بولت يبدأ بخطأ ويختم بذهبيتين ورقم قياسي في 100 متر تتابع

بطولة العالم للقوى تختتم بأسوأ أداء للدولة المضيفة.. وقطر مرشحة لاستضافة منافسات 2017

TT

استهل «الإعصار» الجامايكي أوسين بولت مشواره في النسخة الثالثة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى في دايغو الكورية الجنوبية بانطلاقة خاطئة حرمته من الدفاع عن لقبه بطلا للعالم في سباق 100 متر، لكنه اختتم البطولة بلقب ورقم قياسي خرافي مع منتخب بلاده في سباق التتابع 4 مرات 100م أمس.

وكانت الأنظار شاخصة نحو بولت، «ملك» سباقات السرعة (100م و200م) وحامل أرقامها القياسية وألقابها العالمية والأولمبية، قبل انطلاق المونديال، حيث كان يسعى إلى الاحتفاظ بجميع ألقابه ليصبح أول عداء في التاريخ يحتفظ بثنائية 100م و200م، لكنه ارتكب انطلاقة خاطئة في الدور النهائي لسباق 100م حرمته من هذا الإنجاز، حيث عاد اللقب إلى مواطنه وصديقه في التدريبات يوان بلايك.

ودار جدل كثير حول إقصاء بولت الذي لم يصدق بنفسه ما حصل ولم يهضمه بسهولة بعدما انفجر غضبا عقب الإقصاء، واحتاج «الإعصار» إلى يومين لاستعادة أنفاسه ووضع ما حصل خلفه، حيث قرر المشاركة في سباق 200م بعدما حامت الشكوك حول ذلك، ونجح في الاحتفاظ بلقبه العالمي بسهولة كبيرة قبل أن يضرب بقوة وزملاءه نيستا كارتر ومايكل فريتر وبلايك ويتمكنوا من تحطيم رقم خرافي في سباق التتابع 4 مرات 100م الذي اختتمت به البطولة. وكان الختام مسكا لأنه الرقم القياسي العالمي الوحيد الذي سجل في البطولة، ونال بولت ذهبيته الثانية بعد الأولى في 200م على غرار بلايك الذي أضافها إلى ذهبية سباق 100م.

وساهم بلايك وبولت بشكل كبير في الرقم القياسي حيث تسلم الأول العصا في الـ100م الثالثة وراح يوسع الفارق قبل أن يسلمها إلى بولت في الـ100م الأخيرة، فانطلق بسرعة خارقة ليتحقق الرقم القياسي العالمي 37.04 ثانية.

وكان الرقم القياسي العالمي السابق هو 37.10 ثانية، وكان مسجلا باسم جامايكا، حيث حققته في دورة الألعاب الأولمبية في بكين وضم المنتخب وقتها كارتر وفريتر وبولت واسافا باول الذي غاب عن النسخة الحالية بسبب الإصابة وعوضه بلايك فكان «خير خلف لخير سلف».

وتقدمت جامايكا بفارق كبير على فرنسا التي نالت الفضية (38.20ث)، بينما عادت البرونزية إلى سانت كيتس ونيفيس (38.49ث). وأقصي المنتخب الأميركي بسبب سقوط دارفيس باتون في نهاية الـ100م الثالثة، ولم ينجح في تسليم العصا إلى والتر ديكس. وكأن الاتحاد الدولي أراد رفع معنويات بولت عندما سلمه أمس أيضا ذهبية سباق 200م ليصعد في مناسبتين إلى منصة التتويج. وخرج رئيس الاتحاد الدولي السنغالي لامين دياك ليقول إنه ليس لدى اتحاده أي نية لتغيير قانون الانطلاقة الخاطئة، وقال: «قانون الانطلاقة الخاطئة الذي يقصي مرتكبها مباشرة لن يتغير، أنا أدافع عن هذا القانون الذي ينبغي علينا الاحتفاظ به. صحيح أنه لا يتعين علينا الانصياع لطلبات التلفزيون، لكنها مصداقيتنا التي على المحك».

وأوضح دياك الذي انتخب رئيسا لولاية جديدة قبل انطلاق البطولة: «ليس هناك أي عضو من أعضاء مجلس الإدارة الجديد، الذي اجتمع أمس، اقترح تغيير هذا القانون».

وينص قانون الانطلاقة الخاطئة الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني) 2010 على الإقصاء من أول انطلاقة خاطئة بعدما كان القانون السابق يتسامح مع مرتكب الانطلاقة الخاطئة الأولى على أن يقصى مرتكب الثانية.

وقال دياك: «القانون القديم كان يسمح لبعض العدائين بالتسبب عمدا في انطلاقة خاطئة، من دون مخاطر، لإرغام عدائين آخرين على الإقصاء في حال ارتكبوا الثانية». وختم دياك: «حتى بولت قال: (ارتكبت انطلاقة خاطئة، ارتكبت خطأ)».

في المقابل تعرض منتخب التتابع الجامايكي للسيدات لسباق 4 مرات 100م لخيبة أمل كبيرة لأنه فقد لقبه العالمي لصالح الولايات المتحدة. وثأر المنتخب الأميركي المكون من بيانكا نايت واليسون فيليكس ومارشيفيت مايرز وكارميلا جيتر، من جامايكا لخسارته اللقب في برلين، وهو اللقب السادس للولايات المتحدة بعد أعوام 1987 في روما و1995 في غوتبورغ و1997 في أثينا و2005 في هلسنكي و2007 في أوساكا.

وكسبت فيليكس ميداليتها الرابعة في دايغو بعد فضية سباق 400م وبرونزية سباق 200م الذي كانت تحمل لقب نسخه الثلاث الأخيرة، والتتابع 4 مرات 400م، بينما نالت غيتر ميداليتها الثالثة بعد ذهبية 100م وفضية 200م.

وأحرز الأميركي الواعد كريستيان تايلور، 21 عاما، ذهبية مسابقة الوثبة الثلاثية، متفوقا على بطل النسخة الأخيرة وصيف بطل أولمبياد بكين البريطاني فيليبس ايدوهو.

وتصدر ايدوهو المسابقة من محاولته الأولى بتسجيله 17.56م عززها 17.70متر، في محاولته الثالثة، ثم 17.77 في محاولته الرابعة، بيد أن تايلور رد عليه في الرابعة ذاتها مسجلا 17.96م كانت كافية لانتزاع الذهب العالمي. وعادت البرونزية للأميركي الآخر ويل كلاي بتسجيله 17.50م في محاولته الثالثة.

واحتفظ الكيني ابيل كيروي بلقبه بطلا للعالم في سباق الماراثون بزمن 2.07.38 ساعة، وهو أفضل توقيت له هذا العام. وعادت الفضية إلى الكيني الآخر فنسنت كيبروتو والبرونزية للإثيوبي فييسا ليليسا. وبات كيروي، 29 عاما، ثالث عداء ينجح في الاحتفاظ باللقب العالمي بعد الإسباني ابيل انطون عامي 1997 في أثينا و1999 في إشبيلية، والمغربي جواد غريب الذي توج به عامي 2003 في باريس و2005 في هلسنكي، وهو اللقب الثالث على التوالي لكينيا في الماراثون بعدما توج لوك كيبيت بلقب دورة أوساكا 2007 والرابع في تاريخ بطولة العالم بعد الأول لدوغلاس واكيهوري في روما 1987.

وأحرز البريطاني محمد فرح ذهبية سباق 5 آلاف متر، وقطع فرح الصومالي الأصل الذي هاجر وعائلته إلى بريطانيا عن سن الثامنة مسافة السباق بزمن 13.23.36 دقيقة، متقدما على الأميركي برنارد لاغات بطل 2007 في أوساكا ووصيف بطل النسخة الأخيرة (13.23.64د) والإثيوبي ديجين جيبريميسكيل (13.23.92د). وهي الميدالية الأولى لبريطانيا في سباق 5 آلاف متر بعد برونزية جاك باكنر عام 1987 في روما، وهي الميدالية الثانية لفرح في النسخة الحالية بعد فضية سباق 10 آلاف متر الأحد الماضي عندما حل خلف الإثيوبي إبراهيم جيلان وأمام الإثيوبي الآخر إيمان مرغا الذي حل ثالثا في سباق أمس، لكنه استبعد بسبب خروجه عن المضمار، فعادت البرونزية إلى مواطنه جيبريميسكيل.

وأحرزت الروسية ماريا سافينوفا، 26 عاما، ذهبية سباق 800م، متقدمة على الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا بطلة النسخة الأخيرة، بينما عادت البرونزية للكينية جانيث جيبكوسغي بوسييني بطلة أوساكا 2007.

وكانت سيمينيا، 21 عاما، أثارت جدلا كبيرا بعد تتويجها في أغسطس (آب) 2009 في برلين بفارق كبير أمام جميع المنافسات، فشكك عدد من المتابعين بأن تكون امرأة «بشكل كامل»، ما دفع بالاتحاد الدولي إلى فتح تحقيق للتأكد من جنس العداءة التي اعتبرها البعض حينها بأنها «خنثى»، لكنه سمح لها في 6 يوليو (تموز) 2010 بالاشتراك في المنافسات استنادا إلى نتائج الفحوص التي توصلت إليها مجموعة من الخبراء الطبيين.

وفازت الروسية الأخرى تاتيانا ليسنكو بذهبية مسابقة رمي المطرقة، متقدمة على الألمانية بيتي هيدلر حاملة الرقم القياسي العالمي. وكانت ليسنكو حاملة الرقم القياسي العالمي أيضا سابقا أوقفت لمدة عامين بسبب تناولها منشطات، فغابت عن نسخة أوساكا 2007 وأولمبياد بكين، وحلت سادسة في برلين 2009.

ومع ختام المنافسات حصلت كوريا الجنوبية على وسام مشين، يتمثل في لقب أسوأ أداء للدولة المضيفة لبطولة العالم لألعاب القوى، حيث لم يتوّج أي من رياضيها بميدالية.

من جهة أخرى لمح رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى لامين دياك إلى إمكانية إقامة نسخة 2017 من بطولة العالم في الدوحة، واحتمال إقامة العرس العالمي خارج المواعيد المعتادة في يوليو وأغسطس. وقال دياك: «بإمكاننا تغيير المواعيد. لم نقل أبدا إن المسابقات يجب أن تقام في أغسطس، ليس لدي أي مانع في أن تختم البطولة العالمية للموسم».

يذكر أن الدوحة ولندن هما المرشحتان الوحيدتان لنسخة 2017، حيث تقام النسخة المقبلة في موسكو عام 2013 وفي بكين عام 2015.