الجماهير احتفت بالمدرب أنطونيو كونتي والمتألق بيرلو

بعد الفوز الكاسح لليوفي على بارما برباعية في أول مباراة له على ملعبه الجديد

TT

اكتسح اليوفي ضيفه بارما برباعية على ملعب الاستاد الجديد لليوفي في ختام الجولة الثانية من بطولة دوري الدرجة الأولى. افتتح السجل التهديفي لأصحاب الأرض والجمهور اللاعب السويسري ليكتستنير في الدقيقة 16 من الشوط الأول، ثم ضاعف سيموني بيبي النتيجة في الشوط الثاني. وبعد مرور نحو ربع ساعة عزز الوافد الجديد أرتورو فيدال النتيجة بهدف ثالث ثم حمل الهدف الرابع لليوفي توقيع المخضرم ماركيزيو، بينما جاء هدف بارما الوحيد عن طريق ضربة جزاء سددها المهاجم جيوفينكو في الشوط الثاني. وبهذه النتيجة اعتلى اليوفي قمة الترتيب برصيد 3 نقاط وبفارق الأهداف عن أقرب منافسيه نابولي. لم يكن أكثر المتفائلين من عشاق يوفنتوس يتوقع بداية رسمية على ملعب استاد الفريق الجديد مثل التي كانت أول من أمس والتي شهدت، ليس فقط، إحراز الفريق عددا كبيرا من الأهداف بل وأداء رائعا وسيطرة اليوفي على مجريات اللقاء. الأمر الذي كان يغيب عن يوفنتوس منذ فترة ليست بالقصيرة.

إن اليوفي بقيادة أنطونيو كونتي أشبه بالمنتخب الإيطالي بقيادة برانديللي حيث إن أندريا بيرلو هو محور اللعب في هذين الفريقين. وقد تألق لاعب وسط الميلان السابق في المباراة وكان بمثابة قائد الأوركسترا الذي يدير اللاعبين من حوله ليقدم في النهاية عملا رائعا. إن الكرتين الحاسمتين الرائعتين اللتين أهداهما بيرلو إلى ليكتستنير وماركيزيو ليسجلا منهما الهدف الأول والرابع لفريق اليوفي ما هما إلا غيض من فيض إبداع أندريا. أما المدرب كونتي، فقد كان قائدا للفريق أيضا ولكن من خارج المستطيل الأخضر حيث ظل واقفا طوال المباراة في المنطقة الفنية الخاصة باليوفي مرتديا بدلة ورابطة عنق. وقد صرح كونتي قائلا: «هذه هي طريقتي لمعايشة اللقاءات، اللاعبون يعرفون أنني دائما أكون معهم في اللحظات الجميلة وكذلك السيئة». وبهذه الطريقة قاد أنطونيو الفريق ونظم تحركات اللاعبين داخل الملعب وطالبهم دائما بالضغط والهجوم حتى عندما كانت النتيجة 4-0 لصالح فريقه، بل إنه غضب أيضا نتيجة الهدف الذي أحرزه فريق بارما. أجل، ظهر الغضب على وجه كونتي في الدقيقة 90 من مباراة شهدت سيطرة كاملة لفريقه.. «ينبغي أن نحافظ على أدائنا منذ أول دقيقة وحتى آخر لحظة، واللاعبون يعرفون ذلك الأمر. وإذا كانوا قد غضبوا هم أيضا إزاء هذا الهدف فهذا يعني أننا نسير على الطريق الصحيح».

الأداء الجيد: لقد جاءت انطلاقة كونتي الرسمية مع اليوفي رائعة وكأنها حلم: 4 أهداف وتصفيق واحتفال من قبل الجماهير. ولا يمكن بسهولة إدراك طبيعة العلاقة بين مشجعي يوفنتوس ومدرب الفريق لمن لا يعرف تاريخ أنطونيو مع السيدة العجوز. وفي نهاية اللقاء دعا كونتي لاعبي فريقه لتحية الجماهير حتى إنه هو ذاته أشار إلى قبلة وأهداها إلى مشجعي اليوفي.. «أنا واحد منكم». لقد بدأت مغامرة أنطونيو كمدرب مع السيدة العجوز بشكل رائع، غير أن المدرب لم يحاول المبالغة في الأمر وتابع: «إنها انطلاقة مهمة، ولكن لا ينبغي على هذه المباراة أن تخدع أحدا. أنا سعيد، على أي حال، بأداء الفريق سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي».

الملعب في تصاعد: وبين الشوطين كان كونتي صارما مع لاعبي فريقه رغم إنهاء اليوفي لهذا الشوط متقدما 1-0 حيث قال «لم أكن راضيا عن خروجنا إلى الاستراحة بهدف واحد فحسب غير أن الأمور تحسنت بعد ذلك. لقد أخبرت اللاعبين بأنه ينبغي علينا نحن تصعيد اللقاء أمام الخصم من خلال الأداء والإرادة والضراوة. وقد تم لعب المباراة بشكل جيد، لقد طالبت فريقي بإبهار بارما حتى يعلموا ماذا يعني اللعب هنا. أنا متعطش الآن لرؤية كيف سيواجهنا هذا الفريق في لقاء العودة. الدوري هذا الموسم سيكون أكثر صعوبة من الموسم الماضي. ولكن إذا توافرت لدينا الرغبة فسيمكننا فعل شيء ما». وأخيرا أطلق أنطونيو رسالة إلى الطاقم التحكيمي: «لقد أزعجتني بعض القرارات اليوم.. فهدف ماتري الذي تم إلغاؤه كان صحيحا وقبل ذلك أيضا كان لنا ضربة جزاء واضحة نتيجة خطأ تم ارتكابه ضد ماتري ذاته. نحن فريق يوفنتوس، لا نبغي سوى الإنصاف». لقد صاحب كل لمسة من لمسات بيرلو للكرة تصفيق حاد من قبل جماهير الفريق. وقد صرح اللاعب عقب اللقاء: «هذا الجمهور أهداني على الفور الحماسة والدوافع. إنه لأمر رائع أن تشعر بالقرب منهم. أود أن أهدي مشجعي اليوفي كل ما عشته في الميلان. نحن فريق يمتلك المهارات التي تجعلنا نركز عاليا غير أننا حتى الآن لم نقدم بعد أي شيء. لا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به».

مثل سان سيرو: حضر اللقاء 35 ألف متفرج. ويواصل بيرلو: «إنها أجواء حقا غير عادية ومحفزة لنا أيضا نحن اللاعبين. إن هذا المناخ يمكن مقارنته باستاد سان سيرو، ولا سيما فيما يتعلق بالتأثير الذي تركه وسيتركه في نفوس الخصم. لقد كنا رائعين ولم نمنح بارما أي فرصة..». لعل هناك الآن من يندم على رحيل بيرلو من الميلان غير أن اللاعب أوضح قائلا: «لقد كان هذا هو اختياري. كنت أرغب في تغيير المناخ من حولي. وقد وجدت فريقا آخر كبيرا. ليس مهما الآن كيف يتم التفكير في رحيلي في ميلانو بل المهم هو رغبتي في الاستمرار في تحقيق الفوز هنا في اليوفي».

وعلى الجانب الآخر، صرح فرانكو كولومبا، مدرب بارما، الذي كان يشعر بخيبة أمل كبيرة، قائلا: «لم نقدم المباراة التي كنا نريدها. لقد منحنا العديد من الفرص لفريق جيد يعيش لحظات مليئة بالحماس في ملعبه، هذا فضلا عن تركنا للكثير من المساحات. لقد كنا أقل ضراوة من المعتاد. بيرلو؟ لاعب يمكنه الوجود بشكل جيد حتى لو كان مع برشلونة». أما المدير الرياضي لنادي بارما بيرتو ليوناردي، فقد كان أكثر دبلوماسية في تصريحاته عقب المباراة: «لقد جئنا إلى تورينو لنكون الضحايا ونوسع من احتفالات اليوفي».