مدرب إنجلترا يقود حملة للإطاحة بنجوم المنتخب كبار السن

رؤوس لامبارد وميلنر وباري وفرديناند تحت مقصلة كابيلو

TT

أكد الإيطالي كابيللو مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم أن الخلل النفسي الذي يعاني منه لاعبو المنتخب الإنجليزي يرجع إلى بعض الرواسب التي خلفتها بطولة كأس العالم الماضية لدى بعض اللاعبين. فرغم فوز المنتخب الإنجليزي على منتخب ويلز ضمن إطار التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2012 بهدف مقابل لا شيء، كان بمقدور منتخب ويلز استغلال التوتر الواضح لدي المنتخب الإنجليزي، خاصة في الشوط الثاني من المباراة التي أقيمت الثلاثاء الماضي.

ونتيجة لذلك يخطط كابيللو للإطاحة بالحرس القديم بعدما اقتنع بأن عددا كبيرا من لاعبيه أصبح «مشوها» من خسارات الفريق السابقة. وتوقعت صحف كثيرة أن المقصلة ستطال رأس لاعبي وسط تشيلسي ومانشستر سيتي فرانك لامبارد وجيمس ميلنر وغاريث باري ومدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند، إذ يحاول كابيللو تنشيط فريقه الذي أصبح على بعد نقطة من التأهل لنهائيات كاس أوروبا. وقد يلجأ المدرب الإيطالي إلى ثلاثي يونايتد بطل الدوري فيل جونز وطوم كليفرلي وداني ويلبيك. وضمت لائحة المباراة ضد ويلز 8 لاعبين فقط من أصل 23 لاعبا شاركوا في مونديال 2010، علما بأن ستيفن جيرارد وغلين جونسون غابا بسبب الإصابة.

جدير بالذكر أن كابيللو كان قد تحدث عقب دقائق من وصوله إلى إنجلترا لتولي مسؤولية الفريق عام 2008 عن هذه المشكلة، لكن المثير للدهشة أن المدير الفني الإيطالي لا يزال يواصل الحديث عن مخاوفه بشأن القصور النفسي لدى اللاعبين. وهو ما قد يشير إلى نوع من البارانويا (الخوف البالغ) بين اللاعبين. وقال كابيللو في مقابلة مستفيضة في أعقاب مباراة يوم الثلاثاء والتي كانت محور اهتمام الإعلام البريطاني: «أحيانا ما أستشف خلال الإحماء بعض الأمور التي أتوقع أن تحدث على أرض الملعب». كان يعلم أن المباراة ستكون صعبة عندما بدا التوتر الشديد في حركات اللاعبين قبل انطلاق صافرة البداية.

ركز كابيللو على نحو خاص على اللاعبين الذين يعتقد أنهم لا يزالون يعانون من الآثار النفسية التي خلفها لديهم كأس العالم مثل فرانك لامبارد وغاريث باري. وعندما رأى كابيلو الطبيعة المتوترة والسيطرة المحدودة على الكرة بين لاعبيه أدرك أن هناك مشكلة، وقال «أنا أعلم، فأنا أعرف اللاعبين الذين أقوم بتدريبهم. هذه وظيفتي». ألم يكن ضمن وظائفه أيضا إصلاح المشكلة عندما عاد اللاعبون إلى غرفة الملابس ثانية لتلقي الإرشادات والترتيبات الأخيرة قبل المباراة؟ يدافع كابيللو عن نفسه: «حاولت القيام بذلك، حاولت. تحدثت مع اللاعبين وقلت لهم بعض الأشياء لكن ما رأيته كان من المستحيل تغييره». لم تكن المشكلة سطحية، فيقول مشيرا إلى رأسه: «الأمر لا يتعلق بتغيير قميص، بل المشكلة هنا».

يتقاضى كابيللو راتبا سنويا يبلغ 6 ملايين جنيه استرليني سنويا ليؤلف بين لاعبي الأندية الإنجليزية وقميص بلادهم الذي يلقي على البعض منهم أعباء ثقيلة. هناك عدد من الأسباب القديمة والجديدة على حد سواء والتي سيطرت على أداء المنتخب في مواجهة ويلز، والتي تتنوع ما بين الاضطرابات العصبية الكامنة في المنتخب الإنجليزي إلى أوجه قصور معينة في المدرب الإيطالي نفسه.

يعترف اللاعبون سرا أنهم عندما يصطفون للخروج من النفق تتشتت عقولهم ما بين مسؤوليات خطة المباراة إلى القلق حول التقييمات التي ستحملها صحف اليوم التالي، وما إذا كانت مسيرتهم مع المنتخب الإنجليزي ستنتهي بهزيمة مخزية أو التفكير في ضياع ضربات جزاء أو الاكتفاء بمجرد المشاركة في إعلانات البيتزا. من ناحية أخرى أضافت سلسلة الإخفاقات التي منى بها الفريق إلى الضغط النفسي الواقع على اللاعبين الذين يقفون على حافة الانهيار العصبي.

وقد قضى قرار كابيللو بعمل تغييرات في الفريق على الكثير من الحوافز التي تكون لدى اللاعبين أثناء العرض الحماسي في بلغاريا. وقد لاحظ بنوع من الانزعاج مدى تراجع الثقة لدى اللاعبين. ويقول عن ذلك: «أحيانا يكون من المستحيل فهم السبب في ذلك. فعلى مدى 20 دقيقة لعبنا بشكل جيد. ومن ثم إذا كنت قادرا على أداء 20 دقيقة بشكل جيد، فلماذا لا تقوم بنفس الأداء بقية المباراة؟».

وأضاف كابيللو بنبرة من الحيرة: «هذا ما لا أفهمه، لماذا؟ ينبغي عليك الأداء على نفس الوتيرة طوال المباراة لا لمجرد 20 دقيقة فقط. ما يثير الدهشة هو أن هؤلاء اللاعبين يؤدون بشكل جيد خلال التدريب ويلتزمون بكل لما أقوله لهم، وهم رائعون حقا، لكن المشكلة تبرز عندما ينزلون إلى أرض الملعب». هل يدفع ذلك كابيللو إلى الحزن الشديد؟ يقول: «كلا لأنني آمل أن أجد حلا، وأنا أحتاج حقا إلى شيء كهذا».

هل كان ذلك القصور النفسي عائدا إلى الضغط الذي واجهوه في أدائهم على ملعب ويمبلي. يجيب بالقول: «في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لعبنا عدد كبيرا من المباريات الجيدة في ويمبلي، فقد تمكن المنتخب من تحقيق 11 فوزا على ملعب ويمبلي قبل السفر إلى كأس العالم 2010».

لقد سادت حالة من التفاؤل المنتخب الإنجليزي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في جنوب أفريقيا، لكن الجميع يعرفون ماذا حدث فيما بعد. ولا شك في أن الكثير من التوازن النفسي لدى المنتخب الإنجليزي يتأثر بواين روني. ولم يقدم روني أداء طيبا خلال كأس العالم وشتت تركيزه القضايا الشخصية، وما زال يتعافى من إصابة الكاحل التي لحقت به.

عندما يصاب المنتخب الإنجليزي بحالة من القلق يتوقفون عن الضغط السريع وفي منطقة الخصم ويفشلون في تنفيذ خطة كابيللو في استعادة الكرة خلال ست ثوانٍ.

إنهم يعودون إلى العمق تاركين روني وحيدا يجاهد لمراوغة لاعبي خط وسط ويلز دارسي بلاك وآشلي ويليامز. وقال كابيللو: «كان على اللاعبين الآخرين مساعدته. هذه لم تكن المرة الأولى التي ينبغي أن يحظى فيها روني بالمساعدة». ونفى كابيللو الاعتقادات بأن المنتخب الإنجليزي يعتمد بشكل كامل على روني أو أن خططه قللت من فرص وصول الكرة إلى المهاجم. وقال: «كلا على الإطلاق، ففي بلغاريا لعبنا بلاعب واحد (آشلي يونغ) يدعم روني. وفي مباراة ويلز وضعت فرانك لامبارد وجيمس ميلنر خلفه لمساندته، لكن الخطة لم تفلح، فالحذر ليس أسلوبي. لكن حركة الفريق لم تكن جيدة، وكانوا يفتقدون إلى الثقة».