صدمة في الإنتر: فورلان لن يتمكن من اللعب في دوري الأبطال.. وموراتي غاضب

بعد مشاركة المهاجم الأوروغواياني مع أتليتكو مدريد في تمهيدي الدوري الأوروبي

TT

تلقى نادي الإنتر الصدمة مساء يوم الجمعة الفائت، لكنها صارت معلومة للجميع عند الساعة 13.55 يوم أول من أمس، والتي تتمثل في أن دييغو فورلان، المنتقل حديثا إلى صفوف الفريق، لن يتمكن من المشاركة في المباريات الست الأولى لبطولة دوري الأبطال لأنه تم إشراكه في 28 يوليو (تموز) و4 أغسطس (آب) الماضيين من جانب فريقه السابق أتليتكو مدريد في إطار الجولة الثالثة للدوري التمهيدي بالدوري الأوروبي، أمام فريق سترومسغوديست النرويجي، وما زاد الطين بلة أن قائمة اللاعبين الذين يمكن الاستفادة منهم على المستوى الأوروبي والتي تم تسليمها للاتحاد الأوروبي الخميس الماضي غير قابلة للتعديل، مع اطمئنان من جانب المدرب غاسبيريني واللاعب لوك كاستاينوس، الذي كان يمكنه أن يكون مرشحا تقريبا لحل محل فورلان.. إنها صدمة ليست بالهينة.

رسالة الجمعة: وصلت رسالة البريد الإلكتروني التي جمدت الإنتر مساء الجمعة من المقر الرئيسي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وتم إعلان نادي الإنتر في مقره في شارع فيتوريو إيمانويلي بميلانو أن دييغو فورلان ليس من بين اللاعبين الممكن اختيارهم لتمثيل الفريق (وفي الواقع لا يظهر اسمه على الموقع الرسمي للبطولة الأوروبية الكبرى) في دور المجموعات في بطولة دوري الأبطال الحالية (الإنتر سيبدأ مشواره في 14 سبتمبر/ أيلول على ملعبه أمام طرابزون سبور التركي)، للأسباب التي تحدثنا عنها سلفا، فقد استفاد نادي أتليتكو مدريد من مهاجمه الأوروغواياني في جولة الدور التمهيدي للدوري الأوروبي، في الوقت نفسه الذي ولدت فيه المفاوضات مع الإنتر، بينما لم يتم تضمينه في القائمة أمام فريق فيتوريا غيمارايش البرتغالي. كانت هذه العقبة في الحسبان بالفعل، لكن الإنتر وقع فيها لأنه في نهاية يوليو الماضي، حينما كان فورلان ينزل إلى الملعب، كان مسؤولو النادي جميعهم يعيشون أياما ساخنة جدا، تلك التي شهدت مباريات الفريق الخارجية في دبلن وكأس السوبر الإيطالية في بكين، أمام الميلان. كان هذا تقريبا جزءا من نتائج تحليل ما حدث والذي تم داخل النادي.

سذاجة وليس جهلا: إذن، هي ليست مشكلة جهل باللائحة، لكن مشكلة تتعلق بغياب الانتباه في عدم التحقق إذا كان أتليتكو مدريد قد خاض جولة سابقة على تلك التي ضمنت له المشاركة في الدوري الأوروبي، والدفع بفورلان إلى الملعب بما يتفق مع اللوائح، والذي كان ليشارك مع الإنتر إذا تم إقصاء أتليتكو مدريد في الدوري التمهيدي، مثلما حدث مع باليرمو بالنسبة للاعب أنطونيو نوتشيرنو، الذي تم إدراجه في قائمة الميلان لدوري الأبطال، وفقا للائحة.

إنها صدمة يتحمل مسؤوليتها كثيرون على أي حال، وبعد الخطأ الفادح للإنتر (والذي يشهد له بالشفافية فقد أقر بالخطأ على موقعه الرسمي) فإن نادي أتليتكو مدريد والمحيطين باللاعب يتحملون جزءا من المسؤولية بجهلهم بلائحة الاتحاد الأوروبي. وإن لم يكن الأمر هكذا لما أبعد فريق فورلان السابق أحد لاعبيه الأكثر خبرة في مواجهة فيتوريا غيمارايش البرتغالي، مجازفا بالوصول إلى المرحلة النهائية للدوري الأوروبي. وبسبب هذه الخدعة أيضا لم يتضح هذا الخطأ أبدا خلال فترة المفاوضات، ولا حتى حينما وصل اللاعب إلى ميلانو، على الأقل كي يتم «فقد» كاستاينوس في القائمة الأوروبية. من أجل لعب المباراتين اللتين تعوقانه الآن عن المشاركة مع الإنتر في دوري الأبطال، كان فورلان قد أرجأ إجازته، بعد العودة من بطولة كوبا أميركا. وليس صدفة أن اللاعب كان آسفا للغاية أول من أمس خلال أولى مبارياته مع الإنتر والتي سجل فيها هدفا، وفي غرفة خلع الملابس كان اللاعب الأوروغواياني حزينا للغاية. ووصف الرئيس موراتي أنه كان غاضبا جدا بما تحمله الكلمة من معنى مساء الجمعة ويوم أول من أمس بسبب واقعة فورلان. ولن يفيد الفوز 1/11 على فريق الشباب بالنادي في إسعاده. إن موراتي لم يكن يصدق ما حدث، ثم استشاط غضبا، بسبب غضب غير مبرر، ويعود بضرر اقتصادي كبير على النادي.

أكثر ما يؤرق مسؤولي النادي قبل كل شيء هو الضرر الذي لحق بصورة الإنتر كناد كبير، لأنه من الصعب القبول بفكرة أنه في ثنايا تنظيم ناد ذي مستوى عالمي مثل الإنتر يمكن أن تختفي سذاجة من هذا النوع، من شأنها أن تأتي بخسارة مدوية هكذا. أو أنه كان هناك مستوى منخفض هكذا من التركيز من جانب الجميع في مواجهة حدث مهم كهذا. هذا علاوة على تأثير ذلك على الجوانب الفنية لأن الواقع الكروي للفريق لا يخفى على أحد، حيث يفقد المدرب غاسبيريني لاعبا مؤثرا في دوري أبطال أوروبا.

خليفة إيتو: إنه يفقد اللاعب الذي تم اختياره أولا (وكان موراتي قد بارك ضم فورلان بحماس) كمهاجم تم ترشيحه لسد الفراغ الذي تركه بيع صامويل إيتو. لقد تم اختياره لأسباب عديدة: المستوى الفني، الكاريزما، قدرته على الاندماج السريع في الفريق، والخبرة الدولية (أيضا في أوروبا..).

المعضلتان: كما أنه من المؤكد أيضا أن صفقة فورلان استغرقت من الإنتر الكثير أيضا على مستوى الوقت (لم تكن صفقة كالبرق) لكن خاصة من الناحية الاقتصادية. وبعدما ظهر الخطأ للجميع، كان هناك سؤالان تلقائيان قبل أي شيء، وهما: هل الإنتر ركز على اللاعب الأوروغواياني على أي حال وهو يعلم عدم قدرته على الاستفادة منه في دوري الأبطال، أم أنه أراد استغلال الأيام المتبقية حتى نهاية سوق الانتقالات لاتخاذ مسارات أخرى؟ والسؤال الثاني خاصة هو: حينما قرر الإنتر شراءه، ماذا كان ليوفر، من حيث ثمن البطاقة الدولية وراتب فورلان، بقدرته على التوصل لاتفاق مع أتليتكو مدريد (ومع وكيل أعمال اللاعب)، من دون الاكتراث بهذا المتغير الذي لا يمكن تجاهله؟