أندية النخبة الأوروبية تطالب بخفض المباريات الدولية لحماية اللاعبين من الإرهاق

الاقتراح الجديد أحدث حلقات المعركة الدائرة بين رابطة الأندية والفيفا

TT

بموجب الخطة الجديدة التي طرحتها رابطة الأندية الأوروبية التي تمثل أكثر من 200 نادٍ، سيتم خفض عدد المباريات الدولية التي تقام خلال عامين من 19 إلى 12 مباراة، على أن تقام 6 مباريات فقط في العام الواحد. ويعتبر الاقتراح الجديد أحدث حلقات معركة رابطة الأندية الأوروبية للحصول على مزيد من النفوذ والاحترام من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، وكذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وأكد ديفيد غيل المدير التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد في أعقاب اجتماع الجمعية العامة لرابطة الأندية الأوروبية الذي عقد في ميونيخ على رغبة الأندية في خفض رزنامة المباريات الدولية في أعقاب انتهاء الاتفاق الحالي بعد كأس العالم 2014. وقال غيل: «نرغب في بطولات ذات معني، حتى تحصل على المؤهلات المطلوبة. وفي عالم مثالي سنرغب في خفض عدد المباريات إلى ست مباريات في العام الواحد، وهو الخفض الذي سيوازن بين رغبات المنتخب الوطني ورغبات الأندية التي يلعب لها اللاعب».

الدورة الحالية من المباريات حتى بطولة الأمم الأوروبية في صيف 2012 القادم تسمح بمشاركة اللاعب في سبعة مباريات متعاقبة وخمس مباريات ودية، إضافة إلى مباريات تمهيدية قبل البطولات ومباريات البطولات ذاتها.

وعلى الرغم من أن المقترح الجديد سيؤدي إلى تقليل إجهاد اللاعبين البارزين مثل الثمانية الدوليين في فريق مانشستر يونايتد، فإن التأثير على المدير الفني للمنتخب الإنجليزي واتحاد كرة القدم الذي يعمل غيل مديرا له أيضا سيكون بالغا.

ومع اشتراك إنجلترا في المجموعات المؤهلة المكونة من خمسة أو ستة فرق ستتأثر مواعيد 10 أو 12 مباراة بهذه المباريات التنافسية، وهو ما يترك مباراتين وديتين فقط على مدار موسمين، ما يقلل من فرص تجربة لاعبين وأساليب جديدة. كما تعتبر المباريات الودية أيضا محورية بالنسبة لخطة تشغيل استاد ويمبلي، الذي يعتمد على عائدات البث ودخل المباريات في تسديد قيمة الصيانة السنوية، التي تصل إلى نحو 20 مليون جنيه إسترليني.

ومنذ كأس العالم 2010 لعبت إنجلترا أربع مباريات ودية أمام كل من المجر وفرنسا وغانا في ويمبلي والدنمارك ذهابا، وألغيت الخامسة أمام هولندا في أعقاب الشغب الذي شهدته الملاعب الشهر الماضي. وسيتم إعادة المباراة في شهر فبراير (شباط) القادم، كما ستقام مباراة أخرى أمام إسبانيا بطل كأس العالم الماضية على استاد ويمبلي في نوفمبر (تشرين الثاني)، على افتراض عدم دخول إنجلترا أيا من مباريات الحسم لبطولة يورو 2012. وهو ما قد يضيف مباراة ودية أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني)، ليرفع عدد المباريات الودية إلى سبع خلال عامين.

ويبدو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أكثر تقديرا لمخاوف الأندية من بعض الاتحادات الأخرى ولا يستغل كل التوقيتات المتاحة، لكن التغييرات سيكون لها تأثير واضح على دخل الاتحادات الوطنية حول العالم، وقد تؤثر على حجم الأموال التي تذهب إلى الأندية. ويرفض هاينز رومينيغه رئيس رابطة الأندية الأوروبية هذه الفكرة بالقول: «إن الكثير من المباريات الودية يتم إضافتها لمجرد الحصول على المال لا لسبب آخر. يجب علينا أن نقف في صف الجودة، لا الكم. نحن نقبل أن تكون هناك مباريات تأهيلية ونهائيات، لكننا لن نقبل بوضع مباريات عديمة الجدوى».

لقد أصبحت المباريات الودية الدولية عملا مربحا بالنسبة للاتحادات الوطنية العاملة مع الوكالات، كما اتضح خلال الأسبوع الحالي في كرافن كوتدج، حيث هزمت البرازيل غانا وفي دكا ببنغلاديش حيث لعبت الأرجنتين أمام نيجيريا في مباراة زعم الوكلاء المحليون أنها قادرة على جمع 4.5 مليون دولار. وتطالب الأندية الأوروبية بزيادة فورية في حجم التعويضات التي تدفع في البطولات الدولية، وأن يتبنى الويفا والفيفا سياسات تأمينية لحماية اللاعبين.

تأتي الرزنامة الدولية على قمة قائمة خلافات رابطة الأندية الأوروبية مع كل من الويفا والفيفا، حيث شبه رومينيغه في هجومه عليهما خلال الشهور القليلة الماضية سيب بلاتر رئيس الفيفا برئيس مصر السابق حسني مبارك، قائلا إن فضائح الفساد التي طالت الفيفا مؤخرا أفقدتها مصداقيتها. وفي أعقاب الاجتماعات التي أجراها بلاتر مع بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، اتخذ رومينيغه موقفا أكثر تصالحا هذا الأسبوع، حتى إنه اعتذر عن تشبيه بلاتر بحسني مبارك، وقال إن التشبيه لم يكن عادلا بالنسبة لبلاتر. وقال في اعتذاره: «أجريت لقاءين مع كلا الرئيسين وتلقيت مؤشرات من كليهما على أنهم يقدرون مطالبنا، وأعتقد أن كلا الرئيسين يتحلى بالنيات الطيبة، وهو ما قد يصل بنا إلى نتائج عادلة ومُرضية».

ومهما كانت اللياقة في تصريحات رومينيغه، لا تزال الأحزان موجودة، وكما هو الحال في سياسات كرة القدم الدولية إلا أن الأنظار تتجه في النهاية نحو المال، والقوة والاحترام، مع سعي الأندية إلى الحصول على أكبر حصة من هذه المبادئ الثلاثة.

ومع النفوذ المحدود داخل الفيفا الذي تسيطر عليه الاتحادات الوطنية، سعت رابطة الأندية الأوروبية إلى الاستفادة من تدني سمعة الفيفا للمطالبة بمزيد من الشفافية والديمقراطية والإدارة الجيدة. وقال رومينيغه: «يعتقد الجميع أن هذا هو الوقت المناسب للهيئات الحاكمة أن تراعي مصالح الأندية في عملية اتخاذ القرار. عادة لا نعلم الكيفية التي تدار بها هذه الأمور في الفيفا، ونضطر إلى القراءة بشأن تغيرات في القواعد في الصحف. لا بد من الشفافية وأن نوقف الدمار الذي شهدته صورة كرة القدم من شائعات الفساد».