صحف أسترالية: السعوديون تسلحوا بالرطوبة فأسقطتهم وتايلاند منافسنا الوحيد في المجموعة

قالت إن منتخبها كان في نزهة وتوقعت عودة الجوهر واستغربت تصرفات لاعبي الأخضر

TT

الهاجس المخيف الذي كان يمثله المنتخب السعودي لكافة منتخبات القارة الآسيوية بات سرابا يتبدد، وجزءا من الماضي، إخفاق جديد يواصل العصف بسمعة الكرة السعودية، 3 أهداف أمطرها الأستراليون في شباك السعودية وسط عوامل جوية من المفترض أن تكون عونا لهم، إلا أن السحر انقلب على الساحر وبات لاعبو الأخضر هم الأكثر تأثرا بحرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة وسط الروح الغائبة التي جعلت بعضهم يتعامل مع الكرة بكل استخفاف ودون جدية مما أحدث أخطاء فادحة زادت الغلة الأسترالية من الأهداف وصعبت الموقف أكثر وضيقت الخناق على الأخضر من أجل العودة مجددا لأجواء المباراة.

من جهتها، كانت الصحف الأسترالية حاضرة أمس بنشوة عالية وهي تتحدث عن مباراة الدمام حيث أوضحت صحيفة «التلغراف» الأسترالية أن مدرب منتخبها هولغر أوسيك واجه انتقادا لاذعا نظير وضعه تيم كاهيل على دكة البدلاء وإبعاده عن القائمة الأساسية التي واجهت المنتخب السعودي، إلا أن تلك الانتقادات سرعان ما تبدلت إلى ثناء نظير عدم وجود منتخب منافس قوي يستدعي وجود كاهيل منذ البداية، مشيرة إلى أن اللاعبين تعاملوا مع الأجواء الرطبة بذكاء شديد من خلال الاحتفاظ بالكرة وعدم الاندفاع للمحافظة على أكبر قدر من المخزون اللياقي الذي كان حاضرا في بعض مجريات المواجهة، واللاعبون السعوديون كانوا مندفعين بحثا عن هدف مبكر، وذلك الاندفاع تسبب في خلخلة مناطقهم الخلفية التي استفاد منها مهاجمو أستراليا في تسجيل أولى أهدافهم بضربة رأسية قبل نهاية الشوط الأول.

«الأخطاء الفادحة سهلت مهمة أستراليا» هذا ما وصفت به صحيفة «التلغراف» تصرفات لاعبي المنتخب السعودي المستغربة التي عادة لا تصدر بهذا العدد من أشخاص محترفين ويوجدون مع أندية لها وزنها في القارة الآسيوية، لكن يبدو أن سير الوقت دون أن يتمكنوا من تحقيق التقدم على الفريق الضيف أفقدهم التركيز وأعطى أستراليا فرصة لاستغلال تلك المنافذ وتوسيع الفارق، خصوصا أن الأخير استفاد كثيرا من مقابلته تايلاند التي كانت أصعب بمراحل من لقاء السعودية الذي كان أشبه بالنزهة، فالمنتخب الأسترالي لم يخسر سوى سيل من العرق أثناء وجودهم لـ90 دقيقة تحت أجواء تتسم بارتفاع في درجة الرطوبة.

وتحدث كيندي اللاعب الذي سجل هدفين في المباراة لوكالة الأنباء الأسترالية عقب المواجهة، وقال: قدمنا جميعا جهدا رائعا في هذه المواجهة المهمة أمام المنتخب السعودي، وفعلنا أفضل ما يمكننا فعله وسط هذه الظروف والأجواء التي لم نعتدها، وأنا سعيد جدا لاستطاعتي تسجيل هدفين في لقاء ضروري بالنسبة لنا من أجل مواصلة تقدمنا نحو المونديال.

لم تخف صحيفة «إس إم إتش» قلقها تجاه مدرب المنتخب السعودي صاحب الجنسية الهولندية فرانك ريكارد الذي ابتدأ مشواره بإخفاقين كبيرين في تصفيات مهمة جدا للسعوديين، وقامت بإعادة سيناريو البرتغالي بيسيرو وما حدث بعد الهزيمة التي تلقاها الأخضر من المنتخب السوري في كأس أمم آسيا الأخيرة، لافتة إلى أن المدرب السعودي ناصر الجوهر الذي تولى تدريب السعودية 5 مرات في 11 عاما لن يتوانى في قيادة الدفة الخضراء متى ما أرادت القيادة الرياضية تسريح الهولندي في حال استمرت النتائج المخيبة في المواجهات المقبلة. وأشار الناقد الرياضي الأسترالي مايكل ليتش إلى أن لغة المال التي يتعامل بها السعوديون مع كرة القدم أحد أهم أسباب تراجع كرة القدم لديهم، خصوصا أن حجم ما يتم إنفاقه يجعل الغاية من الذهاب إلى تلك المنطقة هو جني المال فحسب، وهذا يفقد الكثير من المدربين الجدية في العمل والبحث عن إنجازات شخصية، فهم على أقل تقدير سيخرجون من ذلك المكان وجيوبهم ممتلئة بالملايين، ليبحثوا بعدها عن محطة أخرى للعمل بها، رافضا أن يكون ضخ المال وحده كافيا لإحداث تحول كبير على المستوى الاحترافي في كرة القدم، خصوصا أن هناك عوامل فكرية وفنية ولياقية وغيرها من الجوانب المهمة التي لا يمكن للأموال مهما كانت أن تحل محلها.

وبعد الصحافة الأسترالية يبدو أن الهزيمة القاسية التي تلقاها المنتخب السعودي من نظيره الأسترالي أول من أمس بثلاثة أهداف لهدف وحيد أعادت الآمال للتايلانديين الطامحين للصعود إلى الدور المقبل من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث استطاعوا رغم بنياتهم الضعيفة مقارعة الأستراليين فارعي الطول حتى آخر 5 دقائق من مجريات المواجهة التي جرت على الأراضي الأسترالية، مما دق ناقوس الخطر في أرجاء المجموعة بأن هناك حصانا أسود سيبعث القلق في نفوس المنتخبات التي تعتقد بأنها أكبر من هذا المنتخب الوليد الذي يبحث له عن مكان بين الكبار، إلا أن هذه النظرة لم تعد مجدية في كرة القدم التي تعطي دائما من يقدرها ويركلها بعنف ليعانق الأمجاد. الأستراليون كشفوا عن مخاوفهم تجاه المنتخب النحيل التايلاندي، وذلك الخوف سيزداد في حال تمكن الأخير من استغلال عاملي الأرض والجمهور لهزيمة المنتخب السعودي في الـ11 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فالرعب الذي كان يمثله الأخضر قبل انطلاقة التصفيات تبدد بعد المواجهتين السابقتين، وبدا بحاجة إلى مزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقه من أجل أن يظهر بشكل أكثر جدية في البحث عن بطاقة تجعله يواصل السباق للوصول إلى المونديال.