باتزيني يحسم الأمر ويمنح إيطاليا تأهلا مبكرا إلى أمم أوروبا 2012

كاسانو مرر كرتين ساحرتين.. وروسي وموتا أضاعا الفرص أمام مرمى سلوفينيا

TT

حسم المنتخب الإيطالي، أول من أمس، مسألة تأهله إلى بطولة الأمم الأوروبية المقبلة ببولندا وأوكرانيا (يورو 2012)، وذلك بتغلبه على نظيره السلوفيني بهدف نظيف سجله جامباولو باتزيني، مهاجم الإنتر، في الدقيقة 40 من الشوط الثاني بعدما دفع به المدير الفني من على مقعد البدلاء.

قبل خمس دقائق من النهاية، كنا نقول لبعضنا البعض إلى اللقاء في بلغراد، حيث المواجهة الصعبة أمام صربيا، في بلد إيفان، وللصراع على بطاقة تأهل ليست مضمونة نظريا. بعدها، هطل علينا هدف باتزيني وصار ملعب فرانكي، بمدينة فلورنسا، هو قلعة الاحتفال الخاصة بشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، ولفريقه. لقد تأهل الآزوري قبل جولتين من نهاية التصفيات، وبفوز في سبع مباريات من ثمان، وبلا أي هزيمة وهدف واحد سكن مرماه طوال هذه المباريات. لا بأس إن فكرنا من أين انطلقنا، من الأطلال الجنوب أفريقية، والخروج المخزي من المونديال الأخير، ومن تصريحات بوفون التي قال فيها: «إن تأهلنا إلى أمم أوروبا سيكون بمثابة إنجاز». وعلى العكس، أصاب برانديللي الهدف بالرقم القياسي في عدد النقاط في تصفيات البطولة وبمنتخب ثوري يمتلك بالفعل هوية وجمال. نقدم التحية إلى المدير الفني، قبل الجميع.

البرتغال: لقد عانينا يوم أول من أمس أيضا، لكننا أدركنا أنه يمكننا أن نكون أكثر جمالا وإمتاعا من ذلك، من خلال منح ثقل أكبر للهجوم، والذي أخذ شكلا جديدا بنزول باتزيني وبالوتيللي. وأكثر من المنتخب الإسباني، بدا الآزوري طويلا وكأنه منتخب البرتغال، مدرسة التمريرات الدقيقة، وإن لم يكن ضروريا تسجيل أهداف، لفاز بعشرات من مونديال العالم. كما أن ماريو أعطى الدفعة وباتزيني سجل الهدف. انطلق المنتخب الإيطالي قويا، من شبه هدف في الثلاث دقائق الأولى من عمر المباراة، عبر روسي ومونتوليفو. بعدها بدقيقتين، أطلق لاعب وسط فيورنتينا كرة رأسية إلى دي روسي والتي حولها الأخير إلى خارج المرمى. إنه الدليل على أن المبادلة البينية بين لاعبي خط الوسط الأربعة تعمل، والانطباع هو أن وصية المدير الفني تعمل أيضا، حيث التمرير الأقل ومحاولة التسديد أكثر. في الواقع، حاولنا كثيرا إنهاء الهجمة في المرمى، أيضا لأن بالزاريتي، مقارنة بمباراة جزر الفارو، بدا متألقا ومؤثرا على الأجناب.

محطات الوقود البشرية بالفريق كانت بحالة جيدة هي الأخرى، فقد رأينا كاسانو يمرر كرتين ساحرتين، في الدقيقتين 18 و24 من الشوط الأول، تضعان روسي وموتا بلا رقابة، لكنهما أضاعا الفرص الذهبية. بينما تحتاج لسطرين كاملين في موسوعة تريكاني الشهيرة التمريرة التي لعبها بيرلو لمونتوليفو، والذي سددها لروسي، لكنه أضاعها بشكل سيئ، والمعنى هو أننا، أيضا في ظل الصعوبات، نبني هجمات ونقترب من مرمى الخصم، ونعد، إلا أن اللاعب القادر على إعطاء معنى لكل شيء والذي يضع الكرة في المرمى غير موجود. جوسيبي روسي ما زال متأثرا بالأداء الذي ظهر به أمام جزر الفارو يوم الجمعة الماضي، كما يزداد إحباطا بسبب الفرص الضائعة ويبدو بلا حول ولا قوة أمام عرضيات بالزاريتي والتي تحلق من فوقه كالطائرة. إن كل دعوة شهية من الظهير هي بمثابة صرخة ألم: «أين البرج هناك في الوسط؟». إن بالزاريتي من دون مهاجم يصاب بخيبة أمل.

هكذا نجا المنتحب السلوفيني، أيضا بفضل لاعبيه، فقد دافع جيدا من خلال فيرسيتش، رأس الحربة الثاني ظاهريا، والمستعد لتجاوز بيرلو، والالتحام مع خط الوسط وتنظيم الهجمات المرتدة. وكذا اللاعب بيرسا، صانع ألعاب جنوا، وهنا يلعب على الطرف، ورأس حربة وحيد هو نوفاكوفيتش. جميعهم متحد ومغطى، ودائما متراجعون وبكثافة. ربما كانوا سيواجهون صعوبة لو رفع الآزوري من إيقاع المباراة، لكن المنتخب الإيطالي لم يفعل، ربما يشعر بالإجهاد فقد خاض مباراة جزر الفارو في تورشفان الجمعة الماضي ثم عاد إلى فلورنسا فورا للإعداد لهذه المباراة. باتزيني وبالوتيللي: بعدها، في الشوط الثاني، وبعدما أهدر إيليشتش كرة خطيرة في هجمة مرتدة، نزل الهجوم. في البداية، باتزيني، في الدقيقة 23، بدلا من كاسانو المجهد، ثم بالوتيللي، في الدقيقة 30، والذي امتدحته الجماهير. بعدها بـ10 دقائق، لم تكن الكرة لعبها ماركيزيو طائرة ستقلع سريعا، فهناك كان ينتظرها باتزيني وبالوتيللي، وهما أناس تحيا بالمجهود ويعيشان في السماء، ويضعها مهاجم الإنتر أسفل العارضة لتسكن الشباك. بالطبع ربما أفلتت من موراتي أمام التلفزيون عبارة: «أرأيت، يا غاسبريني؟». إنه باتزيني، لاعب موراتي، الذي يصنع التاريخ على ملعب عائلة ديللا فاللي، مالكي نادي فيورنتينا الذي كان لاعبا فيه. بينما أذهل بالوتيللي الجمهور بكرتين رائعتين، وانتهى وهو يغني له «ماريو.. ماريو». لأن الناس، خاصة في زمننا هذا، مليئة بالمشكلات وتشعر أن من يعاني الآلام قريب منها. إن قلعة احتفال برانديللي، صارت هي ذاتها قلعة بالوتيللي، والذي خرج مبتسما، وشعر بالسعادة أخيرا. لقد تم رسم الطريق، وقريبا سيصير هذا هو منتخب بالوتيللي، وسنستمتع.

إلى ذلك، خلال مسيرته، تعين على جامباولو باتزيني كثيرا متابعة الدقائق الأولى من المباراة من على مقعد البدلاء، فقد كان هذا هو منتخب كاسانو - بالوتيللي في البداية، ثم صار منتخب كاسانو - روسي، لكن مشكلات مهاجم الإنتر كانت قليلة دائما. وفي فلورنسا كان أمامه جيلاردينو وكان موجودا من دون مشكلات، لدرجة أن ملعب فرانكي قد استقبله أول من أمس بتصفيق منذ لحظة نزوله إلى الملعب، كما لم لو كان ندما لم يمح أبدا، وعلى العكس، في ميلانو، الآن، يتعين عليه المنافسة مع ميليتو، لكن خلال فترة الإعداد للموسم الجديد كانت الصيغة هي ذاتها، حيث ينزل من على مقعد البدلاء ويسجل. وليس صدفة تعليق الرئيس موراتي الواقعي «هو الذي يسجل دائما».

لقد رأى الجميع ذلك، وأيضا جيلاردينو الذي كان مضطرا للجلوس في المدرجات أمام جماهيره، ويقول نجم مباراة الثلاثاء: «كان شعورا طيبا أن أسجل، أيضا لأنني سجلت القليل منها في المنتخب (ثلاثة أهداف)، كما أن التسجيل في فلورنسا كان أمرا رائعا جدا. إنني لا أشكو، فقد استدعاني المدير الفني دائما ووضعني في اعتباره، إنني لا أفتعل مشكلات، لكنني أظهرت أني موجود دائما حينما تكون هناك حاجة إلي. والرغبة في إظهار أني لاعب مهم لم تغب أبدا، فأنا أعلم إمكاناتي، ولذا فأنا مطمئن.

الهدف؟ كافة الأهداف تروق لي، لكن هذا خاصة كان مهما، وكنا نريده. بعد الأداء المتواضع قليلا أمام جزر الفارو، كنا حريصين على تقديم مظهر جيد، لن نذهب إلى أمم أوروبا كي نقوم بدور الكومبارس». وعن زملائه في خط الهجوم يقول: «أعرف أنطونيو منذ فترة طويلة، وهو رأس حربة ثان حقيقي؛ جوسيبي يتراجع إلى الخلف، لكن يروق له إنهاء الهجمات، حتى وإن كنت بحالة جيدة معه. بعد ذلك نزل بالوتيللي أيضا، ولا بد من تقديم التهاني له ولكل الفريق الذي سعى نحو الفوز حتى النهاية».