كاسانو مهاجم الميلان يواصل تألقه ويسجل هدفه السابع بقميص الآزوري

خطف الأضواء من الجميع داخل معسكر منتخب إيطاليا خلال الأيام الماضية

TT

قاد الإيطالي أنطونيو كاسانو، مهاجم الميلان، منتخب بلاده للفوز على مضيفه جزر الفارو بهدف نظيف في الدقيقة 11 من الشوط الأول، في المباراة التي جمعتهما يوم الجمعة الفائت. ومن الغريب أن المنتخب الذي تمكن منذ أيام قليلة من الفوز على أبطال العالم «إسبانيا»، لم ينجح في التغلب على جزر الفارو «صاحب المستوى المتوسط» سوى بهدف واحد (مشكوك في صحته، جاء عن طريق تسلل) سجله المهاجم أنطونيو كاسانو، لكنه فتح الباب نحو ضمان التأهل لبطولة أمم أوروبا 2012.

ربما كان ضعف أداء المنتخب الإيطالي يعود إلى الإضراب الذي قام به اللاعبون بشكل مفاجئ، الأمر الذي أدى إلى توقف مباريات دوري الدرجة الأولى والتي كانت لتسهم في رفع مستوى الفريق بدنيا وفنيا. لكن الشيء الجميل في هذه المباراة أنه على الرغم من عدم لمعان نجم أنطونيو في هذا اللقاء فإنه نجح في إحراز هدفه السابع (رغم عدم صحته) بقميص الآزوري. وإذا ما فكرنا في الأمر جيدا، سنجد أن هناك مفارقة.. فاللاعب الذي تشتت خلال السنوات العشر الفائتة ما بين التشجيع والانتقادات في إيطاليا استطاع هذه المرة أن يسجل ويلجم كل أصوات الانتقادات التي كانت مجهزة لتنهال على الفريق الذي خاب أمله في الاعتماد على كاسانو.

إن القدر، في الواقع، هو الذي أراد أن يصبح كاسانو بطلا. ففي غضون الأيام الخمسة الماضية، استطاع المهاجم كاسانو أن يسرق الأضواء من الجميع، على الأقل ثلاث مرات: كانت أولاها عندما وجه اللوم بشدة إلى فينتوراتي، مدرب الأحمال، خلال أحد تدريبات الآزوري، ثم عندما جثا على ركبتيه في اليوم التالي طالبا من فينتوراتي السماح، وأخيرا عندما سجل مبكرا هدف المباراة الذي أعاد إصلاح تلك الليلة غير الموفقة للآزوري. وكان تشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، قد صرح قبل بداية المباراة قائلا «يحاول كاسانو دائما أن يصحح من تصرفاته». ونحن نعتقد في هذا الكلام، غير أن هناك فكرا يجول في الرأس بشأن الطريقة التي احتفل بها كاسانو بهدفه، حيث وضع إصبع الإبهام في فمه (على طريقة توتي) ليهديه بذلك إلى ابنه كريستوفر. إن هذا الأمر، في الواقع، ما هو إلا تعبير عن الطفل الموجود بداخله الذي يعشق الإبهار بأفعاله والكرة والجمال الناتج عما تصنعه القدم. كان فريق جزر الفارو يضع نصب عينيه كاسانو جيدا نظرا لأنه كان قد سجل أيضا في مباراة الذهاب، لكننا الآن ننتظر ما هو أكثر منه ومن منتخب إيطاليا. وكان كاسانو قد صرح عقب مباراة الآزوري أمام إسبانيا في باري يوم 10 أغسطس (آب) الفائت قائلا «كانوا يقولون إنني انتهيت، لكني لا أزال أتألق». والآن بعد مرور 20 يوما وبعد إنقاص ثلاثة كيلوغرامات من وزنه، أدرك كاسانو مرة أخرى أن الاختبارات لا تنتهي أبدا. ولم يكن من الصدفة أن يصرح جيورجيو كيلليني، مدافع إيطاليا، عقب انتهاء المباراة قائلا «كان أنطونيو سعيدا بالهدف، غير أنه مدرك أنه كان ينبغي عليه عمل المزيد». وهنا، فنحن نتشبث بهذه الشرارة من أجل أن يكون هناك الأمل في مستقبل مختلف، نكون فيه متحققين نهائيا من القول المأثور الذي يقول إن «العملاق يتهتك ضروريا مع الوقت». نحن نحتاج إلى كاسانو «عادي» يكون مرآة المنتخب الإيطالي الوافي لحاضره وماضيه. وربما يكون ذلك كافيا في انتظار عودة الأمجاد إلى الآزوري من جديد.