قمة بين برشلونة وميلان .. واختبار صعب لآرسنال أمام دورتموند

بالاك يقود ليفركوزن أمام فريقه السابق تشيلسي في دوري أبطال أوروبا اليوم

TT

تنطلق منافسات دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بمواجهة من العيار الثقيل؛ بين برشلونة الإسباني حامل اللقب، وميلان الإيطالي اليوم على ملعب «كامب نو»، بينما يحل آرسنال الإنجليزي ضيفا على بروسيا دورتموند الألماني في لقاء مثير، بينما يستقبل تشيلسي في العاصمة لندن طرفا ألمانيا آخر هو باير ليفركوزن.

المواجهة بين ميلان وبرشلونة ستكون محور الاهتمام لأنها بين فريقين من ركائز هذه المسابقة، إذ أحرز برشلونة اللقب ثلاث مرات في الأعوام الستة الماضية وأربع مرات في تاريخه، وميلان مرتين في العقد الأخير وسبع مرات في تاريخه.

وضرب برشلونة بقوة الموسم الماضي، إذ أحرز اللقبين القاري والمحلي، وأضاف مطلع الموسم الحالي لقبي الكأس السوبر الأوروبية والإسبانية، في حين استعاد ميلان طريق الألقاب بفوزه بالدوري تحت قيادة مدربه الشاب ماسيميليانو أليغري وهدافه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

ولم تكن نهاية الأسبوع جيدة للفريقين، إذ تعادل برشلونة على أرض ريال سوسيداد 2 - 2 في الدوري المحلي، بعدما كان متقدما 2 - صفر، وميلان بالنتيجة ذاتها مع ضيفه لاتسيو بعدما كان متأخرا بهدفين. وكانت ضربة برشلونة مزدوجة؛ إذ خسر جهود مهاجمه الجديد التشيلي اليكسيس سانشيز لشهرين بعد إصابته بتمزق في فخذه، الذي واجه ميلان سابقا بعدما كان هدافا لفريق أودينيزي في الدوري الإيطالي.

لكن برشلونة، سيستعيد خدمات قائد دفاعه كارلوس بويول الذي عاد بعد إصابته وجلس على مقاعد البدلاء يوم السبت. وبدا لاعب وسط الفريق الكاتالوني الجديد سيسك فابريغاس المتألق بتسجيله خمسة أهداف منذ قدومه من آرسنال الإنجليزي، واثقا من تعويض الخيبة الأخيرة، وقال: «نعرف كيف نفوز، ولماذا نخسر، كيف نلعب وكيف نعوض، وهذا هو الأهم».

ويخوض فابريغاس مباراته الأولى مع برشلونة في دوري الأبطال متطلعا لإبراز مستواه الرفيع مع بطل أوروبا. ونادرا ما نجح أي لاعب جديد في فريق ما في الاندماج بسرعة وسلاسة فائقة مع فريقه الجديد، كما فعل فابريغاس في برشلونة وعلقت محطة «راك - 1» الإذاعية الكتالونية على هذا الأمر قائلة: «من الصعب أن نتذكر اسم لاعب جديد في برشلونة نجح في تحقيق تأثير كبير بهذه السرعة في النادي». وأشارت المحطة الإسبانية بعدها إلى أن السر في ذلك يكمن في تلقي فابريغاس دروسه الأولى في اللعب في قطاعات الشباب ببرشلونة، مما علمه أسلوب النادي التقليدي الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة ودقة التمرير، هذا بالإضافة إلى أن الكثير من زملاء اللاعب الحاليين في برشلونة هم ممن يلعب إلى جوارهم بالفعل في المنتخب الإسباني. وأكد فابريغاس، 24 عاما، في الأسبوع الماضي، أنه لم يتجرأ حتى للحلم ببداية إيجابية كهذه في برشلونة، وقال: «كانت الأمور رائعة منذ اليوم الأول».

وساورت الشكوك الكثير من جماهير برشلونة حول جدوى قرار شراء فابريغاس من آرسنال، بما أن اللاعب نفسه اختار من قبل ترك كامب نو وهو في الـ16 من عمره، وبما أن برشلونة نجح في الفوز بالكثير من الألقاب بالفعل من دونه.

ولولا إصرار غوارديولا على ضم اللاعب، لكان برشلونة صرف نظره تماما عن مطاردته بعد ثلاثة أعوام من الرفض والردود والاتهامات المتبادلة مع آرسنال. وتساءل الكثير من جماهير برشلونة، لماذا أصبح غوارديولا مهووسا بفابريغاس إلى هذا الحد على الرغم من أنه لديه بفريقه أكثر خطوط الوسط موهبة في عالم كرة القدم. إلى جانب انتظار الصاعد تياغو لدوره في المشاركة بالتشكيل الأساسي للفريق؟

ولكن إصرار غوارديولا أصبح الآن أقرب إلى الحدس الجيد منه إلى الهوس غير المنطقي، خاصة أن صانع الألعاب المخضرم تشافي لم يعد بإمكانه اللعب لأكثر من مرة واحدة في الأسبوع، هذا إلى جانب إصابة الجناح أليكسيس سانشيز وابتعاده عن الملاعب لمدة شهرين.

ومن بين الأسباب التي زادت من رغبة غوارديولا في ضم فابريغاس هي قدرة اللاعب الإسباني على اللعب في أكثر من مركز، بالوسط أو كمهاجم متأخر، وهو الدور الذي يتوقع أن يلعبه أمام ميلان اليوم.

ويسعى فابريغاس لمساعدة برشلونة على أن يصبح أول فريق يتمكن من الاحتفاظ بلقبه في دوري الأبطال، منذ أن حقق ميلان هذا الإنجاز في عام 1990.

وسبق أن ساعد فابريغاس فريق آرسنال على بلوغ النهائي الأوروبي عام 2006، والدور قبل النهائي للبطولة عام 2009، قبل أن يتعرض لخيبة أمل الخروج من منافسات البطولة على يد برشلونة في عامي 2010 و2011.

وأراح المدرب جوسب غوارديولا نجومه الأرجنتيني ليونيل ميسي واينييستا وديفيد فيا في الشوط الأول من مواجهة الفريق الباسكي يوم السبت محليا، بعد مشاركتهم في مواجهات دولية الأسبوع الماضي.

من جهته، يتوقع أن يعود إلى صفوف ميلان المهاجم البرازيلي الدولي ألكسندر باتو الذي خطب ابنة مالك النادي ورئيس الوزراء سيلفيو برليسكوني، بعد إراحته إثر مسابقة كوبا أميركا الأخيرة.

ورأى لاعب وسط ميلان الغاني كيفن - برنس بواتينغ أن فريقه ليس خائفا من برشلونة، وقال: «إذا اعتقدنا أن برشلونة لا يخسر وصدقت ذلك، سأتوقف عن ممارسة كرة القدم، أي فريق معرض للخسارة، إذا أقفلنا الطريق على شافي وانييستا، من الصعب عليهم التسجيل، أعتقد أن المباراة ستنتهي بالتعادل 1 - 1». وستكون المواجهة مميزة بالنسبة لإبراهيموفيتش الذي سيواجه فريقه السابق، وخصوصا المدرب غوارديولا الذي هاجمه بعد انتقاله إلى ميلان في عدة مناسبات وقلل من أهميته كمدرب عالمي.

وهذه المواجهة الثانية عشرة بين بطلي إسبانيا وإيطاليا؛ ففاز كل فريق أربع مرات وتعادلا 3 مرات، ويبحث برشلونة عن الثأر من ميلان الذي هزمه 4 - صفر في نهائي نسخة 1994.

وفي المجموعة الثامنة أيضا، التي يتوقع أن يتأهل عنها برشلونة وميلان بسهولة، يلتقي بلسن التشيكي مع بوريسوف البيلاروسي. وتشهد المجموعة السادسة مباراة قمة أيضا بين بوروسيا دورتموند بطل ألمانيا العائد إلى المسابقة بعد تسعة أعوام وآرسنال الإنجليزي (14 مشاركة متتالية)، الذي حقق أول فوز له هذا الموسم في الدوري الإنجليزي في أربع مباريات على حساب سوانزي المتواضع 1 - صفر، بعد خسارته الكارثية أمام مانشستر يونايتد 8 - 2.

وقال الفرنسي آرسين فينغر مدرب آرسنال الذي سيواجه فريقه موجات المشجعين الألمان المتحمسين بالقمصان الصفر على ملعب «ايدونا بارك» الذي يتسع لثمانين ألف متفرج: «عندما لا تفوز تكون أمام مشكلة، وكلما طال الوقت، زاد حجم هذه المشكلة.. وعندما تفوز تبدو الأمور بمنظار مختلف».

من جهته، استهل دورتموند موسمه في البوندسليغا مترددا، إذ تعرض لخسارة مفاجئة على أرضه أمام هيرتا برلين 1 - 2 يوم السبت، هي الثانية له في خمس مباريات.

لكن قائد الفريق رومان فايدنفلر حث زملاءه على الرد أمام آرسنال، وقال: «يجب أن نبقى هادئين ونستفيد من نقاط قوتنا».

وفي المجموعة نفسها، يحل مرسيليا الفرنسي ضيفا على أولمبياكوس اليوناني بعد خسارته على ملعبه «فيلودروم» أمام رين 1 - صفر في الدوري المحلي. وهذه البداية الأسوأ لمرسيليا منذ موسم 2005 - 2006 حيث لم يحقق سوى نقطتين في 5 مباريات، مقابل 3 نقاط في حملته الحالية.

وفي المجموعة الخامسة، يعود قائد منتخب ألمانيا السابق مايكل بالاك إلى العاصمة لندن مع باير ليفركوزن الألماني، وصيف 2002، لمواجهة فريقه السابق، تشيلسي الإنجليزي، لكنه غير متأكد من اللعب أساسيا على الرغم من أدائه الجيد في المباراة الأخيرة التي فاز فيها فريقه على أرض اوغسبورغ (4 - 1).

من جهته كان البرتغالي اندري فيلاس - بواس راضيا على أداء فريقه ضد سندرلاند محليا (2 - 1)، وقال: «لقد نجحنا بتحقيق ما عملنا من أجله في المباراة، لحسن الحظ أصبحنا قادرين على تنفيذ التمريرات المرتبطة بنوعية تماريننا، وأقول إني سعيد جدا».

وفي نفس المجموعة يحل بلنسية الإسباني ضيفا على غنك البلجيكي.

وفي المجموعة السابعة، يلتقي بورتو بطل البرتغال مع شاختار الأوكراني في مباراة صعبة للأول، ويلعب ابويل نيقوسيا القبرصي مع زينيت سان بطرسبورغ الروسي.