أنور ودابو: لاعبو الأخضر فاقدو الروح.. وهذا الخماسي لن يجلب لنا سوى الحسرة

الخبيران الفنيان اتفقا على تحميل الجميع مسؤولية الخسارة أمام أستراليا

TT

ظهر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بمستوى مخيب لآمال جماهيره ومحبيه بعد أن حصد نقطة وحيدة من مجموع المباراتين اللتين لعبهما حتى الآن في المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وظهر هزيلا في مباراته أمام المنتخب الأسترالي التي خسرها 3 – 1، أول من أمس، ليزداد موقفه صعوبة في ظل تألق المنتخب التايلاندي الذي سحق المنتخب العماني بثلاثة أهداف نظيفة، وليوجه إنذارا شديد اللهجة للأخضر السعودي الذي سيخوض مباراة مصيرية أمام منتخب تايلاند يوم الثلاثاء في الـ11 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

بعض الخبراء الفنيين كان لهم حديث موسع مع «الشرق الأوسط» لتحديد أبرز الأخطاء التي وقع فيها المنتخب السعودي في مواجهته أمام المنتخب الأسترالي وما هو المطلوب من المدرب الهولندي فرانك ريكارد قبل المواجهة المرتقبة أمام المنتخب التايلاندي.

البداية كانت مع المدرب الوطني أمين دابو الذي أكد أن من أهم العوامل التي ساهمت في تراجع مستوى المنتخب السعودي وعدم ظهوره بالشكل المطلوب وخسارته في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الأسترالي يعود إلى أن بداية الإعداد للمنتخب من بداية التصفيات لم تكن بالصورة السليمة، حيث كانت هناك أخطاء تتمثل في تأخر التعاقد مع المدرب، مردفا: «أقول هذا الكلام ليس لهزيمتنا من أستراليا، وحتى نضع النقاط على الحروف، فمباراتنا الأولى أمام عمان هي بداية الأخطاء التي يمكن أن تتركز في عدم وجود الانسجام والروح الغائبة عن بعض اللاعبين الذين منحناهم العذر من خلال تطرق المحللين للنقطة التي كسبناها من المنتخب العماني دون التحدث عن الأخطاء التي كانت موجودة في المباراة، وهذا الأمر شجع اللاعبين على مواصلة الأخطاء، كونه لم يتم التطرق عن مواجهتنا القوية مع أحد المرشحين للتأهل من مجموعتنا وهو المنتخب الأسترالي، الذي لعب مباراة قوية مع المنتخب التايلاندي وتطور مستواه من جميع النواحي، والتي لم نعمل لها أي حساب، ولو عدنا إلى مباراتنا مع المنتخب الأسترالي لوجدنا أن معظم لاعبي المنتخب افتقدوا الروح داخل الملعب، ووقعوا في الكثير من الأخطاء التي تمثلت في الكرات الجانبية والعالية، بالإضافة إلى أن الخطوط كانت غير مترابطة».

وأضاف أمين دابو: «يجب ألا نظلم المدرب فرانك ريكارد، فالتعاقد معه لم يتم إلا متأخرا، ولكن هناك بعض المراكز حصل فيها أخطاء فنية، وأنا هنا لا أتحدث عن المدرب، بل هي رؤية فنية للمباراة، فعلى سبيل المثال الظهير الأيمن شارك فيه لاعبان وهما حسن معاذ وراشد الرهيب، وكان من المفترض أن نستفيد من مركز الوسط بمشاركة أحد لاعبي الوسط مع عودة الظهير الأيمن إلى مركزه الأصلي، وهنا خسرنا لاعبا في وسط الملعب، وكان من المفترض وجود لجنة فنية مشرفة لمناقشة المدرب ومساعدته عند الحاجة فقط، دون التدخل في الأمور الفنية، كونه مدربا جديدا على الكرة السعودية، ومن الممكن أن يخرج البعض ويقول إن المدرب شاهد اللاعبين في مباريات سابقة، فأقول إن أي مدرب يقوم بالإشراف على تدريب أي منتخب فهو بحاجة إلى الوقت للتعرف على اللاعبين ومستوى كل لاعب وأدائه داخل الملعب».

وعن المرحلة المقبلة التي يتوقعها للمنتخب في ما تبقى له من مباريات، قال أمين دابو: «هناك أمور كثيرة ربما تتغير في المباريات المقبلة، ولكن المهم الذي لا بد من معرفته أن مشكلتنا هو التحدث عن المنتخبات الأخرى التي لا تلعب في مجموعتنا، ونتناسى المنتخبات القريبة، وأقصد هنا المنتخب التايلاندي الذي تطور كثيرا في الأعوام الأخيرة، وسبق أن تحدثت عن هذا المنتخب وأنه في تطور مستمر، ولا بد من التفكير في هذه المنتخبات، أما أن المنتخب السعودي معروف على مستوى القارة الآسيوية وله تاريخه وسجله وحضوره، فهذا الحديث لن يحقق لنا الفوز، وبالتالي إذا أردنا الفوز وتحقيق النتائج الإيجابية فلا بد من العمل ومضاعفة الجهود واحترام الفريق المنافس دون النظر إلى إمكاناته وتاريخه».

وأوضح أمين دابو أن من المشكلات التي تواجه المنتخبات الخليجية تحديدا أن المنتخب الذي يملك الإمكانات المادية والتي تجلب مدربين على مستوى عال هي الوحيدة التي بإمكانها الفوز، وقال: «هذا بالطبع مفهوم خاطئ من وجهة نظري، وكما تعتبر أن منتخبك قوي ولديه الإمكانات، فالمنتخبات الأخرى لديها نفس الشعور، لذلك يجب علينا الاهتمام، وإعطاء كل منافس حقه لو أردنا الاستمرار في المنافسة، وعلينا الحذر من المنتخب التايلاندي الذي ظهر بشكل مغاير في مواجهته الأخيرة أمام المنتخب العماني وهزمه بنتيجة قاسية بثلاثة أهداف نظيفة، وهذه النتيجة ستعيد حساباتنا كثيرا، وأن جميع المباريات التي سنخوضها بمثابة مباريات الكؤوس التي لا تقبل التعويض».

وحمل المدرب أمين دابو الخسارة القاسية من أمام المنتخب الأسترالي الجميع، سواء الجهاز الفني أو الجهاز الإداري أو اللاعبين، وقال: «علينا نسيان المباريات السابقة والعمل بجد وروح من أجل الوصول إلى المرحلة الأخيرة ومن ثم التأهل إلى نهائيات كأس العالم».

في حين أوضح المدرب الوطني فؤاد أنور أن المنتخبين الأسترالي والتايلاندي تغير أداؤهما للأفضل بعد تعادل المنتخب السعودي مع نظيره العماني في المباراة الأولى، وقال: «كنت أتوقع أن يكون استعدادنا لمواجهة أستراليا أفضل مما كان عليه بحكم عاملي الأرض والجمهور، ولكن للأسف شاهدنا الأخطاء الفنية والفردية تتكرر ولم نستفد من أخطاء مباراة عمان، ومن وجهة نظري لو تم التعاقد مع المدرب منذ وقت مبكر للتعرف على إمكانات اللاعبين الفنية وخوض مباريات تجريبية لكان من الممكن تفادي الأخطاء التي حصلت في مباراة أستراليا، حيث كان من المفترض عدم استبدال حسن معاذ الذي كان له دور كبير سواء في مباراة عمان أو أستراليا، وكان على المدرب إخراج راشد الرهيب وإدخال لاعب لمساندة خط الوسط».

وأضاف فؤاد أنور: «الأخضر قادر على تصحيح أخطائه والتأهل للمرحلة الرابعة من التصفيات، ولكن لا بد من الاستفادة من الدروس السابقة، وأقصد هنا أن التغيير مطلوب، فالمسؤول عن هرم الرياضة تم تغييره والإداريون تم تغييرهم، وحتى نكون أكثر واقعية هناك لاعبون يجب تغييرهم، ولو عدنا للمباراة لوجدنا أن نهج المنتخب الأسترالي كان أكثر من رائع، حيث كان يلعب بثقة عالية غير طبيعية، سواء في الوسط أو الهجوم أو الدفاع، وأداؤه داخل الملعب كان بشكل انسيابي ولا يوجد أي استعجال في بناء الهجمات، وهذه الميزة كانت موجودة في المنتخب السعودي بالسابق، ولكن للأسف سلبت منه، وإذا أردنا التأهل إلى مونديال 2014 بالبرازيل لا بد من الإعداد من هذه اللحظة ومن خلال هذه التصفيات، ونترك الحديث الإعلامي والإنشائي».

وأردف أنور قائلا: «مع احترامي لبعض اللاعبين الذين تم اختيارهم في تشكيلة المنتخب الحالية أجد أنهم لن يفيدوا المنتخب مستقبلا، وهم من خمسة إلى ستة لاعبين، ولا أود أن أذكر أسماء، وأعتقد أن هناك لاعبين من المنتخب الأولمبي أو منتخب الشباب الذي شارك في نهائيات كأس العالم لو تم اختيارهم حتى ولو وضعوا في قائمة البدلاء على أقل تقدير، ليكتسبوا خبرة من المباريات وطرق اللعب والتكتيك، وعندما أتحدث هنا لست ضد المنتخب، بل أتمنى عودته إلى وضعه الطبيعي، ولكن تخيل لو تأهل المنتخب ضمن الفرق الـ10 القوية التي ستتنافس على حجز مقعد في النهائيات، هل تعتقد أن الأخضر قادر بهذا المستوى على الوصول وبهذه الطريقة؟ بالطبع لا، بل من المستحيل، وحاليا لدينا فرصة التعويض ومعالجة جميع السلبيات من خلال فترة التوقف التي تمتد إلى شهر، والمدرب الهولندي فرانك ريكارد صاحب التاريخ والخبرة الكبيرة مع الفرق المعروفة عالميا، والذي حقق معها الكثير من البطولات، قادر على إعادة الأخضر من جديد إلى سابق عهده من خلال متابعته مباريات الدوري واختيار اللاعبين الذين يستحقون ارتداء شعار المنتخب، وأنا كلاعب دولي سابق في المنتخب أقول بكل أمانة ليس الآن وقت المجاملات».