انتهت حقبة، وبدأت أخرى.

تم بيع أو تسريح نحو 14 لاعبا، وأعير 5 آخرون بصورة مؤقتة، والأبرز بينهم هو جو كول وألبرتو أكويلاني. لقد تم حذف 30 مليون جنيه إسترليني من قائمة الأجور، كما تم حصد ما يزيد قليلا على 20 مليون جنيه إسترليني.

لا تناسب عبارة «تقليم الفريق» وصف ما حدث؛ فقد كان هذا هجوما شاملا على أخطاء الماضي. ولم يبق سوى براد جونز وداني ويلسون من تعاقدات روي هودغسون، كما لم يبق سوى 3 من 14 لاعبا تعاقد معهم رافاييل بينيتيز في عاميه الأخيرين داخل النادي. وبعد أقل من عام على الانقلاب الذي أحضر مجموعة «فنواي سبورتس» إلى أنفيلد، خضع ليفربول لعملية تطهير ثانية. ولكن استمرت عملية التطهير الحالية طوال فصل الصيف.

وقد كان بعض اللاعبين مستعدا بدرجة أكبر من آخرين لترك النادي. ووافق بول كونشيسكي على تخفيض أجره مقابل الانضمام إلى ليستر. ووافق كل من نبيل الزهار وإميليانو إينسوا وميلان يوفانوفيتش وديغن على إلغاء تعاقداتهم، لكن مقابل تسويات جيدة. وسيستمر ليفربول يدفع مقابل الأخطاء التي حدثت من قبل. ويؤكد نادي ليل الفرنسي أن ليفربول سيستمر في دفع 60% من أجر كول البالغ 80 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، مما يعني أن أنفيلد سيدفع ما يصل إلى 2.5 مليون جنيه إسترليني في موسم سيلعب فيه اللاعب، البالغ من العمر 29 عاما، داخل فرنسا. وكان هناك دعم أيضا لانتقال كريستيان بولسون إلى إيفيان، لكن الفكرة أن «فنواي سبورتس» تنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب وليس النصف الفارغ. وعلى الأقل فإن الـ2.5 مليون جنيه إسترليني المدفوعة إلى كول بينما يلعب في فرنسا توفر 1.65 مليون جنيه إسترليني.

وقد كانت مجموعة «فنواي سبورتس» عاقدة العزم على تشكيل فريق أكثر فعالية من ناحية التكاليف، وكانت مستعدة لتحمل التكاليف المالية على المدى القصير للقيام بذلك؛ لذا كان قرارها الإنفاق الكثير والمبكر، بغض النظر عن آثار ذلك فيما بعد خلال فصل الصيف. ويقول كومولي: «كان الملاك سعداء بمواجهة المخاطر، كان من المحتمل أن يقول الكثير من الملاك إن الفريق كبير للغاية ولا حاجة لإنفاق المزيد؛ لذا تحتاج إلى تقليل عدد اللاعبين، وعندما تقوم بذلك يمكن أن تشتري بعض اللاعبين، لكن لم يحدث ذلك. قلت لهم سنحتاج أولا إلى الشراء، وقد كانوا شجعانا جدا بقبول ذلك».

ولم يكن ميريليس راغبا في ترك أنفيلد، لكن لم يكن أمامه خيار بعد أن رأى البرتغالي جوردان هندرسون وتشارلي أدام في وسط الملعب مع إخلال بوعد بزيادة أجره إلى 35 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع إذا انتهى موسمه الأول بنجاح. ولم تبدأ أي نقاشات حول زيادة الرواتب. وفي النهاية اضطر إلى تقديم طلب انتقال وتنازل عن مدفوعات ولاء ليسهل هروبه إلى تشيلسي. ولم يكن يرغب الكثير من مشجعي ليفربول في بيع ميريليس، لا سيما لمنافس مثل تشيلسي وبمبلغ 12 مليون جنيه إسترليني، وهو المبلغ نفسه الذي اشترى به هودغسون اللاعب البرتغالي الدولي. لكن كان هذا أسلوب نادي ليفربول الجديد. ويرغب دالغليش في اللاعبين الذين يراهم ضروريين.

ويقول اللاعب كرايغ بيلامي، الذي انضم إلى ليفربول: «بالنسبة إلي، فإن اللاعبين الذين وقعوا كانوا بريطانيين بدرجة كبيرة، وهو ما أعادني إلى الفترة التي بدأت فيها أشاهد ليفربول. يبدو ذلك مألوفا بدرجة كبيرة بالنسبة لي، وشرف لي أن أكون جزءا من هذا». لقد شكل دالغليش الفريق الذي يرغب فيه: شبابا ومتحمسين ومحليين في الأغلب لديهم عاطفة تجاه النادي. ويتناسب ذلك مع رؤية مجموعة «فنواي سبورتس». ويوفر ذلك 17 مليون جنيه إسترليني في الموسم. لكن في مقابل ذلك أنفقت مجموعة «فنواي سبورتس» 114 مليون جنيه إسترليني على لاعبين في 8 أشهر، بالإضافة إلى الأجور، واستعادت 75 مليون جنيه إسترليني في رسوم الانتقالات. ولا يعد ذلك عودة إلى ماضي ليفربول، ولكنه بداية المستقبل.

كان كيني دالغليش قد دافع عن المبالغ الكبيرة التي يدفعها الفريق خلال الصيف الجاري من أجل التعاقد مع لاعبين جدد، قائلا: إن النادي قد تصرف «بشكل مسؤول» في سوق الانتقالات، وإن مالك النادي، جون هنري، قد بدد أي شكوك مثارة حول مستوى الدعم المالي المقدم من مجموعة «فينواي» الرياضية المالكة للنادي. وقد أنفق ليفربول ما يقرب من 50 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات 3 من لاعبي خط الوسط، هم: جوردان هندرسون وتشارلي آدم وستيوارت داونينغ. وقد دفع النادي 57.8 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع كل من لويس سواريز وأندي كارول في شهر يناير (كانون الثاني)، وإن كان قد حصل في المقابل على 56 مليون جنيه إسترليني مقابل بيع كل من فرناندو توريس وريان بابل، وهو ما يعد أكبر إنفاق لمجموعة «فينواي» الرياضية على النادي منذ أن قامت بشرائه من توم هيكس وجورج جيليت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال دالغليش: «لقد كان شيئا رائعا للغاية أن يقوموا بتوفير المال اللازم للتعاقد مع اللاعبين الذين طلبنا التعاقد معهم. لقد كان الشيء الأهم بالنسبة لنا هو التعاقد مع لاعبين جدد، وقد قمنا بالفعل بالتعاقد مع لاعبين جيدين». وأضاف: «لقد تصرفنا بمسؤولية في سوق الانتقالات، وتصرفنا أيضا بمسؤولية واحترام مع ملاك النادي الذين قدموا دعما ماليا خياليا». وعند سؤاله عن كيفية دفع ليفربول 16 مليون جنيه إسترليني لنادي سندرلاند و20 مليون جنيه إسترليني لنادي أستون فيلا للتعاقد مع كل من هندرسون وداونينغ على الرغم من الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا خلال الموسمين الماضيين، قال دالغليش: إن النادي لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي؛ لأنه يسعى إلى الانضمام إلى النخبة الأوروبية. ويعتقد دالغليش أن الأموال قد تم استثمارها بشكل جيد حتى الآن. وأضاف المدير الفني لليفربول: «لا أعتقد أن هناك أحدا يشكك في إمكانات لويس سواريز. لن يحالفك الحظ دائما لكي تتعاقد مع لاعب جيد مثله في كل مرة تقوم فيها بتوقيع شيك للحصول على خدمات أي لاعب، لكننا كنا محظوظين عندما تعاقدنا معه. من المؤكد أن إنفاق المال لا يضمن لك النجاح، لكنني لم أسمع قط أن هناك ناديا قد حقق النجاح من دون إنفاق الأموال؛ لذا يعد هذا شيئا ضروريا، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن تنفق هذه الأموال بحكمة». وثمة تناقض صارخ بين الدعم والقوة الشرائية الحالية لنادي ليفربول وبين موقف الفريق قبل 12 شهرا من الآن، ويثق المدير الفني في أن الاستقرار خارج الملعب سوف يساعد النادي على العودة إلى المراكز الأربعة الأولى. وقال دالغليش: «لا أعتقد أن ما يحدث خارج الملعب يمكن استخدامه كذريعة لما يحدث داخل الملعب، لكن عندما يكون هناك استقرار في النادي سيكون ذلك مفيدا بالطبع للفريق. ومن المهم جدا أن يكون الجميع على قلب رجل واحد من دون أي انحراف عن السرب. وفي الواقع، يعد جون هنري شخصا جيدا للغاية؛ حيث يعطي للنادي اهتماما كبيرا ويريد أن يأخذه نحو الاتجاه الصحيح. إننا محظوظون للغاية لأنه لا يوجد من يسير في الاتجاه الخاطئ».