الدوري السعودي .. تحولات مستمرة فرضتها مرحلة البدايات.. والاحتراف غير ملامحه

بدأ بالتصنيف وانتقل إلى المربع الذهبي واستقر على نظام النقاط.. وشهد مسميات متعددة منذ انطلاقته

TT

يبدو دوري زين السعودي للمحترفين من أبرز المسابقات الكروية على مستوى الخليج وآسيا.. وبالعودة إلى تاريخه الكروي نجد أنه تعرض لمتغيرات كثيرة على صعيد نظام إقامته ومسمياته منذ انطلاقته عام 1975، قبل أن يستقر في مشواره عام 1977.. وتستعرض «الشرق الأوسط» في هذا التقرير أبرز المحطات التي أسهمت في تغيير هوية الدوري السعودي، إضافة لسرد تفصيلي حول الأندية التي تمكنت من التربع على عرش الصدارة خلال النسخ السابقة، والتطورات التي حدثت نتيجة مطالبات الاتحاد الآسيوي بضرورة تطبيق معايير محددة من أجل السماح للأندية السعودية بالمشاركة في بطولاتها القارية، وتسليط الضوء على الأثر الذي أحدثه تطبيق الاتحاد السعودي لكرة القدم لنظام الاحتراف.

دوريات المناطق: نظرا لترامي أطراف المناطق السعودية، الذي تزامن مع عدم وجود وسائل مواصلات حديثة، جرت إقامة دوريات تصنيفية أشبه ما تكون بدوريات المناطق بصورتها الحالية، ومن خلالها تتقابل فرق المنطقة الوسطى مع بعضها بعضا، وكذلك الحال بالنسبة للشرقية والغربية والجنوبية والشمالية.

نظام النقاط.. والانطلاقة الحقيقة: تعود الانطلاقة الفعلية للدوري السعودي بنظام النقاط إلى منتصف التسعينات الهجرية (السبعينات الميلادية)، بعد أن تم إلغاء أول دوري يلعب بنظام النقاط في 1975 بعد 33 يوما من انطلاقته لانشغال لاعبي الأندية مع المنتخب السعودي، فكانت الانطلاقة الفعلية في الموسم الذي يليه، ليتوج الهلال بطلا للدوري وسط مشاركة ثمانية أندية فقط، وفي الموسم الذي يليه تمت زيادة عدد الأندية لعشرة، وهو الموسم ذاته الذي شهد قرار السماح بمشاركة اللاعبين الأجانب، وكان أبرز اللاعبين المشاركين البرازيلي ريفالينو نجم المنتخب البرازيلي في تلك الفترة، ودأب الدوري السعودي الممتاز بمسماه آنذاك على التغيير في نظامه وعدد الفرق المشاركة فيه، ففي موسم 1982/1981 أقيم دوري مشترك لموسم واحد بسبب مشاركة المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم، وكان نظام ذلك الدوري هو جمع أندية الدرجة الممتازة مع أندية الدرجة الأولى ليصبح مجموع الفرق المشاركة 20 فريقا، تم تقسيمها لمجموعتين بحيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى نصف نهائي البطولة، وتمكن فريق الاتحاد من التتويج باللقب بعد فوزه على نظيره الشباب بهدف دون رد، وفي الموسم الذي يليه عاد الدوري للنظام السابق وهو نظام النقاط بعد أن تم رفع عدد الفرق من 10 إلى 12، وأعقبه تقسيم فرق الدوري إلى مجموعتين من ستة أندية بحيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة للدوري النهائي الذي يقام بنظام الذهاب والإياب، فحصل الهلال على لقب البطولة، وفي الموسم الذي يليه أقيمت مباريات الدوري على العشب الطبيعي لأول مرة في تاريخه، ليعود معها ويلعب بنظام النقاط التقليدي بعيدا عن التقسيمات إلى مجموعتين، ليستمر هذا الوضع حتى موسم 1990 وهو الذي توج فيه الهلال بطلا لهذه النسخة.

المربع الذهبي.. وعاصفة الانتقادات: مع انطلاقة النسخة الرابعة عشرة للدوري 1991، تم تغيير مسمى البطولة من الدوري السعودي الممتاز إلى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، مع استحداث طريقة المربع الذهبي لتحديد بطل المسابقة، وينص النظام على خوض أصحاب المراكز الأربعة الأولى بالترتيب دور نصف نهائي بطريقة خروج المغلوب ذهابا وإيابا، بحيث يلعب متصدر الدوري مع صاحب المركز الثالث، على أن يلعب صاحب المركز الثاني مع المركز الرابع، وبعدها يخوض الفريقان الفائزان المباراة النهائية التي تقام من جولة واحدة. وكان فريق الشباب أول الفرق التي تتوج بلقب البطولة بنظام المربع الذهبي بعد فوزه على فريق النصر بهدف دون رد في المباراة النهائية التي أقيمت بجدة، وفي موسم 1993/1992 تم تطبيق احتراف اللاعبين المحليين لأول مرة في الرياضة السعودية ليدخل الدوري السعودي نظام الاحتراف، حيث قام عدد كبير من اللاعبين بتوقيع عقود احترافية مع أنديتهم، وهو الموسم ذاته الذي سمح فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم بعودة اللاعب الأجنبي للملاعب السعودية بواقع ثلاثة لاعبين لكل ناد، شريطة ألا يشارك اللاعبون الثلاثة في وقت واحد، وإنما يتم السماح للاعبين فقط بالوجود داخل أرضية الملعب، قبل أن يتم إلغاء هذا القرار والسماح لهم كافة بالمشاركة، وواجه نظام المربع الذهبي عاصفة من الانتقادات في الشارع الرياضي كونه نظاما ظالما من وجهة نظر الكثير من النقاد والمتابعين، فمتصدر الدوري طيلة الجولات قد يفقده في آخر لحظة، ليتجه اللقب إلى صاحب المركز الرابع، وبذلك قام الاتحاد السعودي لكرة القدم بعمل بعض التعديلات على نظام الدوري (المربع الذهبي)، بحيث يلعب صاحب المركز الأول مع صاحب المركز الرابع بدلا من صاحب المركز الثالث في نصف النهائي، وتواصلت التعديلات التي يجريها الاتحاد السعودي لكرة القدم على نظام المربع الذهبي، حيث جعل المربع الذهبي في موسم 2002 يقام بطريقة السلم، بحيث يتأهل صاحب المركز الأول بشكل مباشر للمباراة النهائية، بينما يلعب صاحب المركز الثالث على أرضه مع الرابع، على أن يواجه الفائز منهما صاحب المركز الثاني على أرضه، والمنتصر يصعد لمواجهة متصدر الدوري في المباراة الختامية، وفي أول موسم يطبق فيه هذا القرار تمكن فريق الهلال من الفوز على فريق الاتحاد صاحب المركز الثاني في الترتيب بمباراة أقيمت في جدة وانتهت بانتصار الهلال 1/2، واستمر العمل بنظام المربع الذهبي لمدة ستة عشر عاما قبل أن يتم إلغاؤه موسم 2007 والعودة لنظام النقاط.

العودة للنقاط.. ودخول عالم الاحتراف والاستثمار: وفي موسم 2008/2007 عاد الاتحاد السعودي لكرة القدم لنظام النقاط، وهي الطريقة التقليدية التي تقام عليها أغلب دوريات العالم المحلية، وذلك بعد غياب دام لمدة 16 عاما، وتمكن فريق الهلال من التتويج بأول نسخة جديدة قديمة بعد فوزه على فريق الاتحاد في الجولة الأخيرة من الدوري 1/صفر، وتعادل الفريقان في النقاط، ليتم اللجوء لنظام المواجهات المباشرة بين الفريقين وهي التي تفوق فيها الهلال، وعلى الرغم من عودة الدوري لنظام النقاط فإن التغييرات في الأنظمة والمسميات باتت ملازمة له، ففي الموسم الثاني من نظام النقاط 2009/2008 تم إنشاء هيئة خاصة منفصلة عن الاتحاد السعودي لكرة لقدم تتعلق بالدوري المحلي تماشيا مع أنظمة الاتحاد الآسيوية، وتم إطلاق مسمى «هيئة دوري المحترفين» عليها، وكان فريق الاتحاد هو أول فريق يتوج بلقب البطولة بمسماها الجديد (دوري المحترفين السعودي)، وفي موسم 2010/2009 دخل الدوري السعودي عالم الاحتراف من خلال بيع اسم الدوري إلى شركة «زين» للاتصالات، ليتم تغيير مسمى الدوري من «الدوري السعودي للمحترفين» إلى «دوري زين السعودي للمحترفين» وذلك لمدة خمسة مواسم منذ إبرام العقد آنذاك بمبلغ وصل إلى 318.51 مليون ريال سعودي بواقع 63.7 مليون ريال سعودي سنويا، وفي الموسم الماضي قام الاتحاد السعودي لكرة القدم بزيادة عدد الأندية من 12 فريقا إلى 14 فريقا، وذلك من أجل تلبية رغبات الاتحاد الآسيوي الذي يطالب الفرق بخوض عدد كبير من المباريات لضمان مشاركتها في المسابقات الآسيوية «دوري أبطال آسيا».

الهلال يتزعم الأندية.. والاتحاد الوصيف: يتزعم فريق الهلال الدوري من حيث تحقيقه للألقاب بمسميات مختلفة، وذلك بـ13 بطولة، حيث حقق الهلال لقب أول بطولة للدوري في موسم 1977/1976، ليعود لتحقيق بطولته الثانية في 1979/1978، ويغيب عن لقب البطولة حتى منتصف الثمانينات الميلادية وينجح في تحقيق أربعة ألقاب، واكتفى بتحقيق لقبين في التسعينات الميلادية أيضا، فيما شهد العقد الأخير تحقيقه لألقاب كثيرة على صعيد الدوري المحلي، فكانت البداية موسم 2001، ومن ثم 2004، يليه موسم 2007، وأخيرا نجح في تحقيق لقب آخر نسختين أقيمتا، ويأتي خلفه في عدد تحقيق الألقاب فريق الاتحاد الذي حصد ثماني بطولات، كانت الأولى في 1981 ليغيب فترة طويلة عن تحقيق لقب أي بطولة على صعيد الدوري، ويعود مجددا ويحقق لقب البطولة في 1996، وينجح بعدها بموسم في تحقيق ثلاثة ألقاب متتالية منذ 98 حتى 2001، ونال بعد ذلك ثلاث بطولات في مواسم متفرقة 2003 و2007 و2009، ويأتي في المركز الثالث فريق النصر الذي يملك في رصيده 6 بطولات، الأولى في عام 1975 حيث الدوري التصنيفي، ثم تلاها ببطولتين عامي 1980 و1981، وبطولتين في منتصف التسعينات حيث عامي 1994 و1995، يليه فريق الشباب بـ«خمس بطولات» حقق ثلاثا منها في التسعينات وهي الفترة التي توهج فيها الشباب في كل البطولات، ونجح في تحقيق بطولتين في الألفية الجديدة.. ويحل خلف هذه الفرق فريقا الاتفاق والأهلي بلقبين لكل منهما.